أصدقاء مضرون بالصحة
SaraPress 1/11/2017 :
هناك أصدقاء للقضية الكردية من شتى الملل والاتجاهات، منهم من له نظرة فلسفية لحق الشعب الكردستاني في تقرير مصيره بالمطلق، بغض النظر عمن يقود الحركة الكردستانية. منهم من يربط تأييده بتبني الكرد لوجهات نظره السياسية والفكرية وقبول الحركة الكردستانية بنوع من الأبوة الفكرية حتى يستمر تأييده لها. ومن هؤلاء من هو حريص جداً على تجاوز الكرد لهفواتهم في مراحل النضال الكردستاني ومحطاته المتعرجة طوال عقود من السعي لنيل الحقوق.
وأفضل هؤلاء من كان صديقاً مؤيداً للمسألة الكردستانية أثناء الشدائد والمحن، وهم مثل جبال كردستان راسخون شامخون في مواقفهم الانسانية المشرفة رغم اختلافهم في وجهات النظر ونقدهم لهذا الموقف الكردستاني وتلكم المعالجة السياسية لطارئ ما في زحمة النضال ضد القمع والاستبداد.
وهناك أصدقاء طارئون ظهروا في عز النعمة الكردستانية وطفرة العوائد النفطية (أفادوا) القضية الكردستانية بقدر (الافاادة) التي نالها الكرد أنفسهم من طبقة مخملية كردية تجمّلت بغطاء الأفندية والتكنوقراط وهي أقرب في موقعها الاجتماعي والوطني من طبقة الانفتاح المنفلت من عقاله، أي طبقة السداح المداح بحسب التسمية الشعبية لأغنياء عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مصر الشقيقة.
ولكن حتى هؤلاء الطارئين مقدور عليهم ويعرف الكرد قبل غيرهم أنهم ليسوا بأصدقاء الشدة وآخرها الشدة التي لحقت بنا بعد محطة الاستفتاء الكردستانية ومنسوب العسكرتارية التي رفعها رئيس الوزراء العبادي بنفسه ضد شعب كردستان.
هناك أصدقاء سوء يظهرون في أوقات الأزمات ممن لا يصمتون مثل الطارئين المار ذكرهم فيكفون شرهم، بل يلبسون لبس المؤيدين الصادقين، وهؤلاء من رجسهم براء براءة الذنب من دم يوسف.
أصدقاء السوء هؤلاء يتغذون على الخلافات الكردستانية الأصلية منها نتيجة اختلاف الرؤية والتوجهات السياسية والطارئة منها، وقت الانكسارات السياسية والانكماش الكردستاني، يتغذون على تفسير الانكسارات وتأويل الاتهامات المتبادلة بين أولي الأمر في الشأن الكردستاني ويغزون التفرقة والتنابذ بين المختلفين في تفسيرهم لسبب النكسة ومسببيها.
وبين هؤلاء من أصدقاء السوء من يدفع باتجاه تغول بعض القيادات وتقزيم بعضها الآخر، والدفع باتجاه استمرار التعنت والمكابرة بدلاً من تشجيع القيادة الكردستانية للملمة الجراحات تمهيداً لاستنهاض الهمة الوطنية داخل حركة التحرر الكردستانية وتجاوز المحنة التي لها أسبابها الداخلية الى جانب التكالب الاقليمي ومنسوب التجييش المذهبي والقومي التي اتبعته بغداد بحجة الاستفتاء.
ولا أريد أن أذكر أسم بعينه لأن ما أود ايصاله ليس التشهير بقدر ما أود ايصال التشخيص. وأحد هؤلاء ممن بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة يكتب في الشأن الكردستاني ولكنه يدق أسفيناً في الخلافات بين الأحزاب الكردستانية، فتارة يمدح هذا الحزب ويغمز من قناة هذا الحزب تارة أخرى، يتغاضى عن عيوب البعض ويلفق الاتهامات للبعض الآخر، هؤلاء ليسوا بأصدقاء للشعب الكردي ولا حركته التحررية، بل وليسوا من أصدقاء العراق الديمقراطي الفدرالي، بل هم يتغذون كالطفيليات على الجراحات الكردستانية وعلى التصارع المزمن بين كردستان وبغداد، ويزينون لبعض القيادات الكردية أخطائها الفادحة من أجل الاستمرار فيها وبالتالي استمرار المعاناة تحت غطاء دعم القضية الكردية العادلة، نقول لهؤلاء لا تتغطوا برداء أصدقاء الشعب الكردي، ونقول لهم كما قيل في التراث الشعبي (يا غريب خليك أديب).
|