×

  شؤون دولية

  مؤتمر ميونخ والمخاطر المحدقة في النظام العالمي وقواعده



 

*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

انطلقت أعمال النسخة الستين لمؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة 16/2/2024 ، في المدينة الواقعة جنوبي ألمانيا، بمشاركة كبار السياسيين والضباط العسكريين والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم، فيما تهيمن الحرب الإسرائيلية على غزة، وقضية الدعم العسكري لأوكرانيا،  والمخاوف بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها، على فعالياته وذلك بمشاركة 50 رئيس دولة وحكومة، وحوالي 60 وزير خارجية، وأكثر من 25 وزير دفاع، بالإضافة إلى العديد من الممثلين السياسيين والعسكريين الآخرين، ومئات الخبراء والصحافيين في نسخة العام الحالي.

ونشرت ألمانيا حوالي 5 آلاف عنصر أمن، مقارنة بـ4 آلاف العام الماضي، من أجل تأمين هذا المؤتمر الذي ينطلق الجمعة، ويستمر حتى الأحد، في فندق بايريشر هوف الفاخر في مدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا.

ومن أبرز المشاركين في مؤتمر ميونيخ للأمن (MSC)، المستشار الألماني أولاف شولتز، ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال البيت الأبيض إن هاريس ستلتقي برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ في ميونيخ.

وعقد المؤتمر في الوقت الذي تدخل فيه الحرب على غزة شهرها الخامس وقبل أيام قليلة من دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث.

ويناقش المشاركون هذا العام أيضاً موضوع الهجرة الناتجة عن تغيرات المناخ وعن الاضطرابات السياسية والأمنية في عديد من مناطق العالم، وتأثير ذلك على الأمن والسلم العالميين.

كما سيناقشون الصراعات في القرن الإفريقي، والتي تزيد من انعدام الأمن الغذائي وتشريد الملايين، إضافة إلى العلاقات بين الغرب والصين.

 

المجتمع الدولي يواجه تحديات وجودية

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن  إن المجتمع الدولي منقسم بشكل متزايد ويواجه تحديات وجودية.

وقال غوتيريش: "حتى حقبة الحرب الباردة كانت - في بعض النواحي - أقل خطورة"، مشيرًا إلى أن المخاطر النووية لاتزال قائمة، فضلًا عن أزمة المناخ وخطر خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة.

 وقال: "لم نتمكن من اتخاذ خطوات فعالة ردًا على ذلك". ودعا إلى حل سلمي عادل ودائم لأوكرانيا وروسيا والعالم، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون أساس ذلك هو احترام السلامة الإقليمية للدول ذات السيادة. وقال إن خسارة الحياة البشرية أمر مروع، لكن الحرب لها أيضاً عواقب على الاقتصاد العالمي والدول النامية.

ودعا غوتيريش إلى تحفيز التنمية في الدول الفقيرة بمبلغ 500 مليار دولار أمريكي سنويًا، مشيرًا إلى أنه يجب تمويل ذلك على المدى الطويل. ويشارك نحو 50 من قادة العالم في النسخة الستين من مؤتمر ميونيخ للأمن. والموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول أعمال المؤتمر الأمني هي الصراعات المستمرة في أوكرانيا وقطاع غزة.

 

هاريس تطمئن حلفاء "الناتو"

من جهتها استهلت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، حديثها، خلال "مؤتمر ميونيخ للأمن"، الجمعة، بطمأنة الحلفاء الغربيين على استمرار التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فيما أصر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال كلمته على أنه "ليس أمام إسرائيل خيار سوى دخول رفح".

وقالت هاريس إن الولايات المتحدة لن تتراجع أبداً عن التزاماتها في الناتو التي تم وضعها بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد أقل من أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الأقرب لنيل بطاقة الترشح في الانتخابات الرئاسة المقبلة عن الحزب الجمهوري، أنه لن يدافع عن حلفاء الناتو "الذين فشلوا في إنفاق ما يكفي على الدفاع".

وأضافت هاريس أن "التزامنا ببناء التحالفات والحفاظ عليها ساعد أميركا على أن تصبح أقوى دولة في العالم وأكثرها ازدهاراً"، معتبرة أن "تعريض كل ذلك للخطر سيكون من الحماقة".

وأشارت إلى أن عدد دول الناتو التي حققت هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي تضاعف منذ أن أصبح بايدن رئيساً في عام 2021.

