×

  بیانات

  بايدن: هذه الانتخابات سيحدد مجرى مستقبل الولايات المتحدة والعالم



 

تصريحات الرئيس الامريكي في خلال خطاب للأمة  14 تموز/يوليو 2024

 

الرئيس: زملائي الأمريكيين، اود أن أتحدث معكم هذا المساء بشأن ضرورة أن نخفف من الحدة التي تشهدها قضايانا السياسية ونتذكر أننا لسنا بخصوم على الرغم من إمكانية اختلاف آرائنا. نحن جيران، وأصدقاء، وزملاء عمل، ومواطنون. والأهم من كل ذلك هو أننا نتشارك في المواطنة الأمريكية وحري بنا أن يقف بعضنا إلى جانب بعضنا الآخر.

إن عملية إطلاق النار التي تعرض لها دونالد ترامب أثناء تجمع جماهيري في بنسيلفانيا يدعونا جميعنا إلى اتخاذ خطوة إلى الوراء والتفكير مليا في وضعنا الحالي وفي كيفية المضي قدما من هذه النقطة.

لم تكن إصابة الرئيس السابق (ترامب) بالغة لحسن الحظ، وقد تحدثت معه الليلة الماضية. أنا ممتن لأنه بخير وأنا وجيل نصلي من أجله ومن أجل أسرته.

نعرب أيضا عن أحر التعازي لأسرة الشخص الضحية الذي قتل. لقد كان كوري زوجا ووالدا ورجل إطفاء متطوعا وبطلا يحمي أسرته من تلك الرصاصات، وعلينا أن نصلي من أجله ومن أجل أسرته وكافة المصابين.

تحدثت في وقت سابق من اليوم عن تحقيق جار. لسنا نعرف بعد ما كانت دوافع مطلق النار، كما أننا لا نعرف ماهية آرائه أو انتماءاته. لا نعرف ما إذا كان قد تلقى المساعدة أو الدعم أو تواصل مع أي شخص آخر، ويحقق متخصصون في إنفاذ القانون في هذه المسائل الآن.

وأود أن أتحدث الليلة عما نعرفه، ألا وهو أن رئيس سابق قد أصيب أثناء إطلاق نار وقتل مواطن أمريكي لمجرد ممارسته حرية دعم المرشح الانتخابي الذي اختاره.

لا يسعنا أن نسلك هذا المسار في الولايات المتحدة. سبق أن اخترنا هذا المسار في السابق في خلال تاريخ أمتنا، ولكن العنف لم يكن يوما بحل، سواء تجسد من خلال تعرض أعضاء في الكونغرس من الحزبين لعمليات إطلاق نار، أو من خلال هجوم عصابة عنيفة على مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير، أو هجوم مروع على زوج الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، أو من خلال معلومات أو تهديد لمسؤولي الانتخابات، أو مخطط خطف حاكم أثناء ولايته، أو محاولة اغتيال دونالد ترامب.

لا مكان لهذا النوع من العنف أو أي أعمال عنف أخرى في الولايات المتحدة، نقطة على السطر. وما من استثناءات لكلامي، ولا يسعنا أن نسمح بتحول هذا العنف إلى مسألة اعتيادية.

لقد ارتفعت حدة الخطاب السياسي في هذه البلاد، وحان وقت التخفيف من حدتها هذه، ونتحمل جميعنا مسؤولية القيام بذلك.

صحيح أننا شعرنا بخلافات قوية، إذ تضع هذه الانتخابات كما هائلا من المسائل على المحك.

لقد قلت مرارا أن الخيار الذي نتخذه في هذه الانتخابات سيحدد مجرى مستقبل الولايات المتحدة والعالم لعقود مقبلة. أنا مقتنع بذلك وأعرف أن الملايين من زملائي الأمريكيين مقتنعون بذلك أيضا.

قد يكون للبعض رؤية مختلفة للمسار الذي ينبغي على البلاد اتخاذه، إذ لا يمكن تجنب الخلافات في الديمقراطية الأمريكية وهذه هي الطبيعة البشرية. ولكن لا ينبغي أن تكون السياسة يوما ساحة معركة حقيقية أو ساحة قتل لا سمح الله.

