×

  تركيا و الملف الکردي

  أردوغان يؤدي اليمين : سألتزم بسيادة القانون والديمقراطية وسلامة الامة



 

*المرصد/فريق الرصد

أدّى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم السبت 3/6/2023، اليمين الدستورية رئيساً للدولة بعد فوزه في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات بولاية جديدة ثالثة من خمس سنوات بعد حكمه المستمر منذ عقدين.

وتسلم أردوغان وثيقة التسليم الرسمية من قبل رئيس البرلمان المؤقت دولت بهتشلي.

وقال أردوغان خلال تأدية اليمين: “كرئيس، سأحمي وجود واستقلال الدولة، وسلامة الوطن والأمة التي لا تقبل التجزئة، والسيادة للأمة، وسألتزم بالدستور وسيادة القانون والديمقراطية وومبادئ أتاتورك والإصلاحات ومبدأ الجمهورية العلمانية وسلامة الوطن ورفاهه والتضامن الوطني وتفهم العدالة”.

وأضاف الرئيس: “أقسم بشرفي وكرامتي بحضور الأمة التركية العظيمة وتاريخها… أن أعمل بكل قوتي لحماية وتمجيد عظمة وشرف جمهورية تركيا والوفاء بواجبي بنزاهة”.

 

سنعتبر من أخطاء الماضي وسنعتمد الوحدة

وشكر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في مراسم تنصيبه لولاية جديدة، الناخبين الأتراك الذين منحوه الثقة "من أجل خدمة تركيا للأعوام الـ5 المقبلة".

وقال إردوغان: "سأبذل قصارى جهدي لأكون في خدمة شعبي"، مضيفاً أنّ "المنجزات والقفزات النوعية هي ما يتركها العظماء".

وشدّد إردوغان، في كلمته، على أنه سيكون في "خدمة الشعب التركي والحلفاء، وسيتابع سياسة النجاحات والقفزات النوعية".

وأضاف إردوغان أنه "دائماً ما كنت أدعو إلى الوحدة، ونحن نحتاج إليها أضعافاً، في هذه المرحلة الحساسة".

وقال الرئيس التركي إنّ باب المئوية الثانية فُتح أمام تركيا، ولفت إلى أنه سيعلن الحقائب الوزارية الجديدة هذا المساء، مضيفاً: "سنعتبر من أخطاء الماضي لنتفاداها في المستقبل، وسنعتمد الوحدة، ونبتعد عن التفرقة، التي ما زالت تعتمدها أحزاب المعارضة".

 

دعوة المعارضة إلى إغلاق أجواء المنافسة

وأعلن إردوغان بدء "حملة نفير عامّ"، من أجل مدّ جسر الأخوّة فيما بين الشعب التركي، داعياً المعارضة إلى إغلاق أجواء المنافسة، وإلى الوحدة من أجل بناء المستقبل.

وفي سياق كلمته، قال الرئيس التركي: "وضعنا خطة خمسية للمئوية الثانية، علماً بأننا نفذنا وعودنا خلال الأعوام الـ21 الماضية".

وأكّد إردوغان أيضاً على أنّه سيمارس دوره في الاقليم والعالم وسيقف من أجل السلام، مشدداً على أنّ "العالم سيرى تركيا جديدة قوية وحلفاء تركيا سيجدون ذلك".

ويواجه إردوغان تحديات فورية وكبيرة في ولايته الثالثة، على وقع اقتصاد متراجع وتوترات في السياسة الخارجية مع الغرب.

وبعد زيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، توجه إردوغان إلى القصر الرئاسي الفخم الذي شيده فوق تلة على مسافة من وسط العاصمة، حيث سيقيم مأدبة عشاء بحضور رؤساء دول وحكومات والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

وفي القصر الرئاسي، دعا الرئيس التركي معارضيه إلى "إيجاد طريقة لإحلال السلام".

وقال أمام الحاضرين من رؤساء دول وحكومات رحّب بكلّ منهم بالاسم "لنضع جانبًا الاستياء والغضب الناجمَين عن هذه الفترة الانتخابية".

