*سوران الداوودي
اخيرا فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسوف يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة ، لا شك ان لهذا الفوز انعكاسات محتملة على الشرق الأوسط بشكل عام، والمناطق الكردية على وجه الخصوصبالأعتماد على بعض سياساته ومواقفه السابقة وكذلك تصريحاته الأخيرة حول المنطقة.
هناك عدة سيناريوهات ربما تشهدها المنطقة في ضل ادارة ترامب وسياساته غير المتوقعة .
سياسة عدم التدخل المباشر و أمريكا أولاً هي سياسة ترامب حيث تركز هذه السياسة على الحد من تورط امريكا في الصراعات الخارجية. ،و قد نشهد انسحاباً جزئياً أو كاملاً من بعض المواقع العسكرية في الشرق الأوسط ، مثل سوريا والعراق، ما قد يترك الكورد بدون دعم أمريكي مباشر، خاصةً في سوريا، حيث الاعتماد الرئيسي على هذا الدعم كحماية من التهديدات التركية والإيرانية..
كان لترامب علاقة جيدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإذا استمرت هذه العلاقة، قد يغض الطرف عن التدخلات العسكرية التركية في المناطق الكردية في سوريا الذي يزيد من الضغوطات على الكورد في تلك المناطق، خصوصًا أن تركيا تعتبر وجود قوات سوريا الديمقراطية تهديداً لأمنها القومي..
يبدو انت ايران ستبقى ضمن مديات ترامب و من المحتمل أن يعود إلى سياسة “الضغط الأقصى” في التعامل معها ، مما تؤثر بشكل او بآخر على العراق من جهة و المناطق الكردية من جهة اخرى ، إذ تحتفظ كردستان العراق بعلاقات متوازنة مع كل من إيران والولايات المتحدة وان الوضع الاقتصادي والسياسي لإقليم كردستان العراق يتأثر باي تصعيد قد تشهده المنطقة ..
يتوقع الكثيرون أن يتبنى ترامب نهجاً أكثر حذراً ومختلفا في دعم الحلفاء التقليديين في المنطقة، بما في ذلك الكوردو قد يطلب منهم الاعتماد عسكرياً واقتصادياً على أنفسهم بشكل أكبر ، مما قد يؤدي إلى تزايد المخاوف و التحديات امام الكورد، سواءً في العراق أو سوريا..
ويرى متخصصون في السياسة الأمريكية من غير المستبعد ان يعيد ترامب ترتيب الأولويات الأمريكية في الشرق الأوسط والتركيز على تحالفات جديدة تخدم مصالح اقتصادية، وقد يتجاهل قضايا حقوق الإنسان والقضايا القومية التي تهم الكورد بشكل خاص.
بالمجمل، يمكن القول إن فوز ترامب سيؤدي براي معظم المراقبين والمحللين إلى تقليل التدخل الأمريكي المباشر، مما قد يفتح بدوره المجال لجهات إقليمية مثل تركيا وإيران لترسيخ نفوذها في المناطق الكردية، والذي يخلط الاوراق ويؤجل طموحات الكورد لمرحلة اخرى ويضعهم أمام تحديات جديدة .