قالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، صباح السبت، إن موقفها “ثابت” بحماية المنطقة بمواجهة أي “محاولة للفتنة” متهمة قوى خارجية باستغلال عملية تعزيز الأمن في دير الزور عبر نشر دعايات “كاذبة”.
وذكرت القيادة العامة لقسد في بيان أن عمليتها تستهدف خلايا تنظيم “داعش” و”العناصر الإجرامية”، ولكن فيما بعد، تدخلت قوى خارجية مختلفة لاستغلال العملية “كفرصة بالنسبة لهم لتحقيق مخططاتهم”، حسب ما ورد في البيان.
وأوضحت قسد أن تلك المخططات جرت في الأيام الثلاث الأخيرة من الاشتباكات التي تجري فيما بين قوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لدير الزور من جهة و”المسلحين المرتبطين ببعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام” من جهة أخرى، حين توغلت من الضفة الغربية لنهر الفرات وخط الصالحية لخلق “الفتنة والنزاع” بين شعوب المنطقة.
وقالت قسد إن تلك الجهات تحاول تقديم صورة أنّ هذه الاشتباكات هي بين قوّات سوريا الديمقراطية وشعب دير الزور، مؤكدةً على إنها ” دعاية إعلامية كاذبة لا صحة لها”.
وشددت القيادة العامة لقسد على أنّ عملية “تعزيز الأمن” تمت بناءً على طلب شعب دير الزور وشيوخ ووجهاء العشائر وهم مطلعون على مجرياتها.
قائد مجلس دير الزور العسكري متهم بجرائم جنائية والاتجار بالمخدرات
الى ذلك أصدرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قراراً بعزل قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل، من مهامه في قيادة المجلس، بالإضافة إلى أربعةٍ آخرين من قيادات المجلس، حيث برّرت "قسد" قرارها بدعوى ارتكابهم "جرائم وانتهاكات".
وأعلن المركز الإعلامي لـ"قسد"، يوم الأربعاء، إنّ المجلس العسكري لدير الزور، وبموافقة المجلس العسكري لـقوات سوريا الديمقراطية، "قرّر عزل، أحمد الخبيل، من مهامه، بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية معادية". فيما ياتي نص بيان عزل أحمد الخبيل:
بعد فترة من المتابعة، وبالنظر في العديد من التقارير وشكاوي الأهالي، وبناء على أمر اعتقال من النيابة العامة في شمال وشرق سوريا وذلك بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية معادية للثورة، وارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات، وبسبب سوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في زيادة نشاط خلايا داعش، واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة والعائلية بما يخالف النظام الداخلي لقوّات سوريا الديمقراطية، قرر المجلس العسكري لمجلس دير الزور العسكري وبموافقة المجلس العسكري لقوّات سوريا الديمقراطية عزل أحمد الخبيل من مهامه في قيادة مجلس دير الزور العسكري، وإنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين ضمن المجلس على علاقة مباشرة بتلك الجرائم والتجاوزات.
المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية
٣٠ آب ٢٠٢٣
القبض على عدد من قيادات مجلس دير الزور العسكري في الحسكة
وبالإضافة إلى عزل الخبيل، قرّر مجلس "قسد" العسكري، إنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين ضمن المجلس، أكّد أنّهم على علاقةٍ مباشرة بـ"تلك الجرائم والتجاوزات"، وذلك وفقاً للمركز الإعلامي.
يُذكر أنّ "قسد" كانت قد ألقت القبض على عدد من قيادات مجلس دير الزور العسكري، مِن بينهم الخبيل، الأحد، بعد مداهمة منازلهم في حيي خشمان والعزيزية في مدينة الحسكة السورية، وذلك في عملية مداهمة، بالتزامن مع تطويق حي غويران وسجن الصناعة.
وأعلن القيادي في مجلس دير الزور العسكري، جلال الخبيل، في مقطع مصوّر، أنّ "قسد" حاصرت مقرات مجلس دير الزور العسكري في حي خشمان، شمالي الحسكة، كما أفاد الخبيل بأنّ "قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل، جرى استدراجه من قبل قوات قسد إلى قاعدة استراحة الوزير في ريف الحسكة، واعتقاله".
