×

  رؤا

بايدن معلقا على أدائه في المناظرة: ما أعرفه هو كيف أقول الحقيقة

07/07/2024

تقارير فريق الرصد والتابعة

تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد

 

  

في أول ظهور له بعد مناظرة، الخميس، وقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، على المنصة وسط تصفيق حار من مؤيديه، الجمعة 28 حزيران 2024، في تجمع انتخابي بولاية كارولاينا الشمالية، مهاجما منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، الذي قال إنه "تهديد حقيقي" لأميركا وديمقراطيتها.

وقال بايدن مخاطبا مؤيديه " قد لا أتمكن من المشي بسهولة أو التحدث بسلاسة كما اعتدت أو القيام بالمناظرة كما اعتدت، لكن ما أعرفه هو كيف أقول الحقيقة. وأعرف كيف أقوم بهذا العمل وأنهي المهمة".

وبهذا الحديث يشير بايدن إلى تصريحات ترامب في المناظرة والتي تضمنت معلومات مغلوطة وثقتها وسائل الإعلام حول عدد من القضايا مثل الهجرة، إلى جانب تهربه من الإجابة عن اسئلة ملحة مثل هجوم الكابيتول واستعداده للاعتراف بنتيجة الانتخابات مهما كانت، وقضية الإجهاض.

ووصف بايدن منافسه ترامب بأنه يشكل "تهديدا حقيقيا" للولايات المتحدة وللديمقراطية الأميركية، مؤكدا في الوقت ذاته عزمه المضي قدما في خوض السباق الرئاسي المقرر في نوفمبر المقبل.

وقال بايدن في سلسلة تغريدات على منصة "إكس": "في هذه الانتخابات، فإن حريتكم وديمقراطيتكم وأميركا نفسها على المحك".

وأثار أداء بايدن المتذبذب وتعليقاته المترددة، لا سيما في وقت مبكر من المناظرة، مخاوف بين أعضاء حزبه من أنه في سن 81 عاما ليس مؤهلا لقيادة البلاد لأربع سنوات أخرى.

ورفض بايدن مخاوف الديمقراطيين بأنه ربما عليه أن يتنحي، قائلا "لا، من الصعب مناقشة كاذب"، وفقا لما أوردته وكالة أسوشيتد برس.

وأسدل الستار، مساء الخميس، على واحدة من أكثر المناظرات الرئاسية إثارة للجدل في الولايات المتحدة

وبموجب قواعد الحزب الديمقراطي الحالية، سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استبدال بايدن كمرشح عن الحزب دون تعاونه أو بدون استعداد مسؤولي الحزب لإعادة كتابة القواعد في المؤتمر الوطني في أغسطس.

وإذا قرر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون في أغسطس في شيكاغو في ما يعرف بالمؤتمر "المفتوح"، حيث سيعاد خلط الأوراق لا سيما أصوات المندوبين الذي صوتوا بالفعل لحساب الرئيس.

وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ العام 1968 حين تعين على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشحه في خضم حرب فيتنام.

وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

 

 

أبرز التصريحات في المناظرة "التاريخية"

واختتمت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على قناة "سي إن إن" من استوديو في أتلانتا بدون جمهور، حيث شهدت تناول المرشحين الرئاسيين نقاطا عدة تعلقت بالسياسات الأميركية الداخلية والخارجية.

وتنوعت المواضيع المطروحة بين الاقتصاد الأميركي وملفات الهجرة والإجهاض وصولا إلى الحرب على أوكرانيا وتلك التي تشهدها إسرائيل مع حركة حماس في غزة.

وتوجه الرجلان للوقوف خلف منبريهما من دون أن يتصافحا لتنطلق أول مناظرة بينهما قد تشكل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية.

 

الاقتصاد الأميركي

وانطلقت المناظرة بأسئلة تخص نظرة المرشحين للرئاسة الأميركية بشأن تحسين الأوضاع الاقتصادية.

وقال الرئيس الأميركي بايدن إن إدارته تسلمت "اقتصادا كان على وشك الانهيار" من إدارة ترامب، إذ كانت البطالة مرتفعة، وأعادت "إدارته الأمور إلى نصابها" للاقتصاد إذ أوجدت فرص عمل جديدة خاصة في القطاع الصناعي.

