اصدر رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني بيانا يوم الأحد 31/8/2025 حول الاحداث التي شهدتها مدينة السليمانية مؤخرا فيما يأتي نصه:

شهدت مدينة السليمانية خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الأحداث المؤسفة التي خلّفت الحزن والأسى بين المواطنين وعوائلهم، وأثارت قلقا واسعا لدى الرأي العام، فقد أقدمت مجموعة ميليشياوية خارجة عن القانون على تحويل عدد من الأحياء السكنية إلى ما يشبه المعسكرات والثكنات العسكرية، واتخذتها منطلقا لشنّ هجمات ضد القوات الأمنية الرسمية، وكانت تلك القوات تؤدي في حينه واجبها القانوني المتمثل في تنفيذ أوامر القضاء بحق المطلوبين، إلى جانب مهمتها الأساسية في حماية المواطنين وممتلكاتهم وصون الاستقرار في المدينة وقد عرضت أفعال هذه المجموعة حياة المدنيين للخطر، وسعت إلى الانتقاص من دور المؤسسات الأمنية التي تمثل خط الدفاع الأول عن المجتمع وأفراده.

 وفي مثل هذه الأوضاع المعقدة، يصبح انتشار الأخبار غير الدقيقة أمرا يسيرا، حيث يتحول التنافس بين بعض وسائل الإعلام ـ بدل أن يكون وسيلة لتوضيح الحقائق وكشف الغموض ـ إلى عامل تضليل وتشويه متعمد للوقائع.

ومن هنا أؤكد، وبكل وضوح، أن لا أحد فوق القانون، سواء أكان فردا أم جماعة مليشياوية و إن مصير الذين يهددون الأمن والاستقرار، الذي بذلنا في سبيله تضحيات جسيمة، لن يُحسم بالتكهنات أو الحملات الإعلامية المضللة، بل عبر السياقات القانونية والآليات الدستورية في إطار العملية الديمقراطية.

إن جهاز الآسايش، بوصفه مؤسسة أمنية قانونية تابعة لحكومة إقليم كوردستان، قد نشر تقريره الخاص بشأن الأحداث الأخيرة، موضحا فيه جميع الحقائق المرتبطة بها، ومن واجبنا جميعا أن نفسح المجال أمام السلطة القضائية لتضطلع بمهامها كاملة، بعيدا عن أي تدخل في عملها.

وانطلاقا من هذه المسؤولية، وجّهتُ جميع المؤسسات الإعلامية التابعة لحزبنا بألا تنجر إلى ردود فعل أو تسهم في تضخيم الحملات الباطلة التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام، فنحن لن نسمح لأنفسنا بالهبوط إلى مثل هذا المستوى، إذ إن مهمتكم الأساسية تكمن في نقل الحقائق كما هي، وصون ثقة الجماهير.

إن أولويتنا القصوى يجب أن تتمثل في حماية حياة المواطنين وحقوقهم، والدفاع عن سيادة القانون، وقطع الطريق أمام كل من يسعى إلى فرض إرادته بالقوة والترهيب بدلا من كسب ثقة الناس.

إننا ندعو السلطة القضائية إلى القيام بمهامها كاملة، بما ينسجم مع مبادئ القانون والعدالة والشفافية، مع ضمان صيانة حقوق كل فرد دون استثناء. فلا يمكن أن تُفرض إرادة مجموعة مليشياوية على حساب تطلعات المواطنين المشروعة إلى السلام والوحدة والديمقراطية.

بافل جلال طالباني

رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني

31/8/2025