×

  فاجعة شنكال

  أحداث سنجار ومحاولات لتغيير الحقائق



صباح يوم 27 نيسان، توجه ما يقارب 20 عائلة من مسلمي سنجار من العرب السنة، الى قضاء سنجار، بهدف العودة الى الديار، بعد اجتماع عقده عدد من شيوخ العشائر العربية، لغرض حث العوائل العودة الى سنجار، بالتنسيق مع الجيش العراقي الفرقة 20 التي تكفلت مهمة حماية العوائل، ومع وصولهم كان هناك تجمع لعشرات الشباب والنساء من اهالي سنجار من ضمنهم ناجيات من داعش، نظموا وقفة احتجاجية لمنع العوائل من العبور، وصادف التجمع ان يكون قرب مسجد الرحمن وسط القضاء، وقد تخلل الاحتجاج حرق الاطارات ورمي الحجارة على القوات الامنية من الجيش وسيارات العوائل العائدة، مما دفع بعض الشباب من العرب الى اللجوء الى باحة جامع الرحمن تجنبا للحجارة.

 

بينهم من تلطغ أيديهم بمجازر الايزيدين

وبعد التدخل الايجابي من قبل قائد الفرقة الذي دعا الطرفين لضبط النفس عادت العوائل ادراجها الى الموصل، كما صادف ان واحدة من الناجيات المشاركات في الاحتجاج تعرفت على احد الشباب من العرب العائدين وقالت بانه كان مع داعش الارهابي اثناء اسرها مع عائلتها، وهنا تم اعتقال الشاب من قبل الجيش لغرض التحقيق وكان هذا الحدث سبب تأجيج الوضع وخلق ردة فعل قوية لدى الشباب الايزيدي.

 

الصوَر قديمة

على خلفية الاحداث قامت بعض صفحات التواصل الاجتماعي ، بنشر صور لجامع تعرض للحرق والتخريب، والصورة تعود لاحد الجوامع لعام 2016 وكان هذا سبب انتشار الخبر على ان الايزديين قاموا بحرق الجامع، مما ادى الى ردة فعل سريعة عن الكثيرين  خصوصا من اهالي محافظة دهوك والموصل، الذين نشروا الخبر على صفحاتهم الى جانب هاشتاك يكفر الايزديين ويحرض على الفتنة الطائفية من ضمنهم رجال دين.

 

الايزيديون ليسوا ضد العودة، لكن

اما على صعيد قيادات ايزيدية فأوضحوا بانهم ليسوا بالضد من عودة العوائل، لكن شريطة ان يتم التأكد من انهم لم يشاركوا في الابادة الايزيدية، خصوصا بعد قرار الغاء التصاريح الامنية من قبل الاستخبارات العراقية، وهذا ما تسبب في تملص الكثير من المتهمين من التبعات القانونية.

 

الايزيديون يدفعون ثمن أصالتهم

ويقول الدكتور يوسف كوران  مسؤول مركز الدراسات العامة للاتحاد الوطني الكوردستاني حول هذه القضية: " لقد دفع إخواننا الأيزيديون ثمن أصالتهم الكوردية وتطرف الاجندات الخارجية لإبادة الكوردايتية عبر التاريخ، ولا يزالون يتعرضون للتشهير والضرب من خلال خلق بيئة تقوم على التعريب الجديد والأكاذيب" مشددا على "ضرورة ان يقف كل كوردي شريف ضد هذه المحاولات الخبيثة".

وكان تنظيم داعش الارهابي قد احتل عام 2014 قضاء شنكال، موغلا بعمليات قتل وخطف وسبي للكورد الايزيديين، وماتزال مصير الكثير منهم مجهولا، كما نزحت آلاف العوائل في ظروف صعبة وقاسية، وبقيت قضية ضحايا داعش بواجهات وسائل الاعلام المحلية والعالمية.

 

 

الوقف السني ينفي تعرض مسجد الرحمن الى اضرار مادية او حرق

من جهته نفى السيد إسماعيل محمد مدير دائرة الوقف السني في سنجار خلال تصريح صحفي يوم السبت، إحراق مسجد الرحمن في قضاء سنجار.وقال اسماعيل محمد في مؤتمر صحفي عقده من أمام جامع الرحمن في سنجار إن " رئيس ديوان الوقف السني الدكتور مشعان الخزرجي، أوعز بالتواجد والوقوف ميدانياً على الملابسات التي جرت في جامع الرحمن بقضاء سنجار".

وأوضح أن "جامع الرحمن لم يتعرض إلى أضرار مادية أو حرق أو أي شيء مما ذُكر في الإعلام"، مؤكدا بالقول: "أن ديوان الوقف السني يوصي بضرورة التعايش السلمي بين أبناء الشعب العراقي بكافة أديانه وطوائفه ومذاهبه".

