×

  المرصد العراقي

  الرئيس مام جلال... قامة الاعتدال والحوار والتفاهم



 

*تقرير:فريق الرصد والمتابعة

يعتبر يوم السادس من نيسان من كل عام، يوما تأريخيا ومهما في تأريخ الحكم في العراق حيث ولأول مرة تم انتخاب رئيس له ديمقراطيا ،وقد نال تسنم فخامته هذا المنصب ردود فعل داخلية واقليمية وعربية وعالمية لما كان يتمتع به الرئيس مام جلال من حنكة سياسية وحكمة التعامل الدبلوماسي في ادارة شؤون البلد والعلاقات.

الاوضاع الحالية والمرحلة الحساسة على الصعد الكردستانية و العراقية والاقليمية والدولية تثبت انه بالرحيل الجسدي للرئيس مام جلال ،خلت المحافل الشعبية والسياسية والاقليمية والدولية من علاه وحكمته وحنكته البليغة وحرصه على جمع الكلمة ووحدة الصف نحو التآلف والتعايش الاخوي وقبول الاخر وقد غاب لتبقى الحاجة لوجوده في جمع الاضداد ولم شمل المختلفين امرا ملحا وان نهجه في الاداء والمهام اضحى ميراثا يقتدى به حاضرا ومستقبلا .

خلال سنوات تسنمه المنصب، جاهد الرئيس مام جلال من أجل تقريب الاطراف السياسية والمكونات وترسيخ التوافق والوئام بينها، وتمسكه بضرورة التوافق الوطني في كتابة الدستور وصولا الى حكومة شراكة حقيقية ،كل ذلك كان كافيا لكي يطلق عليه لقب (صمام الامان).

لقد بدأت الديموقراطية التوافقية بعد نيسان 2003 هي التي تنظم الحياة السياسية في العراق وتكرس نوعا من المشاركة في السلطة والادارة والثروة والقرار بين غالبية المكونات القومية والدينية والمذهبية التي يتشكل منها النسيج الوطني العراقي وعلى هديها تم انتخاب البرلمان وتشكيل الحكومة وتوزيع المناصب الرئاسية والسيادية والمسؤوليات العسكرية والأمنية والدبلوماسية.

ومن هذا المنطلق كان الرئيس مام جلال حريصا ويؤكد دوما على ضرورة إشراك جميع الكتل الرئيسية الفائزة في الانتخابات، في تشكيل الحكومة ومؤسسات الدولة العراقية والرئاسات الثلاث وكان يردد مقولته :"نحن نعتقد بضرورة التوافق الوطني واقامة حكومة شراكة حقيقية في الحكم والقرار وأن لا نستثني أحداً، و لا نقبل أن تأتي فئة تفرض إرادتها على بقية الفئات، و تقول إن لدي خطاً احمر على هذا أو ذاك".

ومع ماشهده الوضع العراقي من انسداد سياسي بسبب مساع او رغبات جامحة في اخراج المسيرة الديمقراطية عن مسارها التوافقي،فهذا يعني ان العراق ومكوناته ومسيرته الديمقراطية لايزال بحاجة الى العودة لحكمة وتجربة ورؤية الرئيس مام جلال اكثر من اي وقت مضى وهي رؤية غنية بالتراث السياسي والارث الثوري الثر، بحيث يستطيع الجميع تعلم الدروس منها لكسر حالة الجمود السياسي وانقاذ البلد من المآسي والتفرغ لخدمة المواطنين وتجاوز مرحلة تاريخية يكاد يتحول فيها البلد إلى ساحة محتدمة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وميدانا خصبا لعقد صفقات سياسية ورسم خرائط جديدة ليس من المستبعد أن يكون العراق فيها الخاسر الأول والمتضرر الأكبر، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة الدور البارز الذي كان يقوم به طالباني خلال ولايتيه الرئاسيتين من مسك لزمام الأمور وعدم السماح بفلتانه رغم حجم الخلافات الداخلية والإقليمية والدولية.

 

دعونا نأمل الدعم والاسناد لشعبنا العراقي الأبي

في 6/4/2005  عقدت الجمعية الوطنية العراقية  جلستها الرابعة برئاسة د. حاجم الحسني رئيس الجمعية في قصر المؤتمرات ببغداد.وافتتحت الجمعية أعمال جلستها بتلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم. ثم تليت بعد ذلك كلمة للدكتور حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية أشار فيها إلى أن العراق وشعبه يمران بمرحلة تاريخية مهمة، حيث سيقوم ممثلو الشعب بانتخاب الهيئة الرئاسية وذلك بقيم ومفردات جديدة. ثم فتح باب الترشيح للمناصب الرئاسية الثلاثة على أساس القوائم الانتخابية، فقد قدم الدكتور فؤاد معصوم عضو الجمعية الوطنية مقترحا بترشيح السيد جلال طالباني من قائمة التحالف الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية و السيد عادل عبدا لمهدي من قائمة الائتلاف العراقي الموحد و الشيخ غازي الياور من قائمة (عراقيون) بمنصبي نائبي الرئيس.

أما السيد قاسم داود عضو الجمعية فقد اقترح أن يكون التصويت بطريقة رفع الايدي للحصول على ثلثي الأصوات دون اعتماد طريقة الاقتراع السري معللا ذلك بعدم وجود قائمة أخرى منافسة، غير ان رئيس الجمعية الوطنية اقترح أن تجرى عملية الاقتراع السري في انتخاب الهيئة الرئاسية تأكيدا لمصداقية الترشيح و شفافية العملية الانتخابية.

وعند الانتهاء من إجراء عملية الاقتراع طلب السيد رئيس الجمعية من السادة عباس البياتي و فرج حيدر و أنور الياور وسعد عبدالمجيد أعضاء الجمعية الوطنية ليكونوا لجنة الإشراف والمراقبة وفرز الأصوات. وعند فرز الأصوات حصلت قائمة المرشحين الوحيدة على (227) صوتا من مجموع (257) صوتا فيما كانت (30) ورقة فارغة.

ثم هنأ رئيس الجمعية د. حاجم الحسني السيد جلال طالباني بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية و السيدين غازي الياور وعادل عبدالمهدي كنائبين لرئيس الجمهورية. ثم هنأ الشعب العراقي بهذه المناسبة الكريمة معلنا أن يوم غد سيكون موعدا لإقامة احتفالية تنصيب أعضاء المجلس الرئاسي.

بعدها طلب رئيس الجلسة من السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية المنتخب أن يتفضل مشكورا بإلقاء كلمة بمناسبة فوزه بمنصب رئيس الجمهورية استهلها بالشكر و التقدير لأعضاء الجمعية الوطنية مخاطبا إياهم قائلا: شكرا جزيلا على ثقتكم الغالية التي أثقلتم بها كواهلنا بعظم المسؤولية و جلال الأمانة التي تحملوننا أمام الله و الشعب مسؤولية أداء الواجب الوطني كهيئة رئاسة الجمهورية بكل إخلاص و نكران ذات مع العرفان بجميلكم و جميل شعبنا الذي انتخبكم بحرية تامة في أول انتخابات عامة تجري في عراقنا العزيز بعد التحرر من أبشع دكتاتورية أجرمت بحق الشعب و الوطن" و عاهد السيد رئيس الجمهورية المنتخب ممثلي الشعب بقوله: " عهدا لكم أيها الممثلون المنتخبون لشعبنا العراقي عهد الرجال الأوفياء عهدا لشعبنا عن طريقكم أن نبذل قصارى جهدنا لنظل دوما عند حسن ظنكم و طوع إرادة شعبنا المجسدة في إرادتكم نستمع إلى آرائكم و نصائحكم و ننفذ قراراتكم و القوانين التي تصدرونها أولا و أن نسهم ثانيا بجد و حرص و إخلاص مع رئاسة الجمعية و رئاسة مجلس الوزراء في إيجاد حكم ديمقراطي يوفر الحريات و حقوق الإنسان العامة و لجماهير شعبنا".

 و في حديثه عن سياسة العراق الخارجية في المرحلة المقبلة أكد السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية المنتخب على أن العراق الجديد سيلعب دوره في مساعدة الشعب الفلسطيني حتى ينال حقه المشروع في دولة مستقلة على ارض وطنه وفق قرارات الشرعية الدولية و مقررات القمة العربية".

و في كلمته تطرق السيد رئيس الجمهورية المنتخب إلى هجمة الإرهاب التي يواجهها العراق، حيث دعا الجميع بمعاملة العراق معاملة كريمة و عدم التدخل في شؤونه الخاصة و الكف عن مساعدة الإرهاب الذي يشن حرب ابادة على شعبنا بذريعة المقاومة والكف عن مساعدة هذه العصابات المجرمة التي تعيث فسادا في الأرض العراقية المقدسة إعلاميا و تشجيعيا و تسليحيا ماديا و معنويا". و في ختام كلمته أشار السيد رئيس الجمهورية إلى تأكيدة بالتصميم على التعاون المثمر الكامل مع الجمعية الوطنية التي يتوقع شعبنا منها الكثير و في المقدمة سن الدستور الدائم وفق مبدأ التوافق بين المكونات الأساسية لشعبنا العراقي و على أساس قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية و الديمقراطية و الفيدرالية و المساواة التامة بين جميع المواطنين.


07/04/2024