وأكد أن السياسات الاقتصادية لإدارته أكدت على عدم إضرار الشركات بالمستهلكين، مشيرا إلى أن ما كان يحصل في الإدارة السابقة "فوضى"، وعلى سبيل المثال تم خفض أسعار الأدوية مثل الأنسولين.

واتهم بايدن سياسات ترامب بأنها تركز على الأثرياء، وأنه في عهده زاد العجز والدين لأعلى مستوى في التاريخ الأميركي، منتقدا خفض الضرائب للأثرياء فقط، مشيرا إلى أنه يوجد عدد كبير منهم ويدفعون فقط 8 في المئة من الضرائب.

من جانبه، رد الرئيس السابق، ترامب، أن إدارته سلمت إدارة بايدن "أعظم اقتصاد في التاريخ الأميركي رغم جائحة كورونا"، مؤكدا أن التوسع في الإنفاق كان ضروريا لتلافي الكساد.

وزاد أنه خلال إدارته كانت السوق المالية في أفضل حالاتها، والوظائف التي يتغنى بها بايدن خلقها للمهاجرين وليس للأميركيين.

ودافع ترامب عن سياسات وضع رسوم جمركية، مؤكدا أن هذا سيوفر المال لخفض العجز ويمنح القوة للاقتصاد الأميركي، وحتى الإعفاءات الضريبية تحفز الشركات.

وأعاد بايدن وترامب في وقت لاحق من المناظرة تبادل الاتهامات فيما يتعلق بحالة الاقتصاد الأميركي، وقال الأخير إن "بايدن سبب التضخم، وأثر على العائلات من أصول أفريقية".

وأضاف سلمت إدارته "الولايات المتحدة بحالة مثالية، ولكنه دمرها، وسبب التضخم، وألحق الضرر بالأميركيين من أصول أفريقية، وفتح الحدود للمهاجرين الذين أخذوا وظائفهم".

واعتبر ترامب أن بايدن "لم يقم بعمل جيد. لقد قام بعمل سيئ. والتضخم يقتل بلدنا. إنه يقتلنا".

من جانبه رد بايدن بأنه "لم يكن هناك تضخم وفرص عمل لأنه (ترامب) قضى على الاقتصاد".

وتابع لقد "لقد قدمنا إعانات مادية للأسر، وحاول أكثر من مرة القضاء على برامج الرعاية الصحية".

 

الحرب الروسية على أوكرانيا

وانتقد ترامب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، وقال: "لو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لما غزا بوتين أوكرانيا".

وأضاف "كان بايدن سيئا في أفغانستان، وبوتين راقب هذا وراقب عدم الكفاءة"، وعندما "شاهد بوتين ذلك، قال إنه سيذهب ليغزو أوكرانيا فهذا حلمه".

 وأكد أن "شروط بوتين غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ"، وأعطى بايدن "200 مليار دولار لأوكرانيا"، واصفا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، بـ"أفضل بائع" لأنه "كلما يأتي لواشنطن يحصل على المليارات".

وقال موجها حديثه لبايدن: "ما كان يجب أن تنفق هذه المليارات"، وأكد أن الحرب "ستنتهي قبل استلامه لمنصبه".

 من جانبه رد بايدن بأن إدارته أخرجت "أكثر من 100 ألف وغيرهم من أفغانستان جوا"، وما يحصل في أوكرانيا كان بتشجيع "ترامب بوتين ليفعل كل ما يريد".

وقال إن "بوتين أراد السيطرة على كييف في أيام، ولكنه لم يتمكن من ذلك وخسر الآلاف".

ووصف بايدن بوتين بـ"مجرم حرب قتل الآلاف، ويريد إعادة الإمبراطورية السوفيتية ولن يتوقف عند أوكرانيا لو نجح في الحرب سيستمر إلى دول أخرى".

وأكد ترامب أن شروط بوتين لحل القضية الأوكرانية "غير مقبولة".

 

الحرب بين حماس وإسرائيل

وانتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها تسببت في حدوث هجوم السابع من أكتوبر، وذكر أن إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة.

من جانبه، قال بايدن إنه في عهد ترامب هاجمت إيران مئات الجنود الأميركيين وتسببت في إصاباتهم.

وأضاف أن "مجلس الأمن ومجموعة السبع وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وافقوا على خطة مقترحة بثلاث مراحل.. وحماس تريد استمرار الحرب".

