×

  شؤون دولية

  البيان الختامي لقمة الناتو يؤكد تعزيز الوجود بالشرق الأوسط



 

تقرير المرصد/فريق الرصد والمتابعة

 

 

 اختتم حلف شمال الأطلسي "الناتو" يوم الخميس، فعاليات قمته، التي استضافتها العاصمة الأميركية واشنطن، على مدار 3 أيام متتالية.

وقال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، في المؤتمر الختامي للقمة، التي جاءت بالتزامن مع مرور 75 عاما على تأسيسه، إن أعضاء الحلف تعهدوا بدعم أوكرانيا بحد أدنى 40 مليار يورو خلال العام المقبل.

وأشار إلى أن الأعضاء اتفقوا على إنشاء مركز مشترك بين "الناتو" وأوكرانيا للتدريب والتعليم في مجال التحليل في بولندا.

ونوه ستولتنبرغ إلى أن الحلف أطلق مشاريع تعاونية جديدة حول المعلومات المضللة والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.

وأضاف، أن أعضاء الحلف بحثوا آليات توسيع نطاق التعاون الصناعي الدفاعي وكيفية تحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية، مؤكدا "أن ما يحدث في أوروبا مهم لآسيا، وما يحدث في آسيا مهم لأوروبا".

ويشمل ذلك مساعدات إضافية ودعم ما يسمونه ترسيخ مسار "لا رجعة فيه" لعضوية أوكرانيا في الحلف، ولكن لم يتم تحديد جدول زمني لذلك. وحذرت موسكو من أن طائرات إف-16 وغيرها من الأسلحة التي تتدفق إلى أوكرانيا لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع. هذا ويواجه التحالف مستقبلا غامضا.

 ويعتمد الأمر إلى حد كبير على من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر - المتشكك في حلف شمال الأطلسي دونالد ترامب، أو جو بايدن الداعم للحلف، أو ربما ديمقراطي آخر.

 وتعد القمة هي الأخيرة للأمين العام ينس ستولتنبرغ، الذي شغل المنصب منذ عام 2014، فيما سيتولى رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته منصبه في الأول من أكتوبر.

وفي هذه الاجواء التي هيمنت على القمة وما رافقها من لقاءات القمة و لقاءات ثنائية في الكواليس او في أروقة البيت الابيض صدر البيان الختامي لقمة واشنطن , بيان مطول راوح بين الوعود والاغراءات لدول الحلف و الشركاء الجدد و بين التحذيرو التهديد المباشر للصين و ايران و كوريا الشمالية وروسيا التي وصفها الامين العام للحلف الاطلسي بانها اكبر خطر يهدد دول الحلف، وفي الوقت الي كان قادة الحلف يعلنون عن مزيد المساعدات لاوكرانيا كان عدد من المتظاهرين خارج المبنى يرفعون العلم الفلسطيني و يرددون شعارات مناهضة للناتو ويدعون لوقف الحرب في غزة ..

و فيما يصر قادة الحلف على وصف القمة بالتاريخية في استمرارو بقاء و صمود التحالف وانجازاته الامنية و العسكرية و السياسية لدول الحلف التي انطلقت قبل خمس و سبعين عاما باثني عشر دولة لتضم اليوم 32 دولة بعد انضمام كل من فنلندا و السويد , ترد الصين في المقابل بأنها فاشلة بعد الاتهامات المتواترة التي لاحقتها من الامين العام للناتو ستولنبورغ و الرئيس جو بايدن بدعم روسيا و تسليحها في حربها على اوكرانيا ..

وفي بيان شديد اللهجة ازاء الصين أعرب أعضاء الناتو عن مخاوفهم بشأن الطموحات الصينية الواسعة ولكن ايضا بشأن ترسانة بكين النووية وقدراتها في الفضاء، كما حذر البيان من دورها في دعم روسيا في الحرب الأكرانية.

 

– رسالة قوية للصين

وفي لقاءه أمس بالصحفيين قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ الذي يتراس اخر قمة له على راس الحلف “أعتقد أن الرسالة التي بعث بها الناتو من هذه القمة قوية جدًا وواضحة جدًا، ونحن نحدد بوضوح مسؤولية الصين عندما يتعلق الأمر بتمكين روسيا من الحرب”.كما دعا قادة الناتو الصين على “وقف جميع أشكال الدعم المادي والسياسي للمجهود الحربي الروسي”، ملوّحين بالدور الداعم وواسع النطاق “للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية”. وجاء في البيان أنّ “هذا يشمل نقل المواد ذات الاستخدام المزدوج، مثل مكونات الأسلحة والمعدات والمواد الخام التي تُستخدم كمدخلات لقطاع الدفاع الروسي”.

 

-غابت افغانستان وحضرت اوكرانيا ..

