*المرصد/فريق الرصد والمتابعة
وقعت دول شنغهاي، الثلاثاء 4/7/2023 ، خلال القمة على بيان ختامي يحمل اسم "إعلان نيودلهي المشترك"، يدعو إلى زيادة العملات الوطنية في التعاملات التجارية بين الدول.
وأكدالبيان أن المنظمة تحترم حقوق الدول وسيادتها واستقلالها، كما أنها ليست موجهة ضد أي دولة أخرى أو منظمة دولية.
وجاء في البيان: تؤكد الدول الأعضاء أن منظمة شنغهاي للتعاون ليست موجهة ضد الدول الأخرى والمنظمات الدولية، وهي منفتحة على التعاون الواسع معها وفقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، والقانون الدولي وعلى أساس مراعاة المصالح المشتركة والمواقف المشتركة من حل المشاكل الإقليمية والعالمية.
وأضاف البيان: “تؤيد الدول الأعضاء احترام حقوق الشعوب في الاختيار المستقل والديمقراطي لطرق تنميتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتشير إلى أن مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال ووحدة أراضي الدول ومساواة الحقوق والفائدة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة تعد أساساً للتطور الثابت للعلاقات الدولية”.
وشدد البيان على أهمية زيادة تحسين وإصلاح هيكل الحوكمة الاقتصادية العالمية، كما تدعم الدول الأعضاء استمرار تعزيز نظام تجاري مفتوح وشفاف وعادل وشامل ومتعدد الأطراف قائم على مبادئ وقواعد منظمة التجارة العالمية بما يضمن تطوير اقتصاد عالمي مفتوح، وضمان الوصول العادل إلى الأسواق.
وأضاف البيان أن "الدول الأعضاء تتبع سياسة تستبعد النهج التكتلي والأيديولوجي والمواجهة لمعالجة مشاكل التنمية الدولية والإقليمية والتصدي للتحديات والتهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وأن دول المنظمة تؤكد أهمية مبادرات تعزيز التعاون في بناء علاقات دولية من نوع جديد بروح الاحترام المتبادل والعدالة والمساواة والتعاون متبادل المنفعة".
وأكدت المنظمة أن الأمم المتحدة تضطلع بدور رئيسي في الحفاظ على الحقوق السيادية للدول وبشكل خاص في السيطرة على الإنترنت داخل حدودها الوطنية وكذلك مواجهة التهديدات في الفضاء السيبراني.
وفي هذا الصدد، قال البيان إن الدول الأعضاء تؤكد الدور الرئيسي للأمم المتحدة في مواجهة التهديدات في فضاء المعلومات، وخلق فضاء إعلامي آمن وعادل ومفتوح مبني على مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشددين على أهمية ضمان حقوق متساوية لجميع الدول لتنظيم الإنترنت وإدارته في قطاعها الوطني.
و اعتبر أن منظمة شنغهاي "تلتزم التزاماً راسخاً ببناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب، ويستند إلى القانون الدولي والمبادئ المعترف بها عالمياً والمتمثلة في التعاون المتبادل والاحترام فيما بين الدول ذات السيادة، مع الحفاظ الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة".
كما أعربت الدول الأعضاء عن معارضتها بشكل قاطع لعسكرة مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤكدة دعمها "لتطوير القواعد والمبادئ والمعايير العالمية في هذا المجال، وترحيبها بوضع اتفاقية دولية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة ضد استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض إجرامية، وأنها ستواصل التعاون في إطار آليات التفاوض المتخصصة في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية".
ودعت دول منظمة شنغهاي للتعاون إلى توقيع وثيقة دولية ملزمة قانونا بشأن عدم نشر أية أسلحة في الفضاء الخارجي وإبقاء الفضاء الخارجي خاليا من الأسلحة من أي نوع، مؤكدين أهمية التقيد الصارم بالنظام القانوني الحالي الذي ينص على الاستخدام السلمي فقط للفضاء الخارجي، ومشددة على ضرورة إبرام وثيقة دولية ملزمة قانونا لمنع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي.
كما حثت منظمة شنغهاي للتعاون على مراعاة اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية، وكذلك حثت على التدمير السريع لجميع ترسانات الأسلحة الكيماوية المعلنة.
