×

  تركيا و الملف الکردي

  يوم الحسم.. حقائق تنبغي معرفتها قبل جولة الحسم



 

*المرصد/فريق الرصد

يدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم يوم الأحد 28/5/2023 في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بين رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليجدار أوغلو.

وفيما يلي دليل لجولة الإعادة الحاسمة حول المرشحين والقضايا الرئيسية:

 

انتخابات الرئاسة

ينتخب الأتراك رئيسا يتولى المنصب لولاية مدتها 5 سنوات.

وفي جولة الانتخابات الأولى يوم 14 مايو/ أيار، حصل أردوغان على 49.5% من الأصوات، وهي نسبة تقل قليلا عن الأغلبية اللازمة للحسم من الجولة الأولى.

وحصل كليجدار أوغلو -وهو مرشح تحالف للمعارضة يضم 6 أحزاب- على تأييد 44.9% من الناخبين. بينما حل المرشح القومي سنان أوغان ثالثا بحصوله على نسبة 5.2% من الأصوات ليتم استبعاده.

وأربكت تلك النتائج توقعات منظمي استطلاعات الرأي الذين وضعوا كليجدار أوغلو في المقدمة، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

وأقر استفتاء أُجري عام 2017، بفارق ضئيل، تحرك أردوغان لتوسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسا للحكومة وألغى منصب رئيس الوزراء.

وبصفته رئيسا للبلاد، يحدد أردوغان السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية.

 

المرشحان

1- رجب طيب أردوغان

يأمل أردوغان، بعد أكثر من 20 عاما من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، في تمديد فترة حكمه كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة.

وتحدى الرئيس توقعات بإنهاء حكمه عندما تمكن من حشد الناخبين المحافظين في جولة الإعادة الأولى.

ومن شأن فوزه أن يرسخ حكم زعيم غيّر تركيا وأن يعيد تشكيل الدولة العلمانية التي تأسست قبل 100 عام، لتناسب رؤيته المحافظة مع تعزيز سلطته، في حين يعتبره معارضوه توجها نحو السلطوية.

وتلقى أردوغان قبل أيام دعما من المرشح القومي المتشدد سنان أوغان، مما عزز موقفه وزاد من التحديات التي يواجهها كليجدار أوغلو في جولة الإعادة.

وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت أيضا في 14 مايو/ أيار، تراجع تأييد حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان 7 نقاط من 42.6% فاز بها في انتخابات 2018، لكنه احتفظ مع حلفائه بالأغلبية البرلمانية. ودعا أردوغان الناخبين إلى دعمه من أجل ضمان الاستقرار السياسي.

 

2- كمال كليجدار أوغلو

هو مرشح المعارضة الرئيسي ورئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.

طرح كليجدار أوغلو على الناخبين وعودا بتحسين النظام الديمقراطي، بما في ذلك العودة إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان "استغله لقمع المعارضة".

لكن رئيس حزب الشعب الجمهوري بدأ منذ 14 مايو/أيار في تشديد لهجة خطاباته في محاولة لاستمالة الناخبين القوميين على أمل إلحاق الهزيمة بأردوغان، متعهدا بإعادة ملايين اللاجئين إلى بلادهم.

وأكدت الأحزاب الموالية للأكراد في تركيا أمس الخميس استمرار دعم كليجدار أوغلو في جولة الإعادة دون ذكر اسمه، وذلك بعد يوم من إبداء غضبها من اتفاقه مع حزب الظفر اليميني المتطرف.

وأعلن أوميت أوزداغ زعيم حزب الظفر تأييده لكليجدار أوغلو يوم الأربعاء، مما قد يمنحه دفعة في مواجهة تأثير دعم أوغان لأردوغان. وحصل حزب الظفر على تأييد 2.2 % من الناخبين في انتخابات البرلمان.

 

ماذا على المحك؟

لا يحدد التصويت فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والتي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، ولكن أيضا كيف ستتم إدارتها وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة، كما سيحدد مسار سياساتها الخارجية.

وحسب رويترز، يقول خبراء اقتصاد إن سياسة أردوغان غير التقليدية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع الأسعار هي التي زادت التضخم إلى 85% العام الماضي، وأدت إلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد الماضي.

وتعهد كليجدار أوغلو بالعودة إلى تنفيذ سياسات اقتصادية تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي.

وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه في ظل حكم أردوغان، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا على نحو متزايد.

كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين موسكو وكييف لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، وأعلن أردوغان الأسبوع الماضي أحدث تمديد للاتفاق لمدة شهرين.

 

التصويت

يحق لأكثر من 64 مليون تركي التصويت في حوالي 192 ألف مركز اقتراع. وهناك 3.4 ملايين ناخب في الخارج صوتوا في الفترة من 20 إلى 24 مايو/ أيار الجاري.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا (5:00 بالتوقيت العالمي) وتغلق في الخامسة مساء (14:00 بالتوقيت العالمي) غدا الأحد.

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات عالية بشكل عام. وفي 14 مايو/ أيار وصلت نسبة الإقبال الإجمالية إلى 87.04%، إذ بلغت 88.9% داخل تركيا و49.4% في الخارج.

