حوار خاص مع عضوة الهيئة الرئاسية فوزة يوسف حول ثورة ١٩ تموز
في حوار خاص مع موقع الحزب.. عضوة الهيئة الرئاسية فوزة يوسف تتحدث عن ثورة ١٩ تموز؛ التحديات والتهديدات وسبل حماية مكتسبات الثورة
أكدت فوزة يوسف عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD- إن نجاح ثورة ١٩ تموز ناجم عن اعتمادها على القوة الذاتية لشعوب المنطقة بكافة مكوناتها وشرائحها، واعتمادها استراتيجية صحيحة وخط سياسي مستقل، ونتيجة جهود وتضحيات جبارة.
وفي حوار خاص مع المكتب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي أشارت فوزة يوسف إلى – أن ثورة ١٩ تموز واجهت تحديات كبيرة وبفضل التضحيات الكبيرة ونضال القوى السياسية وتضافر جهودها تمكنا من تجاوز مراحل هامة، وإن المرحلة الراهنة تتطلب مزيد من التنظيم لحماية مكتسبات الثورة .
وفيما ياتي نص الحوار:
ما هي الأسباب التي جعلت ثورة روجافا تنجح؟
الأسباب الأساسية التي أدت إلى نجاح ثورة روجافا هو اعتماد هذه الثورة على نظرية وبرنامج صحيح بحيث يناسب الواقع السوري وواقع المنطقة في شمال وشرق سوريا, اعتماد الثورة على فكرة الامة الديمقراطية وحرية المرأة أدى إلى أن تتمكن الثورة من مواجهة كل التحديات التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية, ولأن ثورة اعتمدت على استراتيجية صحيحة وعلى طريقة نضال صحيحة, لذلك نجحت واستمرت إلى اليوم الراهن. هذا بالإضافة إلى أن الثورة اعتمدت على القوة الذاتية للشعوب والمكونات والشرائح الاجتماعية. فهذه الثورة لم تعول على القوة الخارجية والقوة الإقليمية واعتمدت على القوة الذاتية لمكونات شمال وشرق سوريا من كرد وعرب وسريان وأشور والتركمان واعتماد ثورة روجافا على مفهوم الأمة الديموقراطية أدى إلى تلاحم هذه المكونات وتضامنها وأدى إلى وحدتها من أجل مواجهة تحديات المرحلة. بالإضافة إلى ذلك الخط السياسي الثالث الذي اعتمدته الثورة كان مهماً جداً. فالثورة لم تستسلم للنظام الكلاسيكي في دمشق ولا أيضا تستسلم للمعارضة التي كانت تتبنى الفكر التعصبي والاقصائي في فترة الأزمة. لذلك الخط الثالث أدى أن تكون ثورة 19 تموز دائماً بديلة وأيضا يكون لها خط سياسي مستقل وأن تقرأ وتحلل الواقع السياسي بشكل سليم, وكل يوم يتم البرهان على صحة هذا الخط الثالث بشكل أكثر.
أيضاً من المهم جداً ذكر دور المرأة القيادي في الثورة, انضمام المرأة بشكل فعال ومشاركة المرأة بشكل قوي في كل مراحل الثورة من البداية يعني أثناء المظاهرات وأيضاً عند تأسيس الإدارة الذاتية, تأسيس وحدات حماية الشعب وتأسيس وحدات حماية المرأة بشكل خاص, محاربة المرأة لداعش ولكل أنواع الهجمات, أيضاً مشاركة المرأة بشكل فعال في العملية السياسية ولعب الدور القيادي في ذلك, كل هذا قوّى من مقاومة الثورة ووضع الثورة في مواجهة التحديات.
مشاركة الشبيبة ودور الشبيبة أيضاً كان مهم ومصيري, فمشاركة الشبيبة في وحدات حماية المجتمع وبعدها في قسد, أيضاً مشاركة الشبيبة في عملية البناء كان له دور مهم وريادي في نجاح الثورة. بالطبع هناك أسباب كثيرة لكن المسألة الأساسية والمهمة هو أن هذه الثورة تحققت بجهود جبارة ونتيجة تضحيات كبيرة.
تضحيات الشهداء والجرحى وما قدموه من بطولات خلال الفترة الماضية كانت العماد الأساسي وحجر الأساس في حماية الثورة والدفاع عنها والاستمرار في عملية البناء ليومنا الراهن, لذلك هذه الثورة هي نتيجة لجهود الشهداء الذين قدموا, أغلى ما لديهم من أجل أن نعيش بحرية وكرامة.
ما هي التحديات التي تعرضت لها ثورة 19 تموز؟
كان هناك تحديات كثيرة. في البداية, عند البدء بالثورة في عام 2012 كان هناك الكثير من الناس لا يثقون بالخطوات التي يتم العمل عليها و أيضا كان هناك تخوف من خوض الصراع بشكل شجاع وجريء, لذلك الخطوات الأولية في البداية كانت تتطلب قوة وإصرار كبير من أجل إنجازها.
