جرت مساء الثلاثاء 3/10/2023 في العاصمة بغداد، مراسيم إحياء الذكرى السادسة لرحيل فقيد الأمة الرئيس مام جلال وذلك بحضور الدكتور عبداللطيف جمال رشيد رئيس الجمهورية ومحمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي والقاضي فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى و جنين بلاسخارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق وجمع من كبار المسؤولين الحكوميين والحزبيين والشخصيات المعروفة، والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق وكذلك بحضور بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني وقوباد طالباني نائبي رئيس مجلس وزراء الاقليم .
وبدأت المراسيم بعزف النشيد الوطني العراقي وقراءة آيات من الذكر الحكيم.من ثم عرض فيلم وثائقي عن حياة الرئيس مام جلال وأبرز محطات نضاله منذ أربعينيات القرن الماضي الى تسنمه منصب رئيس جمهورية العراق كأول رئيس كوردي منتخب في تاريخ العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري.
رئيس الجمهورية:
وألقى فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف جمال رشيد كلمة، أكد من خلالها، أن مام جلال تمكّن في حياته من جمع الحكمة ورص الصف وتوحيد الموقف، وفي ذكرى رحيله يوحّد الجميع ويذكرهم أن العراق وشعبَه أكبر من كل المصالح الضيقة.
واضاف :نجتمع اليوم لإحياء ذكرى أحد أبرز زعماء العراق الوطنيين والرمز الكردي الخالد الراحل الكبير مام جلال، الذي تمكّن في حياته من جمع الحكمة ورص الصف وتوحيد الموقف؛ لمجابهة نظام شمولي وزّع ظلمه على أبناء الشعب العراقي بعدالة، وفي ذكرى رحيله، يوحّد الجميع ويذكرهم أن العراق وشعبَه أكبر من كل المصالح الضيقة".
وقال:" عرفت مام جلال مذ كنت طالباً في المرحلة الثانوية ورافقته صديقاً ومعلماً وقائداً، كما أن صلة الرحم الاجتماعي كانت مصدر إلهام وفخر لي طيلة حياتي.
وشدد قائلا:"أثبت مام جلال أنه جزء لا يتجزأ من شعب كردستان والعراق، فهو رمز كردي وعراقي وطني يفتخر به ماضي العراق وحاضره ومستقبله فقد قضى الراحل الكبير أكثر حياته متنقلاً بين البلدان العربية والأوروبية وغيرها، حاملاً معه الوطن قضيته الكبرى، فأرعب بحمله الأمانة النظام السابق وأصبح بهذا الجهاد الذي استمر عقوداً طويلةً أملاً لأبناء الوطن في حياة حرة كريمة ديمقراطية. وأثمر نضاله عن عراقٍ ديمقراطي يقوم على التعددية والتداول السلمي للسلطة ويؤمن بالرأي والرأي الآخر.
واردف قائلا: لقد غادرنا القائد العظيم مام جلال تاركاً إرثاً نضالياً كبيراً يفتخر به الوطن وتعتز به كردستان؛ فمام جلال كان نقطة الضوء ومصباح الأمل ودليل الطريق الى عراقٍ حرٍ مستقر، ورحيله خلّف فراغاً كبيراً يصعب سدّه، لكن إرثه الكبير صار دليلاً لكل مَن يتصدى للقيادة في الدولة والقيادة في الاحزاب، وسنبقى سائرين على نهجه، لم يكن مام جلال شغوفاً بالسياسة حسب، لكنه كان منظّراً اجتماعياً ومثقفاً، مؤمناً أن لا حياة حرة كريمة دون عدالة اجتماعية".
واوضح :" تعلمت من القائد الكبير مام جلال أن مجالسة الخاصة والعامة والاندماج بالمجتمع ضرورة لا بد منها، للاطلاع على هموم الناس ومعرفة مشاكلهم، فالقائد الحقيقي هو صنيعة المجتمع وابنه البار، وقد عمل مام جلال طيلة حياته على الاندماج بالمجتمع والتعرف على همومه. وعملاً بسيرته المحمودة، عملنا ومذ تولينا مهام عملنا على إجراء زيارات ميدانية للاستماع عن قرب لما يعاني منه المجتمع والمشاكل التي تواجهه والعقبات التي تعترض مفردات حياته".
وختم قائلا:اعتذر للاختصار فحياة واستحقاق وتاريخ الزعيم مام جلال أكبر من أن تُلخّص بصفحات او سطور، وتكفيه كلمة المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني فيه حين وصفه بأنه (صِمام أمان العراق).
الرحمة والخلود للزعيم الكبير مام جلال، وخالص المواساة لرفاقه ولأسرته ولكل من سار على نهجه".
رئيس الوزراء العراقي
من ثم ألقى دولة رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني كلمة اكد فيها أن الرئيس الراحل جلال طالباني أسهم في وضع أسس العراق الجديد الدستوري التعددي وبذل من جهده وذاته المتفانية الكثير مما نقطف ثماره اليوم.
