×

  اخر الاخبار

  ملتقى السليمانية والصراعات في الشرق الأوسط



 

بدأت فعاليات الدورة الثامنة لملتقى السليمانية الدولي يومالأربعاء 17/4/2024،  في الجامعة الأمريكية بمدينة السليمانية، تحت عنوان “الصراعات في الشرق الأوسط”، بحضور بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني ونيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان وقوباد طالباني نائب رئيس حكومة الاقليم والدكتور برهم أحمد صالح والسيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني وقاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي وعدد من كبار المسؤولين من اقليم كردستان والعراق والعديد من الشخصيات البارزة والمؤثرة من أوربا وأمريكا ومختلف دول العالم، للبحث في القضايا الملحة والمستجدة وإيجاد الحلول الناجعة لها.

ويعد ملتقى السليمانية، الذي يستمر ليومين، أكبر ملتقى وأطول اجتماع سياسي عراقي، حيث يستقبل قادة وباحثين من عموم الشرق الاوسط واوروبا وأمريكا.

وستكون أحد المحاور الرئيسة في الملتقى العلاقات بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية، ، والتي ستجري حولها نقاشات مكثفة، فضلا عن ملفات التغيرات المناخية ومشكلة شح المياه وسبل مواجهتها، كما ستكون مسألة حماية البيئة محورا مهما في الملتقى.

وسيشهد الملتقى ندوات سياسية، اقتصادية وبيئية، يشارك فيها مسؤولون بارزون من العراق والاقليم وخبراء وأكاديميون من الشرق الأوسط وأوربا وأميركا.

ويعرب معهد الدراسات الاقليمية الدولية والجامعة الامريكية بشكل عام عن ترحيبهما بمشاركة رسمية من قبل عدد من الجامعات والمراكز المعروفة في العالم في الملتقى، منها (تشاتام هاوس، معهد الشرق الاوسط، ذا سنتري انترناشونال، معهد الولايات المتحدة للسلام، انستيوتو افيري انترناشونال، انترناشونال كرايسس غروب، مركز البيان للدراسات والتخطيط).

وينظم الملتقى بدورته الجديدة، مركز البحوث السياسية الرئيسي للجامعة، ومعهد الدراسات الاقليمية الدولية.

وانعقد ملتقى السليمانية الاول في العام 2013 تحت عنوان (المتغيرات الجيوبوليتيكية في الشرق الاوسط) وفي العام 2014 انعقد الملتقى الثاني، وفي العام 2015 انعقد الملتقى الثالث، وفي العام 2016 انعقد الملتقى الرابع، وفي العام 2017 انعقد الملتقى الخامس، وفي العام 2019 انعقد الملتقى السادس، وفي العام 2020 لم ينعقد اي ملتقى بسبب انتشار فايروس كورونا لغاية العام 2022، وفي العام 2023 عقد الملتقى السابع تحت عنوان “بعد 20 عاما: العراق والمنطقة في خضم تحديات عالمية جديدة”.

 

تأجيل الانتخابات سيضر بالعملية السياسية في الاقليم

وأعلن قوباد طالباني نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان خلال مشاركته الجلسة المسائية من فعاليات الدورة الثامنة لملتقى السليمانية الدولي، " ينبغي ان نهتم بالبنية الاقتصادية ونجعلها بديلا للنفط وهذا العمل يتطلب خططا من قبل "رجل الدولة" حيث هناك الكثير من القياديين لكن قلة منهم رجال الدولة".

وقال قوباد طالباني نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان خلال مشاركته الجلسة المسائية من فعاليات الدورة الثامنة لملتقى السليمانية الدولي، في الجامعة الأمريكية بمدينة السليمانية: " ان اقتصاد العراق غير متوازن لاعتماده على النفط بشكل كبير، ونحن نعلم ان النفط سوف يموت وينتهي، وأتمنى ان لا يبقى لدينا النفط ولا يدوم لان النفط أصبح نقمة على شعبنا".

وأضاف قوباد طالباني: " يجب ان نعتمد على البنية الاقتصادية للمستقبل، ونحتاج الى اشخاص ذوات خبرة للاهتمام بالبنية الاقتصادية، حيث ان عدم تغيير توجهاتنا للإدارة في العراق والاقليم سوف يجعلنا متأخرين ولا نكون أصحاب اقتصاد مستقر".

