*المرصد/فريق الرصد

احيا مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الاثنين، الذكرى الـ22 لهجمات 11 سبتمبر 2001 بفعاليات خاصة أقيمت في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي حين توجهت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى نيويورك لإحياء ذكرى الأحداث الدامية، أقام البنتاغون فعالية خاصة لإحياء ذكرى اليوم الذي اصطدمت فيه الطائرات المختطفة بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك والبنتاغون في فيرجينيا وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

ووضعت السيدة الأولى، جيل بايدن، إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للبنتاغون، الاثنين، واستضاف وزير الدفاع، لويد أوستن، حفلا تذكاريا أيضا بالنصب التذكاري.

وقال الوزير في كلمة خلال فعالية البنتاغون: "رجال ونساء وزارة الدفاع سوف يتذكرون دائما"، مؤكدا أن "الروح الأميركية لاتزال تصدح في وقت الاختبار ". وأكد أن أميركا عززت أمنها العالم وتعمل على مواجهة التهديدات الإرهابية، متعهدا بالإبقاء على "أميركا آمنة".

وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، العمل بمواجهة التهديدات الإرهابية، وقال إن الإرهاب "لن يربح".

وكتب بايدن في تغريدة صباح الاثنين، بمناسبة الذكرى الهامة: "اليوم، نتذكر 2977 حياة ثمينة سُرقت منا في 11 سبتمبر.. القصة الأميركية نفسها تغيرت في مثل هذا اليوم قبل 22 عاما، لكن ما لا يمكن ولن يتغير هو طبيعة هذه الأمة".

وكتبت كامالا هاريس: "لن ننسى أبدا أرواح الـ 2977 شخصا التي فقدناها منذ 22 عاما في منطقة "غراوند زيرو" وشانكسفيل والبنتاغون. ولا نزال مدينين للمستجيبين الأوائل الأبطال، وقلوبنا مع الأسر والأصدقاء الذين فقدوا أحباءهم".

"لن ننساهم"..

في ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن "رجال ونساء وزارة الخارجية الأميركية لن ينسوا أبداً ذلك اليوم المأساوي والأرواح العديدة التي فقدت وأول المستجيبين الذين سارعوا إلى المخاطر لإنقاذهم".

وقال بلينكن، في بيان: "نستذكر أيضاً زملاءنا الذين قُتلوا في مثل هذا اليوم من عام 2012 في بنغازي، بليبيا. ولا تزال شجاعتهم وتضحياتهم تشكل مصدر إلهام لهذه الوزارة وأمتنا".

وأضاف بلينكن أن "ذكرى أولئك الذين لقوا حتفهم في أحداث 11 سبتمبر تذكرنا بالسبب الذي يجعلنا نواصل الكفاح ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال الإرهاب. وفي السنوات التي تلت ذلك وقفنا جنباً إلى جنب مع شركائنا من جميع أنحاء العالم لإنهاء آفة الإرهاب وضمان محاسبة الإرهابيين على جرائمهم"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن وطننا وشعبنا وحلفائنا".

التسلسل الزمني لهجمات 11 سبتمبر

**بدأ التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول قبل سنوات من عام 2001. ووفقا لصحيفة "إل بايس"، حين بدأ خالد شيخ محمد، العقل المدبر للهجمات، في التخطيط للهجمات مع بداية التسعينيات. كما وضع خطة لمهاجمة عدة مواقع واغتيال البابا يوحنا بولس الثاني باستخدام 11 طائرة قادمة من آسيا إلى الولايات المتحدة، عُرفت باسم "مؤامرة بوجينكا"، لكنها فشلت.

وقدم خالد شيخ محمد خطة معدلة لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الراحل عام 1996، يقترح فيها اختطاف 10 طائرات لضرب عدة أهداف. لكنه رفض الخطة باعتبارها معقدة للغاية. لكنهما أعادا تصميم الخطة وبدأ كلاهما في التخطيط لهجوم على الأراضي الأمريكية في أواخر عام 1998 أو أوائل عام 1999. وساعد محمد في ترتيب سفر الخاطفين، الذين كانوا على استعداد للموت أثناء الهجوم.

