×

  بیانات

  رئيس الجمهورية يحيي المشاركين في مؤتمر لالش للسلام والتعايش المشترك



ما تعرض له أبناء شعبنا من الايزيديين كان إبادة جماعية بكل المقاييس

 

نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، حضر ممثل فخامته السيد سكفان مراد جندي مؤتمر لالش السادس للسلام والتعايش المشترك، الذي أقيم يوم الثلاثاء 25 حزيران 2024 في أربيل.

وألقى السيد جندي كلمة نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية نقل من خلالها تحيات وتهاني السيد الرئيس للمشاركين في المؤتمر ودعواته بأن تساهم مخرجاته في خدمة البلد ودعم التعايش السلمي بين جميع مكوناته، مثمناً جهود جميع القائمين على تنظيم هذا الملتقى.وفي ما ياتي نص الكلمة:

 

"السيدات والسادة، الحضور الكريم مع حفظ الألقاب.

طاب يومكم.

في البداية، انقل لكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، وكان بودّه ان يُشارككم اعمال هذا الملتقى المهم لولا التزاماته المسبقة.

كما انقل لكم تمنيات فخامته للمشاركين في هذا المؤتمر بالنجاح، وان تساهم مخرجاته في خدمة البلد ودعم التعايش السلمي بين جميع مكوناته، مثمناً جهود جميع القائمين على تنظيم هذا الملتقى.

ان انعقاد المؤتمر السادس لالش للسلام والتعايش وفي هذا التوقيت المهم، حيث تمر ١٠ سنوات على الهجمة الإرهابية الداعشية الظلامية على بلدنا وشعبنا، له دلالات عميقة، وهو فرصة للتأكيد على التعايش الأهلي وترسيخ السلم المجتمعي، ومناسبة للمراجعة والعمل المشترك لمنع تكرار المآسي الرهيبة التي تعرض لها أبناء شعبنا خصوصا الايزيديين.

وحرصت رئاسة الجمهورية ضمن متبنياتها الثابتة على حماية التعايش السلمي ودعم جميع المكونات التي يزخر بها بلدنا، حيث ان هذا التنوع الفريد من مختلف القوميات والاطياف والاعراق يجب ان يكون عنصر قوة يؤسس لمستقبل مزدهر يعيش فيه الجميع تحت سقف المواطنة، وعلينا العمل على اغناء هذا التنوع وحمايته والتمسك به تحت أي ظرف.

لقد واجه بلدنا تحديات صعبة، سيما الهجمة الإرهابية الظلامية التي استهدفت العراقيين، ولم تُفرق بين أي دين او عرق او قومية، ليتأكد لنا أهدافه البغيضة في استهداف العراق والعراقيين.

وضرب أبناء شعبنا أروع صور الشجاعة والتعاون والتكاتف في أوقات الشدة، وشاهدنا جميعا كيف تكاتف أبناء الوطن الواحد في مواجهة الإرهاب الداعشي.

ان ما تعرض له أبناء شعبنا من الايزيديين في آب ٢٠١٤ كان إبادة جماعية بكل المقاييس جرت امام انظار العالم اجمع، حيث سعت الجماعات الظلامية لمحو هذا المكون الأصيل في البلد، وباءت هذه المحاولات بالفشل، وعلينا العمل على مداواة الجروح ومعالجة الآثار التي خلفها هذا العنف والإرهاب.

ونحن في رئاسة الجمهورية عملنا بكل جهد لتجاوز هذه المآسي، وبعد ان تقدمت رئاسة الجمهورية بمشروع قانون الناجيات الايزيديات وتم إقراره بشكل رسمي، وتشكيل مديرية لشؤون الناجيات، تواصل مؤسسة الرئاسة اليوم جهودها في إزالة العراقيل والمسائل التي تواجه عمل هذه المديرية في تطبيق القانون، وبما يضمن تحقيق الاندماج الكامل لأخواتنا وبناتنا الايزيديات.

ان العنف الجنسي الذي مارسه إرهاب داعش عبر تفريق افراد العائلات الايزيدية وبقية المكونات عن بعضها البعض والاستعباد الجنسي الدنيء عبر نظام السبايا والزواج القسري والاغتصاب هي جرائم يندى لها جبين الانسانية، ولا بد من مواصلة التحقيق في هذه الجرائم وجلب الجناة الى العدالة.

وبينما ينعقد هذا المؤتمر تزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، نؤكد ضرورة تضافر جهود الجميع، جهات حكومية وتشريعية وسلطات قضائية وقوى اجتماعية من اجل اتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تمنع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع والاسرة.

ان من المؤسف وبعد مرور عشر سنوات على الفاجعة الأليمة، ما زال هناك المئات من الايزيديين المفقودين الذين لا يُعرف مصيرهم حتى اليوم، وهذا يستدعي تنسيقاً دوليا عالي المستوى لحسم هذا الملف الإنساني، الى جانب معالجة بقاء الالاف من النازحين في مخيمات النزوح في ظروف إنسانية صعبة، وكذلك تفادي كل ما يحول دون عودة الحياة الكاملة الى قضاء سنجار.

وعلينا جميعا كمؤسسات حكومية وقوى سياسية وفعاليات اجتماعية العمل بشكل جاد وفاعل من اجل إعادة اعمار سنجار وفتح جميع الدوائر الحكومية فيها وتعزيز امنها واستقرارها الداخلي، وإعادة جميع النازحين الى منازلهم آمنين مستقرين، ان النجاح في تحقيق هذه الاستحقاقات سيكون هو الانتصار الناجز على فلول الإرهاب ومخططاته الخبيثة.

وفي هذا الصدد، نشيد بجهود الحكومة الاتحادية في العمل على غلق مخيمات النزوح وندعو حكومة إقليم كردستان والجهات المعنية الدولية والمحلية لتوفير الإجراءات الضرورية لضمان ذلك، والعمل على ترسيخ الامن والاستقرار، وإعادة تأهيل الدور السكنية لجميع النازحين، مع توفير متطلبات العيش الكريم لهم.

وانقل اليكم دعم فخامة رئيس الجمهورية لكل ما من شأنه تحقيق هذه الأهداف الإنسانية، وابواب رئاسة الجمهورية مفتوحة لجميع العراقيين على اختلاف اطيافهم ومكوناتهم لما فيه خير البلد والمواطنين.

في الختام، اُجدد لكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية وتمنياته لهذا المؤتمر بالنجاح والموفقية.

وشكراً".


27/06/2024