وأشار إلى أنه يـ"ضغط بشدة لجعل حماس توافق على الخطة"، ودافع بايدن عن قراره بتعليق إرسال قنابل تزن 2000 طن (أكثر من 900 كلغ)، لأنه من الصعب أن تستخدم في مناطق مأهولة.

وأكد أن الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل، مشيرا إلى أنه تم "إضعاف حماس" و"علينا القضاء" على الحركة.

ورد ترامب بدوره بالقول "بايدن يقول إن حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر".

ووصف ترامب بايدن بـ "الفلسطيني السيء"، في إشار لتأييد الرئيس الأميركي للفلسطينيين على حساب إسرائيل، وفق تعبيره.

وأدار المذيعان جيك تابر ودانا باش مناظرة "سي إن إن".

ولم يُجب ترامب على سؤال فيما لو كان سيؤيد دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب بيت إسرائيل وحماس في غزة، وقالت المذيعة باش: "هل ستؤيد خلق دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة، ليرد الرئيس السابق بالقول: "سيتوجب علي أن أرى" الوضع حينها، لينتقل بعدها إلى الحديث عن اتفاقيات التجارة مع الدول الأوروبية، وفق ما نقلته "سي إن إن".

 

الانسحاب من أفغانستان

ورغم اتفاق المرشحين على ضرورة سحب القوات الأميركية من أفغانستان، إلا أن ترامب وصف سحب بايدن للقوات الأميركية بأنه "الأكثر إحراجا في التاريخ الأميركي"، وأنه كان "اليوم الأكثر إحراجا في حياة الولايات المتحدة".وقال ترامب: "كنت سأخرج من أفغانستان، ولكن بكرامة وعزم وقوة".

وقال بايدن إنه عندما تسلم منصبه "كانوا لا يزالون يُقتَلون في أفغانستان، ولم يفعل (ترامب) شيئا حيال ذلك"، قاصدا بذلك الجنود الأميركيين هناك.

وزعم بايدن أنه الرئيس الأميركي الوحيد في هذا العقد الذي لم "يقتل فيه أي جندي في أي مكان في العالم، كما فعل هو" في إشارة إلى ترامب.

وخلال الانسحاب الأميركي في صيف 2021 تم إجلاء 125 ألف شخص بينهم 6 آلاف أميركي عبر جسر جوي، ولكن خلال وقت عمليات الإخلاء فجر إرهابي ينتمي الى تنظيم داعش نفسه وسط حشود من الناس في محيط المطار أثناء محاولتهم الفرار في 26 أغسطس عام 2021. وأسفر الانفجار عن مقتل 183 شخصا بينهم 13 جنديا أميركيا كانوا يؤمنون المطار خلال انسحاب قوات بلادهم بعد أكثر من 20 عاما على غزوها أفغانستان، وفق ما ذكرته "سي إن إن" التي صححت تصريح بايدن.

 

الانتخابات الأميركية المقبلة.. وقبول نتائجها

وفي رد على سؤال بشأن ما إن كان الرئيس السابق سيؤيد نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، أبدى ترامب استعداده لقبول نتائج الانتخابات "إذا كانت حرة ونزيهة، وقانونية"، مشيرا إلى أن "التحايل" في الانتخابات السابقة كانت "سخيفا".

وأضاف أنه كان من الأسهل له عدم خوض الانتخابات "لو كان لدينا رئيس عظيم، لما كان هناك داع لترشيح نفسي"، مشيرا إلى أنه اضطر إلى الترشح "لإصلاح ما أفسده بايدن" وأنه يخضع للإدانة بحكم أنه رئيس سابق، معتبرا أن إدانته الجنائية "سياسية".

من جانبه شكك بايدن بحديث ترامب، وقال: "أشك أنك ستوافق على نتائج الانتخابات"، مضيفا أنه "عندما خسر في المرة الأولى قام برفع قضايا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي لم تنجح".

وتابع أن ترامب استمر "في الكذب بشأن سرقة الانتخابات".

وأكد ترامب أنه يريد "أن يجعل أميركا دولة عظيمة مرة أخرى"، إذ أنها "دولة فاشلة بسبب سياسات بايدن العسكرية"، محذرا من أن الرئيس الحالي "سيدفع البلاد إلى الحرب العالمية الثالثة".