واكد قوباد طالباني خلال الندوة "ضرورة الاهتمام بالقطاع الخاص والمصرفي في المستقبل من اجل وصول إقليم كوردستان والعراق الى الطريق الصحيح والتحرر من واردات النفط" مبينا "ان هذه العملية تتطلب رجل الدولة الذي يندر وجودها في الوقت الراهن".

وأشار نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان الى "اننا في إقليم كوردستان والعراق نحتاج الى فلسفة اقتصادية تعتمد على التنوع في مصادر دخلنا ووارداتنا وليست الاعتماد على النفط فقط، حيث لم نتمكن حتى الان من إيجاد توازن بين الإدارة والقطاع الاقتصادي".

 

قوباد طالباني: متفائلون بطاقات شبابنا

وحول مشاركة الشباب وجهودهم في تطوير عجلة البلد نحو الامام، قال قوباد طالباني: " متفائلون بطاقات الشباب وابداعاتهم، ينبغي علينا فتح افق جديدة بوجه الشباب كي يكونوا جزءا من تطورات البلاد".

وبين قوباد طالباني: " ينبغي ان نخطو بالتزامن مع التغييرات والتطورات التكنولوجية ونستفيد من جوانبها الإيجابية، وإذا وجدنا جوانب أخرى سلبية من جراء سوء استخدام التكنولوجيا لتفكيك العائلة والمجتمع، فيجب على الحكومة والجهات الأمنية والمعنية مواجهتها والحد من سوء استخدامها".

واكد قوباد طالباني "الاتحاد الوطني مستعد للانتخابات وان اللجان ومراكز التنظيمات ومرشحي الحزب منشغلون بالاستعدادات للعملية وسنتبع كل السبل لإجراء انتخابات في موعدها المحدد".

وأضاف طالباني: "ان صفوف الاتحاد الوطني متينة وتنظيماته قوية وقد قمنا بإصلاحات جيدة في الحزب، ومتفائلون بحصولنا على نتائج جيدة في انتخابات برلمان كوردستان مثلما نجحنا في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، ونعتقد ان حيوية الاتحاد الوطني سوف يدوم ومسيرته تخطو نحو القوة".

وأشار قوباد طالباني الى "اننا نريد اجراء انتخابات في موعدها المحدد، وإذ لم تجري الانتخابات في الموعد الذي حدده رئيس إقليم كوردستان سوف يتضرر التجربة الديمقراطية والعملية السياسية في الإقليم".

 

 يجب أن يكون الوطن هو الجامع لنا كلنا

وشارك نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، يوم (الأربعاء، 17 نيسان 2024) في مراسم افتتاح الدورة الثامنة لملتقى السليمانية الذي تقيمه الجامعة الأمريكية – العراق في السليمانية.

وخلال المراسم التي حضرها عدد مشهود من الضيوف من سياسيين وأكاديميين وباحثين من إقليم كوردستان والعراق والخارج، ألقى نيجيرفان بارزاني كلمة تناول فيها الأوضاع في العراق وإقليم كوردستان والمنطقة، فيما يأتي نصها:

أيتها السيدات والسادة، قبل أن أبدأ بكلمتي أود أن أبارك باسم ملتقى السليمانية للأخوات والإخوة الإيزديين بمناسبة رأس السنة الإيزدية، نبارك لهم من هنا باسمكم جميعاً، ونرجو لهم سنة سعيدة.

 

الحضور الأعزاء..

أرحب بكم في مدينة السليمانية، عاصمة إقليم كوردستان الثقافية. أهلاً بكم في ملتقى السليمانية السنوي في الجامعة الأمريكية – العراق. أثني على أخي الكريم فخامة د. برهم صالح، وجميع منظمي ملتقى السليمانية. لقد قدم فخامته الكثير من الأمور الجميلة للسليمانية، وأحد أعماله الجميلة هو هذه الجامعة وهذا الملتقى الذي أصبح تقليداً سنوياً لمدينة السليمانية الحبيبة وإقليم كوردستان والعراق. وأنا ولكون نصفي من السليمانية، أشكره كثيراً. وأشكره عن النصف الآخر أيضاً لكني أشكره الآن عن هذا النصف الذي يخصني بصورة خاصة.

