×

  المرصد الامریکي

  بعد لقاء السعودية.. كيف يتعامل الشرع مع مطالب ترامب الخمسة؟



*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

بدعوة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، تم عقد لقاء في (الرياض) صباح  الأربعاء  ( 14 / 5 / 2025 م ) بينه و رئيس الولايات المتحدة الأمريكية  دونالد جي ترمب، ورئيس الجمهورية التركية  رجب طيب أردوغان (مشاركًا عبر اتصال هاتفي) و رئيس الجمهورية العربية السورية  أحمد الشرع، وتم تناول مستقبل الأوضاع في سوريا، وتأكيد أهمية استقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، وتحقيق الأمن والرخاء للشعب السوري، وكذلك بحث الأوضاع الإقليمية وأهمية العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.

 وأعرب الشرع عن شكره وتقديره لقرار الرئيس دونالد ترمب إزالة العقوبات عن سوريا، وأن هذا القرار سيفتح صفحة جديدة لتمكين إعادة بناء سوريا وإحياء اقتصادها والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار فيها، كما أعرب عن شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وللرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية على جهودهما في دعم سوريا وطلب رفع العقوبات عنها.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب حث الشرع أيضا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ورغم المخاوف التي تسود قطاعات من إدارته بشأن العلاقات التي كانت تربط في السابق قادة سوريا الحاليين بتنظيم القاعدة، قال ترامب أمس الثلاثاء في كلمة ألقاها بالرياض إنه سيرفع العقوبات عن سوريا، في تحول كبير للسياسة.

ويشكل القرار دفعة قوية للشرع الذي يكافح لبسط سيطرة حكومة دمشق على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

 

ما أهم العقوبات المفروضة على سوريا؟

ومن أهم العقوبات التي فُرضت على سوريا خلال سنوات النزاع: تجميد أصول الحكومة السورية في الخارج، وحظر التعاملات المالية ومنع التعاون مع البنك المركزي السوري والمؤسسات المالية السورية في الخارج، إضافة إلى تقييد الاستثمار في قطاعات النفط والغاز والطاقة. كما شملت العقوبات منع استيراد النفط السوري وحظر بيع المعدات النفطية، وفرض قيود على استيراد أو تصدير سلع وخدمات معينة. كذلك، مُنع تصدير التكنولوجيا والمعدات التي قد تُستخدم في الأغراض العسكرية، وتقييد تصدير تكنولوجيا الرقابة الإلكترونية المستخدمة في مراقبة الإنترنت. ومن بين الإجراءات أيضاً، منع الطائرات السورية من التحليق في أجواء الدول الغربية أو الهبوط في مطاراتها، إلى جانب حظر تصدير الطائرات وقطع الغيار إلى سوريا، وفرض عقوبات على حركة الأشخاص شملت قيوداً على السفر وتجميد الأصول لبعض الشخصيات.

وبينما ينتظر السوريون رؤية نتائج ملموسة لقرار رفع العقوبات، تأمل الحكومة الجديدة في أن يُسهم هذا الانفراج في إطلاق مشاريع إعادة الإعمار، وإنعاش الاقتصاد الوطني، ووضع حد لمعاناة الملايين الذين تأثروا بعقد من الحرب والحصار الاقتصادي.

 

مطالب ترامب الخمسة

عندما نشرت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، بيانا على منصة "أكس" حدّدت فيه خمس نقاط أساسية حث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الرئيس السوري أحمد الشرع على تنفيذها، لم يكن ذلك مجرد بادرة دبلوماسية، بل خارطة طريق لعودة سوريا إلى النظام الدولي.

بعد سنوات من الحرب والعزلة والتدخلات الخارجية في سوريا، يقف الرئيس الشرع أمام مفترق طرق تاريخي. رفع العقوبات الأميركية، بدعم من السعودية وتركيا، يفتح الباب لتحول سياسي جذري. لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لإعادة بناء سوريا. ما سيفعله الشرع الآن هو ما سيحدد مستقبل البلاد.

بحسب بيان ليفيت، حث ترامب نظيره السوري على حسم خمسة ملفات أساسية:

 

الملف الأول:

 الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام والاعتراف بإسرائيل. وهو ما سيكون خطوة تقلب الموازين في الشرق الأوسط، إذ تصبح سوريا أول دولة من "دول المواجهة" التقليدية التي تطبّع علاقاتها مع إسرائيل، وتوقع اتفاقية سلام. وهذا ليس ملفا بسيطا في سوريا، مع أنه يلاقي قبولا شعبيا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

 

الملف الثاني:

 طرد الإرهابيين الأجانب، وهم على الغالب المقاتلين الأجانب، الذين قاتلوا إلى جانب الشرع، والمتهمين بارتكاب مجازر وجرائم حرب في سوريا. وهؤلاء المقاتلون، الذين انخرطوا في صفوف المعارضة منذ عام 2011، يحملون تجارب قتالية متنوعة وارتباطات أيديولوجية متعددة، معظمها تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، وقد جرى دمج كثيرين منهم في الجيش السوري.

هذا الملف يعتبر معقدا بالنسبة إلى الرئيس السوري.

في تصريحات سابقة، أكد الشرع، أن المقاتلين الأجانب الذين ساهموا في الإطاحة بنظام الأسد "يستحقون المكافأة".

وأوضح، في لقاء مع صحفيين منتصف يناير الماضي، أن جرائم نظام الأسد أدت إلى الاعتماد على مقاتلين أجانب يستحقون المكافأة على مساندة الشعب السوري، بعدما شاركوا في الثورة وساهموا في إسقاط النظام، ملمحاً إلى إمكانية منحهم الجنسية السورية.

