شدد العاهل الأردني في مقال خاص له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الثلاثاء 14/11/2023 تمحور حول الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي أكد خلالها على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتا الى أن الانسحاب أحادي الجانب من غزة قبل 18 عاما كان له تأثير سلبي على حل الدولتين وساهم في الانقسام الفلسطيني.
وأكد العاهل الأردني بأن آلاف الضحايا خلال ما يزيد عن شهر من الحرب غالبيتهم من المدنيين، ودعا الملك عبد الله إلى احترام المبادئ الإنسانية "قبل أن يفوت الأوان ونصل إلى نقطة الانهيار الأخلاقي لنا جميعا"، مشيرا إلى أن على عاتق القادة حول العالم مسؤولية مواجهة الحقيقة الكاملة لهذه الأزمة مهما وصلت بشاعتها.
ولفت العاهل الأردني في مقالته إلى أن العائلات في غزة "التي يتم قصفها وإخراجها من منازلها بلا مكان تحتمي فيه هي ضحايا عقاب جماعي، فلم يعد لها مكان آمن تحتمي فيه، لا مستشفى ولا مدرسة ولا مبنى للأمم المتحدة".
وشدد الملك عبد الله على أن منشور أو رسالة نصية لن تدفع سكان غزة الى ترك منازلهم ، فهم يدركون جيدا بأن المغادرة تعني فقدان الأمل والكرامة وفرصة العودة الى أرضهم، فهم شهدوا حصول ذلك مع العديد من الفلسطينيين قبلهم على مدار العقود السبعة الماضية من هذا الصراع".
ويرى ملك الأردن أن "القيادة الإسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق السلام، على أساس حل الدولتين لن تتمكن من توفير الأمن الذي يحتاجه شعبها". وشدد الملك عبد الله بأنه "لا يمكن للإسرائيليين الاعتقاد بأن الحلول الأمنية وحدها ستضمن سلامتهم ومواصلة حياتهم العادية، بينما يعيش الفلسطينيون في البؤس والظلم".
ويرى العاهل الاردني أن "خروج" إسرائيل من غزة قبل 18 عاما لم يكن مساهمة في حل الدولتين، بل كان استباقا لأي حل من هذا القبيل. لقد أنتج انقساما دائما حرم دولة فلسطينية من خلال إنكار شريك فلسطيني واحد .
وأشار إلى أن العائلات في غزة التي يتم قصفها وإخراجها من منازلها بلا مكان تحتمي فيه هي ضحايا عقاب جماعي، فلم يعد هناك مكان آمن بعد الآن، لا مستشفى ولا مدرسة ولا مبنى للأمم المتحدة.
وقال: "لا شك بأن سكان غزة لن يتركوا منازلهم بسبب منشور أو رسالة نصية تأمرهم بذلك، فهم يعلمون أن المغادرة تعني فقدان الأمل والكرامة وفرصة العودة إلى أرضهم، فقد شهدوا حصول ذلك مع العديد من الفلسطينيين من قبلهم وأسلافهم طوال العقود السبعة الماضية من هذا الصراع".
وأضاف أن القيادة الإسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق السلام على أساس حل الدولتين لن تكون قادرة على توفير الأمن الذي يحتاجه شعبها.
وأكد بأنه لا يمكن للإسرائيليين الاعتقاد بأن الحلول الأمنية وحدها ستضمن سلامتهم واستمرارهم في حياتهم كالمعتاد، بينما يعيش الفلسطينيون في البؤس والظلم.
ويرى العاهل الأردني أنه في غياب الأفق السياسي، لن يكون هناك مستقبل مع السلام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، مشيرا الى أن "مسؤوليتنا في الوقت الحالي لا تنحصر فقط بفرض التدخل الإنساني وإنهاء الحرب المروعة، بل الإعتراف أيضا بأن المسار الحالي هو ليس مسارا ينتصر فيه أي طرف".
بقاء الوضع على ما هو عليه خلال الأيام القادمة ، برأي العاهل الأردني يدفع الى حرب مستمرة "من السرديات المتناقضة حول من يحق له أن يكره أكثر، وسيزداد التطرف والانتقام والاضطهاد، ليس في المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم". وشدد على أن:" الأولوية هي بذل جهد دولي متضافر لتطوير بنية إقليمية للسلام والأمن والازدهار، تستند على السلام الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".
وتساءل العاهل الأردني في نهاية مقالته إن "كانت هناك بدائل واقعية لحل الدولتين" وقال إنه "من الصعب أن نتصور أيا منها، فحل الدولة الواحدة من شأنه أن يجبر هوية إسرائيل على استيعاب الهويات الوطنية المتنافسة، أما حل اللا دولة من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم".
وأكد أن الأولوية هي بذل جهد دولي متضافر لتطوير بنية إقليمية للسلام والأمن والازدهار، مبنية على السلام الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
ولا نصر في المذبحة..
وتساءل إن كانت هناك بدائل واقعية لحل الدولتين قائلا "من الصعب أن نتصور أيا منها. فإن حل الدولة الواحدة من شأنه أن يجبر هوية إسرائيل على استيعاب الهويات الوطنية المتنافسة، وحل اللادولة من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم."
وختم "على القادة الذين يتمتعون بحس من المسؤولية العمل لتحقيق النتائج بدءا من الآن. ولن يكون هذا العمل سهلا، لكنه ضروري. فليس هناك نصر في المذبحة التي نشهدها، ولن ينتصر أحد إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم. وهذا فقط سيكون بمثابة نصر حقيقي للسلام، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وسيكون أيضا، أكثر من أي شيء آخر، انتصارا لإنسانيتنا المشتركة."