×

  شؤون دولية

  باربرا ليف عن اجتماعها مع الشرع: سمعنا رسائل إيجابية من رجل عملي



*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

التقى وفد دبلوماسي أميركي، يوم الجمعة في دمشق، مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقال مصدر من السلطة الجديدة لوكالة فرانس برس إنّ أحمد الشرع عقد "لقاء إيجابياً" مع الوفد الأميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف. وأكد المصدر من دون الكشف عن هويته رداً على سؤال لـ"فرانس برس" بشأن اللقاء "نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابياً، وستصدر عنه نتائج إيجابية".

واعلنت السفارة الأميركية في دمشق قد قالت، يوم الجمعة، إنّ مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا باربرا ليف اجتمعت مع مسؤولين من هيئة تحرير الشام لمناقشة المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وشركاؤها في العقبة، والمتمثلة بدعم العملية السياسية الشاملة بقيادة سورية، التي تؤدي إلى حكومة تمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين. كما تطرقوا إلى الأحداث الإقليمية و"نية سورية أن تكون جارة جيدة".

ووصل الوفد الدبلوماسي الأميركي، يوم الجمعة، إلى دمشق والتقى مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأشارت تصريحات صحافية من داخل القيادة السورية الجديدة، ومن الأروقة الأميركية بأن اللقاء كان إيجابياً. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أعلن، السبت الفائت، أن بلاده أقامت اتصالاً مباشراً مع هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفاً من فصائل مسلحة أسقط نظام بشار الأسد وتولّى السلطة في دمشق.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا باربرا ليف إنها أجرت، اليوم الجمعة، في دمشق، مناقشات "جيدة وشاملة" مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وممثلين في هيئة تحرير الشام، وإن واشنطن ترحب بـ"رسائل إيجابية" تلقتها، و"ستتابع إحراز التقدم (..) والإجراءات".

وذكرت ليف للصحافيين: "أخبرنا أحمد الشرع بأنّ واشنطن لن تواصل رصد مكافآت للقبض عليه"، لافتة إلى أن "القرار بخصوص المكافأة للقبض على الشرع كان سياسياً يتماشى مع المناقشات مع هيئة تحرير الشام حول مصالح أميركا". وقالت إن الشرع تحدث عن أولوياته في سورية، التي تتلخص في وضع سورية على طريق التعافي الاقتصادي، مؤكدة أن "الشرع بدا في صورة رجل عملي". وأضافت: "ننظر في أمر العقوبات، ويتعيّن على الحكومة السورية الجديدة أن تكون متجاوبة وتظهر التقدم".

 

نص كلمة باربرا ليف  للصحفيين

مساعدة الوزير ليف:

 اسمحوا لي أن أبدأ ببعض التصريحات الافتتاحية. لقد قمنا بزيارة دمشق اليوم، وكنا بزيارتنا هذه أول دبلوماسيين أمريكيين يدخلان إلى سوريا منذ العام 2012. كانت الزيارة قصيرة، ولكنها منحتنا فرصة مهمة جدا للمشاركة مع السوريين والاستماع إليهم مباشرة في هذه المرحلة الفائقة الأهمية من تاريخ سوريا.

بعد خمسة عقود من الاستبداد من قبل نظام الأسد، تسنح للسوريين فرصة نادرة لإعادة إعمار بلادهم وإعادة تشكيلها. لقد استلهمتُ فعلا من مثابرة السوريين الذين التقينا بهم اليوم وقدرتهم على الصمود. لا يفهم أحد التحديات التي تنتظرهم أكثر مما يفهمونها هم. وقد أسعدني أن أستمع بشكل مباشر إلى ناشطين من المجتمع المدني السوري وأفراد مجتمعات مختلفة وأصوات سورية أخرى بشأن رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف نستطيع المساعدة لدعمهم.

والتقينا بالأبطال من الخوذ البيضاء لنؤكد على مواصلة دعمنا لجهودهم المنقذة للحياة وعملهم الدؤوب لتحسين سوريا للسوريين كافة.

وأقمنا أيضا فعالية تكريمية لإحياء ذكرى عشرات الآلاف من السوريين وغير السوريين الذين تعرضوا للاعتقال أو التعذيب أو الإخفاء القسري أو باتوا في عداد المفقودين أو لقوا حتفهم بوحشية على أيدي النظام السابق.

والتقيت بممثلين عن السلطات المؤقتة، بمن فيهم أحمد الشرع، وذلك لمناقشة مجموعة المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين في العقبة. ورحبنا بالرسائل الإيجابية، وسننظر في التقدم المحرز بشأن هذه المبادئ بالفعل وليس بالقول فحسب.

 

مع تشكيل حكومة شاملة وتمثيلية تحترم حقوق السوريين كافة

وأعربت أيضا عن أهمية الإدماج والتشاور واسع النطاق في خلال هذه الفترة الانتقالية. ونحن ندعم بشكل كامل عملية سياسية بقيادة وملكية سورية تفضي إلى تشكيل حكومة شاملة وتمثيلية تحترم حقوق السوريين كافة، بمن في ذلك النساء والمجتمعات العرقية والدينية المتنوعة في سوريا.

تتمثل مسؤوليتنا القصوى كدبلوماسيين أمريكيين في الحفاظ على سلامة المواطنين الأمريكيين وأمنهم في مختلف أنحاء العالم. ولم تكف الحكومة الأمريكية عن بذل جهود حثيثة للكشف عن مصير الأمريكيين المعتقلين أو المفقودين في سوريا أمثال أوستن تايس ومجد كمالماز، حتى في سنوات حكم نظام الأسد.

لقد كثفت الحكومة الأمريكية هذه الجهود على مدار الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك من خلال جهود مكتب التحقيقات الفيدرالي والسفير كارستنز، وأعطت فرصا جديدة للمشاركة مع السوريين على الأرض. وشددت على تركيزنا المتواصل على هذه المسألة للسلطات المؤقتة، ونحن نأمل أن نكشف أيضا معلومات عن مصير المواطنين الأمريكيين الذين أخفاهم نظام الأسد. ونحن نعمل على إحضار مسؤولين أمريكيين إضافيين إلى دمشق للمساعدة في توجيه البحث على الرغم من مشاركتنا المباشرة مع الشركاء الميدانيين الذين يدعمون هذا الجهد.

 

أمام السوريين فرصة غير مسبوقة

وكما أشرنا في العقبة، أمام السوريين فرصة غير مسبوقة لبناء مجتمع جديد أكثر حرية وشمولية يشغل المكان المناسب له على المستويين الإقليمي والعالمي. الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشعب السوري لمساعدته على اقتناص هذه الفرصة التاريخية.

كما ناقشنا أيضا الحاجة الملحة إلى ضمان عدم تمكن المجموعات الإرهابية من تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك على الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة، وقد التزم أحمد الشرع بذلك. لذا قلت له إننا وبناء على مناقشاتنا، لن نمضي قدما في عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة القائم منذ بضعة سنوات.

 

إزالة مكافأة العشرة ملايين دولار

 يتعلق هذا القرار بالسياسة وقد اتخذ لصالح شروعنا بالمحادثات مع هيئة تحرير الشام وبالتزامن والتوافق مع ذلك. لقد جلست مع زعيم هيئة تحرير الشام وأجرينا مناقشات مطولة ومفصلة حول سلسلة كاملة من القضايا التي تهم الولايات المتحدة وسوريا والمنطقة، لذا من غير المنطقي أن يكون ثمة مكافأة مخصصة للقبض عليه. سيتعين علي في تلك الحالة أن أطلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي أن يأتي ويعتقله. أنا أمزح، ولكنكم تعرفون ما أعنيه. ثمة مجموعة من القضايا التي نود مناقشتها مع هيئة تحرير الشام مع مرور الوقت، وهي تتعلق بسوريا والظروف التي نشهدها. إذا لا، ليس لذلك أي تأثير على أي شخص مطلوب آخر.

 

واشنطن عيّنت مسؤولاً للتنسيق مع دمشق

الى ذلك قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ بربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والمبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار الأول لمكتب الشؤون الوطنية السفير دانيال روبنشتاين، زاروا العاصمة السورية دمشق كأول دبلوماسيين أميركيين يزورونها منذ عام 2012.

وأضاف المسؤول، أنّ "المسؤولين الثلاثة، اجتمعوا مع ممثلي هيئة تحرير الشام لمناقشة مبادئ الانتقال التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في مدينة العقبة الأردنية، كما ناقشوا الأحداث الإقليمية وضرورة مكافحة داعش". ولفت المسؤول الدبلوماسي، إلى أن ليف ومرافقيها، "استعرضوا التعاون في السعي للحصول على معلومات حول مصير الصحافي أوستن تايس والطبيب ماجد كم الماز وغيرهما من المواطنين الأميركيين الذين اختفوا في ظل نظام الأسد".

وكشف المسؤول لـ"العربي الجديد"، أن "السفير دانيال روبنشتاين سيشغل منصب المستشار الأول في مكتب شؤون الشرق الأدنى وسيقود المشاركة الدبلوماسية للوزارة بشأن سورية، وسيعمل بشكل مباشر مع الشعب السوري والأطراف الرئيسية في سورية وينسّق مع الحلفاء والشركاء لتعزيز مبادئ العقبة".


23/12/2024