"يا جماهير شعب كوردستان

ذوي شهداء الثورة الجديدة الأماجد وقافلة التضحيات الأبدية لشعبنا

أيها الرفاق المناضلون في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني

مبارك عليكم الذكرى الـ48 لتأسيس اتحادكم والـ 47 لاندلاع الثورة الجديدة، آملين أن تقضوا عيد التأسيس واندلاع الثورة بالأفراح والمسرات.

لقد أنار الاتحاد الوطني الكوردستاني في ظروف ما بعد النكسة، دروب الظلام، وأعاد شمس الأمل لشعبنا، فقد ضحى بالآلاف من الشهداء في هذا الدرب المليء بالنجاحات والاخفاقات، ورغم وعورة الطريق، ورغم الأنفال والقصف الكيماوي والترحيل والتهجير والتعريب، فإنه لم يكل ولم يمل، ولأول مرة في تاريخ الأحزاب الكوردية أوصل النضال الى قمة انتفاضة التحرير، وأوصله إلى أول انتخابات حرة وديمقراطية وتشكيل حكم الارادة والإدارة لشعبنا، فقد أسس تجربة أضحت نواة للحلم الكوردستاني ومركزا لإسقاط نظام البعث الدكتاتوري في عام 2003، بما فيه تحرير جميع أرجاء كوردستان.

هذا النضال المديد للاتحاد الوطني، ساهم ومن خلال وحدة الصف والهدف مع الأحزاب الكوردستانية والعراقية، في اعتراف الدستور العراقي الجديد بشرعية التجربة الديمقراطية في كوردستان، وأن يصبح قائد الثورة الجديدة فخامة الرئيس مام جلال، كأول رئيس جمهورية كوردي ومنتخب ديمقراطيا في تاريخ العراق.

هذه الإرادة النضالية للاتحاد والنضال الكوردي، وضعت أساسا متينا لخارطة طريق دستورية للمناطق المستقطعة، وللتوافق والتوازن في الدولة الاتحادية، حيث رغم التراجع الذي شهدته الأعوام الماضية ومحاولات الحصار السياسي على تجربتنا الرائدة، ورغم محاولات خرق مبدأ التوافق  الدستوري والسياسي والشراكة، إلا أنه لا يزال دور الاتحاد الوطني في العملية السياسية ومركز القرار في بغداد، دورا كبيرا ورصيناً بشهادة الأصدقاء والأعداء، إذ لا يمكن لأي عملية في كوردستان والعراق أن تحقق النجاح دون المشورة والمشاركة الفاعلة للاتحاد الوطني الكوردستاني.

وهذا الدور الرصين يصب دوماً في مصلحة ووحدة صف شعب كوردستان، ويستند إلى رغبة قومية ورؤية كوردستانية.

أيتها الجماهير الأبية لشعبنا

كان الاتحاد الوطني الكوردستاني من الناحية التنظيمية تجربة نوعية للنضال المنظماتي، ومن ناحية أساليب نضال البيشمركايتي والملاحم والعمليات، كانت ثورة فريدة لوطننا. وطوال السنوات الـ 48 من مسيرته، ما يبعث على الفخر أن بصمات الاتحاد الوطني واضحة على مكتسبات شعبنا على مدى ما يقرب من خمسة عقود و32 عاما من الحكم الكوردستاني، فاتحاد قائدنا الرئيس مام جلال مرفوع الهامة في هذا الجانب، لدى أضرحة الشهداء.

يا جماهير شعب كوردستان

لقد أنجزنا كاتحاد وطني كوردستاني مهام عظيمة ومازال امامنا المزيد لإنجازه معاً بإدامة النضال، ولاسيما أن التحديات التي تواجه شعبنا اليوم من أزمة الديمقراطية والفراغ الدستوري، تحتم علينا الكفاح بذات نَفَسِ الرئيس مام جلال، من أجل وحدة صف شعبنا. تلك الوحدة الحقيقية التي بإمكانها تحقيق المصالح العليا للديمقراطية وإجراء انتخابات عادلة ونزيهة وإعادة ترتيب مؤسساتنا الوطنية، بعد ثلاثة عقود من الحكم ونشوء العديد من الأجيال الجديدة في المجتمع الكوردي، لذلك ينظر الاتحاد الوطني الكوردستاني وباهتمام إلى مسألة وحدة الصف الكوردستاني والوطني وانتخابات حرة ونزيهة وشفافة تمثل شعبنا بما فيه التمثيل الحقيقي للمكونات، ويعمل لتحقيق ذلك.

لذا أيها الرفاق ..

إلى جانب استذكار أمجادنا وملاحمنا، من الأفضل بكثير أن نجعل من ذكرى هذا العام فرصة لإنجاز مهام المرحلة الجديدة من الاصلاح الحقيقي وإعادة التنظيم ومصالحة الجماهير التي هي مصدر القوة الأبدية للاتحاد الوطني الكوردستاني لتحقيق الأهداف البعيدة المدى وهي (السلام، الديمقراطية، حقوق الانسان وحق تقرير المصير).

لنجعل من ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني عيدا للتسامح، ونسعد بذلك أرواح شهدائنا. ولنجعل منها مناسبة لتكريم رفاق نضال العتيدين وتفعيل المشاركة الأوسع لشابات وشباب المستقبل، حيث يُبنى المستقبل لهم وبهم، لأن مسار الأحداث أثبت للجميع أن المهام الصعاب لخدمة جماهير الشعب في كوردستان والعراق لايمكن إنجازها بدون الاتحاد الوطني، لأن (الاتحاد الوطني الكوردستاني هو الخندق الرصين للنضال من أجل مستقبل كوردستان والعراق أجمع).

مبارك عليكم هذا العيد مرة أخرى.

تحية إجلال الى الأرواح الطاهرة للشهداء..

تحية إلى اخواتنا و اخوتنا في :

البيشمركه، التنظيمات، السجناء السياسيين، من أبطال المدن والقرى والقصبات، الذين عمروا هذا الصرح العالي للنضال".

المكتب السياسي

للاتحاد الوطني الكوردستاني

1/6/2023