×

  الطاقة و الاقتصاد

  المؤتمر المصرفي العراقي السنوي في إقليم كوردستان



وعود بحساب رقمي للموظفين ومكافحة غسيل الاموال

بحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، عُقد يوم السبت 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، المؤتمر المصرفي العراقي السنوي في إقليم كوردستان.

وانطلق المؤتمر بحضور محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق وعدد من مديري مصارف العراق وإقليم كوردستان والدول العربية ومسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.

وألقى رئيس الحكومة كلمة خلال المؤتمر سلّط فيها الضوء على أهمية تعزيز النظام المصرفي، كما تحدث عن خطط التشكيلة الوزارية التاسعة لإرساء بنية مصرفية قوية، كذلك شدد على ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون المصرفي بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وابرز ماجاء في كلمته :

*اعتباراً من العام المقبل، لن يضطر متقاعدو إقليم كوردستان إلى الانتظار في طوابير لساعات طويلة تحت حرّ الصيف وبرد الشتاء. إنما ستودع أموالهم في حساباتهم المصرفية في يوم محدد.

** لن يكون على التجّار حمل مبالغ كبيرة من الأموال معهم، بل سيكون بإمكانهم متابعة حساباتهم المصرفية وإتمام الخدمات المالية عبر (الأون لاين). كذلك، بالنسبة للباحثين عن قروض صغيرة لأغراض متنوعة سيجدون أيضاً العملية أكثر يُسراً. أما المواطنون الراغبون في إرسال حوالات إلى أقاربهم وذويهم وعائلاتهم داخل البلاد أو خارجها، سيتفادون تحويل الأموال عبر شركات التحويل المالي.

**بنهاية هذا العام، سيُسجل الآلاف من موظفي القطاع العام ضمن مشروع (حسابي)، وستُفتح حسابات مصرفية لهم في المصارف الخاصة لاستلام رواتبهم منها، وستتسارع هذه العملية في العام المقبل.

نحن مصممون، بأنه مع حلول نهاية العام المقبل، سيكون لمليون فرد من متقاضي الرواتب حسابات مصرفية خاصة بهم. ونعمل على تسريع وتيرة هذا البرنامج، وقد أعددنا كل ما يلزم بهذا الصدد.

**ينبغي أن نقرّ بأنه إلى اليوم، لم تتمكن مصارف القطاع العام من تلبية احتياجات مواطنينا. ومن دون شك، فالاعتماد على الأوراق النقدية (الكاش) قد حدّ من نمونا الاقتصادي، وفتحَ الباب أمام التزوير وغسيل الأموال. هذا لا بدّ أن يتغير. وأيضاً، سنقدم أي مساعدة ممكنة للمصارف الخاصة، ليتسنى لها تحسين وتسريع خدماتها.

هدفنا يتمثل بإيجاد منافسة سليمة بين المصارف في إقليم كوردستان، وللمواطنين حرية اختيار مصرفهم بناءً على جودة وتطوّر وسرعة الخدمات المصرفية المقدمة. اخترنا الآن خمسة مصارف خاصة في مشروع (حسابي). وآمل أن تنضم مصارف أخرى ضمن هذا المشروع مستقبلاً.

**سوف يلمس مواطنونا تغييرات سريعة في حياتهم مستقبلاً؛ مثلاً في طريقة الدفع، وشراء الأغذية والوقود، بحيث يمكنهم وبسهولة استخدام البطاقات المصرفية وخدماتها عند السفر إلى الخارج بطمأنينة. كذلك يمكن لأصحاب الأعمال الاستفادة من فرص التجارة الإلكترونية وتحويل الأموال لأغراض التجارة. كذلك ستشهد الحكومة تغييرات في عمليات الدفع وجمع الإيرادات. ببساطة، نعمل ليتمكّن مواطنونا وأصحاب الأعمال، في أي مكان وزمان، من الوصول إلى الخدمات المالية.

**سنواصل التنسيق والتعاون مع الحكومة الاتحادية في مكافحة غسيل الأموال والعمل على استقرار الدينار العراقي. وفيما يتعلق بهذه المسألة، يسعدني ما أحرزناه من تقدم هذا العام في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ثمة المزيد من العمل الذي يتعين علينا إنجازه، وسنفعل ما يقع على عاتقنا بهذا الشأن.

**مما لا شك فيه فإن إحدى المشاكل والعقبات الرئيسية التي تحول دون وجود نظام مصرفي قوي ومتقدم في العراق وإقليم كوردستان، تتمثل في انعدام ثقة الناس بالمصارف، وهذا يعود لأسباب جمّة، وفي مقدمتها عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، وتفشي الفساد على نطاق واسع، مما جعل المواطنين يفقدون الثقة بالمصارف والمؤسسات المالية.

**إن الخطوات التي اتخذها السيد محمد شياع السوداني والحكومة الاتحادية ونحن في إقليم كوردستان، واعدة للغاية ويمكننا أن نلمس تقدماً اقتصادياً كبيراً في المستقبل القريب بالتعاون والدعم المتبادل.

علي العلاق: تطبيق مبادئ غسيل الاموال

من جهته قال محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق في كلمة ألقاها في المؤتمر "ان المؤتمر يأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز دور البنوك لتحقيق نظام مالي مستقر، وسط التحديات التي تواجهها المنطقة".

وأضاف العلاق "مع التقدم الذي يشهده التمويل الالكتروني، فإن هناك أيضاً العديد من المخاطر التي تواجه هذا الموضوع، الامر الذي يجعل من إعادة هيكلة التقدم هاماً لمواكبة هذه التطورات".

وأشار علي العلاق الى انه "من أولويات البنك المركزي العراقي الاهتمام بما يتم مناقشته في هذه المؤتمرات، وهو تطبيق مبادئ غسيل الاموال التي صدر قانونها عام 2015، ونؤكد مجدداً ان هذه المبادئ تحمي سلامة النظام المالي".

وتابع العلاق قائلاً "أريد أن أشير الى العلاقة بين عملية تحويل الاموال وبيع الدولار بكافة الاشكال، كما ان هناك وثيقة لتطبيق هذه المعايير والتحويلات تتعلق بتثبيت سعر صرف الدينار، ويمكننا تحقيق هذا الاستقرار".

وتحدث علي العلاق محافظ البنك المركزي العراقي عن إعادة تنظيم العملية التجارية في العراق، ويقوم البنك المركزي بتنفيذ مشاريع التحويلات الاجنبية بشكل يومي، كما ان التحويلات المالية تتم الكترونيا، مما يشكل تحدياً كبيراً للسيطرة على حركة الاموال".

وأكد العلاق "لدينا تنسيق مع رئيس حكومة كوردستان مسرور بارزاني، وعندما التقينا قبل يومين، حثنا رئيس حكومة كوردستان للدخول في الاقتصاد الرقمي معاً".


22/10/2023