×

  شؤون دولية

  الاعلان عن وقف فوري لإطلاق النار في السويداء بعد اشتبكات دموية



*تقرير المرصد/فريق الرصد والمتابعة

أعلنت الرئاسة السورية، يوم السبت، وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار في السويداء جنوبي البلاد.

وفي بيان، قالت الرئاسة السورية إنّ هذا القرار يأتي "في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصاً على حقن دماء السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها، واستجابةً للمسؤولية الوطنية والإنسانية".ودعت الرئاسة الجميع إلى فسح المجال أمام الدولة السورية ومؤسساتها وقواها "لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الدستور ووقف سفك الدماء".

كما أهابت الرئاسة بجميع الأطراف، دون استثناء، الالتزام الكامل بالقرار، ووقف جميع الأعمال القتالية على الفور في جميع المناطق، مع ضرورة ضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.

وفي هذا السياق، بدأت قوات الأمن بالانتشار في عدد من المناطق لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، والحفاظ على النظام العام، وتأمين حماية المواطنين وممتلكاتهم، بما يعزز التهدئة والاستقرار.

وحذّرت الرئاسة من أي خرق للقرار، معتبرةً أن ذلك سيكون "انتهاكاً صريحاً للسيادة الوطنية"، وأكدت أنه "سيُواجَه بما يلزم من إجراءات قانونية، وفقاً للدستور والقوانين النافذة".

 

اشتباكات دموية عنيفة

وكانت اشتباكات دموية عنيفة، قد اندلعت في محافظة السويداء جنوبي البلاد بين الفصائل العسكرية الدرزية والفصائل العشائرية وقوات من الجيش السوري، في 13 تموز/يوليو الجاري، واستمرت لأيام عدة، وأسفرت عن مقتل المئات وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الإغاثة والخدمات الأساسية، أعقبتها حملة عسكرية من قوات الحكومة السورية للسيطرة على المدينة.

 

مظلوم عبدي: القضية الدرزية وطنية ويجب حلها دستورياً و بالحوار

من جهته نشر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، منشورًا على صفحته عبر منصة إكس، أكد فيه تلقي نداءات عاجلة من أهالي السويداء لتأمين ممرات آمنة للمدنيين ووقف الهجمات المستمرة.

‏وقال عبدي:‏‏”تلقينا نداءات عاجلة من أهلنا في السويداء لتأمين ممرات آمنة للمدنيين ووقف الهجمات المستمرة

‏إن قتل النساء والأطفال واستهداف الرموز الدينية جريمة ضد الإنسانية وقيم الشعب السوري. يجب أن تتوقف هذه الأعمال العدوانية فورًا، ويجب محاسبة المسؤولين عنها

‏بعد 14 عامًا من الحرب، حان الوقت لوقف سفك الدماء. لن تنهض سوريا إلا بالحوار والعمل

‏قضية شعبنا الدرزي قضية وطنية، ويجب أن يكون حلها دستوريًا وقائمًا على الحوار لا بالقوة”

 

تلقينا نداءات عاجلة من السويداء

وفي تصريح اخر اعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، الأربعاء، “تلقينا نداءات عاجلة من أهلنا في السويداء لتأمين ممرات آمنة للمدنيين ووقف الهجمات المستمرة”.

وتابع الجنرال عبدي قوله، إن “قتل النساء والأطفال واستهداف الرموز الدينية جريمة ضد الإنسانية وقيم الشعب السوري يجب أن تتوقف هذه الأعمال العدوانية فورا، ويجب محاسبة المسؤولين عنها”.

وأضاف أنه “بعد 14 عامًا من الحرب، حان الوقت لوقف سفك الدماء لن تنهض سوريا إلا بالحوار والعمل”.

وأشار إلى أن “قضية الشعب الدرزي قضية وطنية، ويجب أن يكون حلها دستوريًا وقائمًا على الحوار لا بالقوة”.

 

انتكاسة لآمال وتطلعات السوريين

بيان بخصوص الهجمات على قرى وبلدات محافظة السويداء:

نستنكر الهجمات والاعتداءات المستمرة التي تستهدف قرى وبلدات محافظة السويداء وأدت إلى فقدان العديد من أبناءها لحياتهم وحرق ونهب العشرات من بيوت ومزارع المدنيين.