وأعرب البيان المشترك عن دعم الدول الأعضاء لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ودعا إلى اتخاذ قرارات منسقة داخل المنظمة لضمان سلامتها وعملها بفعالية.
وأضاف أن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون تعتبر أن التسوية في أفغانستان أهم عامل للاستقرار الإقليمي وتدعم بناء أفغانستان كدولة ديمقراطية ومستقلة، بقيادة حكومة شاملة.
كما وصفت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون إنشاء "حكومة شاملة بمشاركة ممثلين عن جميع المجموعات العرقية والدينية والسياسية" بأنها مهمة أساسية"، وبالإضافة إلى ذلك، أشار البيان إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي بالمساعدة في العودة الآمنة والمستدامة للاجئين الأفغان إلى وطنهم.
وأكد البيان أن أمن الغذاء والطاقة، فضلاً عن الاقتصاد الرقمي وتحديث طرق النقل، من بين أولويات التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2030.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون، التي تنعقد قمتها الحالية في الهند، 8 دول حالياً هي روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان والهند وباكستان، بالإضافة إلى إيران المنضمة حديثاً.
يُشار إلى أن القمة عقدت بحضور جميع قادة الدول أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون، كما تمت دعوة إيران وبيلاروسيا ومنغوليا كمراقبين، وشاركت تركمانستان كضيف، بالإضافة إلى دعوة رؤساء ست منظمات دولية وإقليمية وهي الأمم المتحدة ورابطة أمم جنوب شرق آسيا ورابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.
شعار «SECURE SCO»
وتعتبر هذه القمة لزعماء دول المنظمة تتويجا لأول رئاسة هندية للمنظمة التي تقام تحت شعار «SECURE SCO».
ويعتبر اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة، منصة لعرض التطلعات المشتركة للدول الأعضاء في المنظمة وطرح المبادرات التي نضجت وحان وقتها. ويزداد الطلب على هذه المنصة خلال فترة الاضطرابات السياسية العالمية وتزايد التهديدات والتحديات المدمرة.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كان قد طرح شعار «SECURE SCO» في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2018 وهو يتضمن المفاهيم التالية: الأمن والاقتصاد والتجارة والترابط والوحدة، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية البيئة. ودخلت هذه المواضيع في جدول الأعمال الرئيسي للرئاسة الهندية.
بوتين: روسيا ستستمر في مواجهة الضغوط الغربية الاقتصادية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة الافتراضية لمنظمة "شنغهاي" للتعاون، إن روسيا ستستمر في مواجهة الضغوط الغربية الاقتصادية، داعياً الدول الأعضاء إلى مواصلة الانتقال إلى التعامل بالعملات المحلية، ضمن مساعيها للتخلي عن الدولار الأميركي، فيما حذر الرئيس الصيني شي جين بينج من "حرب باردة جديدة".
وحذر بوتين خلال الخطاب الذي تلاه عبر تقنية الفيديو، من أن تراكم ديون الدول النامية وارتفاع نسبة الفقر وتفاقم أزمة الأمن الغذائي عالمياً قد يرفع من مخاطر حدوث أزمات عالمية، مشيراً إلى أن "هذه المشاكل الصعبة يمكن أن تقود إلى صراعات".
وجدد الرئيس الروسي اتهامه للغرب بشن "حرب هجينة" ضد روسيا، قائلاً إن "القوى الخارجية تنفذ مشروعاً لجعل روسيا دولة عدائية، إذ كانت تخزن الأسلحة في أوكرانيا منذ سنوات وتتغاضى عن الاعتداءات التي تطال الشعب الروسي المسالم في منطقة دونباس"، شرقي أوكرانيا، مضيفاً أن كل ذلك "تم من أجل تهديد الأمن الروسي ووقف تطور روسيا".
كما اعتبر بوتين أن الشعب الروسي "أكثر وحدة منذ أي وقتى مضى وشعوراً بالمسؤولية عن مصير البلاد"، قائلاً إن الشعب الروسي "أثبت ذلك حين وقف ضد التمرد المسلح"، في إشارة إلى تمرد جماعة فاجنر أواخر يونيو الماضي.
وقال بوتين إن بلاده مستمرة في مواجهة "كل الضغوطات الخارجية بما في ذلك العقوبات الاقتصادية، فيما تواصل روسيا تطورها بشكل متسق".