وقال "قبل ستة أعوام رحل عنّا مناضل صلب وإنسان كبير المعنى والأثر صاحب نفس عراقية كردية معطاءة وضمير استوعب تنوّع مجتمعنا وحاجته إلى التآلف والأخوة مثل الحاجة لبناء المؤسسات الدستورية وترسيخ العراق المتعدد الديمقراطي الاتحادي"، مبينا أن "الرئيس الرئيس طالباني رجل قارع الدكتاتورية وواجه البعث الصدّاميّ بكل شجاعة وإيمان وصبر".
وأضاف رئيس الوزراء قائلا: "الرئيس طالباني اعتنق فكرة أنّ العراق بعربه وكرده وتركمانه وآشورييه وبمسلميه ومسيحييه وصابئته بالإيزيديين والكاكائيين والشبك بكل ما فيه من تنوّع لا تحكمه عائلة أو حزب أو فرد"، مؤكدا أن "الراحل الكبير أسهم في وضع أسس العراق الجديد الدستوري التعددي وبذل من جهده وذاته المتفانية الكثير مما نقطف ثماره اليوم".
وتابع أن "كلّ هذا حصل بفعل تضحيات لا نظير لها قدّمتها أجيال من المناضلين والمجاهدين العراقيين ومواقف مشرّفة وطنية ناصعة ركن إليها رجال من عيّنة مام جلال في منعطفات تاريخية صعبة من مسيرة شعبنا العراقي"، منوها إلى "حرص الراحل الكبير على غرس لغة الحوار بين أبناء البيت العراقي بجميع وجهاته وأنْ تزدان كلّ الخلافات مهما كثرت تفاصيلها بوافر من إرادة الإصغاء لبعضنا البعض والاعتصام بحبل الأخوّة".
وشدد رئيس الوزراء على أنه "لا يقتصر اعتزازنا اليوم بذكرى الراحل الكبير، على سيرته ومحطّات حياته النضالية الثرية، بل يتعدّاه إلى ما تركه من إرث فاعل المتمثل بالاتحاد الوطني الكردستاني الذي يواصل العمل والعطاء لأجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية والدستورية التي تحققت، ونستثمر هذا الجمع لتقديم التهنئة إلى بافل طالباني بمناسبة انتخابه رئيساً للاتحاد وكذلك التهنئة لكلّ قيادته وأعضائه ومحبيه"، آملا لهم الاستمرار بالعمل الوطني بذات الروحية والمنطلقات التي أسس لها صاحب هذه الذكرى (الرئيس مام جلال).
سماحة عمار الحكيم
بعد ذلك القى رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية سماحة السيد عمار الحكيم كلمة خلال الحفل التأبيني وصف فيها علاقة الرئيس الراحل مام جلال طالباني بأسرة ال الحكيم بـ"التاريخية" واضاف، ان "إن القادة العظماء هم الذين يتمكنون بإخلاص و مثابرة من تحقيق الأهداف النبيلة والمقاصد الخيرة، بجمع الشتات وتوحيد الطاقات واقناع الجميع ، لا اخضاعهم ، وتوحيد الأهداف لا تقزيمها ، وتوزيع الأدوار لا احتكارها ، إيماناً منهم بأن وجودهم مرتبط بوجود الشريك الآخر ونجاحهم بنجاحه ، وأن يد الله تحمي و تسدد الخيرين المتراصين الموحدين".
وتابع السيد الحكيم "كانت علاقة مام جلال وإخوتنا الكرد بأسرتنا (آل الحكيم) عميقة تاريخية ومشهودة ، ونحن نعتز كل الاعتزاز بهذا التاريخ الناصع الذي امتزجت فيه دماء شهدائنا وتوحدت فيه جهود قادتنا و تراصت فيه صفوف أبنائنا لتأسيس نظام جديد يكون الجميع فيه مواطنا من الدرجة الأولى بحقوق و واجبات متساوية و ظروف وامكانيات موحدة".
واردف، إن "المسير و المصير ، الماضي والحاضر والمستقبل ، الوجود والنمو و التقدم و الحياة الكريمة ، والعزة والرفعة كلها مرتبطة بوحدتنا وتماسكنا ونضوج تجربتنا الديمقراطية وقدرتنا على حل الأزمات السابقة أو الطارئة في إطار القانون و الحوار البناء والآفاق المستقبلية للعراق".
وبين السيد الحكيم، "إننا وبعد مرور عقدين من الزمن وفي ظل الاستقرار الأمني الحاصل و الإرادة الحكومية الجادة في تقديم الخدمات و المضي نحو مزيد من النجاحات و الإنجازات ، يتوجب علينا أن نتكاتف جميعا ، شعباً وحكومة ، بكل مكوناتنا ، أحزاباً ومنظمات وفعاليات اجتماعية ، للحفاظ على هذا الاستقرار والعمل على تنمية البلاد في مختلف القطاعات ومواكبة النجاحات ومراكمتها".