وأضاف "نتوقع من المعارضة أن تعمل بحسّ مسؤولية من أجل رفاه تركيا وديموقراطيتها"، طالبًا من "الأحزاب (...) والصحافيين والكتّاب والمجتمع المدني والفنانين أن يتصالحوا مع الإرادة الوطنية".

غير أنه تجنب الاشارة الى عشرات آلاف من ممثلي هذه الفئات القابعين في السجون.

 

- "حقبة جديدة" -

من جانب المعارضة، بقي نواب حزب الشعب الجمهوري جالسين حين وقف اعضاء البرلمان بعد تأدية إردوغان اليمين الدستورية وإلقائه كلمة، وبينهم المرشح للانتخابات كمال كيليتشدار أوغلو الذي أجبر إردوغان للمرة الأولى على خوض دورة انتخابية ثانية في مواجهته.

تحت أمطار غزيرة، زار إردوغان ضريح أتاتورك حيث رحّب ببدء "حقبة جديدة" وتعهّد "إعادة ضحايا الزلزال إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن".

 

- "مزيد من المبادرات" -

ومن بين الحاضرين في مراسم تنصيب إردوغان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان - المعارض هو أيضا لانضمام السويد إلى الناتو -ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اللذين كانوا من أوائل المهنئين للرئيس التركي بفوزه.

ومن الوجوه البارزة التي حضرت السبت أيضًا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بالإضافة إلى رؤساء دول إفريقية عدة - الكونغو-برازافيل ورواندا والصومال وجنوب إفريقيا والجزائر - في انعكاس للنشاط الدبلوماسي التركي في القارة الإفريقية.

ووعدهم إردوغان جميعا "بمزيد من المبادرات لايجاد حلول للأزمات العالمية"، وخصوصًا أن أنقرة حافظت على علاقات جيدة مع كييف وموسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا بدون أن تفرض عقوبات على روسيا وعرضت وساطتها بانتظام.

 

 

ويحدد توجهات ولايته الجديدة

وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، عن توجهات ولايته الجديدة التي ستستمر لمدة 5 أعوام، معلنا انطلاق بناء "قرن تركيا".وقال أردوغان: "إيمانا بمبدأ (الجهد منا والتوفيق من الله) ننطلق بسم الله لبناء قرن تركيا اعتبارا من اليوم".

وأضاف: "لن نخيب آمال أبناء شعبنا الذي منح ثقته لشخصي ولحزبنا ولتحالفنا وسنواصل مسيرة الإنتاج والخدمات لتركيا".وتابع: "سنحتضن جميع أبناء شعبنا بغض النظر عن آرائهم السياسية أو أصولهم أو عقائدهم أو طوائفهم".وأكد أردوغان أن "تركيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والالتحام بين جميع أفراد شعبها كالبنيان المرصوص".وتابع: "انتهت انتخابات 28 مايو وتجلت الإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع وبدأ قرن تركيا وفتح أبواب نهوض بلادنا".

وأردف: "عقب كل انتخابات نمد يدنا للمعارضة لكنها ترفض مصافحتنا، نأمل أن تتخذ موقفا مختلفا هذه المرة".وقال: "نتطلع إلى تحلي المعارضة بحس المسؤولية فيما يتعلق بسلامة الديمقراطية التركية وأن تتصالح مع الإرادة الوطنية".

 

سوف نفي بجميع الوعود التي قطعناها لشعبنا

وأضاف الرئيس التركي: "اليوم هو يوم الوحدة والتكاتف وترسيخ أخوتنا الممتدة منذ ألف عام، اليوم هو يوم حماية المستقبل المشرق لأبنائنا".

وتابع: "سوف نفي بجميع الوعود التي قطعناها لشعبنا في الساحات الانتخابية مثلما فعلنا طوال السنوات الـ21 الأخيرة".

واستدرك: "سنعزز ديمقراطيتنا بدستور جديد حر ومدني وشامل ونتحرر من الدستور الحالي الذي كان ثمرة لانقلاب عسكري".

ولفت إلى أنهم "مصممون على تطبيق مبدأ مصطفى كمال أتاتورك (سلام في الوطن سلام في العالم) عبر تعزيز مجال نفوذ الدبلوماسية الإنسانية".