 

وزير الدفاع الألماني يطالب بالاستعداد لصراع طويل مع روسيا

وأعرب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في مؤتمر ميونيخ للأمن عن اعتقاده بأنه يتعين على الحلفاء الغربيين أن يستعدوا لصراع طويل مع روسيا، مشيراً إلى أن بلاده قد تحتاج لإنفاق أكثر من 2% من ناتجها الإجمالي على الدفاع.وقال، إن بناء هيكل أمني أوروبي مشترك لم ينجح لأن الكرملين يسعى إلى استعادة سيطرته على شرق ووسط أوروبا مجدداً، وأردف: "للأسف سيتعين علينا التعايش مع خطوط فاصلة في أوروبا خلال العقود القادمة حيث ستكون هناك أوروبا الحرة والديمقراطية من جهة، وروسيا الاستبدادية والمحرضة للحروب من جهة أخرى".

واستطرد الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، حديثه قائلاً: "الردع الفعال هو تأمين حياتنا".

وقال الوزير الألماني إن ألمانيا قد تحتاج لإنفاق أكثر من اثنين بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع لردع روسيا في السنوات المقبلة. وأضاف خلال مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن، وفقا لنص كلمته المعدة مسبقاً: "فخور بأن أقول إننا سننفق هذا العام أكثر من اثنين بالمئة من ناتجنا المحلي الإجمالي على الدفاع. وأنا أيضاً واقعي بما يكفي لأرى أن هذا قد لا يكون كافياً في السنوات المقبلة".

 

اجتماع وزاري لمجموعة السبع ودقيقة صمت حداداً على نافالني

هذا وترأست إيطاليا الاجتماع الأول لوزراء خارجية دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، السبت، لبحث الحرب الإسرائيلية على غزة، والوضع في البحر الأحمر، والحرب الروسية في أوكرانيا.

وأفادت إيطاليا، التي تتولى الرئاسة الدورية، بأن وزراء خارجية المجموعة وقفوا دقيقة صمت في بداية اجتماعهم في ميونيخ، السبت، حداداً على المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في السجن، الجمعة.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، إن "نفالني تم قتله، بسبب أفكاره ومعركته من أجل الحرية ومعارضته للفساد في روسيا".

وأضاف تاياني، حسبما نقلت عنه الوزارة "يجب على روسيا تسليط الضوء على وفاته، ووقف قمعها غير المقبول للمعارضة السياسية".

وذكرت الخارجية الإيطالية أن الاجتماع بحث "الأزمة في قطاع غزة، وآثارها في الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى "تبادل الأفكار بشأن الوضع في البحر الأحمر"، حيث يكثف "الحوثيون" هجماتهم على سفن تجارية، ويدفعون بذلك العديد من السفن إلى تجنب هذا الممر الحيوي للتجارة الدولية.

وقررت مجموعة السبع في يوليو 2023 توقيع عقود أمنية ثنائية مع أوكرانيا. وبعد توقيع عقد مع لندن في يناير، وقعت كييف، الجمعة، اتفاقين مماثلين مع ألمانيا وفرنسا.

وتبلغ قيمة الاتفاقية الأمنية الموقعة بين ألمانيا وأوكرانيا، 1.13 مليار يورو (نحو 1.22 مليار دولار) وتركز على الدفاع الجوي والمدفعية، بحسب وزارة الدفاع الألمانية.

كما وقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس الجمعة اتفاقاً أمنياً تناهز قيمته "3 مليارات يورو" كمساعدات عسكرية "إضافية" لكييف.

ويمثل الحفاظ على تعبئة الحلفاء أولوية بالنسبة إلى كييف، مع اقتراب دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، وفي وقت لا يزال الوضع في ساحة المعركة "شديد التعقيد" وفق القائد الأعلى الجديد للجيش الأوكراني.

 

لقاء أميركي صيني "صريح وبناء" في ميونيخ على مستوى وزيري الخارجية

الى ذلك أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حواراً "صريحاً وبناءً" مع نظيره الصيني وانج يي، الجمعة، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، معرباً عن قلقه بشأن دعم بكين لروسيا، في حربها على أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: "أجرى الجانبان مناقشة صريحة وبناءة تناولت مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية" في إطار جهودهما "للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة، وإدارة المنافسة بينهما بشكل مسؤول".

