*وكالة الانباء السورية
أكد الرئيس أحمد الشرع، الجمعة 12 أيلول، أن سوريا لا تريد أن تكون مع أي دولة في العالم بحالة من القلق والتوتر والكرة بملعب الدول التي تريد إثارة الفتن والقلاقل في سوريا.
وقال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة"الإخبارية"السورية إن “سوريا تبحث عن الهدوء التام في العلاقات مع كل دول العالم والمنطقة وهذه سياسة واضحة منذ اللحظات الأولى”.
برود في العلاقة مع إيران
وأضاف أن “سقوط النظام أدى لإخراج الأذرع الإيرانية من المنطقة وسوريا دخلت في حالة من البرود في العلاقة مع إيران”، مشيرا إلى أن بعض الأطراف الإيرانية لا تزال تنظر إلى أنها خسرت المحور بأكمله بخسارتها لسوريا على أنها أهم موطئ قدم بالنسبة لها”.
الرئيس الشرع أوضح أنه “بالنسبة لإيران كان الجرح أعمق بعض الشيء ونحن لا نقول سيكون هناك قطيعة دائمة بيننا وبين الإيرانيين”
مطار حميميم كان تحت المراقبة
في سياق متصل، أكد الرئيس الشرع أن هناك روابط وثيقة ما بين سوريا وروسيا ولدت منذ نشأة سوريا عام 1946.
وذكر أنه “في بداية العمل العسكري كنت أمام عدة خيارات وكان بإمكاننا أن نستهدف قاعدة حميميم وأن نستهدف كل الطائرات الموجودة داخلها”.
وأشار السيد الرئيس إلى أن “طائرات شاهين كانت تراقب مطار حميميم من الأجواء لكن الاستهداف كان سيدفع روسيا للدخول بزحم أكبر في المعركة”، لافتا إلى أنه “اثناء التكتيك في العمل العسكري عملنا على تشتيت الطيران الروسي”.
التزامات متبادلة مع الروس
وكشف الرئيس الشرع أنه “بعد سيطرتنا على حلب بدأنا بفتح العلاقات والتواصل مع روسيا في ذلك الوقت”، منوها إلى أن “سوريا لديها ارتباطات متعددة مع روسيا سابقا ونحن ورثناها فينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة”.
وقال: “إذا بقينا ننظر إلى الماضي فلن نستطيع أن نتقدم إلى الأمام وينبغي أن نتجاوز عقبات الماضي ونتعامل بديناميكية واسعة”، مؤكدا: “المهم أن تبنى العلاقات على أساس السيادة السورية واستقلال قرارها وعلى أساس أن تكون المصلحة السورية أولا”.
وبين الرئيس أنه “عندما وصلنا إلى حماة في معركة التحرير جرت مفاوضات بيننا وبين روسيا.. وعند وصولنا إلى حمص ابتعد الروس في هذا الوقت عن المعركة وانسحبوا تماما من المشهد العسكري ضمن اتفاق جرى بيننا وبينهم”.
وأوضح أن الروس أعطوا التزامات معينة لسوريا الحالية، ونحن أعطينا التزامات، ونحن وفينا بها وهم وفوا بها حتى اللحظة”.
وشدد الرئيس الشرع على أن “سوريا استطاعت أن تبني علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الغرب وأن تحافظ على علاقة هادئة مع روسيا، لافتا إلى أن سوريا استطاعت أن تجمع ما بين المتناقضات العالمية الحالية بسبب قوة الحدث الذي حصل ومحبة الناس لسوريا.
أخطاء من جميع الأطراف في السويداء
وأوضح الرئيس الشرع أن “السويداء جرى فيها خلاف بين البدو والطائفة الدرزية الكريمة هناك وتطور هذا الخلاف”، مشيرا إلى أن أخطاء حصلت من جميع الأطراف من الطائفة الدرزية الكريمة ومن البدو وحتى من الدولة نفسها.
