×

  رؤى حول العراق

  جامعة جورجتاون بقطر تناقش تداعيات غزو العراق



د. برهم صالح: مع زوال الدكتاتورية أتيحت للعراق الفرصة لتضميد جراحه وتشكيل مسار جديد

 

شهدت العاصمة القطرية الدوحة، يوم السبت 16/9/2023، اختتام فعاليات مؤتمر عن "غزو العراق: تأملات إقليمية" بمناسبة مرور عقدين على غزو العراق.

وكان هدف المؤتمر المقام ضمن سلسلة "حوارات" برئاسة عميد جامعة جورجتاون في قطر صفوان المصري، وبالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية، تسليط الضوء على الدروس المستفادة على مدى العقدين الماضيين من منظور الأفراد والمجتمع والمؤسسات المختلفة.

وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نخبة مرموقة من كبار المسؤولين والوزراء والسفراء والدبلوماسيين، بينما ناقش مؤتمر "غزو العراق: تأملات إقليمية" ، الحلول والمبادرات المشتركة لمواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية العميقة للصراع على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

وشارك في المؤتمر المقام برئاسة الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية، عدد كبير من المعنيين بالشأن العراقي من القادة المؤثرين في تشكيل الرأي العام في العراق والباحثين الدوليين والصحفيين والجمهور العام.

 

فرصة لتشكيل مسارٍ جديد

وألقى الدكتور برهم صالح، الرئيس السابق لجمهورية العراق، الكلمة الرئيسية، قال فيها: "من المؤكّد أن الحرب ليست الخيار الأمثل، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من العراقيين الذين ناضلوا دون كللٍ لعقود من الزمن من أجل الإطاحة بنظام الدكتاتورية، فإن تحقيق ذلك عبر الاستعانة بقوى خارجية لم يكن حتمًا خيارًا محبذًا أو مفضلًا بالنسبة لهم. ولكنها كانت فرصة لتحرير الكثير من العراقيين من الدكتاتورية الوحشية، ومن كابوس الاستبداد الذي طال أمده. وهذه حقيقةٌ مهمة لا ينبغي التغافل عنها".

وأضاف: "مع زوال الدكتاتورية، أتيحت للعراق الفرصة لتضميد جراحه وتشكيل مسارٍ جديد قوامه التعايش والأمن. ومع ذلك، لا بد لي من الاعتراف وبكل أسفٍ بأن تلك التوقعات والآمال لم تتحقق بالكامل. لم تكن المرحلة الانتقالية سهلة أو سلسة. ولم يكن الإرث الذي تُرك لنا بقدر التوقعات المنشودة".

وحول التحديات التي تواجه المنطقة، قال الدكتور صالح: "وهبنا الله موارد طبيعية هائلة. وبدل إهدارها في الحروب والصراعات، وجب علينا استثمارها في إنشاء الأسواق، من أجل أمن العراق، ومستقبله. ولدينا دور محوري في ضمان الاندماج الإقليمي وإنشاء البنى التحتية التي توحد هذه المنطقة معًا.

وأشار الرئيس السابق للعراق برهم صالح، إلى تطلعات الشعب العراقي لقيادة قوية ودولة متماسكة وحكومة يمكن مساءلتها ومحسابتها، وقال: "علينا أن نعترف بأن لدينا مشكلات خطيرة للغاية في البلاد ألا وهي الفساد وسوء الحكم والطائفية. لا أهوّن من هذه العقبات الجسيمة، لكن..العراقيين يأملون في العيش بسلام ويتمتعون بخيرات بلادهم وثرواتها. إنهم يريدون حقًا عودة العراق للتفاعل مع محيطه الإقليمي".

وأضاف: "خرج الشباب إلى الشارع في عام 2019 وهم يهتفون "نريد وطنًا"، وكانت تلك إشارة مثالية لحيويّة المجتمع الذي يريد أن يرى بلده على طريق الإصلاح، وقادرٌ على توفير الفرص لشعبه".

 

سلسلة حوارات

من جانبه، علّق الدكتور صفوان المصري، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، قائلًا: "خلال العشرين عامًا الماضية، من الصعب أن نجد مدينة أو عائلة عراقية لم يلحقها الخراب بسبب الغزو والاحتلال الذي تلاه. سنبحث خلال اليومين القادمين ما يمثله الغزو بالنسبة للعراقيين والمنطقة. وسندرس تداعياته على السياسة العالمية والسياسة الأمريكية الخارجية تجاه المنطقة. كما نناقش كيف تغيّرت المواقف في المنطقة وخارجها إزاء الولايات المتحدة بعد الغزو".

وحول تأثير سلسلة "حوارات" في أن تكون منبرًا يناقش القضايا المختلفة من منظور عملي، ويطرح رؤية جديدة للتحديات العالمية في الماضي والحاضر والمستقبل، قال الدكتور صفوان المصري: "تسعى سلسلة حوارات عبر استضافة العلماء، والخبراء، والجمهور العام لبحث القضايا الخطيرة والمهمة، والتي تشغل حديث الساعة التي تشغل الرأي العام الراهن. وهي تهدف إلى توفير منبرٍ حواري شامل لوضع حلولٍ مبتكرة للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية."

وتابع: "قد لا يكون حوارنا هذا الوحيد الذي يقام في ذكرى غزو العراق، ولكنني على قناعة تامة بأنه أحد أكثرها جديّة، وتنوّعًا، وعمقًا، لأن مؤتمرنا يربط بين جنوب العالم وشماله، ولأنه يُعقد أمام العالم، ويحدث في هذه المنطقة، ويتعلّق بشعوبها. إن ضيوفنا وخبرائنا على دراية تامة بتاريخ هذه المنطقة، وما يموج به من الاضطرابات والتقلبات المتكررة، ويدركون آمالها وطموحاتها، وانكساراتها".

وعلى المستوى الإقليمي، دارت جلسات النقاش بعمق حول علاقات العراق المتطورة مع جيرانه، والربيع العربي، والقواسم المشتركة بين البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة التحديات الاقتصادية والإدارة الرشيدة للمجتمع.

وإلى جانب القضايا الإقليمية، دارت نقاشات حول التحديات التي تتخطى حدود العراق مثل ظهور تنظيم داعش، والنظام العالمي الناشئ، واستكشف المؤتمر مستقبل العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وكيف أعاد الغزو تشكيل العلاقات الدبلوماسية العالمية، وتأثيره العميق على الديمقراطية في الولايات المتحدة.


17/09/2023