*اعداد:المرصد
ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مسعود بزشكيان، وفدي البلدين في الاجتماعات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي بالعاصمة بغداد.
وجرى، خلال الاجتماع، بحث أوجه التعاون بين البلدين الجارين، وبما يحقق المصالح والمنفعة المتبادلة، وكذلك متابعة أعمال اللجنة العليا المشتركة بين العراق وإيران التي ستعقد اجتماعها القادم في بغداد، كما جرى بحث التعاون الأمني والاتفاق الأمني المشترك، وكذلك مناقشة التعاون البنّاء في مجال الصناعات التكريرية والطاقة، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
وأشار السيد رئيس مجلس الوزراء إلى الروابط الدينية والاجتماعية والتاريخية التي تجمع البلدين الجارين، موضحاً أن الموقع الجغرافي لهما يجعل من خطوط الربط اللوجستي والنقل ذات أهمية بالغة، مشيراً الى خط سكك الحديد (البصرة - الشلامجة) لنقل المسافرين، وحرص الحكومة على استكمال مذكرات التفاهم والمضي بتنفيذها.
من جانبه أشار الرئيس الإيراني الى عمق العلاقة بين البلدين، وتأثير العلاقة المتميزة في استقرار المنطقة، واكد رغبة بلاده في العمل المشترك وتنمية الشراكات الاقتصادية بين البلدين.
توافق الرؤى المشتركة
وشهد الاجتماع توافق الرؤى المشتركة إزاء استمرار العدوان على غزّة، وما يتسبب به الكيان الصهيوني من زعزعة لأمن المنطقة واستقرارها، وجدد الجانبان الدعوة الى وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وأن يتولّى المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الصدد.
ورعى السيد رئيس مجلس الوزراء والرئيس الإيراني مراسم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، شملت؛ الاقتصاد، والتعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي، والاتصالات، وفي مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرّة العراقية – الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية.
ووقع مذكرات التفاهم عن الجانب العراقي السادة وزيرا الخارجية والتجارة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، فيما وقع عن الجانب الإيراني السيدان وزيرا الخارجية والاقتصاد.
مذكرات التفاهم الموقعة
1- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التعاون التدريبي.
2- مذكرة تفاهم مشترك في مجال الشباب والرياضة العراقية– الإيرانية.
3- مذكرة تفاهم مشترك في مجال التبادل الثقافي والفني والآثاري العراقي– الإيراني.
4- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التربية.
5- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون الإعلامي العراقي– الإيراني.
6- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الاتصالات.
7- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية.
8- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية– الإيرانية.
9- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الزراعة والموارد الطبيعية العراقية– الإيرانية.
10- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال البريد.
11- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال الحماية الاجتماعية.
12- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال التدريب المهني والفني.
13-مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال تطوير القوى العاملة الماهرة العراقية– الإيرانية.
14- مذكرة تفاهم مشترك للتعاون في مجال نشاط الغُرف التجارية العراقية– الإيرانية.
وقائع المؤتمر الصحفي بين الرئيس الايراني ورئيس الوزراء العراقي
وعقب توقيع مذكرات التفاهم عقد الجانبان مؤتمر صحفيا في البداية اكد رئيس مجلس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، على أن "العلاقات العراقية الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وهي تضمّ العديد من الروابط، التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين".
واضاف : ان الجمهورية الإسلامية مرت بمنعطفٍ حاد، بفقدها الأليم للرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، ونشدّ مجدداً على يد الرئيس بزشكيان وهو يتصدى لمهامه.
وفي اشارة الى اسس الجوار بين البلدين، قال : ان هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم الى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار.
واكد السوداني : الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم.
وحول مباحثاته مع الرئيس بزشكيان اليوم، قال رئيس الحكومة العراقي : المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الاستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي؛ مشيرا الى، أن "المباحثات أكدت على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة –شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية".
واستطرد بالقول : تم التباحث بأهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، وتناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي- المنذرية- بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط الاستراتيجي المهم"، موضحا أنه "تم التركيز على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تمت تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية"؛
وأردف السوداني، أنه "تم التطرق الى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية"؛ مبينا أن "موقف العراق كحكومة، داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات ستنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي".
وأشار رئيس وزراء العراق الى، أنه "تم توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقا، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين"؛ قائلا : نوجه الشكر الى الاخوة في الجمهورية الإسلامية لدورهم ومساهمتهم في الوصول الى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان.
كما ثمن السوداني على موقف ايران الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة؛ مستدركاً، أنه "تم التحدث بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني في غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة".
وأوضح : ان مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمرارهِ هي مواقف واضحة وصلبة، وقد أكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المُجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية؛ منوهاً بأنه " تم التطرق الى جانب التعاون الأمني، وأكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسّلح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتابع رئيس الوزراء العراقي : لقد تم النجاح في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها؛ مؤكداً بأن "التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل أشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين".