وقال: "الولايات المتحدة في موقف سيء، ولا تفوز أوكرانيا حاليا في الحرب، وفقدت العديد من مدنها".

ورد بايدن أنه " إذا أردتم حربا عالمية ثالثة" اجعلوا ترامب يفوز ليشجع بوتين على الاستمرار وينقل النزاع إلى دول أخرى.

وأضاف "نحن دولة مهمة وأساسية ونحتاج من أميركا أن تحمي العالم".

 

الهجرة

وانتقد ترامب إدارة بايدن بشأن ملف الهجرة والحدود، وقال "الآن لدينا أسوأ حدود على الإطلاق".

وأضاف "خلال رئاستي الحدود في بلادنا كانت الأفضل تاريخيا"، مشيرا إلى أن فتح الحدود سمح بدخول ملايين المهاجرين القادمين من السجون أو حتى المستشفيات النفسية.

واتهم بايدن من جانبه ترامب بـ"المبالغة" و"الكذب" بشأن أزمة الهجرة في الولايات المتحدة.

وتشكل الهجرة أحد الموضوعات الرئيسية في الحملة الرئاسية. وقال بايدن: "لا توجد بيانات تدعم ما يقوله (ترامب). إنه يبالغ مرة أخرى، إنه يكذب".

وربط الرئيس السابق ترامب بين ارتفاع الجريمة في الولايات المتحدة مع دخول المزيد من المهاجرين، وقال "إنهم يقتلون شعبنا في نيويورك وكاليفورنيا، وكل ولاية.. لأنه لم تعد لدينا حدود".

وألقى باللوم على بايدن بما أسماه "جريمة بايدن للمهاجرين"، مشيرا إلى أنهم يقتلون الأميركيين "بمستوى لم نشهده من قبل".

ونفى بايدن صحة تلك المزاعم، مشيرا إلى أن الجرائم تحدث على أيدي مرتكبين خارج منظومة المهاجرين، وانتقد سياسات الإدارة السابقة التي تسببت فيما وصفه بـ "أزمة على الحدود"، مشيرا إلى أنه عمل بشكل مكثف للوصول إلى اتفاق بين الحزبين في الكونغرس".

وقال بايدن:  "وجدنا أنفسنا في موقف عندما كان (ترامب) رئيسا، كان يفصل الأطفال عن أمهاتهم ويضعهم في أقفاص، ويتأكد من فصلهم عن العائلات.. هذه ليست الطريقة الصحيحة للمضي قدما".

 

 

أوباما يرد على انتقادات بشأن أداء بايدن في المناظرة..

الى ذلك أقر الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، الجمعة، بأن أداء الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، كان "سيئا" في مناظرة أمام منافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، يوم الخميس، إلا أنه أكد أنه مستمر في دعم بايدن، في حين شدد الرئيس الأميركي على التزامه بالسباق الانتخابي.

وقال أوباما على منصة إكس "الأداء السيء في المناظرات وارد. ثقوا بي، فأنا أعرف".

وكتب أوباما "لكن هذه الانتخابات لا تزال اختيارا بين شخص قاتَل من أجل عامة الشعب طيلة حياته وبين آخر لا يبالي إلا بنفسه"، مضيفا "الليلة الماضية لم تغيّر ذلك".

وأكد متحدث باسم حملة بايدن الانتخابية لرويترز، الجمعة، أنه لا توجد محادثات بشأن ترك الرئيس الأميركي للسباق، مشيرا إلى أنه يخطط لمناظرة أخرى مع ترامب في سبتمبر.

 

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  بزشكيان رئيسا لإيران.. وعود بالإصلاح داخليا وخارجيا
←  الحكومة البريطانية الجديدة... التحديات أكبر من الفرص
←  الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية.. أهميتها والقضايا الرئيسية
←  الرابع من يوليو.. يوم استقلال الولايات المتحدة
←  إجماع وطني على مساندة القضاء العراقي ورفض المساس برموزه
←  بايدن معلقا على أدائه في المناظرة: ما أعرفه هو كيف أقول الحقيقة
←  ابرز سيناريوهات الانتخابات التشريعية الفرنسية
←  ما بين بزشكيان وجليلي.. رئاسة إيران في انتظار جولة الحسم