وصل الخاطفون إلى الولايات المتحدة في تواريخ مختلفة مع بداية عام 2000، وفي مارس/ آذار بدأوا في التدريب في العديد من أكاديميات التدريب على الطيران. وبحلول نهاية نفس العام وأوائل عام 2001، تركوا البرامج واختاروا أهدافهم بالفعل.

وفيما يلي التسلسل الزمني لأحداث اليوم الذي شهد تنفيذ العمليات الإرهابية:

6:31: الرئيس الأمريكي جورج بوش يذهب للركض حول منتجع "كولوني بيتش آند تنس" في "لونغبوت كي" بولاية فلوريدا، بعد أن أمضى هو وموظفوه الليل.

7:59 صباحًا: غادرت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11 من مدينة بوسطن الواقعة في ولاية ماساتشوستس الأمريكية إلى مدينة لوس آنجلوس في ولاية كاليفورنيا، وكان على متنها 81 راكبا، 9 منهم كانوا من أفراد الطاقم وفريق الخاطفين المكون من 5 أفراد.

8:00: الرئيس بوش يتلقى تقريره الاستخباري اليومي، الذي لم يتم خلاله ذكر لأسامة بن لادن أو القاعدة.

8:14: غادرت رحلة الخطوط الجوية المتحدة رقم 175 من بوسطن إلى لوس أنجلوس، وكان على متنها 56 راكبا، 7 منهم أفراد الطاقم، وفريق الخاطفين المكون من 5 أفراد.

8:14: تم اختطاف الرحلة 11 بينما كانت الطائرة تحلق فوق وسط ماساتشوستس. اتجه الخاطفون بالطائرة نحو الشمال الغربي ثم جنوبًا متجهين إلى نيويورك.

8:20: غادرت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 77 وعلى متنها خمسة خاطفين.

8:42: غادرت رحلة الخطوط الجوية المتحدة رقم 93 وعلى متنها أربعة خاطفين.

8:42 - 8:46: اختطاف الرحلة 175 فوق شمال غرب نيوجيرسي. الخاطفون يحولون الطائرة إلى الشمال الشرقي.

8:46: تحطمت الرحلة 11 بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، بين الطابقين 93 و99. وإلى جانب ركاب الطائرة قُتل على الفور عدد غير معروف من الأشخاص داخل المبنى.

8:50 - 8:54: اختطاف الرحلة 77 فوق جنوب أوهايو. يقوم الخاطفون بتحويل الطائرة نحو الجنوب الشرقي. يقوم الطيار الخاطف هاني حنجور بإيقاف جهاز الإرسال والاستقبال.

8:55: الرئيس بوش يصل إلى مدرسة إيما بروكر الابتدائية في ساراسوتا بولاية فلوريدا، في إطار زيارة مقررة للترويج للتعليم. أخبره كبير موظفيه أندرو كارد أن طائرة اصطدمت بمركز التجارة العالمي. ثم تحدث الرئيس بعد ذلك مع مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس الموجودة في البيت الأبيض.

******

9:03: الرئيس بوش يدخل الفصل الدراسي ويقرر مواصلة جدوله رغم تلقيه أنباء الهجوم.

9:3-902: تحطمت الرحلة 175 في الوجه الجنوبي للبرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي، بين الطابقين 77 و85. ولم ينج أي من الركاب أو الطاقم، كما قُتل على الفور عدد غير معروف من الأشخاص داخل المبنى.

9:05: كان الرئيس بوش على وشك البدء في قراءة رواية "العنزة الأليفة" مع طلاب المرحلة الابتدائية عندما قاطعه كبير الموظفين أندرو كارد هامسًا للرئيس: "ضربت طائرة ثانية البرج الثاني. أمريكا تتعرض للهجوم”. ويقرر الرئيس مواصلة القراءة.

9:14: الرئيس بوش يدخل قاعة الدراسة المجاورة التي قام جهاز الخدمة السرية الأمريكية بتأمينها. ويتحدث الرئيس إلى نائب الرئيس ديك تشيني، وكوندوليزا رايس، وحاكم نيويورك جورج باتاكي، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر. يقوم بإعداد ملاحظات موجزة.