واشار الى ان "المناكفات والتقاطعات لن تبني الأوطان ، واليد الواحدة لا تفلح في إنجاز الطموحات العالية والاستحقاقات الوطنية الكبرى ، ولزاماً علينا جميعاً أن نعي بأن العراق يمثل الخيمة الجامعة التي نستظل وننعم بها دون تمييز".
واكد السيد الحكيم، ان "الأزمات والتحديات التي مرت بنا ، تحتم تعزيز الرؤية الصائبة والخبرة المتراكمة، وهي ما جعلتنا أقوى مما كنا عليه، وجـعلتنا أكـثر تـمسكا بـخيار الـدولـة الـقويـة.. الـدولـة الـراعـية.. والـمسؤولـة عـن أهـداف ومـصالـح الـوطـن والمواطن".
رئيس مؤسسة الرئيس جلال طالباني
بعد ذلك القى السفير الدكتور محمد صابر رئيس مؤسسة الرئيس جلال طالباني كلمة قدم فيها الشكر وعظيم الامتنان لكل من حضر وشارك في هذا الحفل التأبيني تخليداً لذكرى هذا الرجل العظيم والقائد الفذ والذي سيبقى خالداً في تأريخ العراق ووجدان شعبه.
وقال:"حضوركم في هذه المناسبة دليل على صدق وفائكم ونبل مشاعركم تجاه رفيق درب النضال الذي ناضل معكم من اجل العراق وشعبه وللرئيس الفذ الذي قدَّم أكثر من نصف قرن من حياته في سبيل نيل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لشعبه".
واشار:" إن دور الرئيس مام جلال في المعارضة العراقية ودوره في بناء العراق الجديد يتجلى في المنهج الذي سار عليه وهو النهج الوطني الذي كان هدفه الأكبر حفظ العراق ووحدة صفوفه تجاه الأزمات التي واكبت التأسيس الديمقراطي للدولة بعد زوال النظام البعثي الدكتاتوري.الرئيس مام جلال كان له الدور الحاضر والمتواجد والفعال في كل الأمور الداعمة لمسار التلاحم الوطني وتعزيز السلم والأمان بين جميع أطياف المجتمع وفي إعادة بناء العراق وحفظ سيادته وكما وصفته المرجعية الدينية العليا في العراق بـ (صمام الأمان) للعراقيين جميعاً".
وختم قائلا :"الرئيس مام جلال لم يكن رئيساً للكرد فحسب بل كان رئيساً للعراقيين جميعاً بدون استثناء قومي أو ديني أو مذهبي وكان مثالاً لرفيق الدرب والأخ الوفي والصادق والمخلص لجميع القوى والأحزاب السياسية.
رئيس الجمهورية:
مام جلال رمز كردي وعراقي وطني يفتخر به ماضي العراق وحاضره ومستقبله
نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية خلال الحفل التأبيني بالذكرى السادسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق مام جلال طالباني
بغداد 03-10-2023
"السيدات والسادة الحضور المحترمون ..
السلام عليكم ..
نجتمع اليوم لإحياء ذكرى أحد أبرز زعماء العراق الوطنيين والرمز الكردي الخالد الراحل الكبير مام جلال، الذي تمكّن في حياته من جمع الحكمة ورص الصف وتوحيد الموقف؛ لمجابهة نظام شمولي وزّع ظلمه على أبناء الشعب العراقي بعدالة، وفي ذكرى رحيله، يوحّد الجميع ويذكرهم أن العراق وشعبَه أكبر من كل المصالح الضيقة.
عرفت مام جلال مذ كنت طالباً في المرحلة الثانوية ورافقته صديقاً ومعلماً وقائداً، كما أن صلة الرحم الاجتماعي كانت مصدر إلهام وفخر لي طيلة حياتي.
أثبت مام جلال أنه جزء لا يتجزأ من شعب كردستان والعراق، فهو رمز كردي وعراقي وطني يفتخر به ماضي العراق وحاضره ومستقبله.
قضى الراحل الكبير أكثر حياته متنقلاً بين البلدان العربية والأوروبية وغيرها، حاملاً معه الوطن قضيته الكبرى، فأرعب بحمله الأمانة النظام السابق وأصبح بهذا الجهاد الذي استمر عقوداً طويلةً أملاً لأبناء
الوطن في حياة حرة كريمة ديمقراطية. وأثمر نضاله عن عراقٍ ديمقراطي يقوم على التعددية والتداول السلمي للسلطة ويؤمن بالرأي والرأي الآخر.
