×

  سوريا و الملف الکردي

  "قلق أممي" من التصعيد ودعم امريكي- تركي ​للعملية السياسية



 

*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره التركي هاكان فيدان، السبت، العملية السياسية في سوريا.وأكد بلينكن خلال اتصال هاتفي مع فيدان على الحاجة إلى دعم عملية سياسية في سوريا تعطي الأولوية لحكومة شاملة وممثلة للجميع.

وجاء في بيان لمكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نسب للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر ماياتي:

تحدث وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن يوم السبت مع نظيره التركي هاكان فيدان لمناقشة آخر التطورات في سوريا. وشدد الوزير بلينكن على ضرورة دعم عملية سياسية بقيادة وملكية سورية تحترم حقوق الإنسان وتعطي الأولوية لحكومة شاملة وتمثيلية. وناقش الوزيران الهدف المشترك المتمثل بمنع الإرهاب من تعريض أمن تركيا وسوريا للخطر.-نهاية البيان-

 

 

قلق اممي من التصعيد

على صعيد آخر، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون إن التصعيد في عدد من المناطق السورية أمر مثير للقلق.

وشدد بيدرسون، خلال جلسة مغلقة بمجلس الأمن يوم السبت، على ضرورة "استعادة سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها ووقف جميع أعمال العنف". وأشار إلى أن "المبادئ الأساس لقرار مجلس الأمن 2254 تحظى باتفاق واسع".

وأضاف المسؤول الأممي "يجب أن يكون الانتقال السياسي بيد سورية مع ضمان الحكم الموثوق وغير الطائفي والإصلاح الدستوري والانتخابات النزيهة ومشاركة المرأة".

ودعا بيدرسون، الأسبوع الماضي، إلى تنظيم انتخابات "حرة وعادلة" مع انتهاء المرحلة الانتقالية في سوريا بعد نحو ثلاثة أشهر، آملاً في الوقت نفسه "بحل سياسي" مع الإدارة الذاتية الكردية.

وصرح بيدرسون في حديث لصحافيين من أمام فندق في العاصمة السورية دمشق "نحتاج إلى مساعدة إنسانية فورية، لكننا يجب أن نتأكد أيضاً من أنه يمكن إعادة بناء سوريا، وأن نشهد تعافياً اقتصادياً، ونأمل بأن نرى بداية عملية تنهي العقوبات". ورأى أيضاً أنه "لا تزال هناك تحديات في بعض المناطق، وأن أحد أكبر التحديات هو الوضع في شمال شرقي البلاد".

وانفجرت "سيارة مفخخة" مساء الجمعة وسط مدينة منبج شمال شرقي سوريا، بحسب ما أعلن جهاز "الخوذ البيضاء" والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن أضرار مادية من دون سقوط ضحايا. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الانفجار.

وكانت منبج خاضعة لسيطرة القوات الكردية لأعوام، قبل أن تسقط خلال الأسابيع الأخيرة في أيدي فصائل مسلحة موالية لتركيا.

من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال أيام.

وخلال الـ24 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري أدت عبوة ناسفة زرعت في سيارة داخل منبج إلى مقتل شخصين، وفق المصدر ذاته.

وأشار المرصد في بيان إلى أن الانفجار الذي وقع الجمعة أدى إلى "أضرار مادية"، مضيفاً "لا توجد معلومات عن خسائر بشرية".

 

إيران: ما حدث في سوريا نتاج خطة أميركية إسرائيلية مشتركة

الى ذلك قالت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، السبت، إن "ما حدث في سوريا ناتج عن خطة أميركية إسرائيلية مشتركة، مضيفة أن "حلف أميركا يحاول استخدام جميع القدرات الدولية والإقليمية للتغلب على إيران".

وتابعت: "الأحداث الأخيرة في المنطقة، وخاصة التطورات في سوريا، تظهر استمرار الشر وانعدام الأمن وعمق عداء الاستكبار العالمي الذي تقوده أميركا المجرمة الشريرة الكبرى ضد الدول المحبة للحرية، ولا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك إن ما حدث في سوريا هو نتاج خطة أميركية صهيونية مشتركة".

وأكملت: "ومن الواضح أن نظام الهيمنة الذي تقوده أميركا في منطقة غرب آسيا يسعى لتحقيق أهدافه الشريرة، وحالياً فإن أكبر عائق أمام ظلمهم وجرائمهم هو النظام المقدس للجمهورية الإسلامية، لذا فهو يحاول استخدام جميع القدرات الدولية والإقليمية للتغلب على هذه العقبة، لكن إذا رجع إلى أيامه الماضية سيفهم أنهم كما في الماضي فان الشعب الإيراني المسلم البطل سيبطل كل احلامهم، وبفضل الله لن يحققوا شيئاً في سوريا أيضاً".

 

سوريا تواجه مستقبلا غامضا

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، إن سوريا تواجه مستقبلا غامضا بعد الإطاحة مؤخرا بالرئيس السوري بشار الأسد الذي حكم بلاده لفترة طويلة.

