تقرير خاص/فريق الرصد والمتابعة
افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين (شمال)، يوم الاحد 1/9/2025، بحضور 20 من قادة منطقة أوراسيا.والتقط زعماء الدول العشر الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون صورة جماعية على السجادة الحمراء.
وانطلقت القمة في تيانجين قبل أيام من عرض عسكري ضخم يقام في العاصمة بكين لمناسبة مرور 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروس، و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثّل قرابة نصف سكان العالم و23,5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وهي تقدم على أنها قوّة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتضمّ بلدانها كمّيات كبيرة من مصادر الطاقة.
وتعدّ هذه القمّة الأكثر أهمّية للمنظمة منذ إنشائها في العام 2001، وتعقد هذه السنة في ظل أزمات متعدّدة تطول أعضاءها بصورة مباشرة، من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، مرورا بالملّف النووي الإيراني.
أكبر منظمة إقليمية في العالم
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن منظمة شانغهاي للتعاون أصبحت أكبر منظمة إقليمية في العالم.
وأدلى شي بهذه التصريحات خلال كلمته في الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في بلدية تيانجين بشمالي الصين.وأضاف شي أن منظمة شانغهاي للتعاون تضم 26 دولة، ويغطي التعاون فيها أكثر من 50 مجالا، ويبلغ إجمالي الناتج الاقتصادي لها ما يقرب من 30 تريليون دولار أمريكي.
وأضاف شي: "إن تأثير المنظمة الدولي وجاذبيتها يتزايدان يوما بعد يوم".
إيجاد أرضية مشتركة مع وضع الخلافات جانبا
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين إنه على الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون السعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع وضع الخلافات جانبا.
وأدلى شي بهذه التصريحات خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون الذي عقد في بلدية تيانجين بشمالي الصين.
وقال شي "إن جميع الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون أصدقاء وشركاء"، داعيا الدول الأعضاء إلى احترام خلافاتها والحفاظ على التواصل الإستراتيجي وبناء التوافق وتعزيز التضامن والتعاون.
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ منظمة شانغهاي للتعاون إلى التمسك بالإنصاف والعدالة، وقال شي "يجب علينا تعزيز منظور تاريخي صحيح للحرب العالمية الثانية، ومعارضة عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين الكتل وممارسات التنمر".كما دعا شي إلى الحفاظ على النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة، ودعم نظام التجارة متعدد الأطراف وفي قلبه منظمة التجارة العالمية.
وقال الرئيس الصيني إنه على الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون أن تتمسك بالانفتاح والشمولية.
وقال: "ينبغي على الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون تعزيز التفاهم والصداقة من خلال التبادلات الشعبية، ودعم بعضها البعض بحزم في التعاون الاقتصادي، والعمل معا على بناء حديقة حضارات تزدهر فيها جميع الثقافات في رخاء ووئام من خلال التنوير المتبادل".
ودعا شي منظمة شانغهاي للتعاون إلى السعي لتحقيق نتائج حقيقية وكفاءة عالية.
وحث شي على استخدام المركز العالمي لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية التابع لمنظمة شانغهاي للتعاون ومركز مكافحة المخدرات التابع للمنظمة وإنشاء بنك تنمية تابع للمنظمة في أقرب وقت ممكن لتوفير أسس أقوى للتعاون الأمني والاقتصادي بين الدول الأعضاء.
إنجازات رائدة وتاريخية في التنمية والتعاون
وقال الرئيس الصيني إن الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون حققت إنجازات رائدة وتاريخية في التنمية والتعاون للمنظمة.وقال "كنا أول من أنشأ آلية عسكرية لبناء الثقة في مناطقنا الحدودية، ما حول حدودنا الواسعة إلى رابطة صداقة وثقة متبادلة وتعاون"، معددا سلسلة من "الإنجازات غير المسبوقة" التي حققتها الدول الأعضاء في المنظمة.
وقال شي إن الدول الأعضاء في المنظمة كانت أول من اتخذ إجراءات متعددة الأطراف ضد القوى الثلاث المتمثلة في الإرهاب والانفصال والتطرف، وأول من أطلق تعاونا في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
وتابع "كنا أول من أبرم معاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل، ما أعلن التزامنا بإقامة صداقة دائمة والامتناع عن الأعمال العدائية".