ونقل ميلر، عن وزير الخارجية الأميركي تشديده على أهمية "الحفاظ على السلام في مضيق تايوان، وبحر الصين الجنوبي".كما أكد البيان قلق واشنطن "بشأن دعم الصين لروسيا في حربها على أوكرانيا، بما في ذلك الدعم المقدّم للصناعة الدفاعية الروسية".

وأعرب بلينكن عن مخاوف تتعلق بتطوير روسيا قدرة مضادة للأقمار الاصطناعية، حسبما أفاد ميلر.

ويأتي لقاء بلينكن مع وانج يي في إطار الجهود التي تبذلها بكين وواشنطن بهدف إضفاء الاستقرار على علاقة متوترة بين البلدين، استكمالاً لقمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينج عُقدت في نوفمبر الماضي بكاليفورنيا.

وبعد فترة من التوتر، خصوصاً في بداية العام الماضي مرتبطة بقضية المنطاد الصيني الذي حلق فوق الولايات المتحدة، أبدت واشنطن وبكين رغبتهما في إدارة علاقتهما "بطريقة مسؤولة" وحرصهما على إحراز تقدم في مجالات تعاون معينة مثل مكافحة الفنتانيل.

 

بلينكن: أمام إسرائيل "فرصة استثنائية" للتطبيع مع العرب

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت (17 شباط/فبراير 2024)، إن أمام إسرائيل "فرصة استثنائية" لإنهاء دائرة العنف في الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أن كل الدول العربية تقريباً تؤيد تطبيع العلاقات معها. وأضاف أن الجهود الجارية لإصلاح السلطة الفلسطينية ستساعدها أيضاً على أن تصبح شريكاً أفضل لإسرائيل.

ويجري بلينكن، الذي سافر عدة مرات إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، محادثات مع شخصيات رئيسية في المنطقة سعيا للتوصل إلى اتفاق هدنة و"نهاية دائمة" للحرب بين إسرائيل وحماس. لكن هذه الجهود يهددها استعداد إسرائيل لشن هجوم بري في مدينة رفح الحدودية في جنوب قطاع غزة، والتي يتكدس فيها نحو 1,5 مليون شخص نزحوا هرباً من القصف والمعارك.

وقال أمام مؤتمر ميونيخ للأمن إنه يعتقد أن "هناك فرصة استثنائية لدى إسرائيل في الأشهر المقبلة لإنهاء دائرة العنف هذه مرة واحدة وإلى الأبد".

وأضاف الوزير الأمريكي: "هناك حقائق جديدة لم تكن موجودة من قبل. بدءًا بحقيقة أن كل دولة عربية تقريباً ترغب الآن عموماً في دمج إسرائيل في المنطقة، وتطبيع العلاقات معها إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل، وتقديم ضمانات والتزامات أمنية، حتى تشعر إسرائيل بمزيد من الأمن والأمان". وأضاف بلينكن أن هناك جهودا حقيقية تبذل أيضاً لإصلاح السلطة الفلسطينية التي مقرها في الضفة الغربية المحتلة ولكنها لا تسيطر على الوضع في غزة التي تديرها حماس.

وأضاف أن الهدف هو جعلها "أكثر فعالية في تمثيل مصالح الشعب الفلسطيني وأن تكون شريكا أفضل لإسرائيل في ذلك المستقبل". ولفت بلينكن أيضاً إلى "ضرورة المضي قدماً نحو إقامة دولة فلسطينية - دولة تضمن أيضاً أمن إسرائيل".

وفي اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في ميونيخ، تحدث بلينكن أيضاً عن "فرص حقيقية" لمستقبل أكثر أماناً لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

واتفق هرتسوغ مع القول إن هناك فرصاً، لكنها "تحتاج إلى دراسة متعمقة". وشدد على أنه يتعين على إسرائيل "استكمال العمل على تقويض البنية التحتية الأساسية لحماس والقضاء على الحركة".

 

 

المفوضية الأوروبية تحدد الخطوط العريضة لاستراتيجية دفاع جديدة

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين،  إن المفوضية ستقدم مقترحا لاستراتيجية دفاعية في غضون ثلاثة أسابيع، وستفتح أيضا مكتبا للابتكار الدفاعي في أوكرانيا.