وكان مسلحون قد هاجموا بالرشاشات حاجزيْن لـ"قسد" في بلدتَي أبو حمام وغرانيج، في ريف دير الزور الشرقي، الإثنين، بالتوازي مع وصول تعزيزاتٍ عسكرية لها من الرقة، إلى منطقة المدينة الصناعية شمالي دير الزور.
شقيق الخبيل يهدد بإطلاق عناصر "داعش" المعتقلين
في غضون ذلك، هدّد شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري بإطلاق عناصر "داعش" المعتقلين لديه في حال عدم إفراج "قسد" عن معتقلي مجلس دير الزور.
وأفاد مراسل الميادين باندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر "قسد" وأهالي بلدتي الحصان والعزبة في ريف دير الزور شرقي سوريا.
وكانت "قسد" قد أطلقت، في وقتٍ سابق الأحد، عملية أمنية واسعة تهدف لتعزيز الأمن في المناطق الشرقية، انطلاقاً من دير الزور، تزامناً مع استنفار عام في مدينة الحسكة وسط أنباء عن عصيان يقوم به عناصر من تنظيم "داعش" في سجن الثانوية الصناعية في حي غويران جنوبي المدينة.
وأكدت مصادر الميادين، أنّ "قسد استنفرت عناصرها وقامت بنشر دوريات في غالبية أحياء مدينة الحسكة مع تدقيق على هويات المارة"، مشيرةً إلى أنّ "الاستنفار يتركز في محيط سجني غويران والثانوية الصناعية جنوب المدينة ".
وبيّنت المصادر أنّ " قسد أبلغت أصحاب المحال التجارية في الأحياء الخاضعة لسيطرتها بضرورة إغلاق المحلات خلال ساعة، وسط توقعات بإعلان حظر عام للتجوال في مدينة الحسكة".
ورجّحت مصادر الميادين " قيام عناصر داعش المحتجزين في سجن الثانوية الصناعية بتنفيذ عصيان، دون معلومات عن تمكن أحد من العناصر من الفرار".
إلهام أحمد: أطراف دولية وميليشيات حليفة لها تغذي الفتنة في دير الزور
من جهتها قالت “إلهام أحمد” رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، في تغريدة لها، إن الاضطرابات الجارية بريف دير الزور تحركها ميليشيات مدعومة من إيران والنظام السوري.
وأضافت: للأسف، هذه الاشتباكات ليست حوادث معزولة. هناك أدلة تشير إلى أن هذا الاضطراب تحركه الميليشيات المدعومة من إيران والنظام السوري بهدف إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
وأشارت إلى أن إيران ونظام الأسد يريدان تصوير هذه الاضطرابات على أنها نتيجة صراع عرقي بين العرب والكرد وصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية في جنوب سوريا.
وذكرت أحمد أن أحد الأهداف المحتملة من تغذية هذه الاضطرابات من قبل النظامين السوري والإيراني هو محاولة إخراج القوات الأمريكية من سوريا، وربما محاولة كسب الشفقة والدعم الدوليين لهذه القضية من خلال تصوير الوضع على أنه مدفوع من قبل القبائل العربية.
ونوَهت إلى أن هذه الصراعات لها آثار بعيدة المدى، ولها تداعيات جيوسياسية أوسع، بالإضافة إلى تعريض استقرار شمال شرق سوريا للخطر، وعليه فإن “الوضع يحتاج إلى بحث متعمق واهتمام عالمي”. مشددة على وجوب إعطاء الأولوية للسلام والتواصل من قبل جميع الأطراف في هذه الأوقات الصعبة، لأن السكان في شمال وشرقي سوريا يستحقون الأمن والاستقرار لأنهم تحملوا بالفعل ما يكفي من المعاناة.
وفي سياق متصل قال “رامي عبد الرحمن” مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في مداخلة مع “العربية الحدث”: هناك تغذية للفتنة من قبل إيران وتركيا والنظام السوري
وأشار في حديثه إلى تصريحات قائد “الدفاع الوطني” قبل شهرين، وهو أحد رجال “حزب الله” وأحد تجار المخدرات، حيث قال: سندخل مناطق شرق الفرات وسنسحق قسد والأمريكان.