وقد بات واضح انه انتهى زمن ظل اهتمام قادة الحلف الاطلسي في مختلف لقاءاتهم قبل الحرب الروسية الاوكرانية يتمحور حول كسب الرهان في افغانستان والقضاء على طالبان و كان الحلف يفتح الابواب و يفرش السجاد الاحمرلاستقبال الرئيس الافغاني قرضاي , وقد غاب المشهد الافغاني نهائيا عن البيان الختامي الذي تضمن 38 نقطة من الدفاع المشترك والردع الى الامن السيبرياني الى مواصلة الدعم المالي و السياسي والعسكري لاوكرانيا و تعيين ممثل رفيع المستوى لكييف في الناتو لتعزيز العلاقات و منه الى زيارة الانفاق الدفاعي وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية و توسيع شراكة الحلف مع دول المحيط الهادي والاطلسي لقمة واشنطن ..

 

تعاطف بلا حدود مع اوكرانيا

قمة واشنطن سجلت كما خلال القمتين السابقتين تعاطفا بلا حدود مع اوكرانيا و دعما واسعا للشعب الاوكراني في مواجهة القصف الروسي و قد ادان المتدخلون في القمة استهداف القوات الروسية مستشفى للاطفال في كييف و نددوا بالانتهاكات الروسية المفضوحة للقانون الانساني الدولي , وفي المقابل غابت غزة عن اهتمام قادة الناتو

 

-افريقيا وجنوب المتوسط تحت مجهر الناتو

وبالعودة الى قمة الناتو فقد أفرد بيان واشنطن لمنطقة الشرق الاوسط بندا البند (32) حول اهمية تعزيز الشراكة مع دول منطقة الشرق الاوسط الكبير.

وشدد البيان على اهمية الأمن والاستقرار في عدة مناطق، بما في ذلك إفريقيا والشرق الأوسط. وذكرأن النزاعات في هذه المناطق، بالإضافة إلى هشاشتها وعدم استقرارها، تؤثر بشكل مباشر على أمن أعضاء الناتو وشركائهم، مما يسهم في ظواهر مثل النزوح القسري والاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية. واشار الى اهمية افتتاح مكتب ارتباط للناتو في العاصمة الاردنية عمان للمرة الاولى وكذلك توسيع الدعم للمؤسسات الأمنية العراقية من خلال بعثة الناتو في العراق، كخطوات رئيسية.

 كما سيتم تعيين ممثل خاص للجوار الجنوبي لتنسيق هذه الجهود. كما اكد البيان التزام الحلف بالتعاون مع شركاء في الشرق الأوسط وإفريقيا لمواجهة التحديات المشتركة ومواجهة التهديدات الارهابية .و لا يخفي مسؤولو الحلف انشغالهم و هواجسهم من التمدد الصيني و الروسي في المنطقة. وكانت رئيس الوزراء الايطالية ميلوني دعت امس الحلف الى الاهتمام بحوض المتوسط و قالت خلال حضورها القمة “حوض المتوسط استراتيجي انتبهوا الى اهمية الجانب الجنوبي من الحلف “.

و كما كان متوقعا لم يخرج البيان الختامي لقمة واشنطن و الذي شمل 38 نقطة عن المسودة التي تم تسريبها عشية انعقاد القمة .و قد اعرب الحلف مجددا عن سخاء لا محدود ازاء اوكرانيا التي تصدرت جدول اشغال القمة و التي يحلف فيها الرئيس زيلنسكي ضيفا للمرة الثالثة على التوالي منذ قمة مدريد ثم ليتوانيا العام الماضي .و قد تعهد الحلف الاطلسي بعدم التراجع عن ضم اوكرانيا الى صفوفه , و في انتظار تحقيق ذلك سيتعين على الرئيس الاوكراني ان يقنع بما يحظى به من دعم عسكري غير مسبوق في هذه الحرب المستمرة منذ اكثر من سنتين .

 

-لماذا اثار بيان القمة غضب الصين ؟

وقد اثار البيان الختامي للقمة غضب الصين التي ردت بقوة على ما تضمنه بيان واشنطن من اتهامات لبيكين بالتحريض و بمواصلة دعم روسيا و مدها بالسلاح لضمان استمرار الحرب . وطالبت بكين أمس حلف شمال الأطلسي بالتوقّف عن “التحريض على المواجهة”، على خلفية ما ورد في تصريحات قيادات الحلف و امينه العام ستولنبورغ حيال العلاقات الصينية – الروسية الوثيقة واتّهامهم الصينيين بتقديم مساعدة حيوية لروسيا في غزوها لأوكرانيا.