وأكد أن “الواجب كان أن نوقف سيل الدماء ثم شكلنا لجانا لتقصي الحقائق ويجب محاسبة كل من أساء أو أخطأ في هذا الجانب أو تعدى على الناس”، مشددا على أن مجتمع السويداء جزء أساسي من المجتمع السوري وهو مكون أصيل فيه.
وذكر الرئيس أنه حصل في السويداء جرح يحتاج وقتا ليلتئم وقد شكل ردة فعل لدى بعض الأطراف هناك.
وقال: “كنت داعما لأبناء السويداء منذ خمس سنوات قبل التحرير وأنا أتابع وضعهم بشكل كبير منذ أن كنت في إدلب”، لافتا إلى أنه “قبل سنة ونصف تقريبا من سقوط النظام بدأت حركة الكرامة في السويداء وكنا داعمين لها بشكل قوي”.
سوريا لا تقبل القسمة
وشدد السيد الرئيس على أن سوريا لا تقبل القسمة وأي طموح في استقلال أو ما شابه ذلك، وهذا تاريخيا جُرب خلال المئة سنة الماضية.
واعتبر أن التقسيم يورث العدوى، منوها إلى أنه إذا أراد شمال شرق سوريا أن يذهب إلى نوع من التقسيم فإن العراق وتركيا ستتأذيان بشكل كبير.
وأوضح السيد الرئيس أن “منطقة شمال شرق سوريا يمثل فيها المكون العربي أكثر من 70% وقسد لا تمثل كل المكون الكردي حتى نقول إن هذا صوت المنطقة هناك”
وأشار إلى أن المفاوضات مع قسد كانت سارية بشكل جيد، لكن يبدو هناك نوع من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق.
واتفقنا على بعض الخصوصيات للمناطق الكردية
وبيّن السيد الرئيس أن “الاتفاق مع قسد وضع له مدة إلى نهاية العام وكنا نسعى لأن تطبق بنود الاتفاق نهاية شهر 12 القادم”، مؤكدا: “قمت بكل ما يجنب شمال شرق سوريا الدخول في معركة أو حرب”.
كما قال الرئيس الشرع: “وافقنا على دمج قوات قسد في الجيش العربي السوري واتفقنا على بعض الخصوصيات للمناطق الكردية”.
وأكد السيد الرئيس أنه” في نهاية المطاف سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة وهذا قسم أقسمناه أمام الناس بوجوب حماية كل التراب السوري وأن تتوحد سوريا”.
وشدد على أن مصلحة السويداء ومصلحة شمال شرق سوريا مع دمشق، وهذه فرصة لسوريا للملمة جراحها والانطلاق في حلة جديدة.
سقف الحرية واسع في سوريا وأقرأ من ينتقدني
وقال الرئيس أحمد الشرع ، إن سقف الحرية واسع في سوريا والحالة الصحية والسليمة أن يكون هناك أصوات ناقدة.وأضاف أن العالم تجاوز أي فكرة لحصار الإعلام في بوتقة صغيرة خاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي.وأكد أن القانون هو الذي ينبغي أن يحمي حق السلطة ويحمي حق الشعب ويحمي حق المؤسسة نفسها.
وذكر الرئيس: “أقرأ من ينتقدني والمهم أن يكون النقد صحيحا ومنبها حتى لو كان جارحا”، مشيرا إلى أنه في “بعض الأحيان النقد يدل على أن الجمهور لا يفهم سياسات الدولة فتحتاج الدولة لتوضيح هذه السياسات”.
وشدد الشرع على أنه “لسنا في زمن يقرر فيه الرئيس كل شيء ولا أريد لسوريا أن تكون هكذا ولا أعتقد أن الشعب يقبل بهذا الأمر”.
وقال الشرع: “أعتقد أن الحالة الصحية أن تكون هناك حرية واسعة للإعلام وأن تكون الضوابط قليلة”.