لم يكتف وزير الخارجية الامريكي، ماركو روبيو، بالدعوة أمام الكونغرس إلى إلغاء «قانون قيصر» الذي يفرض عقوبات صارمة على سوريا، بل حذر في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، يوم (الثلاثاء)، من أن سوريا في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع من حرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي فعلياً إلى تقسيم البلاد.
وقال روبيو إن سبب رفع ترمب للعقوبات عن سوريا هو فتح المجال أمام دول المنطقة لمساعدة الحكومة الانتقالية هناك.
وقال روبيو أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ: «تقييمنا هو أن السلطة الانتقالية، وبصراحة، في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع - وليس عدة أشهر - من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي فعليا إلى تقسيم البلاد».
وقال روبيو ممازحا إن «شخصيات السلطة الانتقالية لم تنجح في فحص الخلفية (الأمنية) لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي». لكنه أضاف: «إذا تعاملنا معهم، فقد ينجح الأمر، وقد لا ينجح. إذا لم نتعامل معهم، فمن المؤكد أن الأمر لن ينجح».
وألقى روبيو الذي التقى وزير الخارجية السوري في تركيا الخميس، باللوم في تجدد أعمال العنف على إرث الأسد المنتمي للطائفة العلوية. وقال: «إنهم يواجهون حالة انعدام ثقة عميقة داخل البلاد، لأن الأسد تعمّد إثارة الخلاف بين هذه الجماعات ضد بعضها البعض».
وقال وزير الخارجية الامريكي خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، “الأمر لا يتعلق بالسلطات الانتقالية، لا نعتقد أنها تسبب ضررا، المشكلة تكمن في عناصر أخرى على الأرض تُشكل تهديدا”.
وتابع “علينا حماية ليس فقط من يدخلون البلاد، بل أيضا من قد يُجبرون على المغادرة، يجب أن نكون مستعدين للإجلاء، وأن نضع خططا للحماية من الهجمات”.
وشدد على أن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر، وأن الولايات المتحدة لا تستبعد احتمال سقوط الحكومة المؤقتة في سوريا خلال الأسابيع المقبلة وانزلاق الوضع إلى “حرب أهلية واسعة النطاق”.
وأوضح أن “السلطة الانتقالية تواجه عدداً من التحديات، أولها أنها تتعامل مع حالة انعدام ثقة داخلية عميقة بسبب سياسة الأسد المتعمدة في تقسيم المجتمع، والتحدي الثاني هو مسألة النزوح حيث يعيش ما بين 6 إلى 7 أو حتى 8 ملايين سوري خارج البلاد”.
وقال روبيو، في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، في معرض دفاعه عن طلبه هذا: «لأكون صريحاً، لن يكون رفع العقوبات كافياً مع استمرار (قانون قيصر)، يمكننا إصدار استثناءات، لكن إلغاء هذه الاستثناءات، نظراً لانتهاء صلاحيتها، لن يجذب النوع المطلوب من الاستثمار الأجنبي. وفي النهاية، يجب أن يتم اتخاذ شيء على مستوى الكونغرس أو بصورة أشمل لضمان أنه إذا تم اتخاذ الخطوات الصحيحة، يمكننا خلق بيئة لنمو القطاع الخاص الذي يبدأ في توفير فرص اقتصادية للشعب السوري».
وقال روبيو إن سبب رفع ترمب للعقوبات عن سوريا هو فتح المجال أمام دول المنطقة لمساعدة الحكومة الانتقالية هناك.
وأضاف أن ما يحصل في سوريا سيكون له تأثير عميق على ما يحدث في لبنان، وهذه فرصة تاريخية لهذا البلد. وقال: «إذا نظرنا إلى المنطقة بعد عامين من الآن، حيث تكون سوريا ولبنان مستقرتين، سيفتح ذلك فرصاً هائلة في المنطقة لتحقيق السلام والأمن وإنهاء الصراعات والحروب، وهي من الواضح مهمة كبيرة وتحتاج إلى تفكير واسع النطاق، لكنها فرصة».
امريكا تعيّن سفيرها لدى تركيا مبعوثاً خاصاً إلى سوريا
ذكر مصدر مطلع ودبلوماسي في تركيا أن الولايات المتحدة ستعين توماس باراك، السفير الامريكي الحالي في أنقرة وصديق الرئيس دونالد ترمب، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
يأتي القرار بعد إعلان ترمب المهم قبل أيام رفع العقوبات الامريكية على سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
ورداً على طلب للتعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية: «لا يوجد إعلان في الوقت الحالي».
وقال وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو، في حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، إنه سمح لموظفي السفارة التركية، بمن فيهم باراك، بالعمل مع المسؤولين المحليين في سوريا لفهم نوع المساعدات التي يحتاجون إليها.
وأضاف روبيو: «نريد أن نساعد هذه الحكومة على النجاح؛ لأن البديل هو حرب أهلية واسعة النطاق وفوضى، وهو ما من شأنه بطبيعة الحال زعزعة استقرار المنطقة بأكملها».