إن الهجمات المتكررة على شعبنا في السويداء والمضايقات المستمرة التي يتعرض لها في حياته وتنقلاته وإرادته هي مصدر قلق لنا، وتمثل انتكاسة لآمال وتطلعات السوريين.

ندعو إلى وقف تلك الهجمات وضمان عدم تكرارها وإتاحة الفرصة الكاملة أمام المبادرات الوطنية لحل جميع القضايا بما يتوافق مع تحقيق تطلعات جميع مكونات الشعب السوري.

المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية

١٤ تموز ٢٠٢٥

 

الرئيس السوري: أحداث السويداء شكلت منعطفاً خطيراً

من جهته قال الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، السبت، إن الأحداث الأخيرة في السويداء شكلت انعطافاً خطيراً في الوضعين الأمني والسياسي في سوريا، مضيفاً “كادت الأوضاع أن تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة السورية، إذ إن غياب الدولة في الجنوب السوري أدى إلى اندلاع الفوضى في المنطقة”.

وأضاف في أول كلمة له بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار: “تطور النزاع بين مجموعات خارجة عن القانون من جهة، وبين البدو من جهة أخرى، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع بشكل غير مسبوق، وبدأت الاشتباكات بين هذه المجموعات تكاد تخرج عن السيطرة، لولا تدخل الدولة السورية، التي تمكنت من تهدئة الوضع”.

وبيّن الشرع أن “التدخل الإسرائيلي أعاد توتر الأوضاع، ودفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة قصفه السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق”.

وأوضح أن الوساطات الامريكية والعربية تدخلت على إثر هذه الأحداث في محاولة لتهدئة الأوضاع.

وأشار إلى أن غياب الدولة السورية في الجنوب أدى إلى اندلاع الفوضى، وقال: “مع انسحاب الدولة من بعض المناطق، بدأت مجموعات مسلحة من السويداء بشن هجمات انتقامية عنيفة ضد البدو وعائلاتهم، ما أدى إلى تهجير جماعي للسكان وخلق حالة من الرعب والفوضى”، وفق ما جاء في كلمته.

وأضاف: “هذه الهجمات الانتقامية، التي ترافقت مع انتهاكات لحقوق الإنسان، دفعت باقي العشائر إلى التوافد لفك الحصار عن البدو داخل السويداء”.

وبيّن الشرع أن “الاستقواء بالخارج، واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية، لا يصب في مصلحة السوريين، بل يفاقم الأزمة”، مشدداً على أن “الدولة السورية وحدها القادرة على الحفاظ على هيبتها وسيادتها في كل بقعة من الأراضي السورية”.

وأعرب عن التزام الدولة بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، ومضيّها في محاسبة جميع المنتهكين، قائلاً: “نتبرأ من جميع الجرائم والتجاوزات التي وقعت، سواء من داخل السويداء أو خارجها، ونؤكد أهمية تحقيق العدل وفرض القانون”.

ولفت إلى أنه “لا يجوز محاكمة الطائفة الدرزية بأكملها بسبب تصرفات فئة قليلة انزلقت في مواقف لا تمثل تاريخ هذه الطائفة العريقة، فمحافظة السويداء لا تزال جزءاً أصيلًا من الدولة السورية، كما أن الدروز يشكلون ركناً أساسياً من النسيج الوطني السوري”.وقال: “الأحداث الأخيرة، أثبتت أن أبناء السويداء، بجميع أطيافهم، يقفون إلى جانب الدولة ويرفضون مشاريع التقسيم”.

وتوجه الشرع بالشكر للعشائر، قائلا: “نشكر العشائر على مواقفها البطولية، لكننا ندعوها إلى الالتزام التام بوقف إطلاق النار، والامتثال لأوامر الدولة”.

كما عبر عن شكره للدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة، وللاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين على مواقفهم الرافضة للقصف الإسرائيلي والانتهاكات المتكررة للسيادة السورية، وكذلك شكر تركيا والدول العربية على جهودهم في إرساء الاستقرار.

 

دعوة الرئاسة الروحية للدروز

ودعت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحّدين الدروز في السويداء، فجر السبت، لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة.

وقالت الرئاسة الروحية في بيان: “نمد يدنا للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار والاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية لا للسلاح والفوضى”.

