* وكالة فرات للأنباء
قيّم دوران كالكان أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني المؤتمر الطارئ والتاريخي الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني والذي يعتبر رداً على دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي"، الذي انعقد بين 5 ـ 7 من أيار في منطقتين مختلفتين من مناطق الدفاع المشروع خلال مقابلة على قناة مديا خبر (Medya Haber TV).
وأوضح كالكان بأنه يجب فهم نتائج المؤتمر الثاني عشر من قبل الشعب وخاصة من قبل قادة المرحلة الجديدة، النساء والشباب بشكل صحيح وقال" يجب علينا استخلاص الدروس من الماضي وفهمها، والتعمق فيها، وعلى هذا الأساس طرح النقد والنقد الذاتي، إن المرحلة هي مرحلة النقد والنقد الذاتي، ومرحلة استخلاص الدروس من الماضي، ولكن دون أن نبقى في الماضي، علينا النظر إلى ما هو الجديد، والانضمام إلى العملية بكل قوة بالسير على الخط الآبوجي بشجاعة وتفان كبير".
تقييمات دوران كالكان هي كالتالي:
العملية ستفتح طريق الحرية والديمقراطية والاشتراكية
أريد ان أقول بدايةً، أن القائد آبو قد حضّر هذا المؤتمر، أصبح إرادة المؤتمر، وهو صاحب الجهد الأكبر، أحييه بكل حب واحترام.
لقد أصبح هذا المؤتمر مؤتمراً تاريخياً ومثمراً ومتخذاً للقرارات، حقيقةً، إن العديد من مؤتمرات حزب العمال الكردستاني، على الرغم من أنها لا تقول الشيء نفسه للجميع، مرت بأوقات حرجة للغاية ونقاط تحول، ظهر تجديد، ومع القرارات التي اتخذتها، مهدت الطريق لخطوات جديدة في نضال الحرية.
حتى الآن وصلنا إلى هنا على هذا الأساس، مؤتمرنا الثاني عشر لم يُخرّب هذا التقليد، بل اظهر تصميماً أعمق، أنهى مأساة تاريخية، وأصبح الأساس وبداية عصر جديد.
الآن نستطيع أن نقول هذا بكل سهولة، في مسيرة الحرية الآبوجية، انتهى عصر حزب العمال الكردستاني وبدأ عصر جديد، لقد وصف القائد آبو العصر الجديد "عصر السلام والمجتمع الديمقراطي" وقال بأنه سيحقق نضال المجتمع الديمقراطي للعصر الجديد، إنهم يؤمنون بذلك، على هذا الأساس سيكون المرحلة التي أمامنا وسيلة لتطورات جديدة وسيفتح الطريق أمام خطوات نحو الحرية والديمقراطية والاشتراكية، طبعاً هذا يتحقق من خلال النضال والجهود، ولذلك فقد دخلنا عصر جديد من النضال.
كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ يعني هذا موضوع يتم مناقشته، معروف منذ زمن طويل، إذا قلناها على نحو شعبي، هي نتيجة نضال آخر عشر سنوات، بدأت هذه المرحلة بعد إحباط وهزيمة وفشل هجمات الحرب الخاصة والشاملة على أساس "خطة عملية التدمير" من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته، مرة أخرى، فرضت الحرب العالمية الثالثة في المنطقة مثل هذه العملية.
هذا كله كان ضرورياً من أجل حكومة حزب العدالة والتنمية والجمهورية التركية، الجمهورية بنموذجها الذي يعود إلى مائة عام، رأت وفهمت أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في مواجهة مقاومة الشعب الكردي من أجل الحرية وعواقب الحرب التي يشنها النظام العالمي في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من 30 عاماً، ولم تعد قادرة على الاستمرار في العقلية والسياسة المبنية على إنكار الكرد، ورأت أن البقاء في مثل هذه الحالة يشكل لهم مخاطر كبيرة، قال بعض الإداريين إنها "مشكلة أمن"، لقد رأوا أن الدولة والجمهورية تواجهان مشكلة أمنية، وهنا أطلقوا دعوة.
نحن نعلم ان دولت بهجلي زعيم حزب الشعب الجمهوري قد طوّر مثل هذه الدعوة منذ بداية شهر تشرين الأول، القائد آبو التقى لأول مرة بعد أربعة أعوام مع عمر أوجلان ابن شقيقه في 23 تشرين الأول ورد على هذا الشيء، قال القائد آبو" لو يفكرون هكذا وتم إطلاق هذه الدعوة، فإنني أفهم ذلك ولن أُبقيها بلا رد وبلا ثمن، إذا كانت الظروف والشروط مواتية، فإنني أملك القوة لنقل القضية الكردية من ساحة الصراع والعنف إلى الساحة السياسية والقانون الديمقراطي"، بقول "إذا أتيحت الفرصة وتم إنشاء الأساس، فسوف ألعب دوراً في هذه المسألة"، أعلن عن عملية جديدة وسمّاها.