وأضاف شي أن الدول الأعضاء كانت أيضا أول من طرح رؤية الحوكمة العالمية التي تتميز بمشاورات مكثفة ومساهمة مشتركة من أجل المنفعة المشتركة، في سعي لممارسة تعددية الأطراف الحقيقية.
إعلان قمة منظمة شنغهاي
وفي ختام القمة ،أكد قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون على أن احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هي أسس التنمية المستقرة للعلاقات الدولية.
جاء ذلك في إعلان تيانجين، الذي اعتمده القادة، ، في ختام قمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون الـ25 التي عُقدت في مدينة تيانجين الصينية.
ولفت الإعلان إلى أن السياسة والأوضاع الاقتصادية وسائر مجالات العلاقات الدولية في العالم تمر بتحولات عميقة وتاريخية.
وأشار إلى أن النظام الدولي يسير من جهة نحو تعددية قطبية أكثر عدلا ومساواة في التمثيل، في حين تتزايد من جهة أخرى حالة الاستقطاب الجيوسياسي، وهو ما يشكل تهديدا لأمن واستقرار منطقة منظمة شنغهاي للتعاون والعالم.
وتضمن الإعلان إشارة ضمنية إلى سياسات زيادة الرسوم الجمركية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا أن الاقتصاد العالمي، وخاصة التجارة الدولية والأسواق المالية، تأثرت سلبا بشكل كبير من تلك السياسات.
حق الشعوب في تحديد مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية
وشدد الإعلان على التزام الدول الأعضاء بميثاق الأمم المتحدة وبالمبادئ الأخرى المتعارف عليها في القانون الدولي، داعيا إلى أن تضطلع الأمم المتحدة بدورها التنسيقي المركزي بالكامل من أجل عالم متعدد الأقطاب أكثر تمثيلا وديمقراطية وعدلا.
وأكد تمسك الدول الأعضاء بحق الشعوب في تحديد مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل مستقل، مشددا على أن احترام السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي والمساواة والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، هي أسس التنمية المستقرة للعلاقات الدولية.
وأشار إلى تعبير قادة الدول الأعضاء عن رفضهم لمعالجة القضايا والأزمات الدولية والإقليمية بطرق تقوم على المواجهة أو تشكيل التكتلات.
حقوق الإنسان والحريات
كما جدد القادة في الإعلان التأكيد على عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة وترابطها، وأهمية احترام الحقوق والحريات الأساسية، رافضين اعتماد معايير مزدوجة في قضايا حقوق الإنسان أو استخدامها ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
واعتمد القادة وثيقة أطلقوا عليها اسم "إستراتيجية التنمية العشرية لمنظمة شنغهاي للتعاون" لتطوير المنظمة بشكل أكبر بما يضمن السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة.
كما أعلن القادة عن منح الدولة الآسيوية لاوس صفة "شريك حوار"، ومنح رابطة الدول المستقلة صفة "مراقب".
وأكدت الدول الأعضاء في "إعلان تيانجين" على ضرورة توسيع التبادلات والتعاون مع الأمم المتحدة وهيئاتها، وإطلاق مبادرة لتطوير اتفاقية بشأن تيسير التجارة ضمن منظمة شنغهاي للتعاون، وإعداد وتوقيع اتفاقية لإجراءات بناء الثقة في المجال العسكري.
كما جددت دول منظمة شنغهاي للتعاون، تأكيدها على "مواصلة العمل المشترك لتعزيز أنشطة مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار الأيديولوجيات المتطرفة والتعصب الديني والقومية العدوانية والتمييز العرقي".
وعبّر "إعلان تيانجين" عن تمسكه بحزم بـ"نظام تجاري متعدد الأطراف منفتح وشفاف ومنصف وشامل وغير تمييزي يقوم على المبادئ والقواعد المعترف بها دوليا، وتعززه، وعلى تعزيز التنمية الاقتصادية في العالم المفتوح، وضمان الوصول العادل إلى الأسواق والمعاملة الخاصة والتفضيلية للبلدان النامية".