وأكد أن موسكو تسعى لتعزيز روباطها مع دول منظمة شنغهاي حتى تصبح أكثر قوة، مشيراً إلى ارتفاع نسبة التجارة بين روسيا والدول الأعضاء بنحو 37%.
ولفت إلى أن أكثر أن من 80% من المعاملات بين روسيا والصين تتم بالروبل واليوان الصيني.
كما أشار إلى أن التعامل بعملة الروبل الروسي ارتفع إلى نحو 40% بين روسيا والدول الأسيوية.
وأكد على أن موسكو تمضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها منظمة شنغهاي من أجل الانتقال إلى العملات الوطنية في التجارة المشتركة بين الدول الأعضاء.
وأكد على ضرورة متابعة هذا العمل وإزالة كل العقبات التنظيمية التي تعرقل أنظمة الدفع من أجل تحقيق تكامل إقليمي.
ورحب الرئيس الروسي بانضمام إيران إلى المنظمة ومشاركتها للمرة الأولى كعضو كامل، فيما دعا الدول الأعضاء إلى تسريع ملف انضمام بيلاروس.
وقال إن "تأثير منظمتنا يزداد ولذلك تسعى مزيد من الدول إلى الانضمام إلينا"، مضيفاً أن روسيا ترحب "بمشاركة إيران كدولة كاملة العضوية، وعلينا أن نساعد العضو الجديد في الانضمام وإكمال اندماجها في عمل المنظمة.
نص كلمة الرئيس الصيني: نحذر من محاولات إثارة حرب باردة جديدة
من جهته حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة عبر الفيديو أمام القمة، من محاولات إثارة حرب باردة جديدة والتحريض على "الثورات الملونة.
وقال شي جين بينغ "إنه يجب علينا الحذر من محاولات خارجية لإثارة حرب باردة جديدة وخلق مواجهات تكتلية في المنطقة".وفيما ياتي نص كلمة الرئيس الصيني :
رئيس مجلس الوزراء ناريندرا مودي المحترم،
أيها الزملاء المحترمون،
أتقدم بالشكر للهند التي تتولى الرئاسة الدورية على استضافة هذه القمة لمنظمة شانغهاي للتعاون.
في هذه القمة، سيتم قبول إيران كعضو للمنظمة والتوقيع على مذكرة التفاهم بشأن التزامات بيلاروسيا للانضمام إلى المنظمة، الأمر الذي يعكس مدى الحيوية والنشاط للمنظمة كأسرة كبيرة. بهذه المناسبة، يطيب لي أن أتقدم بالتهاني لإيران وبيلاروسيا.
أيها الزملاء!
قبل 10 سنوات، في وجه التغيرات التي تطرأ على العالم والعصر والتاريخ، أكدت أن البشرية تعيش في نفس القرية العالمية، التي تصبح بصورة متزايدة مجتمع مستقبل مشترك تترابط فيه ترابطا وثيقا. على مدى العقد المنصرم، يحظى مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بقبول ودعم على نطاق واسع في المجتمع الدولي، ويتحول هذا المفهوم من مقاربة ورؤية إلى خطوات ووقائع.
وفي هذه العملية، تسير منظمة شانغهاي للتعاون في طليعة العصر متمسكة بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ورافعة "روح شانغهاي" وساعية إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون.
* نتمسك بالتقاليد الحميدة المتمثلة في التضامن والتساند بروح الفريق الواحد، ونتبادل الدعم الثابت للحفاظ على مصالحنا الجوهرية، وأصبحنا شركاء موثوقا ببعضهم البعض في الطريق نحو التنمية والنهضة.
* نطبق المفهوم الأمني المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، ونراعي الهموم الأمنية المعقولة لكافة الأطراف، ونتخذ إجراءات شاملة لمواجهة مختلف التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وندافع سويا عن السلام والأمن والأمان في المنطقة، ونبذل جهودا مشتركة لتهيئة ظروف مواتية لتحقيق التطور والازدهار في دول المنطقة.
*نلتزم بالمفهوم التنموي القائم على الابتكار والتنسيق والخضرة والانفتاح والتقاسم، ونعمل على المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية الوطنية ومبادرات التعاون الإقليمي، وإيجاد نقاط النمو للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتواصل والترابط والطاقة والزراعة والمالية والابتكار التكنولوجي، وندفع بالتنمية المشتركة والمنسقة لاقتصادات دولنا.
