×


  کل الاخبار

  إرث نضالي وفكري متجذر بين الماضي والحاضر



الرئيس عبد اللطيف رشيد وعائلته نموذجا

 

يشكّل رئيس الجمهورية العراقية الدكتور عبد اللطيف رشيد اليوم صورة متكاملة لزعيم وطني جمع بين النضال في المعارضة ضد الدكتاتورية، والإيمان الراسخ بقيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في الحكم. غير أن مسيرته لا يمكن فهمها دون التوقف عند الإرث العائلي الكردي العريق الذي ينتمي إليه، والذي كرّس حياته لمقارعة الدكتاتورية ونشر قيم الحرية والعدالة، بدء من والد زوجته المفكر والقاضي والكاتب إبراهيم أحمد، وصولا إلى زوجته السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد.

 

*إرث فكري ونضالي متجذر

لقد ترك الراحل إبراهيم أحمد بصمة خالدة في التاريخ الكردي والعراقي عموما، ليس فقط من خلال عمله السياسي كأحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني وسكرتيره العام لسنوات، بل أيضا عبر عطائه الأدبي والفكري. فقد ألّف روايته الشهيرة مأساة شعب التي لم تكن مجرد عمل أدبي، بل وثيقة نضالية استشرفت المستقبل؛ حيث وضع فيها مفاهيم المقاومة، والعدالة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

لقد تحولت تلك الرؤية إلى منارة فكرية ونضالية استرشد بها الجيل اللاحق من القادة والمصلحين، وفي مقدمتهم صهره الدكتور عبد اللطيف رشيد، وابنته السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، التي استمدت من إرثها العائلي وصلابة زوجها ما جعلها مثالا حيا لوريثة هذا التاريخ الزاخر بالعطاء والتضحية.

 

*السيدة الأولى: صوت الحقوق والمساواة*

برزت السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد كصوت مدافع عن الحقوق والمساواة، مستلهمة من إرث والدها النضالي ومن صلابة شريكها في درب الإصلاح. وقد أكدت في مواقفها الدولية والإقليمية على مبدأ العيش المشترك والسلام، لتصبح رمزا داعما للقيم السامية التي رسّخها والدها، ومكملا طبيعيا لمسيرة زوجها الرئيس.

 

الرئيس عبد اللطيف رشيد: تجسيد عملي للإرث

لم يكن الرئيس رشيد بعيدا  عن هذه المنظومة الفكرية، بل كان امتدادا عمليا لها. فقد خاض معركة المعارضة ضد النظام السابق بشجاعة، وأسهم في جهود التغيير وبناء عراق ديمقراطي يقوم على أسس دولة القانون وضمان الحريات.

وقد كرّس الرئيس رشيد هذا الالتزام من خلال فهمه العميق لمهام منصبه التي حددها الدستور العراقي في مادته (67)، والتي نصت على ما يلي:

“*رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه”.*

وقد جسّد فخامته هذا الالتزام عمليا في مواقفه المبدئية، مثل رفضه إصدار مرسوم جمهوري لتعيين محافظ صلاح الدين عام 2024 بسبب وجود قيود قضائية بحقه، في خطوة عبّرت عن تمسكه بالنزاهة ومحاربة الفساد، ورسّخت صورته كرئيس يقف فوق المصالح الضيقة.

 

وحدة المفاهيم بين الفكر والممارسة

إن الربط بين فكر الراحل إبراهيم أحمد وتجربة الرئيس عبد اللطيف رشيد وعقيدة السيدة الأولى يكشف بجلاء عن خيط واحد من القيم الممتدة: الديمقراطية، المساواة، احترام القانون، والوقوف في وجه الظلم. فبينما دوّن إبراهيم أحمد هذه المبادئ في مأساة شعب كرسالة للأجيال، جاء الرئيس رشيد وزوجته ليحوّلا هذه الرسالة إلى واقع ملموس في السياسة والمجتمع.

 

الدولة فوق المصالح

وفي خضم التحديات الداخلية والإقليمية، يظل الرئيس عبد اللطيف رشيد نموذجا حيا للإرث النضالي الذي جمع بين الفكر، والسياسة، والعدالة. إنّ مواقفه الواضحة ضد الفساد، ورفضه للمحاصصة، وتشبثه بالدستور، تؤهله لأن يكتب فصلا جديدا في تاريخ الرئاسة العراقية، يكون عنوانه: *الدولة فوق المصالح*.

واليوم، تتجه الأنظار إليه مجددا في قضية قائمة السفراء، حيث تعلو الأصوات الشريفة مطالبة فخامته برفض تمرير مراسيم تخدم أجندات حزبية ضيقة، وتتنافى مع روح الدستور ومبادئ النزاهة.

 *إن الموقف الجماهيري والشعبي واضح وصارم في رفض تمرير هذه القائمة سيئة الصيت، إذ يرفضها أبناء الشعب جملة وتفصيلا. وفخامة الرئيس، بصفته المدافع الأول عن الدستور وحقوق الشعب، يستوجب منه أن يرفض هذه القائمة رفضا قاطعا، ليكون الأمر جليا ومفهوما للجميع بأن رئيس الجمهورية هو الحامي الأول والأخير للدستور وللشعب العراقي*

إن التاريخ لا ينسى، وسيخلّد مثل هذا الموقف إن تحقق، كعلامة مضيئة في مسيرة رجل آمن بأن الكرامة لا تتجزأ، وأن النضال لا تكتمل صورته الناصعة الا بموقف يضل شاخصا في تأريخ الرجال،

كل اصحاب العقل والمبدأ يتطلعون لمثل هكذا خاتمة فبداية في النضال لايليق بها الا خاتمة بهذا المستوى الرفيع من رفض الظلم والاستبداد،  وفخامته اهلا لها.


07/09/2025