وأضاف: "جاؤوا من جميع أنحاء العالم الإسلامي إلى سوريا، من منطلق التعاطف مع السوريين، وعددهم حالياً ليس كبيراً جداً، وجميعهم وافقوا على الامتثال لتوجيهاتنا وسياستنا، وهم لا يشكلون خطراً على الدول الأخرى، ويستحقون أن نكافئهم على جهودهم". وأكد أنه ستتم معالجة أوضاعهم وتسويتها وفقاً للقانون.

اليوم يواجه الشرع تحدياً في ترحيل هؤلاء المقاتلين مع ما يحمله هذا الأمر من احتمالات الاصطدام معهم داخلياً.

 

الملف الثالث الساخن،

 هو ترحيل المسلحين الفلسطينيين الذين تصنفهم الولايات المتحدة على لوائح الإرهاب، خصوصاً حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". ولطالما استضافت سوريا، في عهد الرئيسين حافظ وبشار الأسد فصائل فلسطينية مسلحة ذات صلات عميقة بإيران. وبالفعل بدأ الشرع بتطبيق خطوات في هذا المجال منذ نهاية أبريل الماضي حينما قامت القوات الأمنية السورية باعتقال قياديين بارزين من حركة "الجهاد الإسلامي".

 

الملفان الرابع والخامس مرتبطان بتنظيم داعش الإرهابي.

 في الملف الرابع المطلوب من الشرع، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض، التعاون مع الولايات المتحدة لمنع عودة نشاط داعش في سوريا، والعمل على عدم تحول سوريا مجددا أرضاً خصبة لنمو التنظيمات المتطرفة.

ويرتبط الملف الخامس بإدارة معتقلات داعش في شمال سوريا. هذه السجون تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تتولى إدارتها والاشراف على آلاف المعتقلين من عناصر التنظيم الإرهابي.

يطلب ترامب بوضوح من الشرع تولي هذا الملف وتحمل مسؤوليته من الدولة السورية المركزية، وهو ما قد ينعكس أيضاً على العلاقة المتوترة أصلاً بين الشرع و"قسد".

ومن خلال دعوته الشركات الأميركية للاستثمار في النفط والغاز السوري، وتأكيده على التزامه باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 مع إسرائيل، يُطلق الرئيس الشرع نهجاً جديداً للسياسات السورية التي اتسمت بمعاداة الغرب والانخراط في محور إيران في زمن الرئيس المخلوع بشار الأسد. لكن الخطاب وحده لا يكفي. كل واحدة من الخطوات الخمس التي حددها البيت الأبيض هي متطلبات أساسية تتسم بالجدية لدى إدارة ترامب، وهي ليست مجرد مقترحات.

سيكون الشرع أمام امتحان تطبيق هذه الخطوات في الشهور المقبلة على طريق عودة سوريا إلى المجتمع الدولي بعد رفع العقوبات. إذا فشل الشرع بذلك، فإن سوريا على الأرجح مهددة بالعودة إلى العزلة. وإذا نجح، يكون قد حوّل سوريا من ساحة حرب إلى فرصة حقيقية للسلام والازدهار.

 

ترامب متحدثا عن الشرع: عظيم وجذاب ومقاتل

هذا وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بعد مغادرته الرياض، التي وصلها يوم الثلاثاء في بداية جوله الخليجية.وقال ترامب إن الشرع "عظيم، أعتقد أنه جيد جدا. شاب جذاب وقوي البنية وله ماضٍ قوي. ماض قوي للغاية، مقاتل"، حسبما نقلت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست.

ونقلت شبكة "سي ان ان" عن ترامب قوله : "لديه فرصة حقيقية لحشد الصفوف. تحدثتُ مع الرئيس أردوغان. أنا مُنفتح جدًا لهذا الأمر. يشعر أن لديه فرصة للقيام بعمل جيد".

وكشف البيت الأبيض، الأربعاء، جانبا من الحوار الذي دار بين الرئيسين الأميركي والسوري ،خلال لقائهما في الرياض.

كما طالب ترامب الشرع بترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها واشنطن إرهابية من سوريا.

وطلب الرئيس الأميركي من نظيره السوري "مساعدة أميركا في منع عودة تنظيم داعش".

في المقابل، أبلغ الشرع ترامب أنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، وفق البيت الأبيض.

واللقاء بين ترامب والشرع هو الأول بين رئيسين أميركي وسوري منذ 25 عاما.

 

الخارجية الأمريكية : رفع عقوبات سوريا «تطور زلزالي»

الى ذلك قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية مايكل ميتشيل، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا يعد «تطورا زلزاليا».

وأضاف، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية" تنشر لاحقا كاملة: "هذه الخطوة من قبل الرئيس ترامب تمثل تطورا زلزاليا في ما يتعلق بسوريا، لأنه من المعروف جدا أن شعب سوريا كان يعاني بسبب هذه العقوبات الاقتصادية ضد نظام الأسد".

وأكد أن "هذا يمثل فرصة لكي نرى تقدما اقتصاديا يُحسن الظروف الإنسانية في سوريا".

وفي الوقت نفسه، أوضح أنه "يجب متابعة التطورات على الأرض لأن سوريا لا تزال تعاني من انفلات أمني سياسي. هناك المزيد من الطائفية، وانتهاكات لحقوق الأقليات. ورفع هذه العقوبات لا يعني أن الولايات المتحدة لن تهتم فيما يجري في سوريا".

وأضاف ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض: "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق".وتابع "حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية".


15/05/2025