ودعا مدير الوقف السني إلى "عدم الانجرار خلف هذه الفتن" وطالب الجهات الرسمية والأمنية بإعادة النازحين الذين لم يثبت تورطهم بأنهم اتبعوا عصابات داعش الإرهابية إلى مناطق سكناهم.

 

الهجوم على الجوامع ليس من أخلاقنا نحن الأيزيديين

من جهته أكد أمير الأيزيديين في العراق والعالم حازم تحسين بك، الجمعة، رفضه القاطع إزاء الهجوم على "مسجد الرحمن" في قضاء سنجار، خلال تظاهرات مناهضة لعودة عدد من الأُسر النازحة.

وقال في بيان: "نعلن رفضنا القاطع للهجوم على جامع الرحمن وحرقه في سنجار، والهجوم على الجوامع ليس من أخلاقنا نحن الأيزيديين".

وأضاف تحسين بك: "عندما اجتاح داعش مدينة سنجار وهاجم الأيزيديين، فتح المسلمون أبواب المساجد لنا ولم يقصروا في المساعدة".

بدوره، اعتبر مركز لالش الثقافي والاجتماعي للأيزيديين الأحداث الجارية حالياً في قضاء سنجار هي "نتيجة السياسة الخاطئة للحكومة العراقية"، معرباً هو الآخر عن رفضه لأي شكل من أشكال العنف.

وقال المركز في بيان، الجمعة، إن "التظاهرة السلمية حق طبيعي، والاعتداء على مقدسات الأديان تصرف غير لائق لا يمكن القبول به من أي طرف كان".

وأشار إلى أن "نشر رسائل بعيدة عن الحقيقة في مواقع التواصل يؤدي إلى إنهاء السلم الاجتماعي، وعلى الجهات المسؤولة مراقبة ومحاسبة من ينشر مثل هذه الرسائل".

"يجب أن يتحمل الجميع واجباته بروح المسؤولية، وأي تأزيم للوضع لن يكون في صالح أي شخص وأي طرف سوى الأعداء"، بحسب بيان مركز لالش.

 

شرارة الأحداث

وشهد يوم الخميس، قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمال العراق، احتجاجات واسعة شارك فيها المئات من أهالي المدينة، وذلك بعد تعرّف إحدى الناجيات الأيزيديات من داعش، على أحد مسلحي التنظيم الإرهابي، فأبلغت عنه القوات الأمنية، التي اعتقلته على الفور.

وطالب المتظاهرون، على أثر ذلك، الحكومة العراقية باتخاذ خطوات دقيقة ومدروسة في عملية إعادة النازحين العرب إلى سنجار، على أن تكون "العدالة الانتقالية في مقدمة كافة الخطوات".

كما طالبوا بتعزيز الأمن والاستقرار وترسيخ التعايش السلمي، وإنصاف ضحايا الإبادة الجماعية وذويهم ومحاكمة كافة الإرهابيين والمتورطين في هذه الجرائم.

 

توقيت غير مدروس

تعقيباً على ما جرى، كتب الناشط الأيزيدي، عامر دخيل، على صفحته في فيسبوك: "توقيت عودة العائلات العربية النازحة إلى سنجار بدعم حكومي غير مدروس قبل تحقيق العدالة بحق المتورطين ممن انضموا وتعاونوا مع داعش، وقبل دعم وتوفير بيئة صالحة لعودة الأيزيديين والضحايا من المخيمات".

وأضاف: "قد تحدث مشاكل وشرخ في المجتمع الشنكالي نتائجها سوف تؤثر علينا جميعا، خاصة أن هنالك جهات عدة تحاول زعزعة المنطقة، وهذه العودة ستكون مادة دسمة لأجل أهدافهم الخبيثة".

 

تحذير من "فتنة"

في السياق نفسه، يوضح مزاحم الحويت، وهو أحد شيوخ العرب السنة في سنجار وغرب الموصل،  أن "قرار عودة العائلات العربية النازحة صدر إثر اتفاق بين ممثلي مكونات سنجار والحكومة المحلية في نينوى والقوات الأمنية، على ألا يشمل هذا الأشخاص والعائلات الملطخة أياديها بدماء العراقيين".

واكد الحويت لـ"ارفع صوتك": "خلال عملية عودة أكثر من 50 عائلة عربية نازحة إلى سنجار، الخميس، تفاجأنا بهجوم مجاميع موالية لحزب العمال الكردستاني على هؤلاء العرب العائدين، وانتحلت هذه المجاميع صفة الأيزيديين، لكننا فيما بعد تأكدنا أن الأيزيديين لا علاقة لهم".

ويحذر من كون الأحداث "شرارة قد تخلق فتنة في سنجار"، داعياً رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى "التدخل لحل الأزمة في سنجار وإخراج هذه المجاميع المسلحة منها، لأنها لا تؤمن بالتعايش وتسعى لإشعال نار الحرب".


30/04/2023