لقد غادرنا القائد العظيم مام جلال تاركاً إرثاً نضالياً كبيراً يفتخر به الوطن وتعتز به كردستان؛ فمام جلال كان نقطة الضوء ومصباح الأمل ودليل الطريق الى عراقٍ حرٍ مستقر، ورحيله خلّف فراغاً كبيراً يصعب سدّه، لكن إرثه الكبير صار دليلاً لكل مَن يتصدى للقيادة في الدولة والقيادة في الاحزاب، وسنبقى سائرين على نهجه.
لم يكن مام جلال شغوفاً بالسياسة حسب، لكنه كان منظّراً اجتماعياً ومثقفاً، مؤمناً أن لا حياة حرة كريمة دون عدالة اجتماعية.
تعلمت من القائد الكبير مام جلال أن مجالسة الخاصة والعامة والاندماج بالمجتمع ضرورة لا بد منها، للاطلاع على هموم الناس ومعرفة مشاكلهم، فالقائد الحقيقي هو صنيعة المجتمع وابنه البار، وقد عمل مام جلال طيلة حياته على الاندماج بالمجتمع والتعرف على همومه. وعملاً بسيرته المحمودة، عملنا ومذ تولينا مهام عملنا على إجراء زيارات ميدانية للاستماع عن قرب لما يعاني منه المجتمع والمشاكل التي تواجهه والعقبات التي تعترض مفردات حياته.
لقد وضع الزعيم مام جلال كل تاريخه النضالي وخبرته الاجتماعية في خدمة العراق، فكان القائد العامل على رفع المعنويات في الوقت الذي سيطر فيه اليأس على قلوب الناس نتيجة الاضطهاد والظلم واستخدام العنف المفرط، مؤكداً حقيقة ان لا سلطان أكبر من سلطان الشعب ولا إرادة تعلو على إرادته.
آمن مام جلال أن الشعب العراقي بتنوعه ومكوناته عنصر قوة لا ضعف، وكان يردد دائماً عبارة "كلنا معاً نكون أجمل كشدّة الورد" ومن هنا عمل مع رفاق دربه في النضال من كافة مكونات الشعب العراقي على إرساء دعائم النظام السياسي الجديد بعد سنة 2003.
ولم يغفل الجانب الدولي، فقد كان يتنقل بين المنظمات الدولية والإقليمية حاملاً هم الوطن، فعمل على حشد الجهد الدولي من أجل القضية العراقية، وعمل على فضح ممارسات النظام السابق الدموية.
لقد قضى مام جلال حياته في العمل النضالي المسلح، لكنه كان يؤمن بأن الحل السلمي هو الطريق الأمثل لحياة آمنة مستقرة، وأن كلمة السلام مهما كانت كبيرة تبقى أدنى من كلمة الحرب التي دائماً ما تكون حياة الشعوب واموالها ثمناً لها.
اعتذر للاختصار فحياة واستحقاق وتاريخ الزعيم مام جلال أكبر من أن تُلخّص بصفحات او سطور، وتكفيه كلمة المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني فيه حين وصفه بأنه (صِمام أمان العراق).
الرحمة والخلود للزعيم الكبير مام جلال، وخالص المواساة لرفاقه ولأسرته ولكل من سار على نهجه.
والسلام عليكم".
مام جلال اسهمَ في وضعِ أسسِ العراقِ الجديد الدستوري التعددي
نص كلمة دولة رئيس الوزراء خلال الحفل التأبيني بالذكرى السادسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق مام جلال طالباني
بغداد 03-10-2023
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبلَ ستةِ أعوام، رَحَلَ عنّا مُناضلٌ صُلب، وإنسانٌ كبيرُ المعنى والأثر، صاحبُ نفسٍ عراقيةٍ كرديةٍ معطاءة، وضميرٍ استوعبَ تنوّعَ مجتمعِنا وحاجتَهُ إلى التآلفِ والأخوة، مثلَ الحاجةِ لبناءِ المؤسساتِ الدستورية وترسيخِ عراقِ متعددِ ديمقراطي اتحادي.
رجلٌ قارعَ الدكتاتورية، وواجهَ البعثَ الصدّاميَّ بكلِّ شجاعةٍ وإيمانٍ وصبر، واعتنق فكرةَ أنَّ العراقَ بعرَبِه وكُردهِ، بالتركمانِ والآشوريين، وبمسلميهِ ومسيحييهِ وصابئتِه، بالإيزديينَ والكاكائيينَ والشبك، بكلِّ ما فيهِ من تنوّع، لا تحكمهُ عائلةٌ أو حزبٌ أو فرد، عراقٌ كانَ يحَلُمُ به، وكرّسَ حياتهُ من أجله، فإلى روحِ مام جلال طالباني ولذكراهُ أجملُ كلماتِ الوفاءِ والرحمة.