وقررت الدول الأعضاء المعنية، إنشاء مصرف التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون، والتعجيل بالمشاورات بشأن مجموعة من المسائل المتعلقة بعمل المؤسسة المالية.
وشددت الدول الأعضاء على أهمية الدور الذي يضطلع به الاتحاد المصرفي لمنظمة شنغهاي للتعاون، وأشارت إلى أن الاتحاد المصرفي لمنظمة شنغهاي للتعاون أصبح، بعد 20 عاما من التطور، آلية مفضلة في القطاع المالي، ودعت إلى التعجيل بتسوية مسألة تفويض إيران للمصارف للانضمام إلى المنظمة.
التعاون في مجال الطاقة
كما عبّرت الدول الأعضاء عن تأييدها توسيع نطاق التعاون الشامل والمنفعة المتبادلة في مجال الطاقة، وتعزيز مرونة سلسلة التوريد في قطاع الطاقة، وتعزيز التنمية المستدامة والمستقرة والمتوازنة لسوق الطاقة العالمية غير التمييزية.
واعتمد الاجتماع، بيان مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون بشأن التنمية المستدامة للطاقة، وأقر خارطة الطريق لتنفيذ استراتيجية تنمية التعاون في مجال الطاقة بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2030.
وشددت الدول الأعضاء، على تعزيز التعاون في مجالات أمن الطاقة وحماية البنية التحتية للطاقة، وتعزيز التعاون الاستثماري والتحول العادل في مجال الطاقة، وتحقيق التنمية المستدامة في مجال الطاقة على الصعيد الإقليمي، وسيجري النظر في وضع واعتماد خطة شاملة لتعزيز التعاون الشامل في مجال الطاقة المتجددة.
حرب غزة
في سياق آخر، أعرب القادة عن "قلقهم العميق" إزاء التصعيد المستمر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع الإنساني الكارثي في غزة، وفق البيان.وأدانت الدول الأعضاء بشدة، "الأعمال التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين في غزة"، وفق البيان المشترك الصادر عقب القمة الخامسة والعشرين لرؤساء دول وحكومات منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين.
وأكدت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون على "ضرورة التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتكثيف الجهود لضمان السلام والاستقرار والأمن لسكان المنطقة".
كما شددت على أن "السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط هو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية"، وفق البيان المشترك.
طلبات الانضمام إلى المنظمة
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن في ختام القمة، أن منظمة شنغهاي للتعاون، تدرس طلبات عشرات الدول للانضمام إلى صفوفها بصفة مراقب أو شريك في الحوار.
واعتبر بوتين، أن حجم طلبات الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، "يدل على أن اهتمام المجتمع الدولي بالعمل مع المنظمة، والرغبة في التعاون المتكافئ معها، آخذ في النمو".
وأضاف: "هذه ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها طلبات وفقا لهذا الإطار الموسع الذي يجمع قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون والدول المراقبة وشركاء المنظمة في الحوار والضيوف ورؤساء المنظمات الدولية الريادية".
وتابع: "هذا يدل بشكل واضح على الاهتمام بالعمل الواسع للمنظمة من قبل المجتمع الدولي وازدياد عدد الدول الراغبة في الحوار المتساوي والمنفتح مع منظمتنا، حيث يضم محور المنظمة بالإضافة إلى الدول العشر الأعضاء، دولتين مراقبتين هما منغوليا وأفغانستان و15 دولة شريكة في الحوار".
القضايا الإنسانية والأمنية
كما أعرب القادة عن قلقهم العميق إزاء التصعيد المستمر في غزة، داعين إلى وقف الأعمال العدائية وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين. وفي السياق الأمني، شددت القمة على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب والتطرف، بما يشمل تبادل المعلومات والتنسيق الأمني.
وتحمل هذه القمة رسائل سياسية واضحة: هناك تحوّل تدريجي في موازين القوى العالمية، مع تصاعد تأثير الصين وروسيا والهند في صياغة النظام الدولي. القمة لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي تقليدي، بل منصة لتأكيد رؤية مجموعة من الدول الكبرى في بناء عالم أكثر عدلا وتوازنا، حيث يكون التعاون متعدد الأقطاب، وليس الهيمنة من طرف واحد، هو المعايير الجديدة للعلاقات الدولية.