وتعهد الرئيس التركي "بالعمل بكل ما نملك من قوة لحماية مجد الجمهورية التركية وكرامتها وزيادة سمعتها وإعلاء اسمها في العالم طوال السنوات الخمس القادمة".

وأعرب أردوغان عن شكره لجميع الناخبين الأتراك داخل البلاد وخارجها على مشاركتهم في الانتخابات.

وقال إن الدعم الذي حصلوا عليه لم يقتصر على المواطنين فحسب، بل حازوا الدعاء من مئات ملايين المظلومين والمضطهدين الذي يعلقون آمالهم على تركيا.

وأضاف: "أود أن أعبر عن امتناني لجميع إخوتي الذين عندما يذكر اسم تركيا تلمع عيونهم ويذرفون الدموع ويفرحون ويحزنون معنا".

وعبر عن شكره لجميع قادة الدول والحكومات الذين اتصلوا به عقب الانتخابات وقدموا له التهاني بمناسبة الفوز.

وأكد أن لن ينسى على الإطلاق أولئك الذي دعموه وملأوا الشوارع في مختلف المناطق حول العالم، لاسيما تلك التي تربطهم بها أواصر المحبة، من إفريقيا وحتى آسيا.

وشدّد أردوغان على أنه لن ينسى أيضًا محاولات التدخل في الإرادة الوطنية لدى الأتراك من قبل بعض الجهات عبر أغلفة المجلات.

كما تعهد بمواصلة إنتاج المشاريع والخدمات من أجل تركيا في المرحلة القادمة.

ولفت إلى أن محاولات تقويض الإرادة الوطنية باءت بالفشل، وأن الشعب التركي رفض مجددًا فرض الانتداب والوصاية عليه.

وقال إن الديمقراطية التركية تعرضت لجروح بسبب الانقلابات التي تكررت كل نحو 10 سنوات منذ عام 1950، لكنها اليوم أثبتت مرة أخرى نضجها للعالم أجمع.

وأوضح أن افتراءات الديكتاتورية والاستبداد من قبل أولئك الذين عجزوا حتى عن توجيه نصف ناخبيهم إلى صناديق الاقتراع، تبين أنها "كانت جوفاء تماما".

وذكر أن الانتخابات الأخيرة لم تكتفِ بإفشال الحملات المتواصلة ضد تركيا منذ عشرات الأعوام، بل إنها أصبحت في الوقت نفسه ضمانة لمستقبل البلاد.

وأكد أن الشعب التركي عبر عن موافقته على رؤية "قرن تركيا" التي تعتبر بمثابة تتويج للمئوية الثانية للجمهورية.

وشدد أردوغان على أن حكومته ستعمل لتفعيل رؤية "قرن تركيا" خطوة بخطوة خلال السنوات الخمس القادمة.

وقال إن نتائج الانتخابات الأخيرة تحمل في طياتها معاني عديدة، وإن الشعب التركي طلب المضي قدما ومواصلة العمل وتنفيذ المشاريع والخدمات.

وأشار إلى أن تفعيل رؤية "قرن تركيا" لن يتحقق بمشاهدة الأحداث فحسب، بل عبر توسيع نطاق تأثير الدبلوماسية المبادِرة والإنسانية.

وأوضح أردوغان أن موقفه بات أقوى اليوم فيما يخص الدفاع عن مصالح تركيا.

وأكد أن المجتمع الدولي سيشهد أن تركيا تتخذ المزيد من المبادرات في حل الأزمات العالمية، وتسعى جاهدة أكثر من أجل إرساء السلام والاستقرار في منطقتها، وتعمل أكثر من أجل تنمية العالم التركي والإسلامي، وتحتضن أكثر المظلومين والمضطهدين.

وبيّن أن تركيا ستكون أكثر إصرارا وشجاعة ورحمة ونشاطا في كل مجال خلال الحقبة الجديدة، سواء من حيث مكافحة الإرهاب داخل أراضيها وخارجها، أو حماية حقوقها وحقوق أشقائها في "الوطن الأزرق" (المياه الإقليمية)، ورفع سقف إنجازاتها في الاقتصاد والتجارة والأمن والديمقراطية وغيرها.


03/06/2023