حري بالسياسة أن تكون ميدانا للنقاش السلمي والسعي إلى تحقيق العدالة واتخاذ القرارات على ضوء إعلان الاستقلال ودستورنا. نحن نساند الولايات المتحدة رمز الأخلاق والنعمة، وليس التطرف والغضب.

نواجه جميعنا فترة اختبارات مع اقتراب موعد الانتخابات، فالمشاعر تزداد حماسة مع ارتفاع عدد المسائل على المحك. ويزيد ذلك من الضغط على كل منا حتى يضمن عدم الانزلاق في دوامة العنف يوما مهما كانت قناعاته قوية.

ينطلق المؤتمر العام للحزب الجمهوري يوم غد، وأنا متأكد من أنهم سينتقدون سجل أعمالي ويعرضون رؤيتهم لهذه البلاد. وأنا في رحلة سفر هذا الأسبوع أدافع فيها عما حققته من إنجازات وعن ورؤيتي لهذه البلاد، بل رؤيتنا.

سأواصل الدفاع عن ديمقراطيتنا ودستورنا وحكم القانون وأدعو إلى التحرك عبر صناديق الاقتراع وليس من خلال أعمال العنف في شوارعنا. هكذا يجب أن تمارس الديمقراطية.

نتناقش وتختلف آراؤنا، فنقارن شخصيات المرشحين وأعمالهم والمسائل المطروحة وجدول أعمالهم ورؤيتهم للولايات المتحدة.

ولكننا في الولايات المتحدة نحل خلافاتنا بواسطة صناديق الاقتراع وليس من خلال الطلقات النارية. يجب أن تكون القدرة على تغيير الولايات المتحدة في يد الناس وليس في يد القتلة المحتملين.

ينبغي دائما إيجاد حل سلمي للمسار المستقبلي من خلال الرؤى المتنافسة في الحملة الانتخابية والامتناع عن اللجوء إلى أعمال العنف.

نحن في نعمة لأننا نعيش في أعظم بلد على وجه الأرض، وأنا مقتنع بكلامي إلى أبعد الحدود. لذا أطلب من كل مواطن أمريكي أن يجدد الالتزام بالنهوض بالولايات المتحدة… فكروا في ذلك. ما الذي يجعل الولايات المتحدة مميزة إلى هذا الحد؟

ينبغي معاملة كل شخص في الولايات المتحدة بكرامة واحترام، وليس للكراهية أي مكان.

حري بنا في الولايات المتحدة أن نخرج من صوامعنا التي لا نستمع فيها إلا لمن نوافقهم الرأي وحيث تنتشر المعلومات المضللة وتصب الجهات الفاعلة الأجنبية الزيت على نار انقساماتنا لتحقق نتائج تتفق مع مصالحها بدل مصالحنا.

دعونا نتذكر أن الأهم بالنسبة إلينا في الولايات المتحدة هو أن نقف معا على الرغم من أن الوحدة تبدو هدفا صعب المنال حاليا، ولكننا قادرون على القيام بذلك.

لقد فهم مؤسسو البلاد قوة الشغف منذ البداية، فقاموا بإنشاء ديمقراطية أعطت المنطق والتوازن فرصة ليسودا على القوة العنيفة. هذه هي الولايات المتحدة التي نريدها والديمقراطية الأمريكية التي تشهد على نقاشات بحسن نية وتحترم فيها سيادة القانون ولا تكون فيها الأخلاق والكرامة والتنافس الشريف مجرد مفاهيم غريبة، بل وقائع حقيقية على الأرض.

نحن مدينون بذلك لأسلافنا ولمن ضحوا بحياتهم من أجل هذه الأمة. نحن مدينون بذلك لأنفسنا ولأولادنا وأحفادنا.

لا تدعونا ننسى من نحن. دعونا نتذكر أننا نحن الولايات المتحدة الأمريكية، وما من شيء على الإطلاق لا نستطيع أن نحققه عندما نعمل معا.

بارك الله فيكم جميعكم وحفظ جنودنا.


17/07/2024