تقرير خاص /فريق الرصد والمتابعة
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت،"تنفيذ ضربات موجهة بدقة على أهداف عسكرية في إيران، وقال إن هذه العمليات تأتي ردا على الهجمات المستمرة من النظام الإيراني ضد إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة".
وقال الجيش في بيان على منصة أكس إنه "في حالة تأهب قصوى، سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية، مع متابعة دقيقة للتطورات القادمة من إيران ووكلائها في المنطقة".
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيانه إلى أن تقييم الوضع مستمر، وأنه لم تطرأ أي تغييرات على تعليمات الجبهة الداخلية في هذه المرحلة.
ووجّه بمواصلة توخي الحذر واتباع تعليمات الجبهة الداخلية، مع التأكيد على أنه سيتم إبلاغهم بأي مستجدات بشكل فوري.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، يوم السبت، إن الهجوم على إيران انتهى بعد شن ثلاث موجات من الضربات شملت عشرين موقعاً، في ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن مصادر مطلعة أن العملية الهجومية الإسرائيلية التي نفذت «بأجسام طائرة صغيرة» أحبطت بنجاح.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه أكمل ضرباته التي استهدفت إيران، وأن طائراته «عادت بسلام» بعدما «ضربت المنشآت المستخدمة لإنتاج الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل». وأضاف البيان أنه تم أيضا «ضرب منظومة صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية إسرائيل الجوية في العمل في إيران»..
وتعتبر إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني فرصة حاسمة لإظهار قوتها في منطقة الشرق الأوسط والتصدي لتهديدات طهران المباشرة وغير المباشرة.
وتستطيع الطائرات المقاتلة التي بحوزة إسرائيل (أف-15 وأف-16 وأف-35) أن تصل إلى مدى يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر ذهابا وإيابا دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
وتمتلك إسرائيل طائرات تزود بالوقود من طراز "بوينغ 707"، مما يجعل من الممكن توسيع مدى هجوم الطائرات وتغطية كامل مساحة إيران، كما اشترت إسرائيل طائرات تزود بالوقود جديدة من طراز بوينغ " KC-46"، ومن المقرر أن تدخل الخدمة في عام 2025.
ومن خلال استبدال طائرات "بوينغ 707" القديمة، ستعمل هذه الطائرات على ترقية قدرات القصف بعيد المدى لإسرائيل بشكل كبير، بحسب "جيروزليم بوست".
واعلن جيش الدفاع الإسرائيلي انتهاء هجوم دقيق نفذه، فجر السبت، ضد مواقع عسكرية إيرانية في عدة مناطق، ردا على سلسلة من الهجمات التي شنتها إيران ضد إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدا أن جميع الطائرات المشاركة عادت إلى قواعدها بسلام.
وقال بيان للجيش إن الغارات الجوية، التي تم تنفيذها بناء على توجيه استخباري، شملت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية كانت قد أُطلقت نحو إسرائيل خلال العام الماضي، حيث شكلت هذه الصواريخ تهديدا مباشرا على أمن مواطني إسرائيل، وفق البيان.
واستهدفت الهجمات أيضا أنظمة صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية تهدف إلى تقييد حرية العمل الجوي الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن إيران أطلقت مئات الصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية خلال شهري أبريل وأكتوبر الماضيين، "وتدعم عمليات إرهابية في المنطقة بغية زعزعة أمن واستقرار إسرائيل والمنطقة ككل".
وفي سياق الرد على هذه التهديدات، "فعلت إسرائيل بعض قدراتها العملياتية الهجومية لاستهداف مواقع استراتيجية داخل إيران".
وأكد الجيش على حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، مشيرا إلى أن تقديرات الموقف مستمرة، وأنه جاهز لأي تطور دفاعيا وهجوميا.
«100 مقاتلة»
وكشفت صحيفة معاريف أن 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم، وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بهذا الخصوص أن الهجوم «تنفذه طائرات حربية هجومية ودفاعية وطائرات تزويد بالوقود ويتم على موجات»، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن العديد من أسراب المقاتلات شاركت في الهجوم على إيران ومن بينها F35 و F16 وF15.