وبموجب قواعد الانتخابات، تُحظر الأخبار والتكهنات والتعليقات حول التصويت حتى الساعة السادسة مساء (15:00 بالتوقيت العالمي)، ولدى وسائل الإعلام الحرية في نشر نتائج الانتخابات ابتداء من التاسعة مساء (18:00 بالتوقيت العالمي).

ومع ذلك، قد يسمح المجلس الأعلى للانتخابات لوسائل الإعلام بتقديم تقارير عن النتائج في وقت مبكر عن هذا، وعادة ما يفعل ذلك.

ومن المرجح أن تصدر النتائج يوم الأحد المقبل في وقت مبكر عما ظهرت فيه بعد التصويت في الجولة الأولى، بالنظر لبساطة بطاقات الاقتراع التي سيختار فيها الناخبون بين مرشحين فقط هما أردوغان وكليجدار أوغلو.

 

لا توقعات

الى ذلك رأى الكاتب المحلل السياسي، مراد يتكين، أن توقع نتيجة انتخابات الإعادة قبل خروجها من صناديق الاقتراع هو أمر شبه مستحيل، لا سيما بعد فشل جميع شركات ومراكز استطلاعات الرأي في الجولة الأولى، ولجوئها إلى المراوغة قبل جولة الإعادة بإعلان نتائج تظهر تقدم إردوغان على كليتشدار أوغلو.

وقال إن جميع شركات الاستطلاع التي وضعت كليتشدار أوغلو أولاً، تقريباً، تضع إردوغان الآن في المقدمة، ربما ارتكبوا جميعاً أخطاء حسابية خطيرة في الجولة الأولى، وعلى الرغم من أن هذا الموقف قد يؤدي إلى عدم الاعتقاد بأنهم يفعلون الشيء الصحيح الآن، فيبقى أن أكبر استطلاع هو الذي ستظهره صناديق الاقتراع.

وعبر يتكين عن اعتقاده بأن سلوك الناخب قبل الجولة الأولى سيكون لديه ميزة كبيرة في الجولة الثانية؛ لأن كليتشدار أوغلو لم تعد لديه مساحة مناورة في البرلمان، ولذلك حاول توسيع قاعدة التصويت في الإعادة.

وذهب إلى أن نجاح أي من المرشحين في إقناع نسبة من الناخبين المقاطعين في الجولة الأولى الذين وصل عددهم إلى أكثر من 8 ملايين ناخب بالتوجه إلى صناديق الاقتراع في الإعادة، سيكون عاملاً مهماً في الحسم.

 

مفاجأة محتملة

من جهته رأى الكاتب المخضرم فهمي كورو أن إردوغان الذي لم يتعود الخسارة، والمعروف بأنه «سيد الانتخابات»، قد يواجه مفاجأة غير سارة في صناديق الاقتراع، قائلاً: «أنا متأكد من أن إردوغان تعلم دروساً لنفسه من الخسارة التي تكررت مرتين في الانتخابات المحلية في إسطنبول في مارس (آذار) ويونيو 2019، مع أن المرشح الذي خسر في الجولتين هو رئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم، مرشح إردوغان، وليس إردوغان نفسه».

وأضاف كورو: «فكرت أنه سيتم انتخاب إردوغان في جولة الإعادة بهامش أكبر من الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأولى، ومع ذلك، قبل الانتخابات مباشرة، بدأ رأيي يتغير... يكافح إردوغان، وينعكس ذلك في خطابه وفي مواقف أركان حزبه الذين علقوا آمالهم على نجاحه... يحذر بإصرار من الراحة والاسترخاء». وقال في آخر برنامج تلفزيوني له: «لا ينبغي لتشكيلات الحزب أن تثمل بالنصر الذي تحقق في الجولة الأولى... لا يزال هناك خوف من الوقوع في حادث».

ولفت كورو إلى تركيز إردوغان في حملته على فكرة «البقاء»، واتهام خصمه كليتشدار أوغلو وتحالف «الأمة» بالتعاون مع الإرهابيين، مصحوباً بمفاهيم حزب «العمال الكردستاني» وحزب «الشعوب الديمقراطية» وجبال قنديل، وأن أكثر ما يقلق أمتنا هو «البقاء».

أضاف: «لكن الحملة لم يتم تنفيذها بمهارة كبيرة، والتقط كليتشدار أوغلو اعتراف إردوغان بعمليات المونتاج على فيديو قصير استخدمه في التجمع الحاشد في إسطنبول في الجولة الأولى، ليضع حزب (العدالة والتنمية) وإردوغان في صداع في جولة الإعادة».

وتابع بأنه إذا كان هناك عامل مهم من شأنه أن يغير التوازن بين الجولتين، فإن الجولة الثانية ستتحول إلى جهد لا طائل من ورائه. ربما يكون موضوع «البقاء» هو ما سيزعزع التوازن، وقد يكون هذا بسبب «الراحة» التي يخشاها إردوغان في حزبه وبين ناخبيه، ولهذا فإن «سيد الانتخابات يخوض أهم انتخاب في حياته».


27/05/2023