يمكن القول إن قمة شنغهاي 2025 شكلت محطة مهمة لتحديد اتجاهات السياسة العالمية في السنوات القادمة، خصوصا في ظل النزاعات الإقليمية المستمرة، والتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها الدول النامية.
و"شنغهاي للتعاون" هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية، تأسست عام 2001 في مدينة شنغهاي الصينية، وتضم 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
شي وبوتين :تعزيز التعاون بين الدولتين
الى ذلك أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم (الثلاثاء) بالعلاقات بين الصين وروسيا بوصفها نموذجا للعلاقات بين الدول الكبرى، وتعهد الزعيمان بتعزيز التبادلات رفيعة المستوى والدعم المتبادل والتنسيق بين البلدين، من أجل تنمية أكبر للعلاقات الثنائية في المستقبل.وقال شي في أثناء إجرائه محادثات مع بوتين، إن العلاقات بين الصين وروسيا تتسم بصداقة وحسن جوار دائمين، وتنسيق استراتيجي شامل، وتعاون متبادل المنفعة.
ويزور الرئيس الروسي الصين حاليا لحضور قمة منظمة شانغهاي للتعاون 2025، واحتفالات بمناسبة الذكرى الـ80 للانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية.
وأضاف شي أن الصين مستعدة لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى مع روسيا، ودعم بعضهما البعض في تحقيق التنمية والنهضة، وتنسيق المواقف في الوقت المناسب بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما، ودفع العلاقات الثنائية نحو المزيد من التنمية.
وأشار شي إلى أنه يتعين على الجانبين الاستفادة من المشاريع الكبرى لتوجيه تعاونهما، وتطوير مشاريع تعاون نموذجية، وتعزيز مستوى عميق من تكامل المصالح، داعيا إلى تعزيز المرونة والتفاهم في التعاون، وبذل جهود شاملة لتوطيد التعاون الشامل.
وقال شي إن حضور كل من رئيسي الدولتين الاحتفالات التي أقامتها الدولة الأخرى بمناسبة الانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية يوضح بشكل كامل مسؤوليتهما كدولتين منتصرتين رئيسيتين في الحرب العالمية الثانية وعضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويُظهر أيضا عزمهما الراسخ على الدفاع عن نتائج النصر في الحرب العالمية الثانية وحماية المنظور التاريخي الصحيح إزاء الحرب.
وفي أثناء حديثه عن مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها حديثا، قال شي إن الهدف من اقتراح المبادرة هو العمل مع جميع الدول ذوات التفكير المماثل لحماية أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بحزم، وبناء نظام حوكمة عالمية أكثر عدالة وإنصافا.
من جانبه، قال بوتين إن العلاقات بين روسيا والصين، في ظل قيادة رئيسي الدولتين، أظهرت أهمية استراتيجية كبيرة، ووصلت إلى مستوى تاريخي.وأضاف بوتين أن البلدين أظهرا للعالم أن دعمهما المتبادل وجهودهما المشتركة في الحرب العالمية ضد الفاشية، كانا عاملين لهما دور مهم في تحقيق النصر في ساحات المعارك الرئيسية للحرب العالمية الثانية في أوروبا والشرق، وأظهرا أيضا للعالم موقفهما الثابت في الدفاع المشترك عن الحقيقة التاريخية وحماية ثمار النصر في الحرب العالمية الثانية. وأوضح بوتين أن مبادرة الحوكمة العالمية، التي تعد مبادرة ضرورية جاءت في الوقت المناسب، ستؤدي دورا مهما في معالجة القصور في الحوكمة العالمية.
وأعرب بوتين عن استعداد روسيا للمحافظة على التنسيق الاستراتيجي مع الصين، وتعميق التبادلات رفيعة المستوى، وتعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات، وذلك بغية مواصلة تعزيز التنمية عالية المستوى للعلاقات الثنائية.
ووقع الجانبان أكثر من 20 وثيقة تعاون ثنائي تغطي قطاعات الطاقة والفضاء والذكاء الاصطناعي والزراعة والتفتيش الجمركي والحجر الصحي والصحة والبحث العلمي والتعليم والإعلام.