ولم يتضح بعد نطاق الهجوم، لكن هيئة البث الإسرائيلية قالت إن عشرات المقاتلات تقصف أهدافا عسكرية في إيران.
وذكرت قناتا (إن.بي.سي) و(إيه.بي.سي) نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن الأهداف لا تشمل بنية تحتية للطاقة أو منشآت نووية. وحذر الرئيس الامريكي جو بايدن من أن واشنطن، لن تدعم أي هجوم على مواقع نووية إيرانية، وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تدرس أهدافا بديلة للهجوم لحقول النفط الإيرانية.
الموقف الايراني:
مركز الدفاع الجوي الإيراني:
اصدر مقر الدفاع الجوي الايراني بيانا حول العدوان على عدة بضعة مناطق في البلاد فجر السبت، حيث اكد التصدي له بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي.
- "إسرائيل" نفذت هجوم جوي على قواعد في محافظات طهران وخوزستان وإيلام وتم التصدي لمعظم الهجمات
- الهجوم ألحق بعض الأضرار المحدودة في قواعد عسكرية في المحافظات الثلاثة
- شبكة الدفاع الجوي نجحت في التصدي لمعظم الهجمات "الإسرائيلية"
- العدوان "الإسرائيلي" الحق أضرارا محدودة ببعض القواعد العسكرية في المحافظات المستهدفة
**وفي أول تصريح رسمي ايراني حول الاصوات أفاد مسؤول العلاقات العامة في الدفاع الجوي لمحافظة طهران، بأن "الأصوات القوية التي سمعت في محيط طهران كانت مرتبطة باستجابة أنظمة الدفاع الجوي للمحافظة لمحاولة الكيان الاعتداء على ثلاثة مواقع خارج طهران، وأبعاد الموضوع مازالت قيد التحقق".
وللمرة الثانية بعد ساعات تصدت الدفاعات الجوية الايرانية من جديد لأهداف في سماء طهران وبعض النقاط الحدودية في البلاد، بحسب مسؤول العلاقات العامة في الدفاع الجوي لمحافظة طهران.
وبحسب الدفاع المدني في طهران فإنه "لم يتم الإعلان عن أي حادث في العاصمة وضواحيها يتطلب المساعدة، حتى الساعة 3:22 من صباح اليوم السبت، كما أن الوضع في مطاري مهرباد والإمام الخميني طبيعي".
من جانبه صرح مدير مطار الإمام الخميني الدولي ان "المطار يواصل العمل وفق الجدول المقرر ولم يتم الإبلاغ عن أي حادث أمني".
هذا ولم يسجل أي حادث أمني في مختلف أنحاء ايران، كما شهدت العاصمة طهران أجواء هادئة وحركة سير طبيعية.
هذا وأكدت مصادر مطلعة لوكالة "تسنيم" بأن إيران، كما أعلنت سابقا، مستعدة للرد على اعتداء إسرائيل.
وأضافت المصادر ان إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي اعتداء ولا شك أن الكيان سيتلقى ردا متناسبا على أي عمل.
«إيران تحذر أمريكا».. المقاتلات الإسرائيلية قصفت نظم الرادار من العراق
وحذرت طهران الولايات المتحدة من "الغرق في المستنقع"، بعدما اتهمتها بدعم الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم السبت على إيران.وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات تأتي ردا على الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية، الذي استهدفها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، علما بأنه كان الهجوم الإيراني الثاني على الدولة العبرية، بعد هجوم في 13 أبريل/نيسان الماضي.
وأعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل 4 عسكريين.
وفي وقت لاحق، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان، إن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي الخاضع لسيطرة الجيش الأمريكي في العراق.
وأوضحت أن الطائرات الإسرائيلية، هي على بعد مئة كيلومتر من الحدود الإيرانية، قامت بإطلاق عدة صواريخ بعيدة المدى باتجاه بعض الرادارات الحدودية في محافظتي إيلام، وخوزستان ومحيط محافظة طهران، مشيرة إلى أن تلك الصواريخ كانت برؤوس حربية خفيفة الوزن تبلغ نحو خمس وزن رؤوس الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وأضافت أن تدخل الدفاع الجوي الإيراني حد من أضرار طالت بعض الأنظمة الرادارية، وتم إصلاح بعضها على الفور، فيما لا يزال البعض الآخر قيد الإصلاح.
