×

  المرصد الخليجي

  الخطاب الاخير..حوار من أجل التعاون والتفاعل



آخر كلمات وزير الخارجية الايراني

 

انطلقت  فعاليات الدورة الثالثة من مؤتمر الحوار العربي-الإيراني، يوم الاحد 12 مايو 2024 في العاصمة الإيرانية، طهران و الذي نظمه مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، تحت عنوان "حوار من أجل التعاون والتفاعل"، بحضور وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ومدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية، مصطفى سواق، ونخبة من المفكرين والخبراء الإيرانيين والعرب.

 

الحوار والتعاون الإقليمي

وأشار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في كلمته بالجلسة الافتتاحية إلى أهمية مؤتمر الحوار العربي-الإيراني وقال: إن لهذه الاجتماعات دورًا مهمًّا في نسج إدراكات دول المنطقة بشأن بعضها البعض وزيادة الثقة والتفاهم المتبادل، وإنها تمهد السبيل للتعاون والتنسيق وذلك من أجل ترسيخ السلام والاستقرار والأمن المستدام في المنطقة.

وأوضح عبد اللهيان أن بلاده معنية بتوسعة الحوار ليشمل إقليم الشرق الأوسط بأكمله وليس فقط بين العرب وإيران، وقال في هذا الصدد: إننا تخطينا مرحلة الحوار العربي-الإيراني ودخلنا مرحلة التعاون الإقليمي، وأضاف: "إننا اليوم لسنا في مواجهة بيننا بل نقف إلى جانب بعضنا البعض". وأضاف أن إيران والدول العربية دخلت "مرحلة متقدمة من الحوار الإيجابي والبنَّاء والتعاون الإقليمي"، واقترح أن يتغير عنوان المؤتمر لاحقًا إلى مؤتمر "الحوار والتعاون الإقليمي" بدلًا من "الحوار العربي-الإيراني" مؤكدًا أن طهران مصممة على تطوير وتعميق التفاهم والتعاون بين دول المنطقة.

وشدَّد وزير الخارجية الإيراني على أهمية التعاون من أجل تحقيق الأمن الجماعي المشترك لدول المنطقة، وقال: "إنَّ تحول المنطقة إلى مخازن للأسلحة لن يجلب الأمن لأي من دولها"، وأكد أن الأمن الإقليمي لن يتحقق إلا من خلال التعاون بين دول المنطقة، وأن تنمية المنطقة لا يمكن تحقيقها على حساب الآخرين، مشيرًا في هذا السياق إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض في العام الماضي، موضحًا أن "ثمَّة فرصًا كبيرة للتعاون" بين البلدين بسبب "طاقاتهما وقدراتهما في المنطقة والعالم الإسلامي"، وأكد أن "تقييمنا المشترك للعلاقات خلال عام أن البلدين حققا نجاحات جيدة في سبيل تنمية مستويات من التعاون"، غير أنه قال في الوقت ذاته: "إننا في بداية الطريق".

كما أشار الوزير الإيراني إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده والإمارات وقطر وعمان والكويت، وقال: إننا على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون المشترك مع هذه البلدان، قائلًا إنَّ بلاده والبحرين "تفكران بالمزيد من الخطوات لعودة العلاقات إلى الحالة الطبيعية"، ورحَّب في هذا السياق ببدء الحكومة البحرينية الإفراج عن المعتقلين السياسيين معتبرًا ذلك "خطوة إيجابية".

وتطرق عبد اللهيان في كلمته إلى تطورات الوضع في فلسطين والحرب على غزة، فأشاد بصمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاومته ووصف ثباتها طيلة سبعة أشهر ونصف بـ"الثبات الأسطوري"، وندَّد في المقابل بموقف الولايات المتحدة الأميركية الداعم لإسرائيل في عدوانها على غزة. كما ألمح إلى مشاريع التطبيع في المنطقة وقال: "إنَّ جميع المشاريع التي تُقدَّم باسم السلام هي مشاريع خادعة، لا تريدها شعوب المنطقة، وإنَّ ما يبدو أنه نجاح إنما هو نجاح استعراضي لا يمكن له أن يستمر". وأضاف قائلًا: "إنَّ السلام في المنطقة لن يتحقق ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره".

وعن البرنامج النووي الإيراني، قال عبداللهيان: إنَّ إيران تود أن تكون منطقة الشرق الأوسط منزوعة السلاح النووي، وأعرب عن رغبة بلاده في العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015، وقال في هذا الصدد: "نحن على استعداد للالتزام به وبما تعهدنا عليه، وقد أكدنا على أهمية إلغاء العقوبات وتطبيق سائر بنود هذا الاتفاق لتحقيق مصالح الشعب الإيراني، ونحن نطالب الجميع بالقيام بخطوات إيجابية في هذا المجال".


29/05/2024