×

  حوارات

  مظلوم عبدي : انسحاب القوات الامريكية من سوريا سيؤدي إلى فوضى شاملة في المنطقة



 

قالت قوات سوريا الديمقراطية، إحدى ركائز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، إنه يتعين نشر مزيد من الدفاعات الجوية في شمال شرق سوريا بعد مقتل ستة من مقاتليها في هجوم بطائرة مسيرة أنحت باللائمة فيه على فصائل متحالفة مع إيران.

وقال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، إن القوات تعتبر أن "هذه الهجمات ما زالت مستمرة وتعتبر الخطر الأكبر... هناك مستجدات أيضا في تطور خطير... هذا خطر جديد ونحاول أن نتعامل مع هذا الخطر".

وتشير تصريحات عبدي لرويترز من شمال شرق سوريا إلى أن مقاتلي القوة المنتشرة إلى جانب القوات الأمريكية لمحاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية يصبحون على نحو متزايد أكثر انكشافا وعرضة للخطر المرتبط بالاضطراب الإقليمي الآخذ في الاتساع في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وكشف الجنرال مظلوم عبدي، أن الولايات المتحدة قدّمت ضمانات لهم بعدم قيام تركيا باستخدام طائرات «إف 16» التي وافقت واشنطن على بيعها لأنقرة، ضد قواته.

وقال عبدي، في أول مؤتمر صحافي عبر تطبيق «زووم»، عقده في مكتب «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) في واشنطن، مع وسائل إعلام امريكية وعربية، منذ اندلاع الحرب في غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن وتيرة الهجمات التركية واستهدافاتها تضاعفت في الآونة الأخيرة لتشمل البنى التحتية والمرافق الأساسية في المناطق التي تسيطر عليها، شمال شرقي سوريا، وليس مراكز ومواقع «قسد» القتالية فقط. وأضاف أن تلك الهجمات على البنى التحتية «تسببت بخسارتنا نصف ميزانيتنا السنوية».

 

تطمينات قوية من واشنطن

وفي ردّه على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، أكد عبدي أنه تلقى تطمينات قوية من المسؤولين الامريكيين بأن أي انسحاب للقوات الامريكية ليس مطروحاً، لا الآن، ولا في المستقبل القريب، نافياً في الوقت نفسه أن تكون «قسد» قد تلقت نصائح من واشنطن بفتح قنوات اتصال مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لتأمين الحماية لقواتها، في حال تم سحب القوات الامريكية.

وعدّ صمت النظام السوري عن إصدار تصريح إدانة على الهجمات التي تشنّها تركيا «دليلاً على طبيعة العلاقة التي تربطنا بالنظام»، مؤكداً عدم وجود أي اتصالات مع النظام، «ولم ينصحنا أحد بذلك».

 

وضع العراق مختلف عن سوريا

وأكد عبدي عدم وجود أي مخاوف من احتمال أن تؤثر المحادثات، التي بدأت بين بغداد وواشنطن، لجدولة انسحاب قوات التحالف من العراق، على القوات الامريكية في سوريا.

وقال إن الولايات المتحدة هي من تقرر في نهاية المطاف طبيعة ومستقبل وجودها في العراق، ووضع القوات الدولية في سوريا مختلف عن العراق.

 وأوضح أن مؤتمره الصحافي جاء للردّ على التكهنات التي أشيعت عن نية إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن سحب القوات الامريكية من سوريا، والتي كان مصدرها عموماً أجهزة ووسائل إعلام محسوبة على إيران والنظام السوري.

وحذّر من أن سحب القوات الامريكية من سوريا سيؤدي إلى فوضى شاملة في المنطقة، خصوصاً أن تنظيم «داعش» ومقاتليه لا يزالون ينشطون في المنطقة، مشيراً إلى أن الضغوط التي تتعرض لها «قسد» باتت تؤثر على حراستها للسجون التي تؤوي مقاتلي «داعش»، ما قد يؤدي إلى حصول عمليات فرار، شهدتها تلك السجون في فترات سابقة.

وبعد شائعات أفادت بأن الولايات المتحدة تدرس سحب تلك القوات، قال عبدي إنه تلقى تطمينات من وزارة الخارجية والبيت الأبيض والبنتاغون بأن مهمتهم ستستمر.

