ماذا نريد من مؤتمر القمة؟
*زهير كاظم عبود
بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تجمعت في العراق واستقرار الوضع الأمني، كان لا بد للعراق أن يؤكد دوره الإقليمي والقيادي في منطقة تكاد تشتعل بالأزمات، بعد أن برهن بسياسته المعتدلة انه فاعل متوازن ومؤثر في القضايا التي تخص العرب، ووسيطٌ للتقارب وحل الازمات يؤثر في تبديد نقاط التوتر والاحتقان السياسي وطرح المبادرات التي تمكن إيجاد مخرجات للحلول التي تنهي الازمات وتخففها وتمهد للحياة الخالية من التوتر التي نستحقها. وبعد المواقف الراسخة لدعم القضية الفلسطينية، وخصوصا المواقف السياسية والدبلوماسية لدعم غزة وأهلها، والوقوف بحزم والتصدي لكل محاولات التطبيع التي لا يمكن ان تحقق ابسط مطالب الشعب الفلسطيني، ولا تسهم في تحقيق أي من حقوقه المشروعة وحقه في الحياة والكرامة، كان لا بد من الاطلاع على وجهات نظر الزعامات العربية المعنية بهذا الخصوص، ومحاولة تقريب وجهات النظر بما يحقق مطالب الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية، بالإضافة إلى التنسيق بين القيادات العربية لتوحيد المواقف من التنظيمات الإرهابية وخطورتها على شعوبنا، بعد أن نجح العراق في خوض معارك شرسة وضارية ضد التنظيمات الإرهابية، التي تشكل مصدر قلق وخوف للبشرية جمعاء، ويجد العراق أن التعاون المشترك بين الدول العربية مفتاحٌ للوصول إلى الحلول المشتركة، التي تدلل على الشراكة والأخوة والحرص على المصالح المشتركة.
وبعد هذا الاستقرار الأمني والسياسي لا بد من إيجاد حاضنة لاستقطاب الاستثمارات العربية لدعم وترميم البنية التحتية في العراق، وما سيحققه هذا الاستثمار من خلق فرص عمل ومنافع مشتركة للعراق وللجهات التي تستثمر في جميع القطاعات المتوفرة اليوم في العراق، خصوصا استغلال القطاعات التي لم يتم استثمارها في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة، وذلك بالمساهمة الفعالة بالمشاركة في عملية البناء وإعادة الاعمار، ولا بد ان يجد العراق دعما عربيا سياسيا معنويا في هذا المجال، ويؤكد العراق وبما لا يقبل الشك على امتلاكه للقرار السيادي، وتطبيقه لمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول، وسعيه الدائم لإيجاد حل للنزاعات بالطرق السلمية، وانه يقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة، ويحترم التزاماته الدولية، ويبرهن بالملموس انه لا يسمح لأية جهة كانت أن تكون الأرض العراقية ساحة أو معبر للاعتداء على دولة أخرى، وسيبقى على الدوام محورا محايدا يتصدى للوساطة بما يخفف التوتر وينتهي للتفاهم والتوصل إلى الحلول السلمية.
العراق اليوم بحاجة ماسة لدعم الاشقاء في مجال تحسين البيئة الإقليمية، وإيجاد صور من التقارب والتفاهم بين الدول العربية، وان تكون بغداد الساحة التي تجمع القادة العرب، وهي المركز الذي يستقطب الجميع لإيجاد سبل للتفاهم والتعاون المشترك، والمشاركة الفعالة في معاونة الدول التي تحتاج للدعم المادي والسياسي.
يتطلع أبناء العراق إلى النتائج التي سيحققها هذا المؤتمر، ونعقد الأمل على ألا يكون كغيره من المؤتمرات، التي لم تحقق الملموس من القرارات التي اتفقوا عليها، ولأننا نعيش وسط توترات واشكالات إقليمية وعربية لابد من ان يتحمل الجميع هذه المسؤولية امام التاريخ وامام الشعوب العربية.
15/05/2025
|