*تقرير المرصد/فريق الرصد والمتابعة
مع اقتراب الموعد الرسمي للانتخابات العامة الامريكية، لايزال السباق يشهد منافسة محمومة بين مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس، كامالا هاريس، ومنافسها مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب.
وخاض المرشحان منافسة شرسة، خلال الأسابيع الماضية، منذ إعلان الرئيس، جو بايدن، انسحابه من السباق لصالح نائبته.
وخلال هذه الفترة، والفترة التي سبقت إعلان بايدن، مر الموسم الانتخابي بعدة محطات تخللتها تجمعات انتخابية وإنفاق مكثف على الحملات.
المجمع الانتخابي و دوره في اختيار الرئيس
يعرّف موقع الأراشيف الوطنية المجمع الانتخابي، أو الـ"Electoral College" بأنه "عملية وليس كيانا". وتشمل العملية أولا اختيار المندوبين، أي أعضاء المجمع، ثم اجتماعهم للتصويت للرئيس ونائب الرئيس، وأخيرا فرز أصوات المندوبين في الكونغرس.
ونورد هنا بالأرقام بعض الجوانب الهامة لسباق الانتخابات الامريكية، وما يميز سباق هذا العام عن غيره من السباقات الماضية:
**ينتخب الرئيس الامريكي لولاية من 4 سنوات. ويحق له تولي ولايتين كحد أقصى، سواء كانتا متتاليتين أم لا. والانتخابات الرئاسية تجري بالاقتراع العام غير المباشر، حيث يصوت الامريكيون لـ538 مندوبا في المجمع الانتخابي، وهؤلاء هم من يختارون الرئيس، ويكون المرشح الذي يحصل على أكثر من 270 صوتا هو الفائز. وإذا تم انتخاب هاريس، سيحق لها الترشح مجددا عام 2028، على عكس ترامب إذا تم انتخابه لأنه بالفعل أكمل ولاية أولى.
سيجري الاقتراع في 5 نوفمبر. وتقليديا ينظم التصويت يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من ذلك الشهر. والولايات السبع المتأرجحة هي التي ستقر ر على الأرجخ نتيجة الاقتراع لأنها لا تميل بشكل واضح إلى حزب أو آخر.
وهذه الولايات هي ميشيغان وأريزونا ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولينا.
ويركز ترامب وهاريس جهودهما مع نهاية السباق على هذه الولايات لانتزاع الفوز. وفي انتخابات متقاربة للغاية، قد تحسم نتيجة الاقتراع بفارق بضعة آلاف من الأصوات.
تجديد أعضاء الكونغرس
وبالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، سيصوت الامريكيون لتجديد أعضاء الكونغرس: 34 مقعدا في مجلس الشيوخ (من أصل 100) و435 مقعدا في مجلس النواب.
وفي مجلس الشيوخ، يتم انتخاب الأعضاء الجدد لست سنوات. ويأمل الجمهوريون في كسر الأغلبية الديمقراطية البسيطة الحالية. أما ولاية مجلس النواب فمدتها عامان. ويأمل الديمقراطيون في استعادة هذا المجلس الذي يسيطر عليه حاليا الجمهوريون.
244 مليون ناخب امريكي
وسيتمكن حوالي 244 مليون امريكي من التصويت، وفقا لمركز السياسات الحزبي. وسجلت انتخابات التجديد النصفي لعامي 2018 و2022، وكذلك الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أعلى معدلات مشاركة منذ عقود، وفقا لمركز بيو للأبحاث. وشارك "نحو ثلثي" الناخبين في الاقتراع عام 2020، "وهو أعلى معدل لأي انتخابات وطنية منذ عام 1900"، بحسب المصدر نفسه. وفي موسم 2024، أدلى أكثر من 43 مليون امريكي بأصواتهم (حتى الآن) في التصويت المبكر قبل يوم الانتخابات، بحسب آخر بيانات مختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا. وتمنح 47 ولاية حق التصويت قبل يوم الانتخابات، بعدما كان العدد 24 ولاية فقط في عام 2000، وفقا لتحليل من مركز الابتكار والبحث الانتخابي. وأظهرت بيانات 25 ولاية أن الديمقراطيين صوتوا أكثر من الجمهوريين في التصويت المبكر حتى الآن.
أكثر من مليار دولار
وجمعت لجنة حملة هاريس (كان اسمها حملة بايدن) 997.2 مليون دولار حتى الآن، وجمعت لجنة حملة ترامب 388 مليون دولار، وذلك بين يناير 2023 و16 أكتوبر 2024، وفق لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وفي النصف الأول من أكتوبر وحده، جمعت حملة هاريس 97.2 مليون دولار، بينما حصلت حملة ترامب على 16.2مليون دولار فقط. وبحسب "أن بي سي"، فإن المرشحة الديموقراطية جمعت أكثر من مليار دولار منذ دخولها الحملة الانتخابية في يوليو بعد انسحاب بايدن.
الدورة الأكثر إنفاقا
وتتوقع منظمة "أوبن سيكريتس" غير الحزبية في واشنطن أن تكون الدورة الانتخابية الحالية الأكثر إنفاقا على الإطلاق، بمجموع 15.9مليار دولار. وهذا سيتجاوز إجمالي ما تم إنفاقه في موسم عام 2020 الذي سجل 15.1 مليار دولار.
أول امرأة تتقلد المنصب
وفي حال فوزها، ستكون هاريس أول امرأة تتقلد المنصب، وثاني نائب رئيس في المنصب يفوز بانتخابات الرئاسة منذ عام 1835. وكان الوحيد الذي فعل ذلك خلال هذه الفترة هو جورج بوش في عام 1988.
آلية النظام الانتخابي الامريكي.. ما يميزه عن غيره؟
الانتخابات العامة في الولايات المتحدة هي عملية تخضع لقواعد، شأنها شأن أي انتخابات أخرى حول العالم، لكن تتميز ببعض الخصاص التي تميزها عن غيرها.
وتعكس عدة استطلاعات للرأي مخاوف بين الامريكيين من وقوع أعمال عنف بعد الانتخابات أو الدخول في عملية قانونية معقدة لإعلان اسم الفائز. وفي استطلاع لأسوشيتد برس، قال 4 كل 10 امريكيين إنهم قلقون بشدة من محاولات عنيفة لقلب النتائج.
وفي استطلاع لمركز بيو، قال 7 بين كل 10 إن الانتخابات ستُدار بشكل جيد إلى حد ما على الأقل. وقد تباينت النتائج حسب ميول المستطلعة آراؤهم (9 بين كل 10 من أنصار هاريس و57 في المئة من أنصار ترامب). ويثق 20 في المئة فقط بشدة في أن المحكمة العليا ستكون محايدة إذا تدخلت في تحديد اسم الفائز.
50 مليون امريكي" صوتوا بالاقتراع المبكر
الى ذلك أدلى أكثر من 50 مليون امريكي بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وذلك وفقا لـ"متتبع التصويت المبكر" التابع لجامعة فلوريدا.
وتأتي هذه الأرقام بينما يكثف المرشحان، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، حملاتهما الانتخابية في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض.
وحسب "متتبع التصويت المبكر"، تشير البيانات إلى أن نحو 39 بالمئة من الناخبين المسجلين الذين صوتوا مبكرًا، هم من الديمقراطيين، بينما يشكل الجمهوريون حوالي 36 بالمئة.
كما أظهرت البيانات أن 41 بالمئة من الناخبين الذين صوتوا مبكرًا تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
وللمقارنة، بلغ عدد الذين شاركوا في التصويت المبكر في انتخابات 2020 حوالي 100 مليون شخص، سواء من خلال التصويت الشخصي أو عبر البريد.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة متعادلة تقريبًا، مع تعادل هاريس وترامب في بعض الولايات الحاسمة أو تقدمهما أو تأخرهما بفارق ضئيل، وكل ذلك ضمن هامش الخطأ الإحصائي. وقد يكون بضعة آلاف من الأصوات في كل من الولايات السبع الرئيسية حاسمة.
ويسمح هذا الإجراء للناخبين المسجلين بالإدلاء بأصواتهم شخصياً في مراكز الاقتراع، قبل الموعد الرسمي للانتخابات.
وتختلف مواعيد بدء التصويت المبكر بين الولايات، إذ تبدأ بعضها في سبتمبر، بينما تنتظر ولايات أخرى حتى منتصف أكتوبر، أو حتى قبل أيام من موعد الانتخابات في نوفمبر.
أما فيما يتعلق بعملية فرز وعد الأصوات، فتبدأ معظم الولايات في عد الأصوات المبكرة يوم الانتخابات نفسه، في حين تشترط بعض الولايات الانتظار حتى إغلاق مراكز الاقتراع قبل البدء في العد.