* نوارث روح حسن الجوار والصداقة، ونتمسك بالمساواة والاستفادة المتبادلة والحوار والتسامح بين الحضارات، وندعو إلى التعايش السلمي والمتناغم بينها، ونوسع التعاون الإنساني والثقافي، بما يرسخ الأسس الشعبية لتطور العلاقات بين دولنا.
* نحافظ على العدالة والإنصاف الدوليين، ونعارض تصرفات الهيمنة والطغيان والتنمر، ونعمل على توسيع "دائرة الأصدقاء" للمنظمة وإقامة علاقات الشراكة القائمة على الحوار والتوافق بدلا من المجابهة والتحالف، مما عزز القوة التقدمية لصيانة سلام العالم واستقراره.
أيها الزملاء!
يشهد عالم اليوم تحولات واضطرابات متشابكة، وتتطور التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة بوتيرة متسارعة، ويواجه المجتمع البشري تحديات لا مثيل لها. في هذا السياق، يطرح سؤال العصر مرة أخرى: التضامن أو الانقسام؟ السلام أو الصراع؟ التعاون أو التصادم؟ إن جوابي هو أن تطلعات شعوب الدول إلى حياة جميلة هي ما نسعى إليه، وتيار العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك لا يقاوم.
في السنوات الأخيرة، تتطور وتتنامى منظمة شانغهاي للتعاون بشكل متواصل، وهي تواجه فرصا سانحة للتنمية ومخاطر وتحديات غير مسبوقة. قال الشاعر الهندي رابندراناث طاغور إن "القناعة تحث الناس على مواجهة المستقبل المجهول بشجاعة". علينا أن نتحمل المهام الثقيلة التي أناطها بنا العصر، ونتذكر الغاية الأصلية والرسالة جيدا، ونتمسك بالتضامن والتعاون، بما يضخ مزيدا من العوامل المؤكدة والطاقة الإيجابية للحفاظ على السلام والتنمية في العالم.
في هذا السياق، أود أن أطرح الاقتراحات التالية:
أولا:
التمسك بالاتجاه الصحيح وتعزيز التضامن والثقة المتبادلة. تبقى منظمة شانغهاي للتعاون صامدة أمام الاختبارات الخطيرة الناجمة عن تغيرات الأوضاع الدولية منذ تأسيسها قبل أكثر 20 سنة، وظلت تمضي قدما نحو الاتجاه الصحيح المتمثل في تعزيز التضامن والثقة المتبادلة والتنمية والتعاون. قد جمعنا خبرات ثمينة من الممارسات، وحققنا نتائج تنموية لم تأت بسهولة. أثبتت الحقائق أنه سنتمكن من الحفاظ على أمن الدول الأعضاء ومصالحها التنموية على نحو جيد طالما نأخذ المصلحة العامة بعين الاعتبار ونتحمل المسؤولية والرسالة ونزيل كافة التشويشات.
علينا أن نعزز التواصل والتعاون الاستراتيجيين، وندعو إلى تسوية الخلافات عبر الحوار وتجاوز التنافس عبر التعاون، ونتخذ إجراءات ملموسة لاحترام المصالح الجوهرية والهموم الكبرى للأطراف الأخرى، ونتبادل الدعم الثابت لجهودنا في تحقيق التنمية والنهضة. وعلينا أن نضع سياسات خارجية بشكل مستقل انطلاقا من المصلحة العامة والبعيدة المدى للمنطقة. وعلينا أن نبقى على درجة عالية من الحذر من قيام القوى الخارجية بالتحريض على "الحرب الباردة الجديدة" وإحداث المواجهة بين المعسكرات في المنطقة، ونرفض رفضا قاطعا قيام أي بلد بالتدخل في الشؤون الداخلية وتخطيط "الثورة الملونة" تحت أي ذريعة، ونتحكم في مستقبل بلادنا ومصيرها للتنمية والتقدم بقوة.
ثانيا،
الحفاظ على السلام في المنطقة وضمان الأمن المشترك. يعتبر تحقيق الأمن والأمان الدائمين في المنطقة من مسؤولياتنا المشتركة. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، والتمسك بتسوية الخلافات والصراعات بين الدول عبر الحوار والتشاور، والدفع بحل القضايا الدولية والإقليمية الساخنة سياسيا، بما يحصّن السياج الأمني في المنطقة.