 وأضافت في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم السبت: «على أوروبا أن تعزز قاعدتها الصناعية... أؤيد عن اقتناع حلف شمال الأطلسي، وفي الوقت نفسه يجب علينا أن نبني أوروبا قوية ومتعاونة».وقالت إن المقترح يهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي و«الإنفاق بشكل أفضل» من خلال مشتريات مشتركة واتفاقات لتوفير القدرة على التوقع وتحسين العمل المشترك بين القوات المسلحة الأوروبية.وأضافت أنه يجب دمج أوكرانيا في برامج الدفاع الأوروبية لأن روسيا «تتفوق على أوكرانيا» بالجنود و«تطلق أسلحة سريعة وقذرة مصنوعة في كوريا الشمالية وإيران».

وفي خصوص المساعدات المالية، قالت فون دير لاين إن من مصلحة الولايات المتحدة تمرير مشروع قانون، المعطل حاليا في الكونغرس، لتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا لأن هذا إجراء يرمز إلى وقوف الديمقراطيات في وجه النظم الاستبدادية، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.

 

دلالات هامة على توجه مصادر القلق

رغم أن مؤتمر ميونخ للأمن لا يصنع السياسية، إلا أنه يقدم دلالات هامة على توجه مصادر القلق التي تنتاب الكتلة الأطلسية، والعلاقات ما بين الشمال والجنوب، والمخاطر المُحدقة في النظام العالمي وقواعده، وبذلك فإن مُتابعة ما طُرح في المؤتمر من قضايا وإشكاليات يعطي مؤشرات ودلالات مُتسقبلية على اتجاهات النظام الدولي.

 

جلسات اليوم الثاني

في ثاني أيام المؤتمر الذي يعقد في الفترة بين 16 و18 فبراير/شباط الجاري، عقدت جلسة حوار بعنوان «ألمانيا في العالم»، داخل قاعة المؤتمرات، ويتحدث خلالها المستشار الألماني، أولاف شولتز.

وفي جلسة (09.30 - 10.00 صباحا)، التي عقدت تحت عنوان «أوكرانيا في العالم» داخل قاعة المؤتمرات، تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وينسقها كريستيان أمانبور، كبير المذيعين الدوليين في شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

ومن الساعة 10.00 إلى 10.45 صباحا، كانت هناك حلقة نقاش بعنوان «مستقبل أوكرانيا والأمن عبر الأطلسي»، بقاعة المؤتمرات، ويتحدث خلالها ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكاجا كالاس، رئيس وزراء جمهورية إستونيا، وبيت ريكيتس، عضو مجلس الشيوخ، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

كما عقدت  حلقة نقاش (11.15 - 12.00 ظهرا) بعنوان «أفضل ساعة في أوروبا.. بناء اتحاد دفاعي في الأوقات الصعبة»، داخل قاعة المؤتمرات، ويتحدث خلالها أورسولا فون دير لاين، رئيس المفوضية الأوروبية، ومارك روته، رئيس وزراء مملكة هولندا، وجوناس جار، رئيس وزراء مملكة النرويج.

وفي جلسة حوار (12.00 – 12.30 ظهرا)، بعنوان «الصين في العالم» في قاعة المؤتمرات، تحدث وانغ يي وزير خارجية الصين؛ وينسقها كريستوف هيوسجن، رئيس مؤتمر ميونخ للأمن.

ومن الساعة (12.30 - 13.15) جرت عدة أحداث من بينها؛ المرحلة الرئيسة الأولى وهي حلقة نقاش بعنوان «اغتنام الفرص المشتركة»، بقاعة المؤتمرات، حيث تتحدث أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، وأنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، وسوبرامانيام جيشانكار، وزير الخارجية الهندي، ويدير الجلسة رولا خلف محرر في فايننشال تايمز البريطانية.

وإلى الجزء الثاني من أجندة اليوم الثاني الذي ناقش «الصراعات والأزمات الإقليمية»، تعقد حلقة نقاش (15.15 – 16.00 مساء) بعنوان «ربط نصفي الكرة الأرضية: مواءمة الأولويات الاستراتيجية في عصر متعدد الأزمات» في قاعة المؤتمرات.

وحضر الجلسة بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، نج إنج هين وزير دفاع سنغافورة، والستيرجومينا تاكس، وزير الدفاع التنزاني.

ومن 15.30 إلى 16.15 مساء، عقدت هناك جلسة «تنبيه طارئ: تجنب الهاوية في السودان»، ويتحدث خلالها كيتي فان دير هايدن نائب المدير التنفيذي للشراكات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وحنا تيتيه [افتراضي] المبعوث الخاص للأمين العام إلى القرن الأفريقي (الأمم المتحدة)، ونسرين الصائم ناشط في مجال البيئة والمناخ من السودان.