واختتم السوداني قوله حول زيارة الرئيس الايراني، ان "هذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل".
الرئيس الايراني :ضرورة تنفيذ الاتفاقات
من جهته أكد رئيس الجمهورية الايرانية مسعود بزشكيان، علي ضرورة تنفيذ الاتفاقات الأمنية الموقعة بين ايران و العراق، وبما يؤدي الى تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الارهابيين والتصدي للاعداء.
وقال الرئيس بزشكيان، خلال المؤتمر الصحفي المشترك ، "لقد عقدنا مباحثات جيدة جدا مع رئيس الوزراء العراقي وكانت فرصة جيدة جدا لزيارة البلد الصديق والشقيق العراق في اول زيارة الخارجية لنا.
وأوضح رئيس الجمهورية : تم اليوم التوقيع على 14 اتفاق للتعاون بين بغداد وطهران وهي نقطة انطلاق لتوسيع العلاقات الثنائية.
ولفت الرئيس الايراني، بانه "تمت مناقشة الاوضاع الجيو- سياسية للبلدين اللذين يعتبران نقطة وصل بين أوروبا وأسيا، وتشكيل لجنة خبراء في هذا الصدد، فضلا عن الخطط الاستراتيجية وطويلة الأمد التي من شأنها ان تؤدي إلى مزيد من التعاون بين الجانبين".
واوضح بزشكيان، ان البلدين بحاجة إلى تنفيذ اتفاقات التعاون الأمني الثنائية من أجل التصدي للإرهابيين والأعداء الذين استهدفوا استقرار وأمن المنطقة في الماضي.
وشدد الرئيس الايراني بالقول : نريد أن يكون العراق قويا وآمنا ومستقلا تسوده الأخوة والهدوء؛ مضيفا انه سيعقد الطرفان اجتماعات تخصصية لصياغة المعاهدات والاتفاقيات اللاحقة بين بلدينا.
وفي قسم آخر من تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء العراقي، أشار الرئيس بزشكيان الى الجرائم المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، مصرحا : ان المجارز في غزة ترتكب باستخدام الأسلحة الأميركية والغربية، مما يكشف زيف ادعاءات واشنطن والدول الأوروبية بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان.
رسالة شكر من قائد الثورة الايرانية
الى ذلك أعرب قائد الثورة الإسلامية الايرانية آية الله السيد علي الخامنئي، في رسالة عن شكره للعراقيين على حسن استضافتهم لزوار الأربعين الحسيني.وقدم رئيس الجمهورية "مسعود بزشكيان" الأربعاء اللوحة والنص العربي لهذه الرسالة لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني خلال زيارته للعراق.وجاء نص الرساله كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية، لا بد من كلمة شكر أتوجه إليكم بها من أعماق قلبي، وبالنيابة عن الشعب الإيراني العظيم إليكم أنتم أصحاب المواكب، يا من تجلت بكم في أيام الأربعين أسمى درجات الكرامة والرحمة والمودة، وإلى شعب العراق العظيم بأسره، وإلى المسؤولين في الحكومة العراقية، الذين وفروا الأمن والبيئة والظروف المناسبة للزيارة، وأخص بالثناء العلماء الأجلاء والمراجع العظام في العراق الذين هيأوا الأجواء المناسبة لهذه الزيارة وأشاعوا مشاعر الأخوة بين الناس، وبين الشعبين، وهو ما يستحق الشكر حقا. إن ما تفعلونه - أيها الأخوة العراقيون الأعزاء - في مواكبكم المنتشرة على الطريق، ومعاملتكم الكريمة الزوار الحسين (ع)، لا نظير لها في عالمنا اليوم، كما أن زيارة الأربعين بحد ذاتها لا مثيل لها في التاريخ كذلك. فإن توفير أمن عشرات الملايين من الناس وسلامتهم، يُعد مهمة عظيمة وفريدة من نوعها في عالم اليوم غير الآمن.
لقد جسدتم بسلوككم وفعالكم الكرم الإسلامي وحسن الضيافة العربية، كل ذلك في محبة سيد الشهداء (سلام الله عليه). إن محبة الحسين بن علي (ع) هذه، فريدة من نوعها، ولا شبيه لها على امتداد الزمان والمكان. نرجو الله المتعالي أن يعمر قلوبكم وقلوبنا بهذه المحبة أكثر فأكثر. إن دائرة الانجذاب نحو هذه المحبة أخذة بالاتساع، بحمد الله، بدءًا من المواجهة الملحمية في غزة، وصولا إلى كثير من المجتمعات غير المسلمة.
علي الحسيني الخامنئي
صفر الخير ١٤٤٦