وأضاف "تواصل معنا مسؤولون من الخارجية والبيت الابيض وأكدوا أن لا صحة للانسحاب من عمليات محاربة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية). على الأقل حاليا، أعرف أن موضوع الانسحاب غير موجود لكن احتمال الانسحاب سيكون واردا في المستقبل... العمل على منع انسحاب الجيش الامريكي من أولوياتنا".

وأضاف عبدي "حاليا أي انسحاب سيؤثر (سيؤدي) بشكل جدي إلى تداعيات خطيرة جدا، حاليا الظروف غير مناسبة... حاليا هذا غير ممكن، لكن مثلما يقال كل خطوة سياسية استراتيجية تعتمد على الظروف الملموسة، حسب الظروف".

 

 ندرس الردّ على ميليشيات إيران

وقال عبدي إن التصعيد، الذي جرى بعد 7 أكتوبر، والحرب في غزة، «فرضا بلا أدنى شك تحديات علينا في مواصلة مهمتنا بمحاربة (داعش)... التصعيد الأخير على مناطقنا مرتبط بما يجري في غزة، ويجري استغلاله، سواء من تركيا أو إيران أو النظام».

وأضاف عبدي أن الهجمات التركية الأخيرة لم تكن هي الوحيدة، بل باتت تأتي من ميليشيات مدعومة من إيران، ومن قوات النظام السوري أيضاً، مستغلة الأوضاع التي طرأت بالمنطقة عقب حرب غزة، في محاولة لممارسة الضغط على «قسد» وعلى القوات الامريكية.

 وقال إن الميليشيات الإيرانية لا تفرق بين قوات «قسد» وقوات التحالف، وإن قواته تدرس احتمالات وكيفية الرد على هجماتها.

وحين سئل عبدي عما إذا كان سيطلب دعما عسكريا إضافيا لتفادي مثل هذه الهجمات، قال إن قواته التي يقودها الكرد ستحتاج إلى قدرات فنية وتعزيز لأنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في شمال شرق سوريا.

وأضاف لرويترز أن الأمريكيين أكدوا أنهم سيبذلون جهودا لمنع هذه الهجمات.

ولم ترد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بعد على طلب للتعليق.

 

 نواب اليمين المتشدد مصدر التسريبات

إد رويس، عضو الكونغرس الامريكي السابق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في مجلس النواب، الذي حضر المؤتمر الصحافي، إلى جانب سنام محمد، مسؤولة مكتب «مسد» في واشنطن، وبسام صقر مسؤول الاتصالات فيه، كشفوا أن التسريبات التي وصلت للصحافة الامريكية عن سحب القوات من سوريا مصدرها أعضاء في الكونغرس من التيار اليميني المتشدد.

وقال رويس لـ«الشرق الأوسط» إن النائب اليميني ماثيو غايتس نشط في الفترة الأخيرة في التحريض على سحب القوات الامريكية، وإن وسائل الاعلام في المنطقة التقطت تصريحاته، وبنت عليها.

 وأضاف رويس أن غالبية ساحقة في مجلس الشيوخ، مع غالبية كبيرة في مجلس النواب بنسبة 1 إلى 3، لا تزال حاسمة بشكل كبير، لمصلحة عدم سحب القوات من سوريا، وأن إدارة بايدن لا تفكر في هذا الأمر، خصوصاً في هذا العام الانتخابي، ولن تقدم عليها في ظل تصاعد المواجهات مع إيران وميليشياتها في المنطقة.

 

عودة مرتزقة داعش

وحذّر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ، من أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط والهجمات التي تشنها تركيا والجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، تفتح المجال أمام عودة مرتزقة داعش الذين يشكلون خطراً على العالم أجمع موضحًا إن ما يحدث في المنطقة من تهديدات هي تهديدات مباشرة “لقسد” التي تمثّل قوة أمنية رئيسية لمحاربة مرتزقة داعش.

وتطرق عبدي، إلى عملية الإنسانية والأمن في مخيم الهول، مشيراً إلى أن المرتزقة كانوا يخططون لشن هجوم بغية إخراج جميع محتجزيهم من مراكز الاحتجاز، وذلك لزعزعة أمن واستقرار الإقليم والعالم.

وأشار القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في ختام حديثه، إلى أن الهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا، تهدد أمن العالم أجمع، داعياً الولايات المتحدة، إلى ممارسة المزيد من الضغط على دولة الاحتلال التركي لوقف هذه الهجمات الاحتلالية.


10/02/2024