أسهمَ الراحلُ الكبير، في وضعِ أسسِ العراقِ الجديد، الدستوري التعددي، وبذلَ من جهدهِ وذاتهِ المتفانيةِ الكثيرَ مما نقطفُ ثمارهُ اليوم ،حيث تواصلتِ العمليةُ السياسية، وتوالتِ الانتخاباتُ الحرّة، وجرى التداولُ السلميُّ للسلطةِ والمسؤولية، وباتتِ الأجيالُ تتعاقب، يدٌ تُسندُ أخرى من أجلِ المضي إلى الأمام، كلُّ هذا حصلَ بفعلِ تضحياتٍ لا نظيرَ لها، قدّمتها أجيالٌ من المُناضلين والمُجاهدين العراقيين، ومواقفَ مشرّفةٍ وطنيةٍ ناصعة، ركنَ إليها رجالٌ من عيّلةِ مام جلال، في منعطفاتٍ تاريخيةٍ صعبةٍ من مسيرةِ شعبِنا العراقيّ.
حرصَ الراحلُ الكبير، على غرسِ لغةِ الحوارِ بين أبناءِ البيتِ العراقي بجميعِ توِجهاتِه، وأنْ تزدانَ كلُّ الخلافات، مهمها كَثرت تفاصيلُها، بوافرٍ من إرادةِ الإصغاءِ لبعضِنا البعض، والاعتصامِ بحبلِ الأخوّة.
وإني على ثقة، بأنَّ كلَّ المشاكلِ التي قد تظهرُ بين ثنايا الظروفِ والتحدياتِ الراهنة، التي يواجهُها إقليمُ كردستان العراق، مثلما تواجهُها باقي أنحاءِ بلادِنا، من الممكنِ حلّها عبرَ روحِ التسامي، والعملِ على تغليبِ مصلحةِ شعبِنا، فالحوارُ الذي ندعو لهُ دائما هو السبيلُ نحوَ استدامةِ الاستقرارِ الذي نريدهُ للإقليمِ والذي ينعكسُ بالضرورةِ على استقرارِ العراق.
نحن اليوم، بفضلٍ من اللهِ سبحانَه، وبفضلِ تضحياتِ شهداءِ العراق، وبفضلِ حكمةِ رجالٍ ذوي رؤيةٍ عابرةٍ على المصالحِ الضيقة، ننعمُ باستقلاليةِ القرارِ الوطني، ووحدةِ صفوفِ شعبِنا، الأمرُ الذي مكّننَا من هزيمةِ الإرهاب، وحمايةِ أرضِنا، وقادرون، بكلِّ تأكيد، على فرضِ إرادةِ الدستور، وحمايةِ الترابِ العراقيِّ من كلِّ إساءة، وصيانةِ سيادته، التزاماً وطنياً مسؤولاً لا نَحيدُ عنه، في الوقتِ الذي نرفضُ فيه كذلك، المساسَ بسيادةِ الدولِ الأخرى أو الاعتداءِ عليها، انطلاقاً من أراضينا.
نجددُ التأكيدَ على مدِّ اليدِ لجميعِ الأشقاءِ والأصدقاءِ لإقامةِ أفضلِ العلاقات، فإننا في هذهِ الحكومة، التي تقتربُ من إكمالِ عامِها الأول، نؤمنُ بعلاقاتٍ خارجيةٍ مبنيةٍ على التواصلِ مع الأمم، باختلافِ آفاقِها، انطلاقاً من مصالحِنا الوطنيةِ العليا، وهذهِ الرؤيةُ تتكاملُ مع خططِنا المدروسةِ التي ترتكزُ على أولوياتٍ رسمناها ووضعناها انسجاماً مع تطلعاتِ شعبِنا الذي يستحقُّ العملَ ليلَ نهار، من أجلِ أنْ يتلمّسَ التغييرَ الذي ينشدهُ في ميادينِ الخدماتِ والإصلاحِ الاقتصادي ومكافحةِ الفساد.
الحضور الكريم:
لا يقتصرُ اعتزازُنا اليوم، بذكرى الراحلِ الكبير، على سيرتهِ ومحطاتِ حياتهِ النضالية الثرية، بل يتعدّاهُ إلى ما تركهُ من إرثٍ فاعل، المتمثلِ بالاتحادِ الوطني الكردستاني، الذي يواصلُ العملَ والعطاء؛ لأجلِ الحفاظِ على المكتسباتِ الوطنيةِ والدستوريةِ التي تحققت، ونستثمرُ هذا الجمعَ لتقديمِ التهنئةِ إلى السيد بافل طالباني بمناسبةِ انتخابهِ رئيساً للاتحاد، وكذلك التهنئةُ لكلِّ قيادتهِ وأعضائهِ ومحبيه، ونأملُ لهمُ الاستمرارَ بالعملِ الوطني بذاتِ الروحيةِ والمنطلقاتِ التي أسسَ لها صاحبُ الذكرى.
الرحمةُ والمغفرةُ للفقيدِ الكبير، والمجدُ والرفعةُ لشهداءِ الاتحادِ الوطني الكردستاني، وكلِّ شهداءِ الحركةِ الوطنيةِ الكردية، ولجميعِ شهداءِ العراقِ العزيزِ الواحد.
