الاتحاد الوطني … سياسة الاعتدال وتحويل التحديات إلى فرص
*يوسف الطيب
في المشهد السياسي الكوردستاني، يبرز الاتحاد الوطني الكوردستاني كقوة تمتاز بالاعتدال والمرونة، بعيدا عن الانفعال أو القرارات المتسرعة. هذه الخصائص لم تأتِ صدفة، بل هي نتاج تجربة سياسية طويلة، مرت بمراحل صعبة من النضال والمواجهة، وصولا إلى مرحلة الإدارة والبناء.
السياسة التي ينتهجها ويقودها الاتحاد الوطني اليوم تقوم على فن إدارة الأزمات وتحويلها إلى فرص. فبدلا من تضخيم الخلافات أو تغذية النزاعات، يسعى الحزب إلى مقاربة واقعية هادئة تركز على الحلول العملية والجذرية. وهذه الرؤية تجعل منه جسرا للتفاهم بين القوى المختلفة، وقاعدة لتقريب وجهات النظر، سواء داخل إقليم كوردستان أو مع بغداد، وحتى في محيط العراق الإقليمي.
الاعتدال لا يعني التنازل عن الحقوق، بل يعني التمسك بالثوابت مع اعتماد خطاب عقلاني وحوار بناء ، يفتح الأبواب أمام حلول تصب في مصلحة شعب كوردستان. الاتحاد الوطني يدرك أن القضايا الكبرى لا تحل بالصدام أو الخطاب المتشنج، بل عبر قرارات محسوبة ومدروسة، تستند إلى قراءة دقيقة للواقع والتحديات.
ولعل أبرز ما يميز سياسة الاتحاد الوطني أنه لا ينظر إلى المشاكل على أنها أزمات مغلقة، بل على أنها فرص للتجديد والإصلاح والتطوير. هذه الرؤية تمنحه مرونة عالية في التعامل مع التحديات، وتجعله أقرب إلى الناس وأكثر استجابة لطموحاتهم.
إن المرحلة المقبلة في كوردستان تحتاج إلى هذا النمط من التفكير: سياسة هادئة، عقلانية، قادرة على تحقيق التوازن بين الطموح الوطني والمصالح الواقعية، بين الحاضر والمستقبل. وبذلك يمكن القول إن الاتحاد الوطني الكوردستاني ماض في ترسيخ حضوره كقوة سياسية تتبنى الحلول الجذرية والقرارات الحكيمة، خدمة لشعب كوردستان وتطلعاته نحو الاستقرار والازدهار.
07/09/2025
|