علينا أن نرفع مستوى التعاون الأمني للمنظمة، ونستمر في إطلاق عمليات مشتركة، ونضرب بيد من حديد "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" وغيرها من "القوى الثلاث" وتهريب المخدرات والجرائم السيبرانية والجرائم المنظمة العابرة للحدود. وعلينا أن نسرع في استكمال آلية التعاون في مجال الأمن وإنفاذ القانون للمنظمة، ونوسع التعاون في المجالات الأمنية غير التقليدية مثل أمن البيانات والأمن البيولوجي وأمن الفضاء الخارجي. وعلينا أن نواصل تفعيل دور آلية التنسيق والتعاون بين دول الجوار لأفغانستان وغيرها من المنصات، لزيادة الدعم الإنساني لأفغانستان، ودفع السلطات الحاكمة فيها لإنشاء هيكل سياسي واسع ومحتضن، والسير على طريق إعادة الإعمار السلمي.
ثالثا،
التركيز على التعاون العملي وتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي. يعد تعزيز النمو الاقتصادي مهمة مشتركة لدول المنطقة. يحرص الجانب الصيني على بذل جهود مشتركة مع كافة الأطراف لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية والتمسك بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، ورفض النزعة الحمائية أو العقوبات الأحادية الجانب أو توسيع مفهوم الأمن القومي، ورفض "بناء أسوار ووضع حواجز" أو "فك الارتباط وقطع السلاسل"، والعمل على تكبير "الكعكة" للتعاون المتبادل المنفعة، بما يجعل نتائج التنمية تفيد شعوب العالم بشكل أوفر وأكثر عدالة.
علينا أن نعزز المواءمة بين مبادرة التعاون في بناء "الحزام والطريق" بالجودة العالية والاستراتيجيات التنموية لدولنا ومبادرات التعاون الإقليمي، وندفع بتحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما على نحو معمق، ونسرع في بناء البنى التحتية للمعابر والممرات اللوجستية الدولية الواقعة في المنطقة، بما يضمن الاستقرار والانسياب لسلاسل الصناعة والإمداد الإقليمية. يصادف العام الجاري الذكرى الـ10 لمبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتُها، وسيستضيف الجانب الصيني الدورة الـ3 لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، ونرحب بكافة الأطراف للمشاركة في فعاليات المنتدى، والعمل سويا على توسيع وتمديد طريق السعادة هذا الذي يخدم العالم بأسره.
يقترح الجانب الصيني زيادة حصص التسويات بالعملات المحلية لدول المنظمة، وتوسيع نطاق التعاون بشأن العملات الرقمية السيادية، والدفع بإنشاء بنك تنمية تابع للمنظمة. يحرص الجانب الصيني على أن يتقاسم فرص السوق وخبرات التنمية، وينفذ برنامج تمكين المزارعين المحترفين الشباب، ويدرب الأكفاء في مجال التكنولوجيا الرقمية بالاعتماد على مركز التعاون بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون في البيانات الضخمة، ويعقد منتدى التنمية الخضراء لدول المنظمة.
لقد تم إنشاء عدة آليات التعاون على مستوى وزاري في مجال التعاون العملي في إطار المنظمة، وأنشأ الجانب الصيني أيضا منصات التعاون مثل المناطق النموذجية للتعاون الاقتصادي والتجاري على المستوى دون الوطني، والقواعد النموذجية للتبادل والتدريب في مجال التكنولوجيا الزراعية. علينا تفعيل الدور لتلك الآليات والمنصات بشكل فعال، وبذل كل الجهود لحل المشاكل العالقة والمستعصية في التعاون العملي، بما يعزز التنمية الاقتصادية العالية الجودة لدول المنظمة.
رابعا،
زيادة التواصل والاستفادة المتبادلة وتعزيز التفاهم بين الشعوب. إن التنمية المتناغمة للحضارات المتنوعة تمثل تطلعات جميلة لشعوب المنطقة. نرحب بكافة الأطراف للمشاركة في تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، لدفع التعايش المتناغم بين الحضارات المختلفة وتعزيز التعارف والتقارب بين شعوب الدول.