هنا بإمكاننا أن نقول بأن دور حزب الاتحاد الديمقراطي و دور مؤتمر ستار كان مهم جدا وبعدها دور حركة المجتمع الديمقراطي. لهذه التنظيمات دور أساسي في كسر هذه الرؤية و هذه المقاربة و التعامل بشكل جريء أكثر مع الأحداث و أيضا بناء المؤسسات سواء المؤسسات الدفاعية أو المؤسسات الخدمية بعد أن تم إخراج قوة النظام من المنطقة.
أيضا التحدي الأخر هو عدم وجود معارضة سورية قوية بحيث يكون هناك عمل مشترك يسهل من تحقيق الخطوات المطلوبة, وضع المعارضة كان وضع مزري ولم يكن لديها استراتيجية ولم يكن لديها نظرية وبرنامج صحيح يستوعب الواقع في شمال سوريا وخاصة يستوعب القضية الكردية. فوجود هكذا معارضة أدى أن يكون هناك كبير عبئ على القوى السياسية في شمال وشرق سوريا وأيضاً الثورة.
النقطة الأخرى هو الواقع السياسي والواقع العسكري, أيضا كان له تحديات كثيرة فالدول المجاورة وأيضاً القوة السورية لم تكن جاهزة ولم تكن مساعدة ومتعاونة من أجل تحقيق ثورة صحيحة في سوريا. اخراج الثورة السورية من مسارها الصحيح وتحولها إلى نقطة أو إلى مسألة تخدم الأجندات الخارجية أدى أن تواجه الثورة تحديات كبيرة, سواء مواجهة جبهة النصرة أو الجيش الحر الذي تحول إلى مرتزقة فيما بعد وأيضا مواجهة داعش, فكل العبء تم القائه على كاهل القوى السياسية والقوى الدفاعية في شمال وشرق سوريا.
بالطبع كان هناك أيضاً تحديات من حيث تهميش وإقصاء هذه المنطقة من المفاوضات الدولية من المحافل الدولية المهتمة بالقضية السورية, وتهميش هذه المنطقة سياسياً اقتصاديا وأيضا حرمانها من المساعدات التي كانت تقدم للثورة السورية أيضاً كان تحدي كبير, بالطبع يمكن أن يكون له جوانب إيجابية بحيث أدى أن نعتمد بشكل أكثر على قوتنا الذاتية لكن بالطبع كان له تأثيرات وأيضا كان له تداعيات فيما بعد.
الهجمات التي قامت بها الدولة التركية التي كانت تتوجه ضد مؤسسات الإدارة الذاتية, كلها كانت تحديات كبيرة خلال المرحلة الماضية, لكن المهم في هذه النقطة أن المكونات, المجموعات والاحزاب السياسية المجتمعية في شمال وشرق سوريا, تمكنوا من استيعاب هذه التحديات ومواجهتها بشكل ناجح, وأيضا قامت بتحقيق قفزات وخطوات تاريخية بهذا الخصوص.
كيف يمكننا أن نحمي مكتسبات الثورة؟
بالطبع بالبداية يجب أن نعلم ان ثورتنا مستمرة ومازال هنالك تهديدات كبيرة تستهدف أهداف هذه الثورة ومبادئها وايضا حتى هناك قضية وجودية بالنسبة لنا كشعوب المنطقة ومشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لأنه مازال هناك استهداف من قبل القوى الإقليمية وخاصة تركيا، إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي الذي لم ينته بعد بالإضافة إلى وجود موروثات تقليدية وكلاسيكية ورجعية في المنطقة تواجه الثورة في الوقت الحالي، ومن أجل الدفاع عن الثورة ومكتسباتها يجب بدايةً ان يكون لدينا قوة دفاعية قوية لحماية هذه الإنجازات فا من أجل حماية الحريات والحقوق المكتسبة نحن بحاجة إلى منظومة دفاعية قوية لأنه مازال هناك توتر وتهديدات وحالة من الصراع في المنطقة خاصة وسوريا عامةً، ونظراً إلى أنه لم يتم تحقيق حل سياسي جذري لحد الآن هذا يعني أن حالة الحرب سوف تستمر لذلك سيكون أمامنا دائماً خيارات عسكرية في الفترة المقبلة، ومن أجل أن نتمكن من مواجهة هذه الخيارات والتحديات علينا أن ننظم أنفسنا ونحقق منظومة دفاعية وأن نتحول جميعاً إلى أفراد ومجتمع يتمكن من حماية حقوقه وأن لا نضع هذا العبئ فقط على وحدات حماية المجتمع والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية، لكي نتمكن من حماية أنفسنا وأرضنا ووجودنا يجب أن نتحول إلى مجتمع قوي وواعي لديه القدرة على حماية نفسه بنفسه.