ينعقد ملتقى السليمانية في ظل ظروف إقليمية وعالمية حساسة للغاية. حيث الحروب والتوترات الشديدة تطغى على الشرق الأوسط، وهناك خطر كبير على أمان واستقرار المنطقة ينذر بمزيد من التردي للأوضاع.

ولتجنيب المنطقة التداعيات الخطيرة والسيئة، يجب البدء بالحوار وباللقاءات. ولكي يتحقق السلام، يجب التوصل إلى اتفاق متوازن. وقد أضيف هذا إلى أعباء المجتمع الدولي في صنع السلام في المنطقة.

في أعقاب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول الماضي على إسرائيل وخطف عشرات المدنيين، اندلعت حرب مدمرة وأصيبت غزة بدمار كبير. إنها كارثة إنسانية كبرى. ولهذا يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بالإيقاف غير المشروط للقتال وتحرير الرهائن.

أما بخصوص الحل الجذري، فإننا نرى أن سلاماً راسخاً يتمثل في حل الدولتين. وإقليم كوردستان يدعم قيام دولة فلسطين المستقلة. وهذا هو الطريق الوحيد إلى السلام والاستقرار.

 

الحضور الكرام..

إن إقليم كوردستان يساند دائماً الحوار والحلول السلمية. ومن خلال السلام مع الدول الصديقة المجاورة، خلقنا أنموذجاً جميلاً للشراكة والتقدم الاقتصادي والازدهار المشترك. وخلقنا الكثير من فرص العمل المشترك. وأنا واثق أننا بفضل المشاريع المستقبلية الكبيرة سنعزز هذا التقدم ونوسعه.

لن نسمح بأن يكون إقليم كوردستان مصدر هجمات وتهديدات لأي بلد. وكل سعينا هو من أجل توسيع آفاق الشراكة الاقتصادية بيننا. ونحن متأكدون من أن التقدم الاقتصادي يؤدي إلى استقرار سياسي وتعايش سلمي متين في المنطقة.

بدأت مسيرة الديمقراطية والإعمار في إقليم كوردستان منذ العام 1991. وفي حين اجتمعت عشرات الدول من أجل إسقاط نظام البعث في العراق لأنه كان مصدر تهديد لشعبه ولبلدان المنطقة والعالم. أسسنا لتجربة عظيمة للديمقراطية وللإعمار والاستقرار، بينما كنا بجوار ذلك النظام.

إذ فتحنا حينها أبواب التجارة والانتعاش الاقتصادي مع الدول المجاورة. وبنينا جسور الشراكة والعلاقات الطيبة مع الشعوب المجاورة لنا. استطعنا القيام بذلك لأن قيادتنا وشعبنا يؤمنان بالديمقراطية وبالسلام. فبعد كبرى حملات الإبادة الجماعية المتمثلة في الأنفال والقصف الكيمياوي ضد شعب كوردستان، كانت قناعتنا تتمثل في أن السلام هو الطريق إلى تقدم البلد، وليس الحرب.

وعندما نجحت تجربة إقليم كوردستان، انتصر طلاب الحرية في العراق. وعندما كنا أقوياء، كان العراقيون جميعاً أقوياء. وأصبحت كوردستان قاعدة للاجتماع والاتحاد وانتصار المعارضة العراقية على الدكتاتورية.

ولأن مشروعنا كان الديمقراطية والسلام، فقد حظينا بمساندة المجتمع الدولي. وساعدنا أصدقاؤنا في المنطقة، وخاصة تركيا وإيران، في هذا الانفتاح والشراكة الاقتصادية. وإيماننا هذا بالديمقراطية وبالسلام مستمر لم يتغير.

 

أيتها السيدات والسادة..

إن طريقنا في الداخل العراقي هو نفس الطريق. ولتأصيل الديمقراطية في العراق، وحمايته من الأخطار وفواجع الماضي، نحن بحاجة إلى حوار هادئ مستمر بيننا.

فالشقاق، وتبادل الهجمات، يؤديان دائماً إلى فتح الطريق في وجه التنظيمات الإرهابية. وهجمات القاعدة والهجمة الكبيرة لداعش، ماكانت لتحدث لو كنا متحدين في الداخل العراقي.

إن الدكتاتورية، وحكم المكون الواحد في العراق، وغياب الحرية السياسية، أغرق تاريخ العراق في الدماء. وسقط ملايين الأبرياء في العراق ضحايا للأنظمة السيئة في العراق. وتم هدر ثروات العراق لعشرات السنين. والوقت الآن مناسب لقطع كل الطرق على استعادة المنظمات الإرهابية في العراق لقوتها.