علينا أن نواصل تعميق التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة والإعلام وغيرها، وندعم أعمال لجنة حسن الجوار والصداقة والتعاون لمنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من المنظمات غير الحكومية، ونقيم مزيدا من الفعاليات للتواصل الثقافي والإنساني. في السنوات الثلاث القادمة، سيقدم الجانب الصيني إلى دول المنظمة 1000 منحة دراسية للمعلمين الأجانب المتخصصين بتعليم اللغة الصينية، و3000 منحة دراسية في المخيم الصيفي لبرنامج "جسر اللغة الصينية"، وسيدعو 100 عالم شاب إلى الصين للتبادل بشأن البحوث العلمية. كما سينظم الجانب الصيني فعاليات مواضيعية بشأن النهوض بالأرياف ومواجهة تغير المناخ وغيرهما، ونرحب بجميع الأطراف للمشاركة النشطة فيها.
خامسا:
تطبيق تعددية الأطراف واستكمال الحوكمة العالمية. يعد العدل والإنصاف من تطلعات مشتركة لدول المنطقة. فعلينا أن نكرس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ونحافظ بحزم على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، ونعارض الهيمنة وسياسة القوة، وندفع بالحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا، وندفع بعملية التحديث للمجتمع البشري في إطار جهودنا المشتركة الرامية إلى تعزيز المساواة على أصعدة الحقوق والفرص والقواعد. ومن المطلوب دعم منظمتنا لتعزيز التواصل مع الدول المراقبة وشركاء الحوار والمنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة، لبذل جهود مشتركة لبناء سلام العالم والإسهام في التنمية العالمية والحفاظ على النظام الدولي.
أيها الزملاء!
يعمل الشعب الصيني الآن على دفع التحديث الصيني النمط تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. إن التحديث الصيني النمط المتميز بتغطية الحجم السكاني الهائل والرخاء المشترك لكافة أبناء الشعب والتوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية والانسجام والوئام بين الإنسان والطبيعة وسلك طريق التنمية السلمية، خلق شكلا جديدا من الحضارة البشرية. في هذا السياق، نحرص على توفير فرص جديدة للتنمية إلى دول العالم، بما فيها دول منظمة شانغهاي للتعاون، بالاستفادة من الإنجازات الجديدة المحققة للتحديث الصيني النمط، بما يدفع ببناء عالم أجمل.
أيها الزملاء!
يهنئ الجانب الصيني الرئيس قاسم جومارت توكاييف على تسلمه رئاسة مجلس رؤساء دول المنظمة، مستعدا للعمل مع جميع الدول الأعضاء على دعم أعمال كازاخستان التي تتولى الرئاسة.
السير على الطريق الصحيح مدعوم، والسير مع الجماعة بعيد. إن منظمة شانغهاي للتعاون التي تتماشى مع تيار العصر وتتفق مع اتجاه تقدم البشرية، ستتنامى وتتعاظم بالتأكيد بفضل جهودنا المشتركة.
شكرا لكم.
رئيس الوزراء الهندي :التصدي للإرهاب
من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تتكاتف لمحاربة الإرهاب وألا تتردد في إدانة الدول التي تدعم الإرهاب.
كما حث مودي قادة التجمع السياسي والأمني الأورو-آسيوي على العمل من أجل النهوض بأفغانستان وتقديم مساعدات إنسانية لكابول.
وقال إنه يجب ألا يُسمح باستخدام الأراضي الأفغانية في زعزعة استقرار جوارها.
كما رحب رئيس الوزراء الهندي بانضمام إيران إلى المنظمة وتوقيع بيلاروس على مذكرة للانضمام، قائلاً: "يسعدني أن أقول إن إيران تنضم إلى أسرة منظمة شنغهاي للتعاون كعضو كامل العضوية".
ويشار إلى أنه تمت دعوة بيلاروس ومنغوليا لحضور القمة الافتراضية بصفة مراقبين.
رئيسي: بناء نظام دولي عادل يتطلب إزالة الدولار
من جهته أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ فوائد عضوية بلاده في منظمة شنغهاي للتعاون "ستبقى خالدة".
وفي كلمته خلال القمة الـ23 للدول الأعضاء في المنظمة، قال رئيسي إنّ "إيران تعتقد أنّ المنظمة المتنامية ذات مؤشرات وقدرات كبيرة وموقع متميز".