وأكد البيان أن الدفاع الجوي الإيراني نجح في تتبع واعتراض عدد كبير من الصواريخ، ومنع الطائرات الإسرائيلية من اختراق الأجواء الإيرانية.
وشددت إيران على احتفاظها بالحق المشروع والقانوني في الرد في الوقت المناسب، مؤكدة أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة ولبنان.
وحذرت الحكومة الأمريكية، التي قالت إنها تلعب دوراً رئيسياً في دعم إسرائيل وتقويض أمن المنطقة، من "الغرق أكثر في المستنقع" الذي صنعته إسرائيل، مشددة على ضرورة كبح إسرائيل لمنع توسيع نطاق الصراع.
واشنطن على علم مسبق بالضربة
وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أنه على علم بأن إسرائيل تنفذ ضربات موجهة على أهداف عسكرية في إيران دفاعا عن النفس.
من جهة أخرى، قال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية ، إن البنتاغون "على علم بالتقارير بشأن انفجارات في إيران".وقال مسؤول في القيادة المركزية إن إسرائيل أبلغت واشنطن بشكل مسبق بالهجمات، "ولكن القوات الامريكية لم تكن ضالعة بهذه الهجمات".وأضاف أن التنسيق بين القوات الامريكية والجيش الإسرائيلي "متواصل" وأن "قواتنا في الشرق الأوسط على أعلى درجات التأهب منذ يوليو الماضي، ولدينا ما يكفي من قدرات للتعامل مع أي تهديد نتعرض له".وقال المسؤول: "نراقب عن كثب أي تهديدات، ولا يمكننا أن نحيد إمكانية تعرض قواتنا لهجمات انتقامية".
وذكرت قناة فوكس نيوز، الجمعة، أنه تم إخطار البيت الأبيض قبل فترة وجيزة من شن إسرائيل لضربات على إيران.
وقال مسؤول امريكي لرويترز إن إسرائيل أبلغت واشنطن قبل شن ضربات على أهداف في إيران.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيانه إلى أن تقييم الوضع مستمر، وأنه لم تطرأ أي تغييرات على تعليمات الجبهة الداخلية في هذه المرحلة.
ووجّه بمواصلة توخي الحذر واتباع تعليمات الجبهة الداخلية، مع التأكيد على أنه سيتم إبلاغهم بأي مستجدات بشكل فوري.
وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي، ضيوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان، هيرتسي هاليفي، على خطط سلاح الجو لضرب إيران، وفق ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، في وقت تستنفر فيه إيران قواتها للرد على أي هجوم يستهدفها.
وكان مستشار الأمن القومي الامريكي السابق جون بولتون، قد صرح" في وقت سابق، أن إسرائيل تمتلك القدرة على التحليق في أجواء دول مجلس التعاون الخليجي لضرب إيران، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي قد يكون في أي لحظة، أو بعد الانتخابات الامريكية.
خطط عسكرية ايرانية للرد
وأفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بأن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمر الجيش بوضع خطط عسكرية للرد على أي هجوم متوقع من إسرائيل.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية عن 4 مسؤولين إيرانيين، أن خامنئي، "أمر القوات المسلحة الإيرانية بصياغة خطط عديدة" للرد على الهجوم الإسرائيلي المتوقع.
حقائق عن صواريخ إسرائيل المحمولة جوا
واستعرض خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فابيان هينز، عدة احتمالات قد تسلكها إسرائيل لتنفيذ ضربتها ضد إيران، وكان الأكثر ترجيحا منها أن تلجأ للقصف عن بُعد عبر طائرات حربية وباستخدام صواريخ متطورة بعيدة المدى.
وتملك إسرائيل نظامين للصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو: "غولدن هورايزون" و"روكس".
