أعلن المركز الإعلامي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، يوم الأربعاء، عودة وفد إمرالي إلى تركيا بعد عقد سلسلة من اللقاءات مع الأطراف الكردية في اقليم كردستان-العراق.
وأفاد المركز الإعلامي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ، خلال بيان له، بانتهاء اللقاءات التي عقدها وفد إمرالي.وذكر البيان أن وفد الحزب المشكل من بروين بولدان وسري سريا أوندر والرئيس المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطية كسكين بايندر، والمحامين الاثنين فائق أوزكور أرول وإبراهيم بيلمز من مكتب العصر الحقوقي، والناطق باسم لجنة العلاقات الخارجية في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بردان أوزتورك، والنائبين كلجان كاجماز ساي يغيت ومحمد كاماج، أنهوا اجتماعاتهم في جنوب كردستان.
وبحسب ما بيّنه البيان، فإن الوفد تلقّى مقترحات جميع القوى والأحزاب السياسية الكردية فيما يخص مبادرة القائد عبد الله أوجلان.
وينتظر سليمان إيلجان بفارغ الصبر رسالة الزعيم الكردي عبدالله أوجلان آملاً في أن تجلب السلام إلى تركيا، بعد عقود من النزاع، على رغم أنه غير واثق من إمكانية حدوث ذلك.
جالساً قرب موقد حطب في مقهى في ديار بكر المدينة الكبرى جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية، يقول عامل البناء البالغ من العمر 35 عاماً "نحن متشوقون لسماع الرسالة من أبو (العم، وهو لقب أوجلان في اللغة الكردية)، ليس بأذن واحدة بل بالاثنتين، ولكن من دون كثير من الأمل".
ويقول وهو يدخن سيجارة "هذا صحيح، عملية السلام مجمدة منذ فترة طويلة، بل إنها تأتي متأخرة بعض الشيء... ولكننا نريد السلام وليس الحرب".
نداء تاريخي
ومن المتوقع أن يطلق الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المعتقل منذ الـ15 من فبراير (شباط) 1999، "نداءً تاريخياً" خلال الأسابيع المقبلة، يأمل عديدون أن يشكل مدخلاً لحل ديمقراطي لـ"القضية الكردية".
وفيما جهود السلام مجمدة منذ نحو عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبادرة قام حليفه الرئيس القومي دولت بهجلي بطرحها خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي قبالة سواحل إسطنبول.
ولكن التوجس والقلق لا يزالان قائمين، إذ سبق أن خيمت آمال في تحقيق السلام سرعان ما تبددت، ولا سيما عند انهيار الهدنة التي توصل إليها خلال عام 2015، مما أدى إلى تفجر العنف جنوب شرقي البلاد.
ويقول عباس شاهين الرئيس المشارك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في ديار بكر، إنه "لا يمكن لأي حرب أن تستمر إلى الأبد"، مؤكداً أن "الإصرار على عدم التوصل إلى حل لن يفيد أحداً". واعتبر أن "أسوأ أنواع السلام أفضل من الحرب".
وعلى رغم أن تاريخ رسالة أوجلان المرتقبة لم يحدد بعد، إلا أن الزعماء السياسيين الكرد يقولون إنها وشيكة ويؤكدون أنها ستصدر قبل عيد النوروز (رأس السنة الكردية) خلال مارس (آذار) المقبل.
من جانبه، يؤكد زكي جليك الذي يدير ورشة لصناعة الأدوات الفضية أن رسائل أوجلان "تستقبل دائماً بحماسة" في ديار بكر، مضيفاً "ولكنها فرحة مريرة".
وفي السياق، يشير الرجل الستيني إلى "إقالة رؤساء بلديات منتخبين (من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب)، بينما تقوم الشرطة بمداهمات ويُعتقل صحافيون". ويقول "إن هناك جواً من عدم الثقة".
وخلال مارس 2024، أُقيل ثمانية رؤساء بلديات ينتمون إلى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب من مهامهم، واستبدلوا موظفين إداريين عينتهم الحكومة بهم.
وتؤكد الرئيسة المشاركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في ديار بكر غولسن أوزير أن الصدمات السابقة لا تبعث على الثقة، موضحة أن تخطيها سيستغرق بعض الوقت. وتقول "الأشخاص الذين فقدوا أبناءهم هم أكثر من يريدون السلام، ولا يريدون أن يعيش آخرون الألم نفسه".
مبادرة مختلفة
من جانبه، يشير سيدات يورطاس من مركز تيغر للأبحاث في ديار بكر إلى أن هذه المرة تختلف عن المبادرات السابقة، لأنها تأتي من زعيم حزب قومي.
بالنسبة إلى هذا المحلل، فإن الدولة لاحظت حجم التغييرات التي طرأت على الشرق الأوسط منذ هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي تسبب باندلاع حرب مدمرة في قطاع غزة.
ويقول إن حكومة رجب طيب أردوغان تراقب الحركة التي أدت إلى إسقاط حكم بشار الأسد في سوريا وإبعاد إيران عن الساحة. ويضيف "نحن على أعتاب لحظة تاريخية"، مشيراً إلى أن "الدولة ترى أن هناك حاجة إلى حل دائم للقضية الكردية".
غير أن رجلاً كان جالساً في أحد المقاهي يقول رافضاً الكشف عن اسمه، إنه لا ينسى أن القومي دولت بهجلي ألقى عام 2007 حبلاً من على منصة، ودعا حكومة أردوغان إلى شنق زعيم حزب العمال الكردستاني.
ويتساءل "ماذا تغير منذ ذلك الحين؟"، مضيفاً "ليس لدي ذرة أمل. لقد تعرضنا نحن الكرد للخيانة من قبل السياسيين على الدوام". ولكن يورطاس يصر على أنه على رغم المناخ الحالي فإن المجتمع الكردي الذي عانى عقوداً من العنف، "يتوق إلى السلام".
رسائل لـ3 جهات
الى ذلك أعلنت مسؤولة في حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" في تركيا أن مؤسس حزب "العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان، بعث رسائل من سجنه لـ3 جهات، بينها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال وشرق سوريا.وقالت عائشة غول، الناطقة باسم الحزب (يختصر بحزب ديم)، الثلاثاء، إن بقية الرسائل استهدفت جبال قنديل وأوروبا، في إشارة منها لأعضاء وقادة حزب "العمال" هناك.
ولم تكشف غول عن فحوى الرسائل التي تلقتها الجهات الثلاث من أوجلان، المدرج، مع حزب العمال الكردستاني، على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى.
وقالت، بحسب ما نقل موقع "دوفار"، "أود أن أعطي معلومات مباشرة حول هذا الموضوع. نعم وصلت رسالة السيد أوجلان إلى الجهات المعنية في قنديل وأوروبا وشمال وشرق سوريا".
وتابعت: "وقد شرحوا ذلك بأنفسهم أيضا. لقد أكدنا هذا. هناك رسالة تم تسليمها إلى مسؤولي مؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني (KCDK-E) والكونغرس الوطني الكردي (KNK) في أوروبا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا)".