×

  شؤون دولية

  روسيا تنتخب رئيسها وسط توقعات بفوز بوتين



 

*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

توجه الروس الى مراكز الاقتراع، يوم الجمعة 15/3/2024 ، للمشاركة في انتخابات رئاسية وهي الثامنة في تاريخ البلاد الحديث والتي  ستمنح فلاديمير بوتين، بحكم الأمر الواقع وغياب أي معارضة، ولاية جديدة.

وتجرى الانتخابات الرئاسية الروسية على مدى ثلاثة أيام 15 و16 و17 آذار/مارس 2024.

ويشمل الاقتراع مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا ضمّها في أعقاب الغزو الذي بدأته في فبراير 2022، ومنطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المؤيدة لموسكو في مولدافيا.

ويواجه بوتين ثلاثة مرشحين لا يعارضون الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على كل معارضة، وبلغ ذروته بوفاة أليكسي نافالني في السجن في منتصف فبراير.

ومن شأن فوز بوتين في هذه الانتخابات أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030.

وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى العام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.

 

4 مرشحين

فيما يتنافس في هذه الانتخابات، وهي الثامنة في تاريخ البلاد الحديث، أربعة مرشحين على أعلى منصب في الدولة، وهم الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين وفلاديسلاف دافانكوف مرشح حزب الشعب الجديد وليونيد سلوتسكي من الحزب الديمقراطي الليبرالي ونيكولاي خاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي الروسي.

وسيشهد هذا الاستحقاق الانتخابي للمرة الأولى أيضا أحدث التقنيات التي تم اختبارها خلال استطلاعات سابقة على مستوى أدنى، فضلا عن مشاركة سكان إقليمي دونباس ونوفوروسيا فيه، وفق وكالة تاس للأنباء.

 

نسبة إقبال الناخبين

أفادت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، يوم السبت، بأنّ نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات الرئاسية الروسية في عموم البلاد بلغت 36.5% حتى الساعة 8:40 بتوقيت موسكو المحلي.

ويوم  الجمعة، أفادت اللجنة بأنّ نسبة إقبال الناخبين في عموم البلاد تجاوزت 35%، خلال اليوم من الانتخابات الرئاسية الروسية.

وأفادت اللجنة أنه "قد صوّت بالفعل أكثر من ثلاثة ملايين شخص عن بعد، وفي المجمل، يخطط نحو خمسة ملايين للمشاركة في الانتخابات بهذه الطريقة".

وأدلى فلاديمير بوتين، بصوته في الانتخابات  من خلال خيار التصويت الإلكتروني عبر الإنترنت في مكتبه بمقر إقامته بالقرب من موسكو.

و قالت رئيسة لجنة الانتخابات في موسكو، أولغا كيريلوفا، إنّ هناك أكثر من 700 مراقب دولي من 106 دول في مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية.

وعشية الانتخابات، أكّد الرئيس الروسي أنّ المواطنين الروس يجب أن يعلنوا بـ"حزم إرادتهم وتطلعاتهم، ومشاركتهم الشخصية في مواصلة تنمية روسيا"، داعياً إياهم إلى التصويت بقوة في الانتخابات الرئاسية.

 

ماذا قالت أمريكا ؟

الى ذلك وصف البيت الأبيض، الجمعة، فكرة أن الانتخابات الرئاسية الروسية "حرة ونزيهة" بأنها "تسمية خاطئة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إن "فكرة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في روسيا هي تسمية خاطئة لكننا سنرى ما سيحدث في نهاية هذا الأسبوع".

 

الأمم المتحدة تندد

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية "في المناطق المحتلة من أوكرانيا"، وفق ما أفاد المتحدث باسمه، الجمعة.

وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام يدين جهود روسيا الاتحادية لتنظيم انتخابات رئاسية في مناطق من أوكرانيا تحتلها روسيا الاتحادية. ويذكر بأن المحاولة غير القانونية لضم مناطق من أوكرانيا باطلة بحسب القانون الدولي"، مكررا تمسك المنظمة الأممية بـ"استقلال" أوكرانيا و"وحدة أراضيها".

وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال وجه وبسخرية "التهاني" إلى بوتين، الجمعة، على "الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات التي تبدأ اليوم"، مضيفا "لا معارضة، لا حرية، لا خيار".

كذلك انتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـ"الانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة". ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية المجتمع الدولي إلى رفض نتيجة هذا التصويت الذي وصفته بأنه "مهزلة".

 

خمس محطات أساسية في حكم بوتين

يمسك فلاديمير بوتين بالسلطة في روسيا منذ قرابة ربع قرن، في عهد مديد تخللته نزعات سلطوية، ونزاعات عسكرية، وهيمنة سياسية لم تترك هامشا لمعارضيها، أكانوا حلفاء أم خصوما.

في ما يأتي أبرز خمس محطات في حكم بوتين (71 عاما)، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بين 15 آذار/مارس و17 منه، التي ستمنحه دون شك ولاية جديدة من ستة أعوام:

 

 غرق الغواصة كورسك

بعد أشهر من وصوله إلى الرئاسة، غرقت الغواصة النووية كورسك في الدائرة القطبية جراء حادث في آب/أغسطس 2000.ورغم أن الغواصة كان على متنها طاقم مؤلف من 118 عنصرا، لم يقطع بوتين إجازته الصيفية، ولم يظهر إلى العلن سوى بعد أربعة أيام ليؤكد أن الوضع تحت السيطرة.

لكن عندما بدأت السلطات لقاء عائلات أفراد الطاقم، ثارت ثائرة والدة أحدهم، وبدأت بالصراخ أمام عدسات وسائل الإعلام. لكن تقدمت منها امرأة تحمل إبرة حقنتها بها، قبل أن تخور قواها ويتم سحبها من القاعة.

وبعد أسبوع من الحادث، وافقت موسكو على الحصول على مساعدات أجنبية، لكن بعد فوات الأوان، إذ قضى جميع أفراد الطاقم في حادث أضر بصورة بوتين.

 

بيسلان

تحول بدء العام الدراسي في الأول من أيلول/سبتمبر 2004 إلى مأساة، بعدما قامت مجموعة من المسلحين الشيشان بمهاجمة مدرسة في بيسلان بجمهورية أوسيتيا الشمالية في القوقاز الروسي.

بين القتلى الـ330 الذين خلفهم الهجوم على المدرسة بمدينة بيسلان، كان هناك 186 من القاصرين الذين كانوا يحضرون أول يوم دراسي لهم في الأول من سبتمبر/أيلول 2004.

واحتجز خلال الهجوم أكثر من ألف شخص على مدى 50 ساعة في ظروف مروعة، قبل أن ينتهي بمأساة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل بينهم 186 طفلا.

تم تحميل المسؤولية عن هذا العدد الكبير من الضحايا لعملية الاقتحام التي نفذتها القوات الروسية، مثلها مثل عملية احتجاز الرهائن في أحد مسارح موسكو قبل عامين من ذلك، التي انتهت بسقوط 170 شخصا بينهم العديد من المدنيين الذين توفوا جراء استنشاقهم الغاز المخدر الذي قامت قوات الأمن بضخه في قنوات التهوئة.

لكن بوتين الذي كان يخوض منذ 1999 حرب الشيشان الثانية ضد المتمردين الانفصاليين والإسلاميين، اعتمد مقاربة القبضة الحديد، وهو ما ساهم في تعزيز شعبيته داخليا، وبرر العديد من الانتهاكات في القوقاز الروسي.

 

بداية خاطئة

بحلول 2008، بلغ بوتين الحد الأقصى المسموح دستوريا في منصب الرئيس (ولايتان متتاليتان من أربع سنوات)، ليعهد به إلى دميتري مدفيديف، ويتولى هو منصب رئيس الوزراء.

في أواخر العام 2011، شهدت موسكو مظاهرات غير مسبوقة، احتجاجا على مخالفات في الانتخابات البرلمانية والعودة المرجحة لبوتين إلى الرئاسة.

إلا أن ذلك لم يحل دون عودته إلى تسيد الكرملين في ربيع 2012، وشروعه في ولاية جديدة طبعها تشديد قمعي لن تتراجع حدته على مدى الأعوام اللاحقة.

وأشرف بوتين في 2020 على تعديل دستوري يتيح له البقاء في السلطة نظريا حتى 2036، حين سيكون بلغ الرابعة والثمانين من العمر.

 

 هجوم على أوكرانيا

استضافت مدينة سوتشي الروسية عام 2014 دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، ما أتاح لها استعادة مكانة دولية مرموقة.

لكن هذه اللحظة لم تدم طويلا. فبعد شهر من ذلك، ردت روسيا على ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا المجاورة بضم شبه جزيرة القرم، ودعم تحركات انفصالية مؤيدة لموسكو في شرق البلاد.

أثار ذلك توترات مع الدول الغربية، التي بدأت بفرض عقوبات على روسيا.

بعد ثمانية أعوام من المواجهات بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية في منطقة دونباس، اجتاح الجيش الروسي أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقام بضم أربع مناطق يحتلها بشكل جزئي.

 

تمرد فاغنر

في حزيران/يونيو 2023، قاد يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة المرتزقة التي تحمل اسمه، تمردا فاشلا على القيادة العسكرية في موسكو، بعدما اتهم قادة الجيش بعدم الكفاءة في حرب أوكرانيا.

ورغم أن هذا التمرد انتهى في أقل من 24 ساعة، فإنه كان بمثابة التهديد الأبرز لحكم بوتين، خصوصا أنه أتى من قبل شخص كان يعد مقربا منه، وبات على رأس مجموعة مسلحة تشارك في نزاعات حول العالم، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط أفريقيا.

وانتهى التمرد باتفاق يتيح لبريغوجين وعناصره الانتقال إلى بيلاروس، وكف أي ملاحقات قضائية بحقهم في روسيا.

وبعد شهرين، قضى بريغوجين في حادث تحطم طائرة قرب موسكو لم تتضح ملابساته الكاملة. ونفى الكرملين أي ضلوع له في الحادث، بينما التحق العديد من عناصر فاغنر بالجيش.

 

أكثر من 333 ألف مراقب

وأكدت رئيسة لجنة الانتخابات الروسية إيلا بامفيلوفا حضور 333600 مراقب في مراكز الاقتراع بالانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد، بينهم أكثر من 700 مراقب من 106 بلدان ومنظمات دولية.

وقالت بامفيلوفا: "حسب المعلومات المتوفرة لدينا من الأقاليم، تلقت اللجان الانتخابية طلبات للمشاركة في المراقبة من 333 ألفا و599 شخصا".

وأكدت بامفيلوفا أن كل شيء في عملية التصويت يسير على ما يرام، وأضافت: "نحن على اتصال دائم مع زملائنا في كل المناطق الروسية، على الرغم من المحاولات الاستفزازية، وكل شيء يسير على ما يرام، ونحن نمضي قدما".

وأشارت إلى أن 2.6 مليون ناخب في أنحاء البلاد شاركوا في التصويت المبكر.

 

البرنامج الانتخابي لبوتين

لم يطرح بوتين برنامجا انتخابيا منفصلا، لكن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أشار إلى أن المبادرات والأفكار التي أعلنها الرئيس في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية في 29 فبراير، تعكس "من نواح كثيرة" برنامج بوتين  للانتخابات.

واقترح بوتين في خطابه هذا إطلاق مشاريع وطنية جديدة وأدوات لدعم الاقتصاد والتعليم والمجال الاجتماعي، وتحفيز جذب أموال المواطنين للاستثمار في الاقتصاد الحقيقي، كما أكد أن نخبة المستقبل في البلاد هم الشباب، والمشاركون في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

على صعيد السياسة الخارجية يؤكد بوتين ضرورة تحقيق أهداف العملية العسكرية، والكفاح من أجل نظام عالمي عادل جديد وتطوير العلاقات مع الشركاء التقليديين ودول الجنوب العالمي.

ولد ليونيد سلوتسكي في 4 يناير 1968 في موسكو. وفي عام 1990 تخرج من معهد موسكو للآلات وفي عام 1996 من معهد موسكو للاقتصاد والإحصاء، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد.

وانخرط في السياسة خلال سنوات دراسته، ومن عام 1992 إلى عام 1993 كان مستشارا لعمدة موسكو. وفي عام 1994 ترأس أمانة مجلس الدوما.

وفي عام 2000 أصبح سلوتسكي نائبا لمندوب الجمعية الفيدرالية الروسية إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وشغل هذا المنصب حتى انسحاب روسيا من المنظمة عام 2022.

وفي عام 2014، أيد سلوتسكي انضمام القرم إلى روسيا، وأصبح من أوائل السياسيين الروس الذين تعرضوا لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا بعد استفتاء انضمام القرم.

وفي عام 2016 أصبح رئيسا للجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي.

في عام 2022، بعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي، تولى سلوتسكي منصب رئيس كتلة الحزب في مجلس الدوما، قبل أن يصبح رئيسا جديدا للحزب.

وفي عام 2022 بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة، كان سلوتسكي عضوا في الفريق الروسي المفاوض مع أوكرانيا.

 

 

واشنطن بوست:"لماذا يفوز بوتين دائماً؟"

هذا وعنونت  صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالها للكاتب روبين ديكسون بـ"لماذا يفوز بوتين دائماً؟"، مضيفة أن بوتين "نجح في مركزية السلطة، وعمل على غزو جورجيا وأوكرانيا ودمّر المعارضة الروسية".

وتضيف: "دمر بوتين المؤسسات الديمقراطية بشكل متواصل، ما جعل وسائل الإعلام والمحاكم والبرلمان الذي لا يحقق أي فعل واللجنة الانتخابية المروضة تحت سيطرة دولة صارمة، قمع الاعتراض، وحظر انتقاد الحرب".

وتقول الكاتبة: "في انتخابات تستمر ثلاثة أيام ولا تترك مجالاً للشك، يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للفوز بولاية خامسة يوم الأحد، ما يسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2030، وفي حال ترشحه مرة أخرى، حتى عام 2036"، تقول صحيفة واشنطن بوست.

تذكر الصحفية في بداية مقالها: "العديد من المحللين يعتقدون أن - المستبد - البالغ من العمر 71 عاماً سيحكم هذه الأمة التي يبلغ عدد سكانها 146 مليون نسمة مدى الحياة".

تعزو الكاتبة فوز بوتين المتوقع واستمراره في الحكم إلى التعديلات الدستورية التي أجريت في عام 2020، "صمم بوتين تغييرات على الدستور في تصويت على مستوى البلاد شابته مخالفات سمحت له بفترتين أخريين على الأقل مدة كل منهما ست سنوات".

"لم يكن من المفترض أن يكون الأمر على هذا النحو، فبموجب الدستور الروسي [قبل التعديل]، كان من المفترض أن تنتهي فترة بوتين في السلطة في عام 2008، ولكن في ظل سياسة الفخ والتبديل الصعبة، حكم روسيا فعلياً كرئيس للوزراء لمدة أربع سنوات، وتبادل المناصب مع ديمتري ميدفيديف. عاد بوتين رئيسا في عام 2012، مما أثار احتجاجات ضخمة لم تغير شيئاً"، تضيف الصحيفة.

وترى الصحيفة أن "وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الكرملين زودت روسيا بخرطوم من الدعاية لإقناع الروس بأن بوتين وحده هو القادر على ضمان الاستقرار، وتصور الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره - حرب حياة أو موت - يخوضها حلف شمال الأطلسي ضد روسيا، ولا يستطيع الفوز بها إلا بوتين".

 

الغارديان :لاتغيير في هذه الانتخابات

إلى صحيفة الغارديان البريطانية وفي مقال الصحفي السياسي تيموثي غارتون آش، الذي يقول إن "هذه الانتخابات لن تشكل انطلاقة لأي تغيير في روسيا، ولكن الهزيمة لبوتين في أوكرانيا يمكن أن تكون كذلك".

ويعتقد أنه بحلول يوم الاثنين المقبل، سيكون فلاديمير بوتين قد "أُعيد انتخابه" رئيساً لروسيا.

وبحسب ما يرى الكاتب، فإنه "ليس لدى الناخبين الروس خيار حقيقي في نهاية هذا الأسبوع، بعد أن قتل بوتين خصمه الأكثر شراسة، أليكسي نافالني، وأمر باستبعاد أي مرشح آخر قدم ولو فرصة ضئيلة للمنافسة الحقيقية".

ويتحدث الكاتب عن المعارضة في روسيا والتي "ظهرت في المراسم الموجهة للمعارض نافالني بعد موته في السجن مؤخراً".

ويضيف: "أظهرت لنا الأسابيع القليلة الماضية أنه لا تزال هناك روسيا أخرى، كما كانت هناك ألمانيا أخرى حتى في ذروة قوة أدولف هتلر في الرايخ الثالث. لقد خاطر عشرات الآلاف من الروس من جميع الأعمار والطبقات بالتعرض لأعمال انتقامية لاحقة من أجل تكريم نافالني، وإنتاج تلك الصورة التي لا تُنسى لقبره المغطى بجبل هائل من الزهور. وهتفوا في جنازته (نافالني! نافالني! أوقفوا الحرب! الأوكرانيون أناس طيبون!)".

"نحن في بداية فترة جديدة من تاريخ أوروبا وما نقوم به هذا العام سيكون له تأثيرات على مدى عقود قادمة. تمكين أوكرانيا من الفوز في هذه الحرب ليس فقط هو السبيل الوحيد لتأمين مستقبل ديمقراطي وسلمي لأوكرانيا نفسها. إنه أيضاً أفضل ما يمكننا فعله لتحسين الفرص طويلة الأجل لخلق روسيا أفضل"، يقول الكاتب.

ورغم أن الكاتب تحدث عن مدافعين شجعات من أجل "روسيا أفضل"، إلا أنه يعود ويؤكد "بغض النظر عما يحدث في عطلة نهاية الأسبوع، فإنه من الواضح أنه من السذاجة أن نتوقع تغييراً في النظام في روسيا، أو حتى تغييراً كبيراً في السياسة، أو في الكرملين في أي وقت قريب. لا أحد يعرف متى أو كيف سيأتي التغيير السياسي، وما إذا كان ذلك التغيير سيكون للأسوأ أو للأفضل".


16/03/2024