مانفيستو القرن"،"مانفيستو الديمقراطية"،" مانفيستو العصر
بعد هذا الشيء، بقيت الأطراف على دعواتهم وتصريحاتهم الأولية، وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب دخل مرةً أخرى على الخط، بروين بولدان وسري سريا أوندر اللذين عملا ضمن الوفد الوسيط بين إمرالي والرأي العام وحزب العمال الكردستاني في أعوام 2013 ـ 2015، دخلا على الخط مرةً أخرى من قبل الحكومة، وخلقت الفرصة للقاء مع القائد، ومن ثم دخل حزب المساواة وديمقراطية الشعوب كقوة فعالة على الخط.
وأخيراً وبدون أي تأخير، ومع تصريحات الأطراف، أطلق القائد آبو دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" في 27 شباط 2025، الجميع وصفها بأنها "مانفيستو القرن"،"مانفيستو الديمقراطية"،" مانفيستو العصر"، وأوضح الكثير من المثقفين بأنه، عدا القائد آبو، لا أحد يستطيع أن يحضّر هكذا خِطاب وأن يظهر هكذا إرادة" وأطلقوا دعوة، قبل ذلك، أرسلنا نحن والقائد آبو رسائل إلى العديد من الأحزاب، حدد هدفه، ونحن استجبنا، وأراد أن تتحقق هذه الدعوة.
لا داعي لتكرار ذلك، فقد استجبنا عبر بيان، ولتمهيد الطريق لهذه العملية، وتنفيذ أهداف وغايات الدعوة، وإيجاد أساس جيد، أعلنا وقف إطلاق النار في الأول من آذار، من طرف واحد... ولتسهيل تقدّم النقاش، عارضت بعض الدوائر هذا الأمر، وكان هناك من لم يعرف هذا، وكان هناك العديد من الأشخاص الذين حاولوا تخريبها من الداخل والخارج.
ولكن هذا العمل تم بصبر، ذاك الشخص الذي كان الأكثر صبراً، والأكثر محاولة، والأكثر الذي خاطر بحياته كان في الواقع شهيدنا الأخير، سري سريا أوندر، نستذكره مرةً أخرى، حقيقةً، كان سري سريا أوندر شهيدنا الأخير، سوف نستذكر ونقيّم ونتحدث دوماً عن محاولاته وعمله بامتنان.
بالنتيجة كان موقفنا هو: نحن مستعدون للقيام بكل ما يُطلب منا، قالوا "يجب أن ينعقد المؤتمر"، لكننا قلنا إننا لا نملك القوة والإرادة للقيام بذلك، وقد أعلنا ذلك أيضاً للقائد آبو عبر رسالة، بعد الدعوة، أعلنا ذلك للرأي العام في بياننا بتاريخ الأول من آذار، بعبارة أخرى، هذا لم يكن شرطاً، بل كان تعبيراً عن وضع ملموس، يعني أن القائد آبو وحده هو القادر على فعل ما يُراد فعله، لم توجد إرادة أو قوة أخرى قادرة على فعل ذلك.
طلبوا منا أن "نتخلى عن الكفاح المسلح"، وأن "نتخذ قراراً بتغيير الاستراتيجية"، وأن "نتخذ قراراً بحل حزب العمال الكردستاني"، لا يمكن لحزب العمال الكردستاني، كما قال دولت بهجلي، أن يفعل ذلك إلا القائد المؤسس لحزب العمال الكردستاني، كانت هناك رغبة في ترك السلاح، وهذا الأمر قيد المناقشة، يعني أن الجميع حمل السلاح لضمان حرية القائد آبو الجسدية، لقد انضموا إلى القائد آبو، كيف يمكننا إيقاف هذه الحرب وإلقاء هذا السلاح؟
في ذاك الوسط، حاولنا استخدام السلاح بقدر استطاعتنا لتحقيق ذاك الهدف، لمنح القوة والمساندة، هذه كانت وظيفة إدارتنا، غير ذلك، لم يكن ممكناً، لقد قلنا هذا من قبل، أثناء عملية 2013، في رسائلنا إلى القائد آبو في ذلك الوقت: نحن نخوض حرباً، سواء صح أم خطأ، ناحجة أم لا، توجد إدارة حرب، ولكن إذا كانت تلك عملية سلام، فلا يمكننا أن نكون نحن من يقودها.