وفي جلسة «تسليط الضوء: البحر الأحمر» في الساحة العامة للمؤتمر (16.30 - 17.15)، تحدث رشاد محمد العليمي رئيس المجلس القيادي الرئاسي في اليمن، والدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى كريستوفر ميرفي، عضو مجلس الشيوخ وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

 كما عقدت  جلسة نقاش هامة (17.45 - 18.15) بعنوان «نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي وقف التصعيد (الجزء الأول)» في قاعة المؤتمرات، ويحضرها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وجوناس جار رئيس وزراء مملكة النرويج.

واستمرارا للقضية ذاتها، عقدت  حلقة نقاش (18.15 – 19.00) بعنوان «نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي وقف التصعيد (الجزء الثاني)»، في قاعة المؤتمرات، وتحدث خلالها فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، وحجة لحبيب، وزيرة الخارجية البلجيكية، وسامح شكري وزير الخارجية المصري.

وفي (19.00 – 19.30) عقدت جلسة حوار بعنوان «المحادثة نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: رؤية إسرائيل» داخل قاعة المؤتمرات، وتحدث خلالها إسحاق هرتزوغ، رئيس إسرائيل.

 

 

مؤتمر ميونيخ للأمن 2024.. حقائق ومعلومات

 فيما يلي تنشر المرصد أهم المعلومات حول قصة هذا المؤتمر وأبرز المشاركين والمواضيع التي ستناقش في دورته الستنين هذا العام.

يحتفل  مؤتمر ميونيخ للأمن  هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه.وُعقد دورته الحالية ما بين 16 إلى 18 فبراير/شباط، في مكانه التقليدي فندق بايريشر هوف، ولكن هذا العام ولأول مرة سيكون فندق "روزوود ميونيخ" المجاور مكانا لبعض جلسات المؤتمر. ويشارك فيه سياسيون وقادة أمنيون وعسكريون وخبراء رفيعو المستوى من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحا المتعلقة بالأمن الدولي.

 

لماذا يعتبر "مؤتمر ميونيخ للأمن" مهما؟

يشكل مؤتمر الأمن منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسات الأمنية. إذ يعد بالكاد المكان الوحيد، الذي يجتمع فيه كم هائل بهذا الشكل من ممثلي الحكومات - بما في ذلك الحكومات المعادية لبعضها - وقادة وخبراء في الأمن معاً.

المغزى من المؤتمر لا يتمثل في برنامجه وحده. الأهم من ذلك هو أن الكثيرين يقدرون الإمكانية التي يقدمها المؤتمر للفاعلين السياسيين على التواصل بشكل غير رسمي في الممرات وتبادل الآراء داخل غرف الاجتماعات، والتعرف على بعضهم البعض، والاستفادة من المواقف، ورسم خطوط حمراء، أو تبادل الأفكار لحل النزاعات.

 

المواضيع المدرجة على جدول أعمال دورة 2024؟

تتصدر الحروب في أوكرانيا وغزة، فضلا عن  قضايا الهجرة وتغير المناخ  والذكاء الاصطناعي، جدول أعمال المؤتمر. كما جاء على الموقع الإلكتروني للمؤتمر أيضا: "بعد أنشطتنا ومنشوراتنا في عام 2023، سيتناول مؤتمر 2024 موضوعات مهمة، مثل دور أوروبا في الأمن والدفاع، والرؤى الجديدة للنظام العالمي، والتداعيات الأمنية لتغير المناخ والعديد من الأسئلة الأخرى".

 

  من سيشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن 2024؟

وفقا للموقع الإلكتروني للمؤتمر، سيتم نشر القائمة الكاملة للمشاركين قبل وقت قصير من بدء الحدث.

وبحسب تقارير وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، حضر المستشار الألماني أولاف شولتس، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. كما حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

كما أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هويسغن أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش افتتح المؤتمر وأن من بين الحاضرين الآخرين وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ويعقد وزراء خارجية دول مجموعة السبع اجتماعا على هامش المؤتمر.

وأضاف هويسغن أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ سيأتي إلى ميونيخ، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يأتي، كما سيشارك رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية. وليس معروفا بعد ما إن كان اشتية وهيرتسوغ سيلتقيان.

