×

  رؤا

فراغات أمنية وفراغات أخرى

07/12/2021

ستران عبدالله

فراغات أمنية وفراغات أخرى

ليست ثمة فراغات أمنية فقط بين البيشمركة والجيش العراقي تستدعي ملأها.هناك فراغات أمنية وسياسية واجتماعية اخرى من الضروري ملؤها.

بالطبع إن الفراغ الامني بين قوات البيشمركه والجيش العراقي جانب واضح وبارز من الخلاف بين اقليم كردستان والحكومة العراقية، وفي التجلي الامني والعسكري منه ان داعش والارهابيين يتسللون منه ويستغلونه ويمارسون من خلاله وبشكل يومي انشطة ارهابية. في الواقع هناك الكثير ممن يرغبون في بقاء هذا الشرخ وعدم ملئه بل يسعون الى توسيعه ويشجعون على بقاء العلاقات السياسية متوترة كي ينعكس ذلك على الواقع العسكري والامني، وبالتالي خلق حالة من الفوضى تعقبها دماء ودموع اضافية.

هذا الفراغ نراه لانه بادٍ وواضح للعيان. والا فان هناك فراغات اخرى متربصة، تبرز خلال الاحداث والوقائع المرة وتمسي مصيبة.

هنالك فراغات امنية وسياسية واجتماعية لا تقل خطرا عن الفراغ الموجود بين اربيل وبغداد، وهناك الكثير من الممارسات الداعشية الاخرى، وليس فقط ممارسات التنظيم المجرم، بل ضع في الحسبان ان الفراغات بين وبين من الكثرة تكاد تصير حالة وشعارا ثابتا وليست فقط ظاهرة يمكن معالجتها بمرور الايام.

 لماذا نحسن الظن انه ليست هناك فراغات بين اربيل والسليمانية، وبين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، والاحزاب فيما بينها، والسلطة والمعارضة مما تستدعي فعلا ملأها وشغلها؟

فراغات ليس بوسع الاتفاقات الكونكريتية ملؤها، ولا بإمكان الدروس والعبر الماضية او حتى الفرص والتطلعات المستقبلية إسعافها.

فراغات ليس بمقدور الاعراف الكردية ولا الاعراف السياسية ولا الجنتلمانية السياسية التغلب عليها.

تلك الفراغات كثيرة، منها الفراغات بين مدن الاطراف ومراكز محافظات كردستان من ناحية التنمية والازدهار. فراغات طبقية صارخة لامثيل لها في الصراعات المجتمعية والطبقية لا في الشرق ولا في الغرب والتي أمست تهديدا للسلم الاجتماعي. فراغات بين اجيال المجتمع الكردي وكأنهم يتحدثون الى بعض باللغة اليابانية او ينقل كلامهم عبر مترجم خائن.

فراغات بين الرجل والمرأة، بين الذكور والاناث في المجتمع الكردي والذي شوّهته مئات من الموديلات وقلة الفهم، وتحيط به مئات من الدواعش الاجتماعية والمناوئين وارباب الكذب.

فراغات بين الاعلام الرسمي والملتزم وتيار التواصل الاجتماعي المنبثق والمزدهر والذي يحوي الصالح والطالح، ولاحيلة لنا في التمييز بينهما.

الفراغات كثيرة، ليس فقط الفراغات بين البيشمركه والجيش، بل هناك حيث الحدود بين بيلاروسيا وبولندا والذي لانستطيع فيها ان نميز بين المهاجر المسكين والمعوز وبين المهاجر السافل الحقير الذي يمدح ديكتاتور البعث في حضرة ديكتاتور بيلاروسيا.

هناك الكثير من الفراغات الاخرى، كنت اود ان تضيف لها انت ايها القارئ. لكن كثرة التعليقات غير المناسبة والمسيئة في الكثير من الحالات تجعلني اذهب الى القول ان علاقة الكاتب بقرائه ايضا يشوبها الفراغ المريب فهي فسدت الى درجة، يسرح ويمرح فيها جمهرة من الدواعش، والمئات من المعلقين والمتربصين من وراء الستار قد أفسدوا البيئة.

 
 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  المرصد.. ملتزمون محتفلون
←  سبع سنوات عجاف في كركوك
←  العملية السياسية في الإقليم تحتاج إلي إعادة بناء من جديد
←  درءا لعين الحسود
←  الرائد لايكذب قومه
←  سياج البيت وسور الوطن.. في كركوك
←  خطاب عنصري بامتياز
←  ذريعة مسبقة
←  خلط الاوراق لن يفيد الشوفينية
←  يوم الشهيد.. الايثار في مسيرة الاتحاد و ثورته المتجددة
←  اعادة ترتيب الاولويات في كركوك
←  و عادوا الى سيرتهم الاولى
←  ســـــــقط ســـــــهواً
←  حلقة مفرغة من التشرذم الكردستاني
←  تحية لذكرى كاكه نةوة.. رفيق سلاح مام جلال
←  رسالة الناخب العراقي
←  العربة قبل الحصان والاصلاح الحزبي قبل الاصلاح العام
←  في ذكرى القائد الشهم جبار فرمان
←  العودة الى المسار الحزبي من أجل استنهاض الجهد الجماعي للأفراد
←  ولكن ماذا كان رأي المرتد كاوتسكي؟
←  ويفضل أن يكون خليجيا
←  الحياة الحزبية أساس العملية الديمقراطية
←  آزاد هورامي... بطل من ذاك الزمان
←  جلــد الـــذات و تلمــــيع صــــورة الدكـــتاتـــوريـــة
←  قراصنة أمريكا الجنوبية.. من ماركيز إلى مارادونا
←  أوان الكرد
←  استذكار للاستاذ حميد درويش سيظل ذكراك خالدًا
←  استفتاء كردستاني في ذمة التاريخ واستفتاءات عراقية يومية
←  جواسيس العصر والأوان ومرتزقة الفترات الانتقالية
←  معركة التجديد السياسي لا تنفصل عن المعركة الوطنية
←  أصدقاء مضرون بالصحة
←  يتبغدد علينا واحنا من بغداد
←  الكمياوية أعلى مراحل البعثية
←  على هامش تهدئة النقاشات حول مئوية سايكس بيكو
←  لا تصدقيهم يا نادية !
←  الفيدرالية من مدريد إلى الرمادي
←  الجبهة التركمانية خسائر يدفع الشعب التركماني ثمنها
←  أيام الرئاسة.. الأيام الذهبية للكوردايتي والديمقراطية
←  تجربة تستحق التوقير.. كتاب يستحق القراءة
←  بضاعة أتلفها الهوى
←  فراغات أمنية وفراغات أخرى
←  ثقافة السب والشتيمة