نحن لا نستطيع أن نقوم بمهمة اتخاذ هذه القرارات، وإرضاء الحركة والشعب، وإعادة توجيههم، قلنا أن القائد آبو فقط هو القادر على فعل ذلك، كان هذا وضعاً واضحاً، وليس شرطاً، بل تعبيراً عما سيحدث، في ذلك الوقت، قال لنا القائد آبو: "أرحّب بقراركم هذا كرفيق، وأحترمه، وعلى هذا الأساس، سأسعى جاهداً لإنجاز كل ما يقع على عاتقي بنجاح"، لقد ظل الوضع على هذا النحو منذ ذلك الحين، هذا الوضع ليس بجديد.
مؤتمرنا اتخذ قرارات تاريخية
في الواقع، كل الذين يقودون هذه العملية في الدوائر الحكومية وفي الدولة معروفون، نريد أن يعرف الرأي العام أيضاً، لأن هناك الكثير من النقاشات، وفي النهاية، ورغم أن الأمر لم يكن بالضبط كما أردنا، فإن مشاركة القائد آبو كانت طوعية في إقناع المؤتمر والتوصل إلى قرار، وعندما حدثت مثل هذه المشاركة، تمكنا من عقد المؤتمر على الفور. لقد فعلنا ذلك بإرادتنا، في مناطقنا، وبقوتنا.
كان يُناقش على هذا النحو: "هذا سيحدث، وهذا سيحدث..." نحن قوة تقاتل، حسناً، هناك معارك ونحن نقدم شهداء، ولكننا نخوض حرباً أيضاً، ولم ننجز بعد إمكاناتنا الحربية بشكل كامل، وفي هذا الصدد، عقدنا هذا المؤتمر بإرادتنا الحرة، اتخذ مؤتمرنا قرارات تاريخية.
وجاء في التصريحات أن قرارات اليوم تاريخية، وسيتم الإعلان عن كافة القرارات قريباً، لقد اتخذنا قرارات في بعض الأجزاء، سنشارك قراراتنا مع الرأي العام، كان مؤتمرنا مفتوحاً للرأي العام، ونتائجه ستكون مفتوحة أيضاً.
هل ستشهد تركيا تحولاً جذرياً؟
من المؤكد بأنَّ هنالك تغييرات ستحدث في تركيا، وسوف يحدث هذا مع التحول النموذجي في الجمهورية التركية، سيتم التخلي عن تلك الذهنية والسياسات المعادية للكرد، والعداء تجاه الكرد وإنكار وجوده، وبدلاً من ذلك، سيتم قبول وجود الكرد، سيتم قبول الحقوق الوطنية الديمقراطية والحياة الحرة، وسيكون من المقبول أن يعيشوا مع الشعوب الأخرى وفق نموذج أخوة الشعوب و الوحدة الديمقراطية.
وهذا ما يريده الكرد، لا توجد أي محاولة للانفصال، التقسيم، التجزئة أو التحول إلى دول انفصالية، هل ستحقق الجمهورية التركية تحولاً جذرياً؟ فهل ستتغير السياسة التي تنتهجها؟ إذا حدث هذا، فإنَّه سيؤثر على المنطقة والعالم برمته، نحن نرى هذا، هل يوجد مثل هذا الوضع في ظل الوضع السياسي الحالي في تركيا والجمهورية التركية؟ لأنَّنا لا نعرف حقيقةً، لذلك لا يمكننا قول أي شيء بوضوح.
هناك بعض الأشياء التي لاحظناها، هناك بعض الأشخاص الذين يجدون بأنَّ النموذج الحالي والسياسات والذهنية تضعهم في موقف صعب للغاية، ومن جهة أخرى هناك بعض الأشخاص الذين هم أصدقاء للكرد - مثل، سري سُريا أوندر، أنَّهم أصدقاء أقوياء جداً، وهناك أطراف ديمقراطية وأخرى اشتراكية أيضاً.
هناك بعض الأطراف التي لا تستطيع تطبيق النموذج الحالي ولا تتجه كثيراً نحو الأمام مع الصراعات والتطورات وتواجه العديد من الصعوبات، هناك أسئلة تدور في ذهن الجميع، ونحن ننظر إلى الأيام الأخيرة، يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات.
