×

  شؤون دولية

  اقتحام مستشفى الشفاء في غزة و قلق دولي



أعلنت إسرائيل، الأربعاء، أن قواتها داهمت مستشفى الشفاء لأن حماس لديها مركز قيادة تحت المستشفى وتستخدم أنفاقا متشعبة لاحتجاز رهائن.

ونفت إسرائيل استهداف المستشفى وقالت إن الجنود دخلوا منطقة محددة داخل مجمع الشفاء، دون قتال داخل المنشأة ولا احتكاك مع العاملين.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه لرويترز إنهم عثروا على أسلحة، لكنه لم يقدم أي دليل مرئي على الفور.

وأصبح مصير مستشفى الشفاء مثار قلق دولي خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تدهور الأوضاع داخله، حيث حوصر آلاف المرضى والنازحين وأفراد الأطقم الطبية خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي بدأ قبل خمسة أسابيع.

 

ماذا يقول القانون الدولي؟

تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1948 على أنه "لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات".

وتتضمن هذه المادة بندا يشير إلى أنه "بالنظر للأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المستشفيات نتيجة لقربها من الأهداف العسكرية، فإنه يجدر الحرص على أن تكون بعيدة ما أمكن عن هذه الأهداف".

أما المادة 19 من ذات الاتفاقية فتشدد أنه "لا يجوز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية إلا إذا استخدمت، خروجا على واجباتها الإنسانية، في القيام بأعمال تضر العدو".

وتضيف كذلك: "لا يجوز وقف الحماية عنها (المستشفيات) إلا بعد توجيه إنذار لها يحدد في جميع الأحوال المناسبة مهلة زمنية معقولة، دون أن يلتفت إليه (من قبل الخصم)".

أما المادة 57 من اتفاقية جنيف الرابعة فتشير إلى أنه "لا يجوز الاستيلاء على المستشفيات المدنية إلا بصفة مؤقتة".

بالتالي فإن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، لكنها قد تفقد هذه الحماية إذا كان المسلحون يعملون من خلالها، كما تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن خبراء قانونيون.

ويرى الخبراء أن طرفي النزاع في غزة مطالبان بحماية المدنيين والبنية التحتية للمستشفيات، وأن أي قرار باقتحام أي مستشفى يتطلب إنذارا مسبقا كافيا وموعدا نهائيا واضحا.

 

اتهامات إسرائيلية ونفي حماس

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري إن القوات الإسرائيلية دخلت مستشفى الشفاء بعد أن حذرت على مدى أسابيع عدة من وجود أنشطة عسكرية لحماس فيه مما يعرض للخطر حماية المجمع بموجب القانون الدولي.

وتقول إسرائيل إن حماس لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، هو الأكبر في غزة، وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن.

وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لشبكة "سي إن إن" بأن المستشفى والمجمع كانا بالنسبة لحماس "محورا مركزيا لعملياتها وربما حتى القلب النابض وربما حتى مركز الثقل".

وقالت الولايات المتحدة ، الثلاثاء، إن لديها معلومات مخابراتية تدعم ما تقوله إسرائيل.

وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على أسلحة و"بنية تحتية خاصة بالإرهابيين" خلال مداهمة داخل المستشفى.

وأضاف المسؤول في تصريحات للصحفيين أنه لم يحدث أي قتال داخل مجمع المستشفى بعد أن وصل الجنود خلال الليل، كما لم يقع أي احتكاك مع الطواقم الطبية أو المرضى الذين قال إنهم موجودون في قسم آخر من المجمع.

بالمقابل تنفي حماس استخدام المستشفى في أي أنشطة عسكرية، واتهمت إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب" بمداهمة المستشفى.

 

لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأربعاء، إنه "لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه"، وذلك بعد ساعات من اقتحام الجيش مستشفى الشفاء في قطاع غزة.وأضاف نتانياهو الذي تحدث خلال زيارته لقاعدة "زيكيم" العسكرية بالقرب من غزة: "سنصل إلى حماس ونقضي عليها وسنعيد الرهائن"، مؤكدا أنهما "مهمتان رئيسيتان" في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر المنصرم.

وتابع نتانياهو "هل تتذكرون عندما قالوا إننا لن نغزو غزة؟ لقد غزوناها.. وقالوا إننا لن نصل إلى ضواحي مدينة غزة، وفعلنا ذلك.. وقالوا إننا لن نذهب إلى (مستشفى) الشفاء، ولقد دخلنا”.

نتانياهو ذكر أيضا أنه تحدث الليلة الماضية مرة أخرى مع الرئيس الامريكي جو بايدن من دون التطرق للتفاصيل، مشددا على أن إسرائيل "لن تستسلم، وسوف تدمر حماس وتحقق النصر الكامل”.

وأفادت مصادر صحفية للحرة، الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من كامل مستشفى الشفاء في غزة، بعد تنفيذه مداهمة في وقت سابق.وقالت المصادر إن دبابات إسرائيلية مازالت تحصار المجمع الطبي، الأكبر في غزة، الذي بات في صلب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ عدة أيام.

وقالت إسرائيل إن قواتها عثرت على أسلحة لم تحددها، و"بنية تحتية إرهابية"، داخل مجمع المستشفى بعدما قتلت مقاتلين في اشتباك خارجه.

وذكرت أنه بمجرد دخول القوات، لم يكن هناك لا قتال ولا احتكاك مع المدنيين أو المرضى أو الموظفين.

وقال الجيش الإسرائيلي "قبل دخول المستشفى واجهت قواتنا عبوات ناسفة وفرقة إرهابية وتلا ذلك قتال أسفر عن مقتل إرهابيين".

وقال طبيب في مستشفى الشفاء لرويترز إن العاملين بالمستشفى والمرضى والفلسطينيين النازحين الذين يحتمون هناك أصيبوا بحالة من الرعب عندما تحركت القوات الإسرائيلية لمداهمة المجمع.


15/11/2023