نص كلمة فخامته في الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد
آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم
شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، السبت 4 كانون الثاني 2025، في الحفل التأبيني الذي أقيم في قاعة بغداد الكبرى برعاية المكتب الخاص لسماحة السيد الحكيم بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد آية الله العظمى سماحة السيد محمد باقر الحكيم ولإحياء يوم الشهيد العراقي.
وخلال الحفل، ألقى السيد رئيس الجمهورية كلمة أكد فيها أن ذكرى استشهاد سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قُدّس سرُّه الشريف هي ذكرى مؤلمة فقدنا فيها مناضلاً ومجاهداً كرّس حياته وعمله من أجل حرية العراق وإقامة دولته العادلة، دولة الحريات والديمقراطية، مشيداً بدور سماحته أثناء مقارعة الدكتاتورية في توحيد جهود وإمكانات المعارضة الوطنية العراقية، فضلا عن دوره النبيل للعمل على وحدة العراقيين بمختلف مكوناتهم وأطيافهم ومذاهبهم.وفي ما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستعيد في هذا اليوم ذكرى مؤلمة لنا جميعاً، ذكرى استشهاد سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، قُدّس سرُّه الشريف.
وهو يوم فقدنا فيه مناضلاً ومجاهداً كرّس حياته وعمله من أجل حرية العراق وإقامة دولة عادلة، دولة الحريات والديمقراطية.
لقد كان دورُه، رحمه الله، أثناء مقارعة الدكتاتورية والطغيان دوراً مشهوداً من أجل توحيد جهود وإمكانات المعارضة الوطنية العراقية في تلك السنوات، وبعد ذلك كان دوره نبيلاً للعمل على وحدة العراقيين بمختلف مكوناتهم وأطيافهم ومذاهبهم في مسار بناء الدولة الديمقراطية العراقية.
كان فقدانه خسارة كبيرة، وعزاؤنا في ذلك اليوم هو مواصلة العمل من أجل القيم التي ضحى من أجلها السيد الشهيد وعموم شهداء الحرية، قيم الحق والعدل والمساواة والسلام.
هذه قيم العراق الديمقراطي الذي واجه الكثير من التحديات والصعوبات حتى تجاوزنا الكثير وترسخت مبادئ الدولة، وتضافرت الجهود في عملية البناء وفي دحر الإرهاب والتطرف وترصين السلم المجتمعي.
لقد حققنا الكثير في هذا المسار، وما زال أمامنا الكثير خصوصاً في هذه الظروف الإقليمية التي تهدد جميع دول المنطقة والتي نحرص على أن نتجاوز آثارها من خلال الحوار والتفاهم والمضي في سياسة مقاومة الإرهاب وتوحيد الجهود لصالح الأمن والسلام والبناء والتقدم الذي يعيد للمنطقة أمنها وسلامها وطموح شعوبها إلى حياة حرة وكريمة.
إن هذا المسعى الذي تعمل من أجله الحكومة العراقية ومعها قوى الشعب بمختلف مكوناته وأطيافه يتطلب منا عملاً حثيثاً لتعزيز وحدة العراقيين وتغليب المصالح الوطنية العليا، وتحقيق مطالب الشعب في العدالة الاجتماعية وإتمام عملية تقديم الخدمات في جميع المجالات والحفاظ على المال العام ومحاربة الفساد بكل أشكاله ومن أي جهة كانت.
لا ينبغي التهوين من المخاطر ولكن في الوقت نفسه كلنا ثقة بإرادة العراقيين ووحدتهم في مواجهة التحديات، من أجل عراق حر ومستقل وعزيز ملتزم بعدم الاعتداء على الآخرين ويسعى لصالح تكريس مبادئ الحوار وحفظ الحقوق العادلة للجميع خصوصاً للأخوة في فلسطين الذين ندعم حقهم في حياة آمنة وفي دولتهم المستقلة.
كما نؤكد حرصنا على سوريا التي تجاوز شعبها الشقيق الظروف الصعبة، ومن جانبنا نؤكد دعمنا لإعادة بناء دولته المستقلة ضمن نهج الديمقراطية العادلة الحافظة لحقوق جميع مكونات الشعب السوري.
وفي هذا المسار نؤكد أيضاً وقوفنا ودعمنا للشعب اللبناني الشقيق ليتجاوز هذه الظروف، ونواصل دعمنا بما يساعد على تخفيف آثار المحنة على حياة اللبنانيين، مؤكدين أهمية توطيد وحدة الشعب في لبنان وحقه في حياة آمنة ومستقرة وإعادة بناء المدن والقرى والمؤسسات التي تضررت في الحرب.
أيها الإخوة والأخوات..
لقد ودعنا عاماً كان على المستوى الإقليمي عاماً لكوارث الحروب. وهذا ما يحتاج منا في المنطقة عملا وجهودا كبيرة تساعد على تجاوز المرحلة، ويتطلب دعما دولياً حقيقيا للانتهاء من هذا الوضع الشاذ، وبعد ذلك لدعم الشعوب الشقيقة في فلسطين ولبنان وسوريا.
وفي إطار هذا العمل الذي نأمله من المجتمع الدولي نؤكد أهمية ترسيخ وحدتنا في العراق واستراتيجية بلدنا القائمة على صيانة استقلال العراق ووحدته وأمنه وسلامته، وملتزمين بعدم السماح باستخدام أراضيه منطلقا للعدوان على أيّ من جيرانه.
ليحفظ الله العراق والعراقيين..
والمجد لشهداء الحرية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".