يقولون "لن تسير الأمور على هذا الشكل، نحن ندخل عصراً جديداً" أنَّهم يصرحون هذا، ولكنهم يتجاهلون نوع العمل، على سبيل المثال، ما هو العصر الجديد؟ يقولون بأنَّ هناك مشكلة عدم الاستقرار والأمن، من أين جاءت هذه المشكلة؟ لقد انتشرت الحرب من مكان آخر، نحن نسميها الحرب، وهم يسمونها إرهاباً، هناك جو من الحرب والصراع، من أين تأتي؟ إنَّهم لا يجيبون على هذا السؤال حقاً، نعم، هذه الأشياء موجودة، وحزب العمال الكردستاني يفعل هذه الأشياء، ولكن هذا يحدث بسبب عقلية وسياسة الإنكار اتجاه الكرد والتي تهدف إلى تدميرهم، وتنشأ مشكلة الأمن وعدم الاستقرار بسبب الوضع المجزأ الذي يعاني من الصراعات الداخلية.
إنَّ تركيا الحالية لا تستطيع بناء وحدتها وسلامتها وقوتها، ولهذا السبب لا يستطيعون قول ذلك بشكل علني، هذا ما يقوله بعض الأطراف، وخاصة الأطراف اليسارية- الديمقراطية، والأطراف التي تطالب بتحرير المرأة، لدينا أصدقاء وحلفاء، وهم يفعلون هذا، ولكن داخل المؤسسة السياسية المهيمنة، هناك من يقول "لا بد من حل هذه المشكلة بطريقة أو بأخرى" وهناك من يقول أيضاً "يجب الاعتراف بالكرد" لقد وصل الأمر إلى هذا المستوى.
عندما قال ديميريل في عام 1992 "نحن نعرف الحقيقة الكردية" حتى دوغان غورش كان يتحدث باللغة الكردية، ولا يزال الوضع على حاله الآن، وهناك تصريحات مماثلة من أحزاب المعارضة - وخاصة حزب الشعب الجمهوري، وكان موقف حزب العدالة والتنمية مختلفاً جداً في الماضي، بمعنى آخر، بعد وصوله إلى السلطة، اتجه نحو نموذج الدولة، قبل أن يتولى السلطة كان شيئاً، وبعد أن تولى السلطة أصبح شيئاً آخر، وقال القائد آبو عن نهج حزب الحركة القومية ودولت بهجلي "أرى تحولاً نموذجياً" إنَّه واضحٌ بشكل جزئي، ولكن بدون مثل هذا الوضوح، لا يمكننا التأكيد على أي شيء فليوضحوا هذا المسألة.
الشيء الذي يجب تغييره هو أسلوب الكفاح المسلح
بمعنى آخر، إذا تم تدمير ما تم بناؤه من خلال المقاومة لمدة 50 عامًا -فقد تم بناؤه بالفعل من خلال هذه السنوات -فإن الوجود الكردي أعيد خلقه من خلال نضال حزب العمال الكردستاني. بعد انهيار التنظيم والبناء الاجتماعي الكردي التقليدي، دخل القائد آبو في النضال من أجل بناء كردية حرة جديدة وكردية ديمقراطية. إن المجتمع الكردي موجود بقدر ما هو متعلم ومنظم.
والآن وقد قمتم بحل كل هذه المنظمات، فإنكم ستدمرون الكرد بالفعل. لا يوجد شيء من هذا القبيل، لا ينبغي لأحد أن يفهم الأمر بهذه الطريقة. لذلك لا يحدث شيء من هذا القبيل.
ما يجب أن يتغير هو أسلوب الكفاح المسلح، النموذج الذي يعتبر النضال الأساسي كمنهج وينظّم نفسه وفقًا له، هو موضع نقاش. التنظيمات المسلحة للمقاومة تناولت هذا الموضوع في النقاشات، كما أن القائد آبو والأطراف المعارضة أيضاً تناولوا هذا الموضوع بوضوح."
ومن هذا المنطلق يجب أن نقول هذا: إن المنظمات السياسية الديمقراطية والمجتمع الأيديولوجي الكردي يواصل عمله ونضاله على هذا الأساس. وسيتم تطويره بشكل أكبر، على أساس النموذج الجديد، يعتمد على المشاركة الفعالة في العملية الجديدة. ينبغي على الجميع أن يعرفوا هذا.
ينبغي للمنظمات أن تعرف هذا، وينبغي لمجتمعنا أن يعرف هذا. ينبغي للنساء والشباب على وجه الخصوص أن يعرفوا ذلك. إذا لم يتم معرفة هذا وفهمه على النحو المعاكس، فهو خطأ، وسيبرز خطر في الوسط. لكن الوضع الحقيقي ليس كذلك.