وقالت البعثة الصينية لدى الاتّحاد الأوروبي، في بيان”يجب على حلف شمال الأطلسي أن يتوقف عن تضخيم ما يسمّى تهديداً صينياً، وأن يتوقّف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يسهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم”.و اعتبرت الصين ان البيان الصادر عن قادة الحلف “مشبع بعقلية جديرة بالحرب الباردة وبخطاب عدائي ومليء بافتراءات”.و نفت الصين في البيان أن تكون قدمت أسلحة فتاكة لأي من طرفي النزاع وأكدت انها تمارس رقابة صارمة على صادرات المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الطائرات المدنية المسيّرة”. و قالت الصين الأزمة الأوكرانية مستمرة منذ فترة طويلة. وتسائلت عمن يصبّ الزيت على النار؟ ومن يؤجّج النيران؟ من يحاول الاستفادة منها؟

 

مدفيديف يعلق على البيان الختامي لقمة "الناتو"

علق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف على تعبير "لا رجعة فيه" الذي ورد في البيان الختامي لقمة "الناتو" في واشنطن بشأن مسار أوكرانيا للانضمام إلى الحلف.وجاء في منشور لمدفيديف بقناته الرسمية على تطبيق "تليغرام":"أصبح الاستنتاج واضحا. يتعين علينا الآن أن نفعل كل ما بوسعنا حتى ينتهي (مسار أوكرانيا الذي لا رجعة فيه) نحو حلف (الناتو) إما بزوال أوكرانيا أو باختفاء الحلف، والأفضل بكليهما".

وكانت دول الحلف قد اتفقت في بيانها الختامي على أن أوكرانيا ستسلك "طريقا لا رجعة عنه" نحو انضمامها إلى الحلف، إلا أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في اجتماعه الأخير، قبل استبداله برئيس الوزراء الهولندي مارك روته، قال إنه لا يوجد إجماع في الحلف على قبول انضمام أوكرانيا. وأوضح أن الحديث يدور اليوم فقط حول تقريب أوكرانيا من الحلف وليس ضمها إليه، ومن السابق لأوانه الحديث عن الموعد.

 

-الانفاق العسكري لتطويق روسيا

دول حلف شمال الأطلسي اكدت في البيان الختامي، التزامها بإنفاق دفاعي عند مستوى لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي.وقال البيان: “نؤكد من جديد التزامنا المستمر بالتنفيذ الكامل لالتزام الاستثمار الدفاعي المتفق عليه في فيلنيوس بحد أدنى 2% من الناتج المحلي الإجمالي وندرك أنه يجب بذل المزيد من الجهود بسرعة للوفاء بالتزاماتنا كحلفاء في الناتو”.

كما أكد حلف الناتو دعمه الكامل لـ “مسار لا رجعة فيه” لاندماج أوكرانيا في المجتمع الأوروأطلسي وعضوية الحلف.وقال البيان: “نرحب بالتقدم الملموس الذي أحرزته أوكرانيا منذ قمة العام الماضي للناتو في فيلنيوس بشأن إصلاحاتها الديمقراطية والاقتصادية والأمنية المطلوبة.وأضاف البيان أنه لن يكون بمقدوره توجيه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف إلا عندما يوافق جميع الأعضاء، وتستوفي كييف جميع الشروط المطلوبة.

كما أفاد البيان بأن القمة قررت إنشاء بعثة للمساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا تابعة لحلف شمال الأطلسي لتنسيق الإمدادات العسكرية والتدريب لأوكرانيا من دول الناتو وشركائها، وتتمثل مهمتها في وضع المساعدة الأمنية لأوكرانيا على أساس آمن”.وأوضح أن “قمة الناتو قررت إنشاء مركز مشترك للتحليل والتدريب والتعليم مع أوكرانيا لدراسة وتطبيق تجربة الصراع في أوكرانيا”.

 

-مساعدات لكييف ب

وتعهّد قادة الحلف منح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار يورو على الأقل “خلال العام المقبل” لمساعدتها في القتال ضد روسيا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.كما دعا البيان جميع الدول إلى عدم تقديم أي مساعدة لروسيا، وأدان كل من يسهل ويطيل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانياو امس دعا الامين العام للحلف الاطلسي الدول الاعضاء الى اتخاذ اجراءات فريدية لفرض عقوبات على ايران و الصين لدعمها لروسيا التي وصفها الامين العام للحلف بانها اكبر تهديد لامن دول الحلف و استقرارها ..وفي الوقت نفسه، نص البيان على أن حلف “الناتو” لا يسعى إلى المواجهة ولا يشكل تهديدا لروسيا.

 

-تعزيز الوجود بالشرق الأوسط

كما أعلن أعضاء الناتو أن الحلف يهدف إلى تعزيز وجوده في الشرق الأوسط وأفريقيا من أجل “دعم السلام” في المنطقة.وأشار البيان الختامي إلى أن الجوار الجنوبي لحلف شمال الأطلسي يوفر فرصا للتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك”.وتابع: “من خلال شراكتنا، نسعى جاهدين للمساهمة في تحقيق قدر أكبر من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز السلام والازدهار في المنطقة”.

وأشار البيان إلى أن أعضاء الحلف اعتمدوا خطة عمل لتعزيز التوجه نحو الجنوب، وسيفتح الناتو مكتبًا في العاصمة الأردنية عمان، وسيواصل العمل مع السلطات العراقية.


13/07/2024