اتفقت شعوب العراق في العام 2005 على دستور ملائم. فالدستور العراقي، ومن خلال إقرار النظام الاتحادي، خلق طريق شراكة مناسبة لكل قوميات ومكونات العراق. هذه الشراكة هي مصدر قوة للعراق. ولكي يتقدم العراق، من المهم جداً تطبيق النظام الاتحادي عملياً وبصورة كاملة. ولا ينبغي أن يؤدي عدم إيمان طرف أو بعض أطراف بالنظام الاتحادي إلى تعطيل النظام في العراق وإعاقة تطبيق الدستور.

يجب أن تجد قوميات ومكونات العراق كافة نفسها شريكاً فعلياً في إدارة العراق. ولا ينبغي إغفال أي مكون عراقي، لأن ذلك سيفتح طريقاً شائكاً في وجه العراق. وقد تم اختبار ذلك الطريق في العراق سابقاً مرات كثيرة، وكان سبباً لتعاسة جميع أبناء البلد.

يتمتع دولة رئيس مجلس وزراء العراق الاتحادي، السيد محمد شياع السوداني، برؤية واسعة ويؤمن كثيراً بالدستور العراقي. هذه الرؤية كان لها الفضل في استقرار جيد في الإدارة والحوكمة في العراق. ويشعر العراقيون بهذه التغييرات. ومن شأن هذه الرؤية وهذا الأسلوب في الإدارة تحقيق التقدم للعراق، ويمثلان فرصة جيدة جداً أتيحت للعراق.

لكن طريقة تفكير رئيس الوزراء هذه، بحاجة إلى الدعم وإلى تمهيد الأرضية السياسية المواتية. وتقع الآن على الأطراف السياسية العراقية مسؤولية مساندة الحكومة الاتحادية العراقية. فهناك أفق مشرق بانتظار العراق في حال تطبيق الدستور والنظام الاتحادي تطبيقاً تاماً.

إن طريقة التعامل مع إقليم كوردستان هي أكبر اختبار للنظام السياسي العراقي الجديد. لأن عراقاً قوياً مرتبط بوجود إقليم كوردستان قوي، كما أن وجود إقليم كوردستان قوي مرتبط بوجود عراق اتحادي ومستقر.

لا توجد في العراق مشكلة لا يمكن حلها إذا تم تطبيق الدستور. فالدستور العراقي يضمن خصوصيات كل مكونات العراق، وعند تطبيق الدستور سنكون جميعاً مواطنين من الدرجة الأولى في العراق.

 

أيتها السيدات والسادة..

“ذرو التبن العتيق” عبارة جميلة مفعمة بالعبر متداولة في السليمانية. ونحن في إقليم كوردستان نمر بأوضاع معقدة، والحل يتمثل في أن لا نذرو التبن العتيق. لنتجه بدلاً عن ذلك باتجاه الاتفاق والتقدم. إن لم نتفق، فإن التوترات التي عمت المنطقة ستلحق بنا الضرر الجسيم.

خلاصة ما يشغل أهالي كوردستان، هي المطالبة بوحدة صف الأطراف السياسية. إن الإبادة الجماعية واضطهاد شعب كوردستان أديا إلى أن يغرس التاريخ هدفاً واحداً في قلوب الكورد، ألا وهو الوحدة. هذا هو الاتجاه الأصح ويدل على غاية الوعي لدى شعب كوردستان.

إننا لم نحقق سمعة جيدة في العالم من خلال الشقاق، بل حققنا سمعتنا من خلال الديمقراطية والإعمار والاستقرار في هذه المنطقة. فكل من زار كوردستان قبل ثلاثين سنة، وعاد ليزوره الآن، لن يتمكن من التعرف عليه. لقد صنعنا هذا العمران بعد الأنفال والقصف الكيمياوي. والآن ومع مزيد من الخبرات نستطيع تحسين هذا التقدم وتسريعه.

إن هذه الجامعة والعديد من الجامعات الأخرى في إقليم كوردستان، أنتجت الآن جيلاً كفوءاً للغاية رفيع المستوى. وقد نشأ في كوردستان جيل يفرحنا جميعاً بمستواه الرفيع وبوعيه. ولو أن الأطراف السياسية ومن خلال تمهيد الأرضية الملائمة، خلقت الفرص لهذا الجيل، فستكون النتيجة مزيداً من التقدم لكوردستان.