:
مام جلال وشركاء الوطن:النضال الموحد من أجل تأسيس عراق جديد
نص كلمة سماحة السيد عمار الحكيم خلال الحفل التأبيني بالذكرى السادسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق مام جلال طالباني
بغداد 03-10-2023
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين
الإخوة والأخوات الحضور ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-نجدد التبريك بذكرى المولد النبوي الشريف ونسأله سبحانه السير على نهج رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) والتأسي بأخلاقه وسلوكه.
-نحتفي اليوم معا بذكرى رحيل المناضل الكردي والقائد الوطني والرئيس العراقي الأسبق مام جلال طالباني (رحمه الله) تزامناً مع اليوم الوطني العراقي ، وهنا يكون الحديث عن رجل تمكن بذكائه وفطنته السياسية والاجتماعية و وعيه العالي من الجمع بين ثنائية الدفاع عن (المكون و الوطن) معاً دون تناقض أو تعارض.
-فقد كان مام جلال رجلاً صلباً مناضلاً ومعارضاً لكل الظلمات التي طالت الشعب الكردي العزيز ولم يتخل عن قضيته الحقة في انقاذ بني جلدته من سطوة الجلادين وإرادة الطغاة الذين اعتمدوا التعصب والتعنصر لإبادة مكون أصيل من مكونات المجتمع العراقي وضرب وجوده وتهميشه ، وقد دافع وناضل مام جلال أمام كل تلك المحاولات الظلامية برفقة ثلة ثابتة من المناضلين والمعارضين الكرد الى جانب شركاء الوطن والمصير من المكونات العراقية الأخرى من القادة و المجاهدين الوطنيين، ليرسموا معاً صورةً كبيرةً عن النضال العراقي الموحد من أجل الهدف الأسمى لتأسيس عراق جديد ، تؤطره الوحدة والمواطنة والقانون والعيش المشترك.
-إن القادة العظماء هم الذين يتمكنون بإخلاص و مثابرة من تحقيق الأهداف النبيلة والمقاصد الخيرة ، بجمع الشتات وتوحيد الطاقات واقناع الجميع ، لا اخضاعهم ، وتوحيد الأهداف لا تقزيمها ، وتوزيع الأدوار لا احتكارها ، إيماناً منهم بأن وجودهم مرتبط بوجود الشريك الآخر ونجاحهم بنجاحه ، وأن يد الله تحمي و تسدد الخيرين المتراصين الموحدين.
-وقد كانت علاقة مام جلال وإخوتنا الكرد بأسرتنا (آل الحكيم) عميقة تاريخية ومشهودة ، ونحن نعتز كل الاعتزاز بهذا التاريخ الناصع الذي امتزجت فيه دماء شهدائنا وتوحدت فيه جهود قادتنا و تراصت فيه صفوف أبنائنا لتأسيس نظام جديد يكون الجميع فيه مواطنا من الدرجة الأولى بحقوق و واجبات متساوية و ظروف وامكانيات موحدة.
-إن شهداءنا الأبرار من المكون الاجتماعي الأكبر سواء من استشهدوا في المعارضة أو بعد عام ٢٠٠٣ ، قد شاطروا شركاءهم الكرد وفي مقدمتهم مام جلال طالباني والزعماء في المكونات العراقية الكريمة ، الرأي و النوايا في ضرورة بناء عراق جديد سمته الحرية والعدالة والسلام ، وهو الأمر الذي يجب التمسك به وعدم التراجع عنه ، فالأمة العراقية الواحدة بكل عناوينها وتنوعاتها الكريمة تكون أقوى و أكثر استقرارا وازدهارا على هذا الأساس.
-إن المسير و المصير ، الماضي والحاضر والمستقبل ، الوجود والنمو و التقدم و الحياة الكريمة ، والعزة والرفعة كلها مرتبطة بوحدتنا وتماسكنا ونضوج تجربتنا الديمقراطية وقدرتنا على حل الأزمات السابقة أو الطارئة في إطار القانون و الحوار البناء والآفاق المستقبلية للعراق.
-إننا وبعد مرور عقدين من الزمن وفي ظل الاستقرار الأمني الحاصل و الإرادة الحكومية الجادة في تقديم الخدمات و المضي نحو مزيد من النجاحات و الإنجازات ، يتوجب علينا أن نتكاتف جميعا ، شعباً وحكومة ، بكل مكوناتنا ، أحزاباً ومنظمات وفعاليات اجتماعية ، للحفاظ على هذا الاستقرار والعمل على تنمية البلاد في مختلف القطاعات ومواكبة النجاحات ومراكمتها.
-فالمناكفات والتقاطعات لن تبني الأوطان ، واليد الواحدة لا تفلح في إنجاز الطموحات العالية والاستحقاقات الوطنية الكبرى ، ولزاماً علينا جميعاً أن نعي بأن العراق يمثل الخيمة الجامعة التي نستظل وننعم بها دون تمييز.