9:28: اختطاف الرحلة 93 فوق شمال أوهايو. الخاطفون يحولون الطائرة نحو الجنوب الشرقي.

9:29: في مدرسة إيما إي بروكر الابتدائية، الرئيس بوش يدلي بأول تصريحاته حول الهجمات، مشيراً فيها إلى أنه سيعود إلى واشنطن. "تحطمت طائرتان... في مركز التجارة العالمي... في هجوم إرهابي واضح على بلدنا".

9:47-9:36: تحطمت الرحلة 77 في الجانب الغربي من البنتاغون. قُتل جميع الركاب وطاقم الطائرة، بما في ذلك 125 شخصًا على الأرض.

9:45: إدارة الطيران الفيدرالية تغلق المجال الجوي للولايات المتحدة.

9:57: على متن الرحلة 93، بدأ تود بيمر ومارك بينغهام وتود بورنيت وجيريمي جليك وركاب آخرون ثورة وتحركوا ضد الخاطفين محاولين استعادة السيطرة على الطائرة.

9:58: انهار البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي بعد 56 دقيقة من الاصطدام. انهار البرج بشكل أسرع من البرج الشمالي بسبب سرعة الاصطدام.

10:03: تحطمت الرحلة 93 جنوب شرق بيتسبرغ في مقاطعة سومرست، بولاية بنسلفانيا. وتعتقد لجنة التحقيق في أحداث11 سبتمبر/ أيلول أن هدف الرحلة كان إما مبنى الكابيتول الأمريكي أو البيت الأبيض في واشنطن العاصمة. ويدعي خالد شيخ محمد، أن الهدف كان الكابيتول الأمريكي.

10:20: الرئيس بوش يخبر نائبه أنه أمر بإسقاط الطائرات إذا لزم الأمر.

10:28-10:25: انهار البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي بعد ساعة و42 دقيقة من الاصطدام.

10:50-10:19: تحطمت خمسة طوابق من الجانب الغربي من البنتاغون عقب انهيار الطابقين الأول والثالث بسبب الحريق الذي اندلع بسبب الاصطدام.

13:04: الرئيس بوش يضع الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء العالم.

14:50: طائرة الرئاسة تهبط في قاعدة أوفوت الجوية، بلفيو، بولاية نبراسكا. والرئيس بوش يعقد اجتماعًا عبر الهاتف لمجلس الأمن القومي من مخبأ القيادة الاستراتيجية الأمريكية.

16:36: الرئيس بوش يغادر قاعدة أوفوت الجوية.

17:20:33: انهيار مبنى مركز التجارة العالمي رقم 7 بعد الأضرار الناجمة عن الحطام والحرائق داخل المبنى.

18:54: الرئيس بوش يصل البيت الأبيض.

20:30. الرئيس يلقي كلمة قال فيها: "يمكن للهجمات الإرهابية أن تهز أساسات أكبر مبانينا، لكنها لا تستطيع أن تمس أساس أمريكا. إن هذه الأفعال تحطم الفولاذ، لكنها لا تستطيع أن تضعف عزيمة الولايات المتحدة".

******

21:00: الرئيس يجتمع بمجلس الأمن القومي ويتلقى أدلة تثبت مسؤولية أسامة بن لادن عن الهجمات. وبوش يقول: "أخبر طالبان أن الكيل قد فاض منهم".

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 6000 إلى 25000 شخص أصيبوا في الهجمات، التي أدت إلى مقتل 2996 شخصًا، بينهم 19 إرهابيًا من تنظيم القاعدة نفذوا الهجمات.

في 20 سبتمبر، أعلن الرئيس بوش أن الولايات المتحدة في حالة حرب، وبدأ "الحرب على الإرهاب". وفي 7 أكتوبر بدأت الولايات المتحدة هجماتها على أفغانستان.

أدت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول إلى عواقب ضخمة طويلة المدى، بما في ذلك إنشاء وزارة الأمن الداخلي وبدء العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق.

وكان لحرب العراق عواقب طويلة الأمد على الجغرافيا السياسية في جميع أنحاء العالم وعلى العمليات العسكرية الأمريكية في الخارج خلال الفترة المتبقية من القرن الحادي والعشرين.