يسألني البعض: لماذا أنت متفائل؟ في الحقيقة، إن تفاؤلي نابع من صمود شعب كوردستان وكفاءاته المتنوعة. وأعود لأقول: كان لنا ماض صعب، لكن أمامنا مستقبلاً مشرقاً.

إن شعب كوردستان شعب موحد، وعلى الأطراف السياسية أن تحذو حذو شعبها وتتفق من أجل المصلحة الوطنية. وبهذه الصورة يمكننا أن نجري انتخابات شفافة وعادلة، بموافقة ومشاركة كل الأطراف.

إن برلمان كوردستان تجربة مهمة للغاية في المنطقة، يجب أن نحافظ عليها. وحكومة إقليم كوردستان التي أعادت إعمار بلد خرج من الأنفال والقصف الكيمياوي، يجب أن نساندها جميعاً. البيشمركة الأبطال حطموا أسطورة داعش وكسبوا لإقليم كوردستان سمعة عظيمة في العالم. هذه كلها أمور تجعلنا نشعر بالتفاؤل وتدفعنا للإسراع في الاتفاق فيما بيننا. ومن خلال اتفاقنا سنشهد المزيد من الإعمار والنجاح.

يمكن لكل فرد وكل جماعة في كوردستان توجيه كل الانتقاد والعتب للسلطة وللقائمين عليها، ويمكن التعبير عن الاحتجاج بكل الطرق المدنية، لكن في النهاية يجب علينا جميعاً ورغم كل الاختلافات أن نحمي شيئاً واحداً وندافع عنه ونرفعه فوق كل شيء، ويكون الجامع لنا كلنا، يجب أن يكون الوطن هو الجامع لنا.

إن القوى والأحزاب والقادة السياسيين يظهرون ويزولون، لكن الوطن، البلد، كوردستان باق أبداً. لا يصح أن نجعل من كوردستان ضحية لغضبٍ أو سخط على السلطة والسياسيين. وقد أثبت شعب كوردستان أنه قادر على الصمود في وجه كل الصعاب، وقادر على تصحيح كل العيوب، لذا فإن الصعاب كافة ستمرّ، والخلافات كلها ستُحسم، لأننا جميعاً سنجلس في النهاية على طاولة واحدة، ولأن كوردستان أكبر منا جميعاً، والوطن أقوى من كل ما عندنا.

 

أيتها السيدات والسادة..

إن التطورات العالمية متسارعة بحيث أن علينا في العراق وإقليم كوردستان أن نتجاوز المشاكل والتعقيدات لكي نلحق بها ولا ننقطع عن العالم المتقدم. وعلينا أن نحشد قدراتنا المادية والبشرية من أجل التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي وتعزيز النظام التعليمي وتطوير البحث العلمي.

إن التطورات العلمية والتكنولوجية والمنافع والفرص والتحديات والمخاطر التي تصاحب الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والتغير المناخي، تتطلب العمل والسعي الجادين والتخطيط والبرامج طويلة المدى على مستوى الأفراد والمؤسسات.

وعلينا توجيه فكرنا وجهودنا وقدراتنا بهذا الاتجاه وأن ندرك أن المستقبل هو للذين يكرسون وقتهم وتفكيرهم وقدراتهم للعلم والمعرفة، لا للذين يستمرون في الدوران ضمن حلقة الماضي.

كلي ثقة أن ملتقى السليمانية هذا، سيمدّنا بالمزيد من المعلومات والخبرات لكي نتفق وننجح معاً.

أشكر الجميع جزيل الشكر على المشاركة، وأهلاً بكم وسهلاً.

 

حريصون كل الحرص على إطلاق رسائل التطمين لإقليم كردستان

وخلال مداخلته في ملتقى السليمانية قال سماحة السيد عمار الحكيم:

🔹فلسطين الجرح النازف في عالمنا الإسلامي والرأي العام العالمي، وننظر إلى ما يحصل فيها من مجازر بألم كبير، وكلنا أمل بتفعيل قرار مجلس الأمن لإيقاف هذه الحرب بأسرع وقت ممكن.

🔹ندعو إلى حسم انتخاب رئيس لمجلس النواب، ونبارك للأخوة الإيزيديين عيدهم.