فالأزمات والتحديات التي مرت بنا ، تحتم تعزيز الرؤية الصائبة والخبرة المتراكمة..
وهي ما جعلتنا أقوى مما كنا عليه..
وجـعلتنا أكـثر تـمسكا بـخيار الـدولـة الـقويـة.. الـدولـة الـراعـية.. والـمسؤولـة عـن أهـداف ومـصالـح الـوطـن والمواطن.
وهنا اسمحوا لي أن أذكر نفسي أولاً.. وإخوتي في المسؤولية الوطنية بأبرز ما يجب التركيز عليه في الواقت الراهن :
أولا/
إنـنا الـيوم نـملك طـاقـة شـبابـية كـبيرة فـي مـجتمعنا.. وبحسـب احـصائـيات وزارة التخـطيط فـإن الـعراق وصـل إلـى مـرحـلة مـا يـسمى بـ (الهـبة الـديـموغـرافـية) "وهي الـمرحـلة الـتي يـبلغ فـيها المجتمع ذروته فـي حجم السكان ممن هم في سن العمل ،مقابل أدنى نسبة للسكان المعالين من الأطفال والمسنين".
وهـذه الـطاقـة الـكبيرة والـمتوقـدة فـي أحـلامـها وطـموحـها.. إن لـم نـوفـق فـي تـوجـيه دفـتها نـحو الـمسار الـصحيح.. ستتحول إلى فعل غاضب يدمر هذه الفرصة الوطنية المواتية..
كـما يـجب عـلينا مساندة الـحكومـة فـي مـواجـهة هـذا التحـدي الـكبير.. وأن نـعمل معاً نـحو صـناعـة وتـنفيذ الحـلول الـناجـعة.. مـن خـلال دورنـا السـياسـي والتشـريـعي والـرقـابـي فـي مجـلس الـنواب..
ومن خلال الدور المرتقب في مجالس المحافظات التي تقع عليها المسؤولية الأكبر.
فالتحدي يجب تفكيكه أولاً ، وعدم النظر إليه بنظرة أحادية أو جزئية..
يـجب النظر لـمشكلة بـطالـة الشـباب وكـيفية تـوفـير فـرص الـعمل بـعين كـل مـحافـظة عـلى حـدة.. كـي نـتمكن مـن المعالجة الحقيقية وتعميم تجاربها الناجحة.
نـعم .. هـناك آلـيات يـجب تـنفيذهـا عـلى مسـتوى الـحكومـة الإتـحاديـة أولاً.. لكنها لا تقل أهـمية عن الـدور المحـلي المؤثر فـي مـعالـجة هذه التحديات ومواجهتها.
إن أي برنامج سياسي أو إنتخابي لا يتضمن كيفية توفير فرص العمل.. هو برنامج خارج عن الخدمة الواقعية..
وسيكون برنامج شعارات وأقوال فحسب..
لابد أن تتضمن برامجنا السياسية والإنتخابية آليات واضحة وعملية لمواجهة هذا التحدي..
-فالإشارة إلى وجود المشكلة ليس حلاً كافياً ، وإنما آليات المعالجة وأسقف التنفيذ هي الحل الوحيد والصائب..
ونقترح على مجلس الوزراء أن يخصص في اجتماعه الدوري فقرة ثابتة تعني بآليات توفير فرص العمل المطلوبة.
-يجب إصدار القوانين الكفيلة بتهيئة الأرضية المناسبة لتوفير فرص العمل..
-القروض المالية وحدها لا تكفي إن لم تكن معها أرضية مناسبة لإنجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
-وفي هذا الصدد يأتي السؤال :هل ألزمنا مؤسسات الدولة بالتعامل مع الشركات الناشئة التي يملكها الشباب...؟
-وهل ألزمنا مؤسسات الدولة بالتعامل مع المنتج الوطني والمصانع الصغيرة التي يملكها الشباب..؟
-هل فرضنا على الشركات الكبيرة والمؤسسات العاملة في العراق أن توظف الطاقات العراقية المطلوبة..؟
-هل أعددنا خططا إستراتيجية في توجيه التعليم الجامعي وفق متطلبات سوق العمل المطلوبة..؟
كـل هـذه وغـيرهـا مـن الآلـيات الـناجـعة يـجب أن تـكون ضـمن أولـويـة الـحكومـة وبرامجها الـعملية.. كـي نتمكن من مواجهة هذا التحدي السكاني وتحويله إلى فرصة حقيقية مثمرة.
ثانيا:
العراق بلد زراعي قبل أن يكون بلداً منتجا للنفط .. وهـذه الحقيقة مرتبطة بـتاريـخ العراق وتسميته ببلاد النهرين وأرض السواد ، لأنه بـلد أنعم الله عليه بأرض خصبة ومـياه وفـيرة وسـكانـه يـمتهنون الـزراعـة مـنذ آلاف السنين.