وأكد رامي عبد الرحمن أن إيران وحزب الله عملوا على خلق فتنة عربية كردية في مناطق شرق الفرات منذ أشهر عديدة
وتابع “مستهزئاً” الآن النظام السوري بدأ يعشق العشائر!! ونشاهد كيف أن وكالة سانا تتحدث عن العشائر، ونشاهد نظام بشار أسد يصور الملثمين بأشرطة مصورة ويصفهم بـ (ثوار العشائر) لمحاربة قسد والأمريكان.
واختتم حديثه بالقول: الأمر بات واضحاً، الفتنة تُغذى من قبل إيران وتركيا وحزب الله والنظام السوري والمعارضة الموجودة في تركيا.
أنقرة تدخل خط معركة دير الزور رسمياً
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، ليل الجمعة، إنها “تتابع عن كثب وقلق الاشتباكات التي تدور في ريف دير الزور شرقي سوريا” وذلك في تعليق رسمي من الخارجية التركية حول التطورات في الساحة السورية.
واعتبرت الخارجية التركية المعركة الحالية بين قسد “والعشائر العربية”، واعتبرت قسد أن تلك ”دعاية إعلامية كاذبة لا صحة لها”.وقبل ساعات قالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية إن موقفها “ثابت” بحماية المنطقة بمواجهة أي “محاولة للفتنة” متهمة قوى خارجية باستغلال عملية تعزيز الأمن في دير الزور عبر نشر دعايات “كاذبة”.
عملية محددة الأهداف للقضاء على بقايا خلايا داعش
واصدرت قوات سوريا الديمقراطية بيانا في 27/8/2023 حول بدء عملية “تعزيز الأمن” في منطقة دير الزور لملاحقة خلايا داعش "جاء فيه:
نظراً لما مرت به منطقة دير الزور من عمليات إرهابية استهدفت السكان الآمنين ووجهاء المنطقة والقوّات الأمنية من قبل خلايا تنظيم داعش الإرهابي، واستناداً إلى جهود التواصل المستمر بين القيادة العامة لقوّاتنا، قوّات سوريا الديمقراطية ووجهاء وشيوخ العشائر وآخرها الاجتماعات الأخيرة وما نجم عنها من توصيات ومطالب للأهالي بضرورة ملاحقة الخلايا الإرهابية، وتجفيف مصادرها، وتنفيذاً لمهامها الوطنية والأخلاقية العسكرية، فقد أطلقت قواتنا بتمام الساعة ٠٨:٠٠ من مساء اليوم الأحد، وبدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي عملية “تعزيز الأمن” في الضفة الشرقية لنهر الفرات وبالتحديد في منطقة دير الزور.
إن هذه العملية -محددة الأهداف- تأتي امتداداً للعمليات السابقة في الجزيرة ومنطقة الرقة، تهدف إلى القضاء على بقايا خلايا تنظيم داعش الإرهابي ومنع عملياتهم المحتملة، وكذلك تعقب المجرمين الذين ارتكبوا المظالم بحق السكان وإنفاذ القانون، إضافة إلى ملاحقة المهربين الذين يتاجرون بلقمة عيش الأهالي.
إن هذه العملية هي إحدى المراحل المتقدمة في الكفاح المشترك التي تقودها قواتنا بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي ضد داعش، وستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة لها.
ستعمل القوّات المشاركة في العملية لتثبيت الأمن والاستقرار جنباً إلى جنب مع الإدارة المدنية ووجهاء المنطقة وتعتمد على وعي الأهالي بمخاطر الخلايا الإرهابية والعناصر الإجرامية، وهي لن تتوانى في إنجاز مهامها والضرب بيد من حديد على الإرهابيين والقتلة ولكل من يتستر عليهم.
المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية
٢٧ آب ٢٠٢٣
دور سلبي للاعلام العربي
يذكر انه بمجرد الاطلاع على اغلبية منابر الاعلام العربي من المواقع والصحف يلاحظ القاريء انحيازا قوميا و صب الزيت على نار الخلاف واظهاره كأنه تمرد العشائر العربية على قوات سوريا الديمقراطية بدعم وتحريض خارجي متجاهلا ان قسد في عملية محددة لالقاء القبض على خلايا داعش ومرتكبي الجرائم و مروجي المخدرات.