🔹نعتقد أن الهدف من الرد الإيراني لم يكن التصعيد واتساع دائرة المعركة بقدر ما هو تثبيت حقها في الرد، وأن إسرائيل لم تُهاجَم بهذا الشكل من بلد آخر بشكل رسمي منذ عقود طويلة وهذا بحد ذاته يعتبر متغير نوعي يثبت قدرة إيران على اختراق الجدر الأمنية الإسرائيلية بالرغم من تعاون العديد من الدول معها. 

🔹العراق له موقف متقدم في نصرة الشعب الفلسطيني والتضامن مع فلسطين ولكن الموقف الحكومي و السياسي الرسمي ليس مع استخدام الأراضي العراقية للقيام بعمليات عسكرية،  وندعو المجتمع الدولي إلى إيقاف الحرب في غزة وتطبيق قرار مجلس الأمن في إيقاف الحرب وإدخال المساعدات.

 🔹الفصائل العراقية لم تدع يوما أنها تقوم بعملياتها العسكرية بأوامر خارجية وإنما بدافع الحفاظ على سيادة البلاد بحسب وجهة نظرها، ونحن مع سياسة احتواء هذه المجاميع والفصائل وليس سياسة الكسر لاسيما ونحن في طور البناء وترتيب أوضاعنا الداخلية، وقد لاحظنا أن هذه الفصائل تعاطت بمسؤولية كبيرة حينما أعلنت إيقاف عملياتها العسكرية ودخلت في هدنة لعدم إحراج الحكومة. 

 🔹نحن حريصون كل الحرص على أمن وسيادة واستقلال العراق، ونتمنى أن نصل إلى اللحظة التي تكون فيها الدولة العراقية قادرة على مسك الملف الأمني والسيطرة على السلاح بشكل كامل.

🔹العراق جاد في إنهاء مهام التحالف الدولي، لاسيما مع انتهاء داعش كتحدي وجودي، ولكن لابد أولا من إنهاء مهام التحالف الدولي بحوار مع الأطراف الدولية وبالتفاهم وليس بطرق أخرى، والأمر الثاني نحن حريصون في الانتقال إلى علاقات ثنائية بين العراق والعديد من دول هذا التحالف وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وهناك مصلحة عراقية في العلاقة الثنائية بين العراق وبعض دول التحالف.

🔹ليس هناك مايمنع من إقامة علاقات ثنائية مع الولايات المتحدة حتى من قبل القوى المتحفظة على الحضور العسكري الأمني الأمريكي في العراق، وما هو واضح أن الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي عموما لديها تفهم للموقف العراقي وأعلنت بشكل صريح موافقتها، ولذلك تشكلت لجان فنية للبحث في تفاصيل إنهاء مهام التحالف الدولي والانتقال إلى العلاقة الثنائية.

 🔹علاقة العراق مع الولايات المتحدة منتظمة باتفاقية إطار إستراتيجي تم التصويت عليها في مجلس النواب العراقي وهي اتفاقية مهمة ومقرة وشاملة في كل المجالات، والهدف من زيارة السيد رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتفعيل هذه الاتفاقية وبناء علاقة ثنائية، فقد أصبح واضحا أنه كلما انتظمت العلاقة الثنائية بين الطرفين أمكن تسريع إنهاء مهام التحالف الدولي.

🔹التحديات التي مرت على العراق جعلت هناك أولويات لرؤساء الوزراء السابقين، فكانت الأولوية أمنية حينما كان هناك تحدي أمني، ومجتمعية حينما كان هناك صراع مجتمعي وسياسية حينما كان هناك صراع سياسي وهكذا، واليوم قدر السيد السوداني أنه جاء في مرحلة نعيش فيها استقرار أمني ومجتمعي وسياسي فكان من الطبيعي التوجه نحو الاعمار والخدمات والبناء لاسيما مع وجود وفرة مالية نسبية، حيث نشهد اليوم افتتاح الكثير من المشاريع الخدمية والأخرى التي لا زالت في طور العمل وقد لمسنا رضا وقبول شعبي للسيد السوداني وللقوى السياسية الداعمه للحكومة وبالتالي مشروعية للنظام السياسي، وجائت استطلاعات الرأي لتعبر عن هذا الأمر أيضا.