نظام "روكس" الصاروخي بعيد المدى هو من إنتاج شركة "رافائيل" الإسرائيلية، ومصمم لضرب مجموعة متنوعة من الأهداف فوق الأرض وتحتها.
في المقابل، يُعتقد أن "غولدن هورايزون" يشير إلى نظام صواريخ "بلو سبارو" الذي يبلغ مداه نحو 2000 كيلومتر (1240 ميلا). ولا توجد معلومات أخرى ودقيقة عنه على المواقع المتخصصة بالأمن والدفاع، سواء الإسرائيلية أو الأجنبية.
وتقول شركة "رافائيل" عبر موقعها الرسمي إن "روكس" تم الكشف عنه في عام 2019، وإنه مخصص لضرب أهداف محصنة بشدة وبدقة متناهية في الساحات التي لا تتوفر فيها أنظمة تحديد المواقع العالمية.
ويمكن تجهيز الصاروخ إما برأس حربي اختراقي أو انفجاري، وتتاح عملية تشغيله وإطلاقه ليلا ونهارا وفي جميع الأحوال الجوية.
كما توضح الشركة أنه "باستخدام خوارزمية فريدة لمطابقة المشهد وتكنولوجيا مكافحة الموجات، فإن (روكس) يتغلب على أي سيناريو تشويش، بالإضافة إلى أخطاء الملاحة وموقع الهدف".
وسبق وأن لاحظ محللو دفاع أن جسم صاروخ "روكس" يبدو أنه مشتق من صاروخ Black Sparrow، الذي أنتجته "رافائيل" أيضا، بحسب تقرير لمجلة "فوربس"، نشر في يونيو 2024.
ومع ذلك تختلف ملاحظات المحللين مع التأكيدات التي نشرتها الشركة بعد عام 2019، وأشارت فيها إلى أن الصاروخ قائم على دمج "التقنيات المتقدمة من أسلحة جو-أرض القديمة من طراز Popeye وSPICE".
"أنظمة معروفة وغامضة"
ويوضح هينز الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها لندن أن إسرائيل لديها برنامج تطوير وإنتاج كبير وواسع للأسلحة المحمولة جوا.
وفي حين أنها تشتري أسلحة جوية من الولايات المتحدة، لكنها أيضا تطور أنظمتها الخاصة.
ويطور (الإسرائيليون) جميع أنواع الأسلحة المحمولة جوا، من القنابل الصغيرة والخفيفة للطائرات بدون طيار، إلى القنابل الموجهة الثقيلة للطائرات، ووصولا إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية المحمولة جوا.
والشيء المهم هو أنهم استخدموا العديد من هذه الأسلحة في ضربات مختلفة في حملتهم في غزة ولبنان، وخاصة في سوريا في السنوات القليلة الماضية، وفق هينز.
ورغم أننا رأينا العديد من تلك الاستخدامات مؤخرا، يعتقد الخبير أن إسرائيل تمتلك أنواعا معينة من الأسلحة و"لا تظهرها للجمهور".
ويقول: "الإسرائيليون عندما تكون الأنظمة غير متطورة للغاية أو مجرد أنظمة عادية، سيعرضونها وربما يصدرونها، ولكن بالنسبة للأنظمة الأكثر قدرة، فهم أحيانا لا يعرضونها للعالم".
كما أن أحد الأمور المثيرة للاهتمام هو أنه في شهر أبريل الماضي وبعد ضربة إيرانية بدا أن إسرائيل استخدمت صواريخ باليستية محمولة جوا. وهذه الصواريخ تطلق من الطائرة لا الجو، مما يمنحها بعدا إضافية.
"صعبة الاعتراض"
وتقسم الصواريخ البالستية المحمولة جوا إلى ثلاثة أنواع: قصيرة المدى، متوسطة المدى، بعيدة المدى.
ورغم أن إسرائيل تمتلك كل هذه الفئات منذ سنوات، دائما ما تتسلط الأضواء على الصواريخ بعيدة المدى، من منطلق أن المدى الطويل الخاص بها مخصص لضرب المسافات البعيدة، وإيران مثال على ذلك.
يشرح الخبير هينز أن الصواريخ بعيدة المدى صعبة الاعتراض للغاية، وربما تكون قادرة على المناورة أيضا، ويقول إنها توفر عددا من المزايا، تتعلق الأولى منها بالمدى.
ويوضح الخبير أن الصواريخ بعيدة المدى تمتلك مدى كبيرا جدا، مما يعني أن الطائرة الإسرائيلية قد لا تحتاج أبدا إلى دخول المجال الجوي الإيراني، بل يمكنها إطلاق الصواريخ من العراق، كما حدث على ما يبدو في أبريل، وبالتالي، تنخفض فرص إيران في اعتراض الطائرة.
ومن ناحية ثانية قد لا تحتاج إسرائيل أيضا إلى استخدام طائرة شبح، حيث يمكنها استخدام مقاتلة عادية والبقاء بعيدا جدا.
في ما يتعلق بصاروخ "روكس"، يشير هينز إلى أنه نظام معروف وقد عُرض للتصدير مؤخرا.
أما "غولدن هورايزون" (الأفق الذهبي) فلم يسمع عنه من قبل أبدا، ويبدو أنه أحد الأنظمة السرية التي لم تظهرها إسرائيل.وعلاوة على ذلك قد تكون صواريخ كروز المحمولة جوا خيارا محتملا آخر.
هذا الخيار سبق وأن استخدمته إسرائيل في سوريا بعدما ضربت موقعا بصاروخ "دليلة"، ومع ذلك يتابع هينز أنهم الآن "ربما يستخدمون شيئا بعيد المدى".
وبالعودة إلى الوراء، لا يعتبر هذان النظامان الوحيدين اللذين تمتلكهما إسرائيل، بل يضاف إليهما مخزون كبير من الصواريخ بعيدة وقصيرة المدى.
تفاصيل أولية عن المواقع المستهدفة
قال مصدر أمني إسرائيلي في تل أبيب إن الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي في هذه الأثناء في إيران "تطال مواقع لإنتاج الصواريخ البالستية" و"مواقع أخرى".
وأضاف أن الرد الإسرائيلي على الهجوم البالستي الإيراني في الأول من أكتوبر "سيكون من خلال غارات على أكثر من جولة، وأن هذه الغارات لم تنته بعد".
وأكد أن الغارات كانت على مواقع عسكرية ولم تطل منشآت نفطية أو نووية. وقال إن عددا من الطائرات تشارك في هذا الهجوم دون تأكيد أعدادها.
وأفادت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية بأن الهجوم استهدف قواعد عسكرية رئيسية في غرب وجنوب طهران، دون الإعلان عن تفاصيل دقيقة حول حجم الأضرار.
قبل الضربات... إسرائيل أبلغت إيران بما ستهاجمه وحذرتها من الرد
وأرسلت إسرائيل رسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل غاراتها الجوية الانتقامية محذرة الإيرانيين من الرد، وفق ما كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لموقع «أكسيوس».
وبحسب المصادر، فإن الرسالة الإسرائيلية كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع.وأشارت المصادر إلى أن الرسالة الإسرائيلية نُقلت إلى الإيرانيين من خلال عدة أطراف.
وقال مصدر لـ«أكسيوس»: «لقد أوضح الإسرائيليون للإيرانيين مسبقاً ما الذي سيهاجمونه بشكل عام، وما الذي لن يهاجموه».وذكر مصدران آخران أن إسرائيل حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم، وأكدت أنه إذا ردت إيران، فإن إسرائيل ستنفذ هجوماً آخر أكبر، خاصة إذا قُتل أو جُرح مدنيون إسرائيليون.
وقالت إيران إنها لا تريد حرباً شاملة مع إسرائيل، لكنها سترد إذا تعرضت للهجوم.
واشنطن تحث طهران على «وقف دوامة القتال»
وحضت الولايات المتحدة إيران يوم (السبت) على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف بعدما شنت إسرائيل ضربات على إيران رداً على هجوم صاروخي واسع شنته طهران مطلع الشهر.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الامريكي شون سافيت: «نحث طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد».
وأضاف سافيت أن «ردهم (الإسرائيليين) كان دفاعاً عن النفس، وقد تجنب عمداً المناطق المأهولة وركز حصراً على أهداف عسكرية خلافاً لهجوم إيران على إسرائيل الذي استهدف أكثر مدينة إسرائيلية تعداداً للسكان».وشدد على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية، مؤكداً أن «هدفنا هو تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط».
التزام امريكي قوي بأمن إسرائيل
وفي سياق متصل، جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) أن «وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن أكد التزام الولايات المتحدة القوي بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها». وتحدث أوستن مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، للحصول على أحدث المستجدات بشأن الغارات الإسرائيلية في إيران.
وقال أوستن إن امريكا ملتزمة بالدفاع عن الأفراد الامريكيين وإسرائيل والشركاء بمختلف أنحاء المنطقة ضد إيران والجماعات الإرهابية التي تدعمها طهران. وأضاف أوستن أن امريكا مُصرّة على «منع أي طرف من استغلال التوترات أو توسيع الصراع في المنطقة».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إيران يجب ألا ترد على الضربات الإسرائيلية، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
إدانات عربية للضربات الإسرائيلية
وأعربت السعودية، يوم (السبت)، عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.
وحثت السعودية كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة، وتدعو المملكة المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصراعات في المنطقة.
وأعلنت إسرائيل، صباح اليوم، أنها شنت هجوماً على أهداف عسكرية في إيران عبر ثلاث موجات هجومية، فيما أكدت إيران أن دفاعاتها الجوية نجحت في صد الهجمات الإسرائيلية، لكن «أضراراً محدودة» وقعت في بعض المواقع. وقال الدفاع الجوي الإيراني في بيان إن إسرائيل هاجمت أهدافاً في طهران وخوزستان وإيلام.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن القاهرة تشعر بقلق بالغ إزاء «حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة» في الشرق الأوسط بما في ذلك الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران، وتستنكر «كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة».
من جانبها، أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها الشديد للقصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراض إيرانية صباح اليوم السبت، وعدته «انتهاكا صارخا لسيادتها وخرقا واضحا لقواعد القانون الدولي وتصعيدا يغذي دوامة العنف ويقوض الجهود الرامية للتهدئة وخفض التوتر واحتواء الأزمات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية».
وقالت عُمان، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم أوردته وكالة الأنباء العمانية، إنها «إذ تشجب هذه الممارسات الإسرائيلية المستمرة التي تهدد بجر المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، فإنها تدعو المجتمع الدولي مجددا للتحرك الفاعل لوقف العدوان ووضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الإقليمي».
كما جددت سلطنة عمان دعوتها لـ«ضرورة معالجة جذور وأسباب الأزمات في المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والعربية ووقف العدوان على قطاع غزة، كما نصت عليه وتطالب به قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 ضمن إطار حل الدولتين ووفقا لمبادرة السلام العربية بما يكفل تحقيق سلام عادل ودائم لجميع الأطراف».
و نددت وزارة الخارجية القطرية بالغارات الجوية الإسرائيلية على إيران وحثت على ضبط النفس والحوار لتجنب زعزعة الاستقرار في المنطقة.
كما حذرت الحكومة العراقية، ، من «مغبة النتائج الخطيرة» جراء «صمت المجتمع الدولي» في مواجهة «السلوك الوحشي» لإسرائيل، التي نفّذت خلال الليل ضربات على مواقع عسكرية في إيران. وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان، «سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران».
وأدان الأردن الضربات الإسرائيلية على إيران، محذراً من العواقب الخطرة لهذا الهجوم الذي يدفع «باتجاه المزيد من التوتر» في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية في بيان «ندين القصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية» معتبرة الهجوم «خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادتها، وتصعيداً خطيراً يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة».وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في البيان «رفض المملكة المطلق للتصعيد الخطير في المنطقة ولانتهاكات القانون الدولي»، محذراً من «الانزلاق إلى صراع يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي».وطالب القضاة المجتمع الدولي بضرورة «اتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان، خطوة أولى نحو خفض التصعيد (..) وحماية أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية».