×

  مام جلال ... حقائق و مواقف

  مام جلال.. شيخ الحكمة والوداعة العراقية



*الشاعر : محـمد الجاسم

 

حين اشتهى البركانُ حافّاتٍ خالدةً

لسرمديةِ نيرانِهِ

واشرأبَّ قَرْنُ الشيطانِ

يطاولُ طموحَ الفقراءِ

رأينا الليالي تنهمرُ منها ظلماتٌ مصطَنَعةٌ

تطاردُها رَغَباتُ المتهوِّرينَ

واللاهثينَ وراءَ مجدٍ أجوفَ

إلا الشيخُ الوديعُ

المتلفِّعُ بشيخوختِهِ النَّضِرَة

إلى ربِّها ناظِرَة

يبعثُ في أفواهِ الجياعِ

نشوةَ القناعة

 

***

مَنْ قالَ إنَّ الجبالَ تموتُ كالكائناتِ الحيَّةِ

أَلْسِنَةُ الثورةِ تتصاعدُ منْ فمِ الوادي

عوارضُ السيطراتِ الملغومةِ

تخشى مهابةَ الغدِ المأمولِ

الجسورُ والقناطرُ

تربطُ بين ضفَّتَي القلب

كلما رفعَ الشيخُ يدَهُ يحيّي الجماهير

أغطيةٌ من الطمأنينةِ

توزِّعُها المنظماتُ الروحيةُ

لكلِّ مَنْ أحَبَّ الشيخَ الوقور

 

***

قرقعاتُ السلاحِ

التي كانت تخدُشُ أسماعَ الأشقّاء

ما عادتْ تُخيفُ شواربَ المُفانين

لأن صدرَ الشيخِ الرَّحْب

تصدّى لاحتباسِها

 

***

دماءُ الطيور

وماعزُ الجبل

ونزيفُ الزهورِ البريّةِ

لم يكنْ كلُّ هذا

ليتوقَّفَ

لو لا حكمةُ الشيخ

الجبالُ والوديانُ تستدرُّ السُحُبَ المهاجرة

كي لا تتركَ للدُّخلاءِ

والمحاربينَ المفترَضينَ

رصْفَ خارطةِ الجبالِ والوديانِ

بالجماجمِ من جديد

الرفاهيةُ تحتاجُ أبجدياتٍ منسوجةً بالحبِّ

تتسللُ الى دفاترِ التلاميذ

معطَّرةً بأنفاسِ الشيخ..

والغَسَقُ المديدُ

لم يَعُدْ بحاجةٍ الى المصابيح

فابتسامةُ الشيخ

تُفَيِّئُ مزارعَ الكُرْدِ كلَّها

بإشراقةِ المجد

وتسقي

مرابعَ البطولةِ والنضالِ

بِدِيمَةِ التفاؤل.

*ناصريّةُ ـ دورتموند / ألمانيا


30/11/2024