🔹الاستقرار الذي تعيشه البلاد اليوم يتطلب العمل على تعزيزه ليتحول إلى استقرار دائم وأن نتعاطى بإيجابية مع الإنجازات الحاصلة اليوم .

🔹قوة مؤسسات الدولة والشفافية العالية تمنع حالات الفساد والعكس صحيح، ونعتقد أن الإنطباعات العامة عن الفساد في العراق فيها شيء من المبالغة، نعم هناك فساد ولكن أيضا هناك تطور ملحوظ في معالجة هذه الأمور.

🔹نحن نراجع لنتقدم، ومن الطبيعي في بلد متعدد الأعراق والقوميات والمذاهب والأديان والعشائر والقبائل بكل هذا التنوع حينما يمضي عقد من الزمن يجب أن تتم المراجعة لتشخيص الأخطاء وتصحيحها وترسيخ وتقويم الإيجابيات.

🔹حريصون كل الحرص على إطلاق رسائل التطمين لإقليم كردستان، من قبل الحكومة والقوى السياسية وإطلاق الرواتب والبحث عن حلول مالية لمساعدة الإقليم تأتي في هذا السياق.

🔹متفائلون إلى حد كبير بالوضع العراقي من خلال ما نسمعه من قادة المنطقة تجاه العراق، ولاشك أن زياراتنا لهم تأتي بالتنسيق مع الحكومة ونناقش خلالها الواقع العراقي وسبل دعم العراق والعلاقة البينية والملفات الإقليمية، وبذلك نؤكد فاعلية العراق ودوره الإقليمي والدولي في مجمل الأحداث الإقليمية.

 

العراق غير متخوّف من التحول في الإدارة الأميركية

وأكد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، الأربعاء، عدم تخوف العراق من التحول في الإدارة الأميركية، فيما أشار إلى اتفاقية الإطار الإستراتيجي شاملة وتغطي جميع المجالات.

وقال الأعرجي، في حديث خلال ملتقى السليمانية الثامن للحوار، المنعقد في 17 نيسان 2024، إن "العراق غير متخوّف من التحول في الإدارة الأميركية وهو مهيأ للتعامل مع جميع الظروف التي تخدم مصلحته".

وأضاف، أن "اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الجانب الأميركي شاملة وتغطي جميع المجالات، والعراق حريص على تفعيلها من خلال شراكة حقيقية ومستدامة لا تتأثر بتغير الإدارة الأميركية".

وبين إلى أن "هناك لجنة عليا مشكلة من قبل رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وبرئاسة وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ووزير داخلية الإقليم ورئيس هيئة الحشد الشعبي، وعقدت اللجنة اجتماعات في أنقرة وبغداد وهناك زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، لإبرام عدة مذكرات تفاهم مع الجانب التركي، لتنظيم إطار العلاقة والتنسيق من خلال لجان متخصصة في الملفات المشتركة بين البلدين، والعراق حريص على إنجاز تلك الملفات من خلال الحوار".

واعتبر الاعرجي، أن "الكويت دولة جارة وذات سيادة، والعراق يحترم الكويت دولة وشعباً بشكل كبير".

كما لفت إلى أن "العراق توصل مع الجانب الإيراني الى حل المشكلات الأمنية وضبط الحدود من خلال اتفاق أمني بين البلدين الجارين لاقى قبولا لدى الجميع"، مؤكداً أن "العراق لديه علاقات مشتركة ومتميزة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبذات الوقت لدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، ونؤمن بسياسة الحوار والدبلوماسية لحل الإشكالات إن وجدت سواء مع دول الجوار أو المنطقة".

وأشار إلى أن "العراق غادر سياسة الحروب والقتال ويسعى لأن يكون فاعلا من خلال موقعه الإستراتيجي، ليكون نقطة التقاء مع الآخرين، ومستمرون بهذه السياسة"، معتبراً أن "العراق بلد ينتظره مستقبل واعد ليكون أكثر فعالية ضمن محيطه والمجتمع الدولي، ولديه القدرة لأن يكون صديقا للجميع".

ورأى، أن "الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي هي السمة الغالبة اليوم على الوضع الداخلي للعراق، ونشهد مزيدا من الاستقرار المجتمعي والسياسي"، مؤكداً أن "العراق يتطور يوما بعد يوم ويشهد إعمارا مستمرا، فالإعمار وتقديم الخدمات يساعدان على ترسيخ الأمن والاستقرار".


18/04/2024