×

  المرصد الامریکي

  الجنرال فوتيل: مع تسوية سياسية في سوريا تضم حلفاءنا الكرد



أوضح القائد الأعلى السابق للجيش الأمريكي الجنرال (جوزيف فوتيل) أن العمليات العسكرية التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية أثرت بشكل كبير على جهود بلاده في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد الجنرال فوتيل أن على الولايات المتحدة أن تسعى بشكل عاجل إلى تسوية سياسية تفاوضية في سوريا تضم حلفاؤهم الكرد.

جاءت هذه التصريحات في حلقة نقاش نظمها معهد السلام الكردي ومعهد نيو لاينز للاستراتيجية، وهما مركزان فكريان مقرهما واشنطن, حيث كان الحدث بعنوان: (الانتخابات التركية وفرص تخفيف حدة الصراع التركي الكردي)، وذلك لمناقشة الانتخابات المقبلة في تركيا وآثارها على السياسة الأمريكية بشأن الصراع التركي الكردي الأوسع في العراق وسوريا وتركيا.

وأدار الحدث الجنرال (مايلز كاغينز) المتحدث السابق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة داعش، إلى جانب (ميغان بوديت) الباحثة في معهد السلام الكردي، و(بلال وهاب) من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، و(سنان جيدي) من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

ولعب الجنرال فوتيل دوراً رئيسياً في تطوير علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية، والتي أثبتت أنها شريكة فعالة للغاية في محاربة داعش, لكنها أدت إلى أزمة في العلاقات الأمريكية التركية.

 

وقال الجنرال فوتيل في مداخلته:

أنا سعيد جداً لوجودي هنا، وأتحدث دعماً لشركائنا الكرد وقوات سوريا الديمقراطية, الجميع يعرف كيف بدأت علاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية.

وأشار (فوتيل) إلى أن إدارة أوباما سمحت بتقديم مساعدات محدودة لوحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة الكردية أثناء حصار مدينة كوباني الكردية السورية, وأضاف:

لقد نجحنا  في الحرب ضد الإرهاب, وكان هذا نموذجاً يمكن تكراره، وأدى إلى اعتبار جاد أن وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة يمكن أن تكونا شركائنا على الأرض في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.

 

وأثنى فوتيل على المقاتلين الكرد قائلاً :

لم أختبر علاقة أفضل مع أي شريك من أي وقت مضى, لم يكونوا مقاتلين استثنائيين فحسب، بل فعلوا الكثير لتعزيز الاستقرار في شمال سوريا, لقد نسقوا معنا في أمور ذات أهمية استراتيجية، وقدموا التضحيات في سبيل ذلك.

وأوضح الجنرال فوتيل كيف أن العمليات العسكرية التركية ضد المناطق الكردية في شمال سوريا أثرت بشكل كبير على جهود بلاده في مكافحة داعش, مشيراً إلى أن التدخل التركي لم يقتصر على الغزو العسكري, بل المطالبة باستبدال قوات سوريا الديمقراطية بقوة من اقتراحهم ، والتي لم تكن مناسبة وموجودة بالفعل.

وبيّن فوتيل أن الكرد السوريون تلقوا وعوداً بالمشاركة في العملية السياسية لتسوية جديدة لسوريا, ولكنه وعدٌ لم يتحقق, واصفاً هذه الوعود بأنها محاولة سياسية ودبلوماسية وعسكرية فاشلة من قبل بلاده، على الرغم من حقيقة أن قوات سوريا الديمقراطية لم تكن أبداً مصدراً للقلق لتركيا.

لذلك دعا فوتيل إلى حل سياسي للأزمة المستمرة في سوريا، موضحاً أن الولايات المتحدة قد فشلت في الوفاء بوعودها للكرد السوريين، وفقدت مكانتها السياسية في المنطقة, وأضاف قائلاً:

إن الحل السياسي سيوفر أيضاً منصة للتعامل مع مقاتلي داعش الأجانب وأفراد عائلاتهم, والتسوية التفاوضية في شمال سوريا يمكن أن تكون نموذجاً لحل القضية الكردية في دول أخرى, وستسمح للولايات المتحدة برؤية الاستقرار ينمو في شمال سوريا وتعديل علاقتها مع تركيا, لكن مثل هذه التسوية تبدو غير مرجحة في الوقت الحالي, ففي الوقت الذي تعمل فيه الدول العربية على تطبيع العلاقات مع حكومة الأسد, تعمل الولايات المتحدة على تقليص عدد العناصر التي تشارك في حملتها ضد تنظيم داعش الذي سيجد موطئ قدم له في شمال سوريا.

وأكد المشاركون في الحدث أن هناك احتمالاً لحدوث بعض الهدوء في الهجمات الداخلية والخارجية على الكرد في ظل رئاسة (كيليجدار أوغلو) المحتملة، لكنهم أشاروا أيضاً إلى أن قبضة أردوغان على السلطة لا تزال قوية.


10/05/2023