وبما أن الحرب في غزة أحد المواضيع الرئيسية، فقد حضر المؤتمر  رؤساء حكومات لبنان وقطر والعراق والكويت،  بالإضافة إلى وزراء خارجية السعودية وسلطنة عمان.

وبحسب المنظمين، من المتوقع أن يحضر ما مجموعه "حوالي 50 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 100 وزير، إلى جانب رؤساء العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المهمة" أعمال المؤتمر.

 

الجهات المستبعدة من حضور المؤتمر

وأعلن رئيس المؤتمر هويسغن عن استبعاد عدد من زعماء دول وأحزاب سياسية ألمانية من المشاركة في المؤتمر. وقال هويسغن  في إشارة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين  "قبل بضعة أيام، ذكر الرئيس الروسي أنه سيكون سعيدا للتفاوض، لكن ليس مع هذه الحكومة الأوكرانية.

 بعبارة أخرى، ليس هناك أي استعداد جاد للحديث". وأضاف "ولهذا السبب، قلنا إننا لا ندعو الحكومة الروسية، لكن ندعو الروس من منظمات غير حكومية وسياسيين منفيين".

واتخذ هويسغن نفس التوجه العام الماضي، في المؤتمر الأول، في أعقاب الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا.

وقررت إدارة المؤتمر عدم توجيه الدعوة لإيران. وعن ذلك قال هويسغن: "في حالة إيران، نسمع من الحكومة الألمانية وأيضا من الأمريكيين، أنه لا يوجد اهتمام بالمحادثات. في ظل الوضع الراهن، ندعو فقط الإيرانيين من منظمات غير حكومية".

وقال هويسغن إن بعض الأحزاب السياسية الألمانية لن تحضر الاجتماع، واختص بالذكر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، الذي تم استبعاده أيضا العام الماضي.

كما جرى استبعاد حزب "تحالف سارة فاغنكنيشت" من قائمة المدعوين، وهو حزب يساري جديد في الساحة السياسية الألمانية، لكنه يتبنى موقف يوصف بالمحابي لروسيا.

 

الانطلاقة الاولى للمؤتمر

تم إطلاق مؤتمر الأمن بميونيخ في عام 1963، والذي كان يطلق عليه آنذاك بـ"اجتماع العلوم العسكرية الدولي". وكان الآباء المؤسسون هما الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد أدولف هتلر في "الرايخ الثالث" - والفيزيائي إدوارد تيلر. وأصبح الفيزيائي المجري، الذي ينحدر من أصول يهودية واحداً من رواد صناعة القنبلة الهيدروجينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

إلا أن المؤتمر قام بتغيير اسمه لاحقاً إلى "مؤتمر العلوم العسكرية الدولي" واعتبر لسنوات مؤتمراً "للدبابات والصواريخ المضادة". وبوصفه "مؤتمر ميونيخ للأمن"، انفتح جدول أعماله أكثر على قضايا الأمن العالمي.

ومنذ 1963 يقام المؤتمر سنويا في شهر فبراير/شباط في العاصمة البافارية. فقط في عام 2021 كان لا بد من عقده بشكل رقمي بسبب جائحة كورونا.

وبحسب وزارة الدفاع الألمانية، فقد اجتمع في المؤتمر الأول ممثلون عن دول الناتو، وكان من بينهم هنري كيسنجر (وحينها لم يكن وزيرا للخارجية الأمريكية بعد) والمستشار الألماني اللاحق هيلموت شميت. ووفقا للمنظمين، اقتصر المؤتمر في البداية على مشاركة مجموعة صغيرة جدا، وكان هذا مقصودا: حيث كان الهدف منه تمكين المشاركين الألمان من مقابلة زملائهم من أهم الدول الحليفة.

 

تكاليف عقد المؤتمر

يتم تمويل مؤتمر ميونيخ الأمني من قبل الحكومة الالمانية الاتحادية وحكومة ولاية بافاريا والجهات الراعية من القطاع الخاص. ويدرج المنظمون وزارة الخارجية الألمانية ووزارتي الدفاع والتنمية ومكتب حكومة ولاية بافاريا لأمن المعلومات والجيش الألماني كشركاء حكوميين. ومن القطاع الخاص، تعد شركات باير وأمازون وميتا ومايكروسوفت ومختلف شركات الاستشارات الإدارية من بين الرعاة الرئيسيين.


17/02/2024