ومن المهم جداً أن ننظم صفوفنا بشكل قوي كمكونات المنطقة، فهناك سياسات وفتن تتم إثارتها في مناطقنا وهدفه الأساسي القضاء على التلاحم والثقة المحققة بين الشعوب والمكونات الموجودة في مناطقنا، أيضا هناك أهداف للقضاء على السلم الأهلي والتعايش المشترك فنحن كمكونات وشعوب المنطقة علينا إدراك هذه الحقيقة وأن نتوحد لمواجهة هذه الفتن والمؤامرات التي تحاك من قبل القوى المضادة للثورة والقوى الاستخباراتية التي تستهدف شعوبنا.
نقطة أخرى أيضاً من أجل مواجهة هذه التحديات علينا أن نعمل بشكل دائم على تغير القوالب الذهنية التي تشكل خطراً على الثورة فالتعصب الديني والقومي والجنسوي جميعها أنواع تشكل خطراً على إنجازات ثورة روج آفا، لذلك علينا العمل دائماً عن طريق المؤسسات الثقافية والإعلام والأكاديميات على تطوير ذهنية جديدة إلى جانب تطوير معايير أخلاقية جديدة متحررة بحيث نتمكن من تجاوز هذه التحديات والتهديدات التي تواجهها الثورة.
طبعا يجب أن تكون مقوماتنا قوية وان تكون لدينا أسلحة مؤثرة لنتمكن من حماية مناطقنا، وهذا التسلح ليس فقط تسلح عسكري بل إنه تسلح من كافة النواحي كتقوية النظام المجتمعي والعدالي، وأن نرسخ الديمقراطية في نظامنا المجتمعي وأن لا ندع القوى المضادة للثورة بأن تنظم نفسها وتؤثر على مناطقنا.
كيف يمكن أن تواجه ثورة روج آفا التهديدات في الوقت الراهن والحرب الخاصة؟
كما ذكرت سابقاً ان ثورة روج آفا أمام حرب مضادة من قبل القوى الرجعية و الإقليمية التي ترى ثورتنا تهديد على نظامها الفاشي والرجعي، وبالطبع هناك حرب نفسية و إعلامية وفكرية ضدنا ويتم استخدام جميع الوسائل من أجل تشتيت صفوفنا والقضاء على أي أمل وطموح في خلق وصنع مستقبل يليق بأجيالنا وشعوبنا وهويات المنطقة.
لذلك على جميع الفئات والمكونات في شمال وشرق سوريا إدراك ان تعرض إنجازات ثورة 19 تموز لأية ضربة سيؤثر عليهم جميعاً ولن تقتصر على مكون واحد فقط، لأننا وكما يقال في سفينة واحدة و أي ضرر في هذه السفينة سيؤثر على الكل، لذا يجب العمل معاً من أجل حماية هذه السفينة لحين وصولها إلى بر الأمان، من خلال النضال والمواقف المشتركة، وضرورة الالتحام بيننا لمواجهة هذه التهديدات وعلينا أن نكون دائماً في حالة تأهب ولانترك نفسنا للقدر لأننا أصحاب إرادة وفكر واستراتيجية فإن لم نقم بحماية مكاسبنا بشكل قوي وما حققنا مقاومة كبيرة لن نتمكن من تجاوز هذه التهديدات، بل العكس يجب أن نتجاوز مثلما تجاوزنا الكثير من المراحل الصعبة في الفترات الماضية، وهذا يعتمد على عزمنا وإصرارنا في الاستمرار بعزيمة أكبر.
إنني أرى بأننا نملك مقومات قوية ولدينا إمكانيات كبيرة، اذا ما نظمنا هذه الإمكانيات بشكل جيد وسليم فنحن نملك الطاقة والقدرة على تجاوز هذه التهديدات وإفراغ هذه الهجمات لنتمكن من الانتصار وتحقيق النجاح.
وأوكد مرة أخرى بأننا مثلما نجحنا في الفترات السابقة بوحدتنا وتلاحمنا علينا أن نعلم بأن الضمان الاساسي لنجاح الثورة وتحقيق النصر الدائم هو التضامن والعمل المشترك والتعاون، ومن المهم جداً أن نكون أصحاب إرادة وعزم كبير لا نتراجع ولا نعيش حالة إحباط أمام أي هجومٍ كان لأننا خلال الفترة الماضية تمكننا من هزيمة أعتى الهجمات والجيوش في العالم وحققنا انتصارات كبيرة بجهود شبابنا وشاباتنا وما زلنا نملك هذه المقومات، ويمكنني القول بأننا أكثر قوةً من الفترات الماضية.
*PYDrojava