وأضاف البيان: “لم يكن أبناء الطائفة المعروفية دعاة تفرقة أو فتنة وإنما كانوا وعلى مدار التاريخ نبراساً في الإنسانية والتآخي، وطالما كان الجبل ملجأ لكل مظلوم وخائف”.

الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، يعلن نص اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، وسط إعلان عشائر الجنوب التزامها بالاتفاق، فيما حركة رجال الكرامة تتهم الحكومة باستمرارها بالخروقات.

 

الإفتاء السوري يفتي بحرمة قتل والاعتداء على المواطنين مهما كانت طائفتهم

من جهته حذر مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا من الانزلاق نحو "فتنة داخلية"، على خلفية التطورات التي تشهدها محافظة السويداء جنوبي البلاد.

جاء ذلك في بيان أصدره المجلس، فجر السبت، بينما تتصاعد الاشتباكات بين قوات العشائر العربية وبعض الجماعات الدرزية في محافظة السويداء، عقب انسحاب القوات الحكومية بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية بالمحافظة.وشدد المجلس على جملة من "المبادئ الإسلامية التي تحرم استباحة الدماء والانزلاق في الفتنة الداخلية"، محذرا من "خطورة التحريض الطائفي والاستقواء بالعدو الصهيوني المحتل"، على حد قوله.

كما أبرز "حرمة قتل الأطفال والنساء، وحرمة العدوان على المدنيين والضعفاء، وإخراجهم من ديارهم، من أي طائفة كانوا"، حسب المصدر ذاته.

وفي السياق، دعا البيان إلى "التمييز بين من يستقوي بالعدو (في إشارة لإسرائيل)، وبين المواطنين السوريين شركاء الوطن من جميع الطوائف والمكونات".

ولفت مجلس الإفتاء الأعلى إلى "حرمة الخطابات الطائفية التحريضية"، مشيرا إلى خطورتها في تمزيق النسيج الوطني.

وبيّن أن واجب الدولة الشرعي هو "حماية جميع المواطنين، وبسط الأمن، ومنع الفتنة، وردع المعتدين، وإغاثة المهجرين والمنكوبين، دون أي تمييز طائفي أو مناطقي"، حسب البيان.

وتنص التفاهمات أيضا على أن من تبقى في الداخل من أبناء العشائر في المحافظة، سيسمح لهم بالخروج الآمن دون أي اعتراض أو إساءة من أي طرف.

كما أوضح البيان، أن أي طرف يتصرف بشكل منفرد خارج إطار الاتفاق سيتحمل مسؤولية انهيار التفاهمات المبرمة.

 

"حصيلة كبيرة" للقتلى والنازحين جراء الاشتباكات

وارتفع عدد القتلى منذ بدء أعمال العنف في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، إلى 718، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المركز إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في مدينة السويداء بالتزامن مع وصول تعزيزات من مسلحي العشائر مع اتساع رقعة الاشتباكات وافتتاح قوات العشائر لمحور جديد من جهة تلول الصفا جنوب شرق سوريا، بالإضافة إلى التقدم نحو دوار العمران على المدخل الغربي لمدينة السويداء، أسفرت عن مقتل العديد من الطرفين.

وأشار المركز إلى مقتل 19 مدنيا من بلدة سهوة البلاطة بريف السويداء، بينهم نساء، ما يرفع عدد الضحايا منذ بداية الأحداث الدامية في المدينة إلى 718 قتيلا.

وأوضح المركز أن حصيلة الضحايا منذ صباح الأحد 13 يوليو، نتيجة الاشتباكات وعمليات الإعدام الميداني والقصف الإسرائيلي، ارتفعت إلى 718 قتيلا، موزعين على النحو التالي:

226 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 80 مدنيا، منهم 4 أطفال و4 سيدات.

305 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، بينهم 18 من أبناء العشائر البدوية.

15 من عناصر وزارتي الدفاع والداخلية، قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية.

3 أشخاص، بينهم سيدة واثنان مجهولو الهوية، قتلوا جراء قصف الطيران الإسرائيلي مبنى وزارة الدفاع.

إعلامي واحد قتل خلال الاشتباكات في السويداء.

165 شخصا، بينهم 26 نساء و6 أطفال ورجل مسن، أعدموا ميدانيا.

3 من أبناء عشائر البدو بينهم سيدة وطفل أعدموا ميدانيا.


20/07/2025