كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر (تأثير التنظيمات الإرهابية على المجتمع وسبل المواجهة)
برعاية فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، عقدت دائرة شؤون المرأة في رئاسة الجمهورية، الإثنين 19 آب 2024 على قاعة الجواهري في مبنى الدار العراقية للأزياء ببغداد، مؤتمرها الموسوم (تأثير التنظيمات الإرهابية على المجتمع وسبل المواجهة) بالتعاون مع دائرة الفنون العامة والدار العراقية للأزياء في وزارة الثقافة.
وألقى السيد رئيس ديوان الرئاسة الدكتور كامل الدليمي كلمة فخامة رئيس الجمهورية التي أكّدت على أهمية أن تأخذ المؤسسات الرسمية التشريعية والحكومية على عاتقها فهم مشكلات الشباب واحتضانهم، وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم وإشغالهم بكل ما هو نافع لتحصينهم من الوقوع في غياهب الإرهاب، وضرورة أن يخرج المؤتمر بتوصيات وخلاصة لبحوث تركز على سبل الوقاية من الإرهاب وتفعيل روح التعاون بين المواطن والجهات الرسمية، فضلا عن بحث طرق مواجهته، ومنع الجريمة قبل وقوعها.
وفي ما يلي نص كلمة السيد رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في المؤتمر الموسوم (تأثير التنظيمات الإرهابية على المجتمع وسبل المواجهة) التي ألقاها نيابة عن فخامته الدكتور كامل الدليمي رئيس ديوان الرئاسة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البدء يطيب لنا أن ننقل لكم تحيات فخامة رئيس جمهورية العراق الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، وأمنياته بنجاح مؤتمركم الكريم هذا.
فلطالما أولى فخامته الاهتمام بملف مجابهة الإرهاب وضرورة معالجة مخلفاته المتعددة الأشكال، بين شرائح المجتمع المختلفة.
والعمل على تقديم بحوث ودراسات وفق أسس علمية دقيقة، لوضع خطط تؤدي إلى تحصين شبابنا من الوقوع في حبائل الإرهاب والعنف، والأفكار المتطرفة.
لقد عانى العراق بجميع قومياته وطوائفه ومكوناته، من القوى الإرهابية، والأفكار الهدامة المتطرفة، ناهيك عن القتل وما تبعها من تهجير ونزوح قسري، ودفعنا مع شديد الأسف خلال سنوات طويلة ثمناً باهظاً من دماء أبنائنا، وصار لدينا جيوش من الأيتام والأرامل والأمهات الثكالى، ما أثر بشكل مباشر على التكوين البنيوي للمجتمع العراقي، وبرزت جملة من الأمراض الاجتماعية والنفسية انعكست على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والتنموية.
أيتها الأخوات أيها الأخوة الكرام.
لعلكم تتذكرون جيداً أن القوى الظلامية، كانت تركز على بعض عناصر الشباب الذين يشعرون بالضياع وعدم الانتماء للوطن والمجتمع، ما يسهل تغذيتهم بأفكار هدامة ومفاهيم غريبة، تؤدي بالتالي إلى تجنيدهم ليكونوا معاول هدم وأدوات قتل وتخريب.
وهنا يأتي دور المؤسسات الرسمية التشريعية والحكومية، التي يجب أن تأخذ على عاتقها فهم مشكلات الشباب واحتضانهم وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم وإشغالهم، بكل ما هو نافع، وليعلم الجميع أن كل ما يُصرف من أموال وجهد إيجابي لتحصين شبابنا وبناتنا من الوقوع في غياهب الإرهاب، لا يُقارن أبداً إزاء ما قد نخسره من ثروات نتيجة لاستفحال الإرهاب وما يتطلب ميزانيات مرهقة وجهودا أمنية مضنية لمواجهة خطره وبلائه.
الحضور الكريم..
لا شك في أن الإرهاب والعنف يولدان مشاكل وعقد بألوان كثيرة ومتشعبة، منها نفسية واقتصادية واجتماعية وغيرها.
فمعلوم أن الأنشطة الإرهابية تؤثر سلباً على فرص التنمية، عبر ما تخلفه من خسائر بالأرواح البشرية وتدمير الهياكل الأساسية للقوى المجتمعية أولا، فضلا عن تردي الاقتصاد وهروب رؤوس الأموال ثانياً، ما يولد حالة من التشويه التنموي وعدم الثقة بالعملة الوطنية، وشلل بمشاريع الإعمار والاستثمارات وفتح أبواب الفساد المالي والإداري على مصراعيها، ثم حصول قصور بملفات الأمن والتربية والتعليم والسياحة والرياضة ولكل ما يمت صلة بالحياة الكريمة.
نأمل أن يخرج مؤتمركم الكريم هذا بتوصيات وخلاصة لبحوث تركز أولا على سبل الوقاية من الإرهاب وتفعيل روح التعاون بين المواطن والجهات الرسمية، قبل بحث طرق مواجهته الارهاب فمنع الجريمة قبل وقوعها أسلم للفرد والمجتمع.
سدد الله خطاكم وكتب النجاح لمؤتمركم وجمعكم الكريم هذا ووفقكم سبحانه لما فيه خير الشعب والوطن.
بارك الله تعالى بقواتنا الأمنية وصنوفها المتعددة، وهي تقاتل الإرهاب وتطارد فلوله، ورحم الله شهداءنا الأبرار من المقاتلين وضحايا الإرهاب على حد سواء، وأدخلهم فسيح جناته إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".