وبما يتعلّق بالأمن، قال الرئيس الإيراني إنّ "تجربة الدول المختلفة أثبتت أنّ الأمن هو أمر داخلي وإنجاز جماعي، و بدأ الأمن الإقليمي من إرادة الدول، وتم تعزیزه بإرادة الحكومات، ومن السهل تحقيقه بعيداً عن تدخّل الدول".
وأعرب رئيسي عن أمله في أن "يوفّر حضور إيران، الأرضية لضمان الأمن الجماعي والتوجيه نحو التنمية المستدامة، وتوسيع العلاقات والتواصل، وتعزيز الوحدة واحترام سيادة الدول أكثر من ذي قبل".
وصرّح بأنّ طهران "أثبتت التزامها بضمان الأمن ومکافحة الهيمنة في المنطقة، من خلال تجربة أكثر من عقدين من الكفاح الناجح ضد الإرهاب والتطرف".
وأبدى الرئيس الإيراني استعداد بلاده "لتبادل خبراتها وإمكانياتها في إطار آليات منظمة شنغهاي للتعاون، حتى نتمكن من التحرك نحو منطقة خالية من الإرهاب والتطرف والانفصالية".
وتابع: "نحن مستعدون أيضاً للتعاون في التعامل والمواجهة مع التهديدات الجديدة، بما في ذلك في مجال الجرائم الإلكترونية والجرائم المنظمة والمخدرات، من خلال منظمة شنغهاي للتعاون".
وعبّر رئيسي في كلمته عن ارتياحه لانضمام إيران رسمياً إلى المنظمة، بصفتها العضو التاسع، مبدياً دعم طهران "المبادرات البنّاءة، مثل مبادرة التنمية العالمية".
ورأى رئيسي أنّ "تعاون الأعضاء في مجال الطاقة والتكنولوجيا والصناعة والزراعة والتجارة والتجارة، يمكن أن يفتح رؤيةً واضحةً لنظام إقليمي عادل لدول العالم".
واعتبر الرئيس الإيراني أنّ "تجربة العقود الماضية أثبتت أنّ هيمنة الدولار والنزعة العسكرية فسحت المجال أمام هيمنة نظام الهيمنة الغربية، وبالتالي، فإنّ أي محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب إزالة أداة الهيمنة هذه في العلاقات البينية الإقليمية".
وأبدى رئيسي أيضاً "الاستعداد لتوفير الأرضية لتسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية، والتعاون لتنظيم نقل البضائع والركاب، و توفير الأرضية لزيادة وصول الأعضاء إلى الأسواق العالمية وتنسيق سياسات النقل".
ورحّب رئيسي باستخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية والتبادلات المالية بين أعضاء المنظمة، وشركائهم التجاريين، مشيراً إلى امتلاك إيران "موارد بشرية تتمتع بالخبرة وإنجازات مهمة في مجال التقنيات المتقدمة والعلوم الحديثة، يمكن أن تعزّز التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف".
الدبلوماسية الإيرانية قد سجّلت إنجازاً جديداً
كذلك، صرّح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عقب انضمام ايران رسمياً لمنظمة شنغهاي للتعاون بأنّ "الدبلوماسية النشطة للحكومة الإيرانية قد سجّلت إنجازاً جديداً للشعب الايراني، بتحقيقها العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون"، معتبراً هذه "الخطوة مهمة في اتباع سياسة خارجية شاملة، لتعزيز سياسة الجوار والتطلع نحو آسيا".
وجاءت التصريحات الإيرانية خلال الاجتماع الافتراضي الذي عقده قادة الدول الأعضاء في المنظمة برئاسة الهند، الذي شاركت فيه إيران للمرة الأولى كعضو رئيسي في المنظمة.
وكانت إيران عضواً مراقباً في منظمة شنغهاي للتعاون منذ عام 2005، وطلبت الحصول على عضوية رسمية وكاملة في هذه المنظمة بعد 16 عاماً، خلال الاجتماع قمة شنغهاي الحادي والعشرين في العاصمة الطاجيكية دوشنبة، في أيلول/ سبتمبر عام 2021.
وشارك الرئيس الإيراني في تلك القمة، التي وافق فيها وافق الأعضاء على طلب طهران لتصبح العضو التاسع في هذه المنظمة الإقليمية.