نعم .. نواجه تحدياً كبيراً في انخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات.. لكن لدينا مياهاً جوفية كبيرة لم تسُتثمر بعد..
نـعم .. هـناك توقع ايجابي كـبير مـن قـبل دول المنبع .. لكننا أيضا نملك الـكثير مـن أوراق الـتفاوض السـياسـية التي تجعل العراق في موقف قوي في التفاوض الدولي.
وعودة العراق إلى مكانته الزراعية يجب أن تكون الهدف الأول لمسارنا الحكومي والخدمي..
وكل ما يرتبط بهذا الهدف يجب أن يحظى بالأولوية في التشريع والتنفيذ..
ومـواجـهة التصحـر وأزمـة الـمناخ يـجب أن تـكون مـن أهـدف إعـادة الـعراق إلـى مـكانـته الـزراعـية المعهودة.
بلد كبير كالعراق في عدد سكانه ومساحته لابد أن يكون توفير الغذاء ذاتياً من أولى أولياته..
ولابد من إيقاف دوامة الاستهلاك الأجنبي المدمر لعملة البلد واقتصاده.
فـأزمـة الـغذاء.. وتـوفـير فـرص الـعمل.. مـن أكـبر التحـديـات الـتي تـواجـهها الـدول.. والـعراق في مقدمة الـدول الـتي يجب أن تواجه هذه التحديات بخطط استباقية و واقعية.
حما الله العراق وشعبه وشبابه من كل سوء..
والرحمة والخلود لشهدائه..
والرحمة والرضوان للرئيس مام جلال في ذكرى رحيله السادسة وللملا مصطفى البرزاني والشهيدين الصدرين وشهيد المحراب الخالد آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سرهم) والشهداء الأبرار من قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي والبيشمركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس مؤسسة الرئيس جلال طالباني:
الرئيس مام جلال ...دور فعال في كل الأمور الداعمة لمسار التلاحم الوطني وتعزيز السلم
نص كلمة رئيس مؤسسة الرئيس جلال طالباني خلال الحفل التأبيني بالذكرى السادسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق مام جلال طالباني
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية المحترم
دولة رئيس مجلس الوزراء المحترم
سيادة رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم
سماحة السيد عمار الحكيم المحترم
سيادة رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني المحترم
السادة رؤساء الأحزاب والشخصيات وأصدقاء الرئيس الراحل جلال طالباني مع حفظ الألقاب
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة
أصحاب السماحة والفضيلة والنيافة
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تم منحي شرف النيابة من عائلة الفقيد الرئيس مام جلال من قبل كل من السيد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني والسيد قوباد جلال طالباني نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، لأتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان لكل من شرفنا بحضوره ومشاركته في هذا الحفل التأبيني تخليداً لذكرى هذا الرجل العظيم والقائد الفذ والذي سيبقى خالداً في تأريخ العراق ووجدان شعبه. حضوركم في هذه المناسبة دليل على صدق وفائكم ونبل مشاعركم تجاه رفيق درب النضال الذي ناضل معكم من اجل العراق وشعبه وللرئيس الفذ الذي قدَّم أكثر من نصف قرن من حياته في سبيل نيل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لشعبه.
إن دور الرئيس مام جلال في المعارضة العراقية ودوره في بناء العراق الجديد يتجلى في المنهج الذي سار عليه وهو النهج الوطني الذي كان هدفه الأكبر حفظ العراق ووحدة صفوفه تجاه الأزمات التي واكبت التأسيس الديمقراطي للدولة بعد زوال النظام البعثي الدكتاتوري.
الرئيس مام جلال كان له الدور الحاضر والمتواجد والفعال في كل الأمور الداعمة لمسار التلاحم الوطني وتعزيز السلم والأمان بين جميع أطياف المجتمع وفي إعادة بناء العراق وحفظ سيادته وكما وصفته المرجعية الدينية العليا في العراق بـ (صمام الأمان) للعراقيين جميعاً.
الرئيس مام جلال لم يكن رئيساً للكرد فحسب بل كان رئيساً للعراقيين جميعاً بدون استثناء قومي أو ديني أو مذهبي وكان مثالاً لرفيق الدرب والأخ الوفي والصادق والمخلص لجميع القوى والأحزاب السياسية.
كذلك، تتقدم مؤسسة الرئيس جلال طالباني بعميق شكرها وامتنانها لجميع من حضروا في هذه المناسبة التي احتفينا فيها اليوم بالذكرى السادسة لرحيل فقيد الأمة والوطن الرئيس جلال طالباني (رحمه الله) واستذكرنا معاً هذا الرجل العظيم الذي يفتقده شعب العراق بجميع أطيافه ومكوناته كما يفتقده جميع الشعوب المناضلة للحرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته