*سوران الداوودي
ما هي ارتدادات سقوط نظام الأسد في سوريا على العراق و إقليم كردستان العراق ؟
وكيف يساهم في اعادة ترتيب النظام الامني والسياسي في المنطقة ؟
وهل ستتوقف تاثيرات السقوط عند الدول المجاورة لسوريا فقط ؟
اسئلة عدة تطرح نفسها في هذا الملف الذي بات هاجس اوساط دولية وسياسية واستخبارية كثيرة بسبب ما تحملها من تناقضات في جوانب عديدة ,
قد يؤدي انهيار النظام إلى فراغ أمني في المناطق الحدودية، مما قد يتيح لجماعات مسلحة استغلال الوضع.
هذا يمكن أن يزيد من التوترات بين الكرد والعرب في الجانب العراقي .
إيران التي كانت تدعم نظام الأسد، قد تسعى لتعزيز نفوذها في العراق كرد فعل على انسحابها من سوريا والتغيرات الحاصلة فيها, مما يزيد من التوترات بين الكورد وبغداد، حيث يمكن أن تستغل إيران الوضع لتعزيز نفوذها في المناطق المتنازع عليها..
وقد يؤدي التغير في سوريا إلى تغييرات في السياسة الأمريكية في المنطقة، مما يؤثر على دعمها للكورد في العراق. لذلك يمكن القول ان التغيرات في سوريا ستشكل تحديات وفرصة للكورد في العراق، وستكون لها آثار بعيدة المدى على الأمن والاستقرار في المنطقة.
في ظل احكام هيئة تحرير الشام سيطرتها على جميع الأراضي السورية، و انتهاء جيوب المقاومة بالكامل وبقاء قوات قسد كالقوة الوحيدة شرق الفرات، هذا السيناريو يعيد تشكيل المشهد السوري والإقليمي بشكل جذري.
مع استمرار هذه السيطرة يمكن أن تسعى هيئة تحرير الشام إلى تشكيل حكومة مركزية أو مجلس حكم انتقالي كما ستدعم تركيا هذا التحول، خاصة إذا حاولت الهيئة إضفاء طابع مدني على سلطتها لتجنب العزلة الدولية.
قد تظهر محاولات لعقد انتخابات رمزية أو تشكيل حكومة تكنوقراط، بهدف تقديم الهيئة كحكومة شرعية، على غرار ما فعلت حركة طالبان في أفغانستان .
السلطة المركزية في دمشق
مع سيطرة الهيئة على دمشق، العاصمة السياسية، تصبح الهيئة قادرة على استخدام المؤسسات الحكومية، مثل البنك المركزي، الوزارات، السفارات، وغيرهاوقد تبدأ الهيئة في إصدار عملات جديدة أو إعادة هيكلة النظام القضائي، بهدف فرض سيطرتها على مؤسسات الدولة.
قد تلعب تركيا دورًا في الترويج لهيئة تحرير الشام كبديل “معتدل” لنظام الأسد، في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بقبولها روسيا وايران قد تتحفظان الاعتراف الكلي بالهيئة ..
الولايات المتحدة وأوروبا قد تضطران إلى التفاوض مع الهيئة، خاصة إذا أصبحت الجهة الحاكمة الوحيدة في سوريا، كما حدث مع طالبان في أفغانستان.
تأثير سقوط نظام الأسد على كركوك وسنجار
إذا سيطرت هيئة تحرير الشام على الحدود السورية العراقية، فقد تزيد المخاوف في إقليم كردستان العراق بشأن تدفق المقاتلين أو اللاجئين خصوصا الكورد الفارين من مناطق شرق الفرات .
ومع خروج إيران من المشهد السوري، قد تضطر الفصائل الموالية لإيران في العراق إلى تعزيز وجودها في كركوك وسنجار لتعويض خسائرها في سوريا
قد يجد إقليم كردستان العراق في هذا الفراغ الإيراني فرصة لتعزيز نفوذه في كركوك وسنجار، خاصة إذا دعمت الولايات المتحدة وأوروبا هذه الخطوة كجزء من إعادة ترتيب المنطقة.
إذا استمر غياب روسيا وإيران لنفوذهما في سوريا، فقد تركز إيران على تعزيز وجودها في العراق ولبنان، فيما ستواجه روسيا تراجعًا في هيبتها الدولية.
قد تسعى إيران إلى إعادة توجيه دعمها للفصائل العراقية، مثل الحشد الشعبي، لتعويض الخسارة في سوريا تركيا قد تملأ هذا الفراغ، مما يعزز هيمنتها الإقليمية ويجعلها القوة الإقليمية الأبرز في سوريا والعراق.
مع دعم تركيا لهيئة تحرير الشام، ستصبح أنقرة المتحكم الفعلي في الشأن السوري حيث ستسعى الى استخدام هذا النفوذ لأضعاف حزب العمال الكردستاني والقضاء على قسد في شرق الفرات .
وستعمل تركيا إلى إقامة منطقة عازلة جديدة على طول الحدود مع العراق، بما في ذلك سنجار، بهدف إضعاف معاقل حزب العمال الكردستاني هناك..
السيناريوهات المستقبلية
اعلان دولة هيئة تحرير الشام:إذا استمرت الهيئة في السيطرة على سوريا، قد تعلن عن دولة جديدة أو نظام حكم إسلامي جديد، على غرار إمارة أفغانستان الإسلامية,وتعمل للحصول على اعتراف دولي تدريجي من خلال تقديم نفسها كقوة معتدلة وسوف تدعم تركيا هذا الإعلان كجزء من استراتيجية فرض أمر واقع دولي.
المعادلات الجديدة في العراق.
وفقًا لهذا السيناريو، هيئة تحرير الشام هي الحاكمة الفعلية على جميع الأراضي السورية، مع تركيا هي الرابح الأكبر، حيث ستسيطر على سوريا من خلال هيئة تحرير الشام.
إيران وروسيا هما الخاسران الأكبران، حيث فقدتا نفوذهما في سوريا، مما قد يدفعهما إلى تعزيز وجودهما في العراق ولبنان.
العراق وكردستان العراق قد يشهدان تغيرات كبيرة في موازين القوى، حيث قد يكثف الكورد وجوده الامني والسياسي في كركوك وسنجار، بينما تواجه بغداد تهديدًا من الفصائل القريبة من إيران.
هذا التحول الجذري في المشهد السوري قد يعيد رسم المشهد الإقليمي برمته، كما يفرض بروز هيئة تحرير الشام كقوة جديدة في المنطقة، واقعًا جديدًا على الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، وقد يضطر الجميع إلى التعامل مع هيئة تحرير الشام كسلطة أمر واقع خاصة بعد ان احرجتها واشنطن من لائحة المنظمات الارهابية.