وقال عراقجي، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، "من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك."

وأوضح عراقجي بأن "من يعتقدون حاليا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان.

وتأتي تصريحات عراقجي بعد أن رفض وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني تحذيرات مماثلة وجهها المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي،

 

لافروف: لا يمكن السماح بتفتت سوريا

في غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، إن روسيا تعول على استئناف التعاون الاقتصادي مع السلطات السورية الجديدة، وإنها تأمل "ألا تكرر سوريا مصير ليبيا"، بعد تغيير السلطة الحاكمة في البلاد، مشدداً على أنه لا يمكن السماح لسوريا بـ"التفتت إلى أجزاء"، رغم أن "البعض يريد ذلك حقاً".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، رداً على سؤال لـ"الشرق"، أنه ينبغي أن تشارك جميع المجموعات السياسية والإثنية، والدينية في الانتخابات في سوريا، معرباً عن استعداد روسيا لـ"المساهمة في دعم العملية السياسية".

وقال لافروف إنه "يجب منع تقسيم سوريا إلى دويلات"، وإنه على إسرائيل "عدم ضمان أمنها على حساب الآخرين".

وأكد أن روسيا "مهتمة بالحوار مع السلطات السورية الجديدة"، ليس فقط بشأن أمن الدبلوماسيين الروس ولكن أيضاً بشأن القضايا الإقليمية وقضايا أخرى.

وقال إن روسيا تبحث مع السلطات السورية الجديدة قضايا ضمان سلامة مواطنيها، مشيراً إلى أن "سفارتنا في دمشق تعمل بشكل طبيعي ونتواصل مع السلطات الحالية هناك".

 

"نتفهم مخاوف تركيا"

وأعرب لافروف عن تفهم موسكو لـ"مخاوف تركيا الأمنية على الحدود السورية"، قائلاً إنه يجب ضمان أمن تركيا مع الحفاظ على سيادة سوريا.وقال إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع وصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، مضيفاً أن موسكو تتفق معه في ذلك.

وكان يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، قد قال الاثنين إن روسيا على تواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا على المستويين الدبلوماسي والعسكري.

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لم تُهزم في سوريا بل حققت أهدافها هناك.

ووصف الوضع في سوريا بأنه "ليس سهلاً، ولكن روسيا تتوقع أن يحل السلام والهدوء هناك"، مضيفاً أن "موسكو اقترحت استخدام قاعدة حميميم لإيصال مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري وتمت الموافقة على ذلك"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية الرسمية.

 

روسيا: لم نتخذ قراراً بشأن قواعدنا في سوريا

وقال الكرملين إنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية بعد بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا، فيما ذكرت الخارجية الروسية أن عمل السفارة الروسية في دمشق "مستمر".

وبشأن التواجد العسكري الروسي في سوريا، قال بوتين: "نحن نقيم علاقات مع جميع الجماعات التي تسيطر على الوضع هناك، ومع جميع دول المنطقة، والغالبية العظمى منهم يقولون لنا إنهم سيكونون مهتمين ببقاء قواعدنا العسكرية في سوريا. نحن بحاجة إلى التفكير في الأمر، لأنه يجب أن نقرر بأنفسنا كيف ستتطور علاقاتنا مع تلك القوى السياسية التي تسيطر الآن، وستسيطر على الوضع في هذا البلد في المستقبل".

وأشار الرئيس الروسي، إلى أن روسيا نقلت 4000 مقاتل إيراني من سوريا إلى طهران. وأوضح بوتين أنه عندما اقتربت جماعات المعارضة المسلحة من حلب، انسحبت القوات الحكومية والوحدات الموالية لإيران دون قتال.

 

الإدارة الجديدة في سوريا: ليست لنا مشكلة مع إسرائيل

في تطور جديد صرح محافظ دمشق ماهر مروان، يوم الجمعة، بأن "إسرائيل ربما شعرت بالقلق بعد تغيير النظام في سوريا بسبب "فصائل" معينة، عندما تقدمت وقصفت، بدعوى أن هذه المخاوف كانت "طبيعية".

ونقلت صحيفة غربية، يوم الجمعة، عن مروان أن سوريا ليس لديها أي خوف تجاه إسرائيل والمشكلة ليست مع إسرائيل نفسها، موضحا أن دمشق "لا تسعى للتدخل في أي أمر يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي دولة أخرى في المنطقة وهذا الموقف يتماشى مع سياسة الحكومة الجديدة".وأكد المسؤول السوري أن أولويات الحكومة السورية تتركز على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن "الشعب السوري يسعى للسلام ولا يرغب في النزاعات".

وتأتي هذه التصريحات متناغمة مع ما قاله في وقت سابق قائد العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، عندما شدد على أنه "لا نريد أي صراع سواء مع إسرائيل أو مع أي طرف آخر".


29/12/2024