×

  قضايا كردستانية

  رسالة دميرتاش: حزبنا لن يرضخ لأي مقاربة متعجرفة



 

وجه صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، رسالة نشرها عبر حسابه في تويتر، إلى رئيسة حزب الجيد، ميرال أكشنار، بخصوص التطورات الأخيرة في المشهد التركي والجدل حول الطرف الذي سيدعمه حزب الشعوب في الانتخابات التي ستجرى بتاريخ 14 أيار (مايو) المقبل. وهذا نصها:

 

السيدة رئيسة حزب الجيد..

أكتب هذه الرسالة بصفتي ناخباً لحزب الشعوب الديمقراطي. إلى جانب المرشح الرئاسي لتحالف الأمة، السيد كمال كيليجدار أوغلو، حملتم على عاتقكم، سواء قادة أحزاب تحالف الأمة أو رؤساء البلديات، مهمّة صعبة في فترة تاريخية مهمّة. أولاً وقبل كل شيء، أود أن أبارك لكم، متمنياً لكم النجاح والحظ الوفير.

وفق ما يمكنني رؤيته، فإن السيد كيليجدار أوغلو وقادة الأحزاب الأخرى، عدا حزبكم، يريدون أصوات كل الناخبين، بما فيهم أصوات ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي، أملاً في إحداث تحول ديمقراطي.

إذا كنتم من دعاة “الحصول على أصوات ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي، مع رفض التعامل مع المؤسسة الحزبية”، يجب أن أشير على الفور إلى أنني أوكلت إلى حزب الشعوب الديمقراطي واجب ومسؤولية حماية حقوقي السياسية، كما يفعل ناخبو الأحزاب الأخرى.

 في كل الأحوال، سأقوم بالتصويت إلى الجهة التي تقررها إدارة حزب الشعوب الديمقراطي.

 حصل حزبنا، الشعوب الديمقراطي، مثل حزب “الجيد”، على شرعيته من الناس.

علاوة على ذلك، فقد أظهر الشعب اهتماماً أكبر بـحزبنا مقارنة مع حزبكم، ومنحه إمكانية أن يكون الحزب الثالث في تركيا.

وأنتم تتقاسمون طاولة عمل اللجان مع حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان.

 كما أنكم تعرفون عن وجودنا في البرلمان من خلال رئاسة النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي السيد نعمت الله أردوغموش للمجلس من وقت إلى آخر.

بينما تحاول غالبية المجتمع بث آمال كبيرة بشعارات الانتصار سوياً قبل هذه الانتخابات التاريخية، أعتقد أن بعض تصريحاتكم ومقارباتكم تجاه حزبنا، لا تتناسب مع هذا الهدف.

 

بصفتي ناخباً لحزب الشعوب الديمقراطي، أجد ضرورة في توضيح بعض الأمور لكم:

كجزء من تحالف الأمة، كان لديكم مساراً تفاوضياً مريراً حتى مع الأطراف المكوّنة لتحالفكم.

لماذا تعتبرون أنه يحق لكم ممارسة سياسة التفاوض، ولا يحق لحزب الشعوب الديمقراطي ممارستها؟

هل أنتم متأكدون من أنكم لا تعتبرون ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي مواطنين من الدرجة الثانية، ومحرومين من حق الإرادة؟

ما المشكلة في تفاوض حزب الشعوب الديمقراطي مع المرشح الرئاسي الذي سيصوت له؟

 علاوة على ذلك، وكما ذكر حزب الشعوب الديمقراطي مراراً وتكراراً، فإن بنود التفاوض هي البيان المكون من 11 بنداً، الذي أعلنه حزب الشعوب الديمقراطي في أيلول (سبتمبر) 2021، وليست نقاطاً سرّية.

 إذا قرر حزب الشعوب الديمقراطي دعم تحالفكم، فمن المرجح أن يصبح السيد كيليجدار أوغلو رئيساً وأنتم نائباً للرئيس. كما سيتولى حزبكم عدة مناصب وزارية.

 

سيادة الرئيس، في هذه الحالة، يجب أن أسأل بصراحة:

1- هل تريدون صوتي كناخب لحزب الشعوب الديمقراطي؟

كيف تنوون إقناعي بما أنكم ستحصلون على مقعد نائب الرئيس ومقاعد وزارية بتصويتي؟

بالمناسبة، أود أن أذكركم أنكم لم ترفضوا أصوات حزب الشعوب الديمقراطي، التي مكنّت رؤساء بلديات تحالف الأمة من الفوز في الانتخابات المحلية (عام 2019).

2- على الرغم من عدم مطالبة حزب الشعوب الديمقراطي بأية وزارة، إلا أن بعض أصدقائكم أساءوا إلينا وقاموا بتهميش ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي بقولهم “لن نعطي أي مقعد وزاري لحزب الشعوب الديمقراطي”.

الآن، إذا كان هؤلاء مرشحون للجلوس في مقاعد وزارية بأصوات ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي، ألا ينبغي عليهم إقناعنا؟

3- على الرغم من إعلان حزب الشعوب الديمقراطي أنه لم يتقدم بأي مطالب تتعارض مع المبادئ الديمقراطية، فقد قلتم: “يمكن لحزب الشعب الجمهوري أن يجري حواراً مع حزب الشعوب الديمقراطي، لكن لا يحق له أن يقدّم له تنازلات، كما ولا يمكن طرح مطالبهم على الطاولة (السداسية)”. هل تعتبرون مطالب الدمقرطة تنازلات؟

إذا وصلتم إلى السلطة وأنتم ترفضون طرح مطالبنا على طاولتكم، فما هي الطاولة التي تقترحونها علينا؟

هل تفكرون في توجيهنا إلى “مكتب مكافحة الإرهاب” مرة أخرى، كما هو الحال منذ خمسين عاماً؟

4- لن يقبل أي من ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي ولا الحزب نفسه القبول بمقاربة متعجرفة أو وصائية، باستثناء التفاوض الندي على مستوى واحد.

ولحل مشاكلنا السياسية فإننا لا نتبنى أي أسلوب عدا السياسة الديمقراطية والحوار السلمي. هل هناك طريقة أخرى تقترحونها؟

 

السيدة رئيسة حزب الجيد..

مثل جميع الناخبين، يعيش ناخبو حزب “الجيد” وحزب “الشعوب الديمقراطي” جنباً إلى جنب في ذات الشوارع، ويحملون ذات المعاناة.

 بينما لا توجد مشكلة لدى الناخبين في الوقوف معاً، أعتقد أن على القادة السياسيين أن يكونوا أيضاً جديرين بالمجتمع.

 بغض النظر عن ظروفنا وقراراتنا، علينا أن نخلق تركيا الحرة المزدهرة التي نعيش فيها معاً بحقوق متساوية. أعتقد أنكم ستساهمون أيضاً في هذا الجهد، أود أن أبارك لكم مرة أخرى متمنياً لكم النجاح والتوفيق.

*الترجمة المركز الكردي للدراسات


15/03/2023