×

  الطاقة و الاقتصاد

  انضمام العراق للبنك الأوروبي يُنعش آمال إعادة الإعمار



  

انضم العراق إلى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، إذ أكمل أجراءات الانضمام ليصبح الان العضو الـ 74 في البنك. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق للعراق أن قدّم طلباً للانضمام إلى البنك في نيسان 2018 ووافق مجلس المحافظين على عضويته في تشرين الأول 2020. وقد أكتملت الآن عملية التحوّل ليصبح عضواً مساهماً. وباعتباره أحد المساهمين، يمكن للعراق أن يتقدم بطلب للاستفادة من الدعم المالي والسياسي الذي يقدمه البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وقالت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو: “يسعدني أن أرحب بالعراق كعضو في البنك، نحن ملتزمون تماماً بالتعامل مع البلاد، وعندما يحين الوقت، فإننا نتطلع إلى بدء العمل في العراق، وتطبيق خبراتنا لتطوير اقتصاده.”

وقد جاء هذا الانجاز تتويجاً لجهود سفارة جمهورية العراق في لندن وسعيها المتواصل مع إدارة البنك في لندن، وإمكانية مساهمة البنك في مشاريع البنى التحتية في العراق ومنها مشروع طريق التنمية.

الى ذلك أعرب خبراء ومختصون عن أملهم في أن يُنعش انضمام العراق لعضويَّة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في دوران عجلة الإعمار وإحياء الكثير من المشاريع الكبيرة التي بدأت الحكومة الحالية بتنفيذها.

ورحّبت الإدارة الأميركية بالخطوة العراقية، وذكرت في تعليق على الأمر أنَّ "انضمام العراق للبنك الأوروبي يتيح لشركاته الوصول إلى قروض تسهم في تحسين المنتجات والخدمات وتعزيز التواصل مع العالم".

وقال مدير "المركز الإقليمي للدراسات"، علي الصاحب، في حديث لـ"الصباح": إنه "بجهود حكومية حثيثة انضم العراق إلى البنك الأوروبي، مما يسهم كثيراً في إعادة الإعمار وإحياء الكثير من المشاريع الكبيرة والعملاقة التي بدأت حكومة السوداني بتنفيذها".

ولفت إلى أنه "يمكن للعراق الاستفادة من الدعم المالي والسياسي الخارجي، لأنَّ العراق- وللأسف- عاش حقبة من الزمن بعيداً عن عجلة البناء والتطور، وبالتالي يحتاج اليوم إلى ورقة عمل تقدمها وزارة التخطيط بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية بالأمر"، مطالباً بأن يكون لدى الدولة العراقية "مجلس إعمار" على "غرار ذلك المجلس في العهد الملكي والذي أخرج للنور كمّاً هائلاً من المشاريع التي ما زالت قائمة".

وأضاف، "نحن نحتاج إلى إعادة البنى التحتية المهدمة والتي قد نستطيع إعادتها بالتعاون مع البنك الأوروبي، ولا يفوتنا أن نذكر أنَّ الأيادي العاملة يجب أن تكون محلية لتشغيل أكبر عدد من العراقيين، ناهيك عن الخبرات الهندسية والمعمارية في هذا الجانب، وأيضاً علينا أن نضع الخطوات الفعلية على طريق التنمية المستدامة وتطويرها".

ورحبت رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو، بالعراق كعضو في البنك، معربة عن تطلعها إلى بدء العمل في العراق، و"تطبيق خبراتنا لتطوير اقتصاده".

في غضون ذلك، أشار الباحث الأكاديمي، الدكتور قاسم بلشان التميمي، في حديث لـ"الصباح"، إلى أنَّ "انضمام العراق لعضوية البنك الأوروبي خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء ودعم الاقتصاد".

وبيّن أنَّ "البنك الأوروبي يساعد على تنمية اقتصاديات الدول النامية منذ تأسيسه عام 1991، ويعدّ الاستثمار أداة مهمة للمساعدة في بناء اقتصادات السوق، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية انضمام العراق إليه، باعتبار أنَّ العراق يمثل ساحة واسعة وبيئة جيدة للاستثمار وفي مختلف المجالات والقطاعات، ويمكن أن يساعد انضمام العراق إلى هذا البنك في تعزيز النهضة التنموية في البلاد وهذا سوف يتيح فرص عمل كبيرة، أضف إلى ذلك جعل العراق قبلة للشركات الأوروبية العملاقة، وبالتالي دعم الاقتصاد العراقي والابتعاد عن قبضة الاقتصاد الأحادي الذي يعتمد على النفط".

*صحيفة "الصباح" العراقية الرسمية


22/11/2023