رعى السيد محسن المندلاوي، رئيس مجلس النواب بالنيابة، بالتعاون مع مؤسسة الشهداء، السبت، الحفل التأبيني السنوي بمناسبة يوم الشهيد الفيلي، الذي اقيم تحت شعار (يوم الشهيد الفيلي هوية وطن)، بحضور الرئاسات، وقادة الاحزاب السياسية، واعضاء مجلس النواب، والمشايخ، والبعثات الدبلوماسية.
واعتبر المندلاوي خلال كلمة الافتتاح، ان هذا اليوم هو يوم المواجهة بين الة القتل والتهجير ومصادرة الحقوق والممتلكات، وبين الانتماء والصمود والتحدي والثبات، مشيراً إلى ان الاحصائيات الحكومية والدولية تتحدث عن اكثر من (٢٠) الف شهيد فيلي، و (١٣٠) الف عائلة مهجرة قسراً، فيما بين ان المحاولات الممنهجة التي تعرض لها ابناء المكون الكوردي الفيلي من قتل وتشريد وتعذيب وملاحقة ومصادرة للممتلكات واسقاط للجنسية كانت تهدف لطمس هويتهم الوطنية.
وقال رئيس مجلس النواب بالنيابة: ان دور الفيليين وتضحياتهم للذود عن العراق ضد التنظيمات الإرهابية، وتلبيتهم فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية العليا، وما قدموه من مئات الشهداء من اجل الوطن ومقدساته هو دور “وطني ومبدئي ولا يمكن نسيانه”، مؤكداً ان مجلس النواب باعتباره ممثلاً لكل مكونات الشعب يتبنى مطالب المكون الكوردي الفيلي تشريعاً ورقابة، وحريص على تشريع القوانين لضمان الحقوق المسلوبة لكل مكونات الشعب العراقي، فيما طالب الحكومة إلى إنصافهم وتسهيل الاجراءات المتعلقة بمختلف قضاياهم.
ودعا المندلاوي إلى تشكيل لجنة لتوثيق جرائم الإبادة الجماعية بحق هذا المكون، وإعادة التعريف بها على المستويين الوطني والدولي، موصياً السلطات التنفيذية والقضائية بمطالبة الهيئات والوزارات بالعمل على تنفيذ القرارات والقوانين التي تنصف ابناء هذا المكون، ومنح الصلاحيات الكفيلة بتشكيل لجان فرعية من الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة وبإشراف رئيس الوزراء تتولى ازالة آثار الظلم والاضطهاد في الجوانب القانونية والمالية والاجتماعية وغيرها عنهم، فضلاً عن مطالبة المنظمات الدولية وعلى راسها الامم المتحدة بأعتبار ما جرى على الكورد الفيليين جريمة ابادة جماعية، كما دعا إلى انصافهم من حيث التمثيل الحكومي والانتساب الى القوات الأمنية بتشكيلاتها كافة.
ممثل رئيس الجمهورية: نستذكر الشهداء ونحيي تلك التضحيات العظيمة
أكد ممثل رئيس الجمهورية مازن الفيلي، السبت، أن مسؤولية الجميع دعم مختلف السياسات والمشاريع الحكومية في الكثير من المجالات.
وقال الفيلي في كلمة له خلال الحفل التأبيني السنوي بمناسبة يوم الشهيد الفيلي وحضره مراسل وكالة الانباء العراقية : "من دواعي الشعور بالمسؤولية الوطنية والإنسانية أن نلتقي ونستذكر هنا التضحيات العظيمة التي قدمها مكوّن مهم ومحترم من مكونات شعبنا العراقي هو مكون الأخوة الكرد الفيليين، إنها تضحيات ظلت متواصلة طيلة الحقبة الدكتاتورية التي عانى شعبنا بجميع مكوناته من طغيانها واستبدادِها وظلمها".
وأضاف أن "من بين تضحيات العراقيين تبرز تضحيات الكرد الفيليين الذين عانوا أتعس حالات الظلم، فقد عانوا الكثير بفعل سياسة التهجير القسري وإسقاط الجنسية العراقية عن أبناء المكوّن، وبعد ذلك فقد عانى الفيليون من جرائم القتل والإعدامات والتغييب في السجون، ومن هنا تأتي ضرورة ووجوب مواصلة الاستذكار السنوي لهذه التضحيات العظيمة بتخصيص هذا اليوم كيوم للشهيد الفيلي".
وتابع الفيلي: "نستعيد هنا أيضاً الدور المهم لأبناء المكوّن الفيلي ومشاركتهم الحيوية في إطار الحركة الوطنية العراقية بمختلف تشكيلاتها الوطنية والدينية والقومية وطيلة مراحل نضالها وجهادها ضد الدكتاورية والطغيان، وأن هذا الدور النضالي والجهادي هو مما يستذكره أبناء شعبنا بكل احترام وتوقير".
وبين: "نستذكر الشهداء ونحيي تلك التضحيات العظيمة التى يحق لأخوتنا الفيليين أن يفخروا ويعتزوا بها وبأدوارهم في بناء البلد وفي تعزيز وحدة النسيج الوطني العراقي حتى يمكننا القول إن الكرد الفيليين العراقيين كانوا دائماً عاملاً مهماً وأساسياً في ترصين جسور الوحدة والأخاء ما بين المكونات العراقية".
وأكد أن: "الاحتفال بهذا اليوم السنوي يؤكد مصلحتنا جميعا، بمختلف مكوناتنا، في العمل من أجل تعزيز الديمقراطية الحقيقية، وهذا ما يحملنا جميعنا مسؤولية العمل الحثيث من أجل بناء البلد، ومن أجل تعظيم الجهود لتعزيز الشعور والعمل بقيم المواطنة التي تكفل للجميع حقوقهم في العدالة والحرية والسلام".
وذكر الفيلي: "لقد اجتازت تجربتنا الديمقراطية الفتية الكثير من المخاطر والأزمات، وأمامنا الكثير مما يجب فعله لصالح ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية وتطوير البناء والتنمية والارتقاء بالبلد إلى ما يستحقه منا، وإننا في مرحلة البدء والشروع بالبناء والتطوير، وهذه مسؤوليتنا جميعاً في دعم مختلف السياسات والمشاريع الحكومية التي يتلمّس شعبُنا بوادرها في الكثير من المجالات"، مضيفا: "وحين ندرك أننا جميعا أصحاب مسؤولية في ذلك، وحين يدرك أي مواطن أو مسؤول، كلّ من موقعه، دوره في البناء والتقدم فإن هذا هو ما يساعد في تمتين مشاعر المواطنة وتعزيز الوحدة الوطنية، وحين نجتمع اليوم هنا لنحتفي بذكرى الشهيد الفيلي بوصفه شهيد الوطن والحرية فإننا نحتفي ونستذكر باعتزاز وتقدير جميع شهداء العراق، ضحايا النضال من أجل عراق الجميع".
المالكي: الكرد الفيليين تعرضوا إلى اضطهاد مكثف من النظام المباد
من جهته أكد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، اليوم السبت، أن الكرد الفيليين تعرضوا الى اضطهاد مكثف من النظام المباد.
وقال المالكي في كلمة له خلال الحفل التأبيني السنوي بمناسبة يوم الشهيد الفيلي: إن "ما تعرض له الكرد الفيليين يقف في طليعة سلسلة من جرائم النظام المباد، وأن حجم التضحيات كانت كبيرة واثارها خطيرة عليهم"، مبينا أن " هذا المكون الاصيل هو جزء من طيف يتنوع من مختلف المكونات العراقية".
وأضاف: "اصدرنا قرارا بمنع كتابة التبعية على هوية الكرد الفيلية لكنها لاتزال تكتب الى الان"، مشيراً الى أن "جرائم البعث المقبور لم تكشف بشكل كامل حتى الآن".
وتابع: "لقد كانت حصة الكرد الفيليين الاكبر من الاضطهاد في زمن النظام البائد وكنا نأمل باستمرار المحكمة الجنائية المسؤولة عن محاسبة جميع مرتكبي الجرائم بحق الكرد الفيليين".
وذكر المالكي أن "العالم يعيش تحت التوتر والتشنج إلى جنب القتل في غزة لهذا يجب ان تتوحد الكلمة وتتوحد جميع الأطياف لحماية